رئيس جامعة القاهرة: أحلم بإنشاء «فرع دولى» بالعاصمة الإدارية وسنموله بنظام «الشراكة».. ورؤيتى للتطوير تستهدف دخول عصر «الجيل الثالث»

كتب: توفيق شعبان وأحمد أبوضيف

رئيس جامعة القاهرة: أحلم بإنشاء «فرع دولى» بالعاصمة الإدارية وسنموله بنظام «الشراكة».. ورؤيتى للتطوير تستهدف دخول عصر «الجيل الثالث»

رئيس جامعة القاهرة: أحلم بإنشاء «فرع دولى» بالعاصمة الإدارية وسنموله بنظام «الشراكة».. ورؤيتى للتطوير تستهدف دخول عصر «الجيل الثالث»

  • مُصرون على الانضمام لاتفاقية «بولونيا» لعمل توأمة فى مقررات الجامعة مع الجامعات الأوروبية والسماح بتبادل الطلاب للدراسة فى مصر والاتحاد الأوروبى
  • نُعد خططاً لدعم موارد الجامعة وإنشاء الفرع الدولى فى «الشيخ زايد» وسنطالب «التعليم العالى» بزيادة الوافدين لدعم القوة الناعمة لمصر
  • وجهت من أول يوم لى فى رئاسة الجامعة بالتحول نحو اللامركزية وتوزيع سلطة اتخاذ القرار وممارسة عمداء الكليات صلاحياتهم
  • نحتاج خطاباً دينياً جديداً وليس «تجديد الخطاب الدينى» وهذه مسئولية كل مؤسسات الدولة بمشاركة الأزهر ومستعدون للمساهمة فيها
  • لدينا 163 مركزاً.. وسننشئ عيادات خارجية لتقديم استشارات مثل «دراسات مجتمع الأعمال وخدمات الزراعة والخبرات الهندسية»
  • تفعيل دور وحدة «مكافحة التحرش» لمنع تلك الظاهرة.. ولابد من تغيير نظرة الرجل للمرأة والعكس لتكون «إنسانية» وليست «جنسية»

 

«الفيلسوف» على مقعد رئيس جامعة القاهرة، هكذا توجت المسيرة الطويلة للأستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت، الأكاديمى المرموق، وأحد أهم الفلاسفة العرب المعاصرين، وفق تصنيف كرسى اليونيسكو للفلسفة.

صاحب الإسهامات الفكرية والنقدية والفلسفية المُقدرة بـ41 كتاباً مؤلفاً و27 بحثاً علمياً، يتولى اليوم مهمة مركبة، لا تتوقف عند حدود إدارة جامعة القاهرة، بل تمتد لتشمل نهضة يتمناها ويسعى إليها بما يليق بهذا الصرح العريق، فضلاً عن تطلعه للإسهام الجاد فى دعم الدولة المصرية فى هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن، بما تمثله جامعة القاهرة كأحد روافد القوة الناعمة لمصر.

«الخشت»، وهو ابن لجامعة القاهرة، يعرفها ويدرك مشكلاتها، كما يعرف «كف يده»، وهو ما عكسه حديثه فى ندوة الوطن، وتشخيصه للتحديات والعقبات التى تواجه نهضة الجامعة، وخطته لتجاوزها، وتنفيذ رؤيته لتطوير الجامعة من أجل اللحاق بـ«عصر جامعات الجيل الثالث»، وتقديم قيمة مضافة للاقتصاد المصرى عبر جيل جديد من الخريجين يتوافق مع سوق العمل، كاشفاً أن لديه حلماً عظيماً بافتتاح فرع دولى لجامعة القاهرة فى العاصمة الإدارية الجديدة، حال وجود قرار سياسى بذلك.

الأرض ليست مفروشة بالورد أمام أستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة، فـ«الخشت» الذى يجمع بين التعمق فى التراث الإسلامى والفكر الغربى، يتولى مسئولية كبرى فى وقت تتعرض فيه مصر والعالم لخطر الإرهاب، بما يفرض على كل المؤسسات والدول مواجهة شاملة، وفى هذا الإطار يرى أن مصر تحتاج خطاباً دينياً جديداً وليس تجديد الخطاب الدينى، وأن التعليم بـ«التلقين» أكبر داعم للإرهاب، وإلى وقائع الندوة:

{long_qoute_1}

فى البداية.. ما رؤيتك الجديدة لتطوير منظومة التعليم داخل جامعة القاهرة؟

- أنا أسعى لتطوير منظومة العملية التعليمية بمختلف كليات الجامعة، كما أسعى إلى خدمة الأهداف القومية والوطنية بالجامعة، ولذا أرى أنه يتحتم الدخول بها إلى عصر «جامعة الجيل الثالث»؛ حيث إن «جامعة الجيل الأول» تهدف فقط إلى التعليم ودورها هو الدفاع عن الحقيقة، والتدريس فيها يكون بدون تخصصات دقيقة، وتنتج مجرد موظفين، والتوجه فيها محلى، وتتكون من كليات، والإدارة فيها تقوم على عمليات إدارية بسيطة.

بينما تهدف «جامعة الجيل الثانى» إلى التعليم مع البحث العلمى، ودورها هو اكتشاف الطبيعة، والتدريس فيها وفق التخصصات الدقيقة، وتنتج موظفين وعلماء، والتوجه فيها إقليمى، وهى تتكون من كليات، وتكون الإدارة فيها بيروقراطية.

أما «جامعة الجيل الثالث» التى نسعى إليها فتهدف إلى الجمع بين التعليم والبحث العلمى واستغلال المعرفة؛ ودورها هو إنتاج قيمة مُضافة للاقتصاد، والتدريس فيها يقوم على التخصصات البينية، وتنمية فكر ريادة الأعمال وإدارة المشروعات والبرامج التدريبية للإعداد لسوق العمل، والتدريب على المشروعات الإنتاجية الصغيرة وتنتج موظفين وعلماء ورواد أعمال، والتوجه فيها عالمى، وتتكون من كليات ومعاهد بحثية، والإدارة فيها تقوم على «الحوكمة» الأكاديمية والأخلاق العالمية وأخلاقيات الأعمال.

ولا يمكن تحقيق ذلك بتطوير النظم التعليمية والبحثية فقط، بل لا بد من النظر إلى التعليم والبحث العلمى كقاطرتين لتحقيق «الأمن القومى» بمفهومه التنموى الشامل، وباعتباره تنمية علمية وعسكرية واقتصادية واجتماعية، تنمية للموارد والقوى المختلفة، وتنمية للدولة والمجتمع والثقافة، وتنمية للعلاقات الخارجية والسياسة الداخلية.{left_qoute_1}

وماذا عن تطوير المناهج الدراسية الجامعية؟

- المناهج الدراسية سيكون بها تطوير شامل، وقضية تطوير المناهج من أهم أهداف تطوير منظومة العملية التعليمية بجامعة القاهرة، علماً بأن وضع المناهج وتأليف الكتب أمر خاضع لمواصفات علمية وفحص لجان متخصصة، وليس عملاً فردياً، كما أن تغيير وتطوير المناهج يحتاج إلى موافقة القسم العلمى المتخصص من خلال لجنة ثلاثية تفحص هذه المناهج وتقرها فيما بعد، من منطلق أن الكتاب الجامعى لا يعنى الحفظ والتلقين، وإنما هو كتاب مرجعى يوفر خريطة عمل للطالب.

إلى أين وصل سير التحقيقات فى قضية الدكتور ياسين لاشين المتهم بابتزاز الطالبات والتحرش بهن فى كلية الإعلام؟

- فى أبريل الماضى تم تحويل «لاشين» إلى التحقيق بسبب واقعة مطالبته الطلاب بتقديم هدايا له مقابل نجاحهم فى مادته، وتم إيقافه عن العمل لمدة 3 شهور، حتى ظهرت التسجيلات الصوتية على مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك»، وجرى التواصل مع الدكتورة جيهان يسرى، عميدة كلية الإعلام، للتحقق من التسجيلات المنسوبة لـ«لاشين»، والتى أكدت أنه صوتـه بالفعـل، فطلبت منها إعداد مذكرة عاجلة بكل التصرفات والأزمات التى ارتكبها «لاشين»، وقدمتها للنيابة العامة لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضده، كما أن هناك تحقيقاً يتم معه من قبَل مجلس تأديب الجامعة، ومن الممكن أن يتم عزله من منصبه حال ثبوت إدانته فى التهم المنسوبة إليه.

أعلنت عن أن الجامعة تدرس تغيير طرق تعيين الأساتذة بالكليات بعد أزمة «لاشين».. ما حقيقة هذا الأمر؟

- بالفعل سيتم وضع إجراءات جديدة يتم عن طريقها تعيين أعضاء هيئات التدريس، وذلك للتأكد من عدم معاناة أى أستاذ جامعى من أى ظروف نفسية أو أى شىء من شأنه أن يؤدى إلى القيام بأعمال خارج نطاق العملية التعليمية، ولا بد أن نعرف أن القاعدة فى عمل أساتذة الجامعة هى الالتزام بالتقاليد الجامعية والاحترام، وهناك حالات استثنائية للغاية تحدث، والقضاء عليها من خلال العقوبة الرادعة، إذ إن أول قرار اتخذته عندما أصبحت رئيساً لجامعة القاهرة كان إحالة «لاشين» المتهم بالتحرش بكلية الإعلام للنيابة العامة ومجلس التأديب بالجامعة، كما ذكرت.

وما الدور الحــقيقـى لـ«وحدة التحرش» بجامعة القاهرة؟

- وحدة التحرش بالجامعة لها دور فعال فى توعية الطلاب والطالبات بالتحرش بجميع أنواعه، وسأعمل خلال الفترة المقبلة على تفعيل دورها على أكمل وجه ممكن حتى نتلافى جرائم التحرش داخل الحرم الجامعى، وتطوير وحدة مناهضة التحرش سيتم من خلال توفير الدعم اللوجيستى للوحدة، وكذلك زيادة عدد الكوادر البشرية المشاركة فى عمل الوحدة وتوسيع رقعة الفعاليات التى تقوم بها، وهنا أؤكد أنه لا يوجد مبرر للتحرش بالمرأة، والمسئولية متبادلة بين الرجل والمرأة، ونستهدف تغيير نظرة الرجل للمرأة، والمرأة للرجل، وعليهما النظر إلى بعضهما البعض من وجهة نظر إنسانية.

ماذا عن قرار الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة السابق، بتعيين نفسه رئيساً لقسم القانون العام بكلية الحقوق؟

- أتعامل بكل وضوح وشفافية مع هذا الموضوع، وكل شخص سينال حقه بالقانون، كما قمت بتحويل قرار الدكتور «نصار» إلى الشئون القانونية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال هذا القرار، كما أن هناك شكاوى عديدة قدمت لى من قبَل أعضاء هيئة التدريس بكلية الحقوق الذين يرفضون هذا القرار، ولكن أنا سأتعامل بكل وضوح مع هذا الموضوع.{left_qoute_2}

هل سيتم السماح لعضوات هيئة التدريس بارتداء النقاب أثناء إلقاء المحاضرات الدراسية؟

- طبعاً لن نسمح على الإطلاق لعضوات هيئة التدريس بارتداء النقاب أثناء إلقاء المحاضرات الدراسية داخل القاعات، لأن هذا القرار مؤسسى اتخذته الجامعة من قبل، ولكن سيسمح بدخولهن الحرم الجامعى بالنقاب.

كيف سيتم التعامل مع الممارسة الحزبية والسياسية والدينية داخل الحرم الجامعى؟

- حرية الرأى والتعبير مكفولة لجميع الطلاب على اختلاف انتماءاتهم السياسية والحزبية والدينية، ولكن لم ولن يسمح بممارسة العمل الحزبى والسياسى داخل الحرم الجامعى، لأن الجامعات ستظل منارة علمية تعليمية وليست ساحات للمعارك، وكلامى هذا يدل على أنه لا وجود للحزبية والطائفية داخل الحرم الجامعى، وجامعة القاهرة هى جامعة لكل المصريين لا تمييز فيها بين الأبيض والأسود، بين المسلم والمسيحى، أو الغنى والفقير، ولا مجال فيها للعمل الحزبى الذى يؤدى للاستقطاب، وسيتم التعامل بكل قوة مع أى محاولة للخروج عن القانون.

وعلى من يريد ممارسة العمل الحزبى والسياسى أن يمارسه خارج أسوار الجامعة من خلال قنوات شرعية مثل الأحزاب والسياسة واللقاءات الإعلامية، كما أننا لن نسمح بانطلاق حملات دعائية خلال الانتخابات المقبلة، لأن هناك أكثر من مرشح، وستكون هناك حالة من الاستقطاب داخل الجامعة إذا ما سمحت بذلك، ونسعى داخل الجامعة إلى إحداث حالة من «الوعى السياسى» فقط لدى الطلبة والطالبات.

فى تقديرك.. من المسئول عن مهمة «تجديد الخطاب الدينى» وما آليات ذلك؟

- فى البداية أنا لست مقتنعاً بمسألة تجديد الخطاب الدينى، ولكن المسئول عن تجديد الخطاب الدينى جميع مؤسسات الدولة، وهى مسئولية مشتركة مع الأزهر، كما أننا على استعداد للمشاركة والتعاون الكامل مع كل المؤسسات، وشيخ الأزهر تواصل معى وهنأنى برئاسة الجامعة، وضمنى إلى لجنة حوار الشرق والغرب التى ينظمها الأزهر وأشكره كثيراً على هذه الثقة، وجامعة القاهرة مشغولة بتغيير الخطاب الثقافى وجزء منه الخطاب الدينى بالتعاون مع جامعة الأزهر.

ما «اتفاقية بولونيا» التى تسعى جامعة القاهرة لتوقيعها.. وما أهم شروطها؟

- «اتفاقية بولونيا» ستعمل على تطوير منظومة التعليم بجامعة القاهرة، وسيتم عمل بروتوكولات تعاون مع الكليات العلمية فى بعض الدول الأوروبية، ومن ناحية أخرى سنبدأ العمل على تطوير المناهج المتعلقة بالدراسات الإسلامية بالجامعة ومنها كلية «دار العلوم» لكى تلائم التطورات فى العلوم الإنسانية والاجتماعية، وهذا التطوير سيكون نابعاً من الكلية نفسها وليس مفروضاً عليها.

وأود الإشارة إلى أن هناك اضطراباً فى هرم أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وعدد الأساتذة المتفرغين فى بعض الكليات يفوق عدد الأساتذة العاملين، وسنعمل على تلافى هذا الأمر، ونستهدف حصول جامعة القاهرة ككل على الاعتماد من هيئة ضمان الجودة، واتخذنا بالفعل خطوات بخصوص هذا الأمر، ومن هنا الانطلاق نحو الاعتماد الدولى.

ما حقيقة الاستعانة بأعضاء هيئة تدريس من دول أجنبية للتدريس بالجامعة؟

- ندرس هذا الأمر جيداً، لأن الاستعانة بالخبرات الخارجية ستعود بالنفع على أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة بمختلف كليات الجامعة، وتعود بالنفع أيضاً على الطلاب، ولكى يعلم الجميع أن الاستعانة بالأساتذة الأجانب هى زيادة فى حجم التبادل مع الجامعات الأجنبية، وسنتوسع فى استقدام أساتذة أجانب من الجامعات لزيادة التفاعل، وليس ليحلوا محل الأساتذة المصريين بالجامعة، وذلك لمواكبة التطور الذى يحدث فى العالم المتطور، ومن ذلك محاولة التواصل مع الأساتذة المصريين بالخارج والتعاون معهم، وهذا لا يقلل من قيمة وقدرة الأساتذة المصريين.

هل اتخذت قراراً بالسماح بعودة «زوايا الصلاة» إلى داخل الحرم الجامعى مرة أخرى؟

- لم ولن أتخذ هذا القرار، فهناك قرار مجلس جامعة القاهرة بعدم عودة زوايا الصلاة، وقمنا ببناء مسجد داخل الحرم الجامعى، حتى يستطيع جميع الطلاب والعاملين وأعضاء هيئة التدريس أداء صلواتهم.

{long_qoute_2}

ماذا عن الاستعدادات النهائية للعام الدراسى الجديد؟

- بالفعل بدأنا الاستعدادات النهائية للعام الدراسى الجديد، وعقدت اجتماعاً مع عمداء الكليات أمس الأول، لوضع خريطة العام الدراسى الجديد، وأكدت خلال الاجتماع أهمية التكامل بين رئيس الجامعة والنواب والعمداء وكافة عناصر المنظومة الجامعية، والعمل يداً واحدة من أجل مصلحة الجامعة والرقى برسالتها فى التعليم والبحث العلمى وخدمة المجتمع.

كما شددت على أهمية التحول نحو اللامركزية فى العمل داخل جامعة القاهرة، على أن يكون لعمداء الكليات الصلاحيات والأدوار التى حددتها لهم القوانين واللوائح الجامعية، فضلاً عن الشفافية والرقابة المتبادلة وتوزيع سلطة اتخاذ القرار، وهى أمور مهمة بالنسبة للعمل فى جامعة القاهرة، بهدف سرعة إنجاز المهام الجامعية المختلفة لمصلحة العملية التعليمية.

وماذا عن المصروفات الدراسية ورسوم المدينة الجامعية؟

- اتخذنا قراراً خلال اجتماع مجلس جامعة القاهرة بأنه لا زيادة فى الرسوم الدراسية المقررة على الطلاب فى المرحلة الجامعية الأولى فى العام الجامعى الجديد، سواء على مستوى التعليم النظامى أو الانتساب الموجه، كما أنه لا زيادة فى مصروفات الإقامة بالمدن الجامعية، وأن مجانية التعليم هى حق أصيل نص عليه القانون.

ونحن فى جامعة القاهرة نحتاج لخطى سريعة لدعم موارد الجامعة، والبدء فى المرحلة الأولى من الفرع الدولى للجامعة فى «الشيخ زايد»، مع ضرورة قيام الكليات بتجهيز برامج بالشراكة مع الجامعات الأجنبية المرموقة فى ضوء بروتوكولات للتعاون المشترك مع تلك الجامعات، للبدء فى تنفيذها فى الفرع الدولى، وأن الجامعة تحتفظ بتقاليد عريقة وكل منا يبنى على الآخر ويضيف إليه، وأن رؤساء الجامعة السابقين أضافوا للجامعة فى ضوء الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية المحيطة.

وماذا عن زيادة أعداد الطلاب الوافدين فى جامعة القاهرة؟

- سنطالب وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، وبالتنسيق معها، بزيادة أعداد الطلاب الوافدين بالجامعة، ذلك أن جذب الطلاب الوافدين مهمة وطنية، وهى القوة الناعمة لمصر فى مجال التعليم العالى.

كيف ترى جامعة القاهرة بعد 4 سنوات من الآن؟

- جامعة القاهرة ستكون من ضمن أفضل الجامعات على مستوى العالم، وسنعمل جاهدين على تحقيق طفرة كبيرة داخل كليات الجامعة، والعمل على تطويرها، لأن جامعة القاهرة ستظل جامعة عريقة علمية تعليمية للجميع.

وماذا عن ربط التعليم بسوق العمل.. وما آليات التصنيف الداخلى للكليات؟

- ربط التعليم بسوق العمل أمر مرتبط بالمناهج المؤهلة لسوق العمل والتخصصات التى تحتاجها هذه السوق، وأنا أؤمن بمجانية التعليم لغير القادرين، وأن الجامعات ملتزمة بهذه المجانية مع تقديم برامج متميزة برسوم لمن يريد، والقاعدة فى الجامعات أن كل الطلاب غير قادرين وقبول كل الطلاب دون استثناء، ولكن يتم توفير برامج أخرى برسوم لمن يريد.

وقانون تنظيم الجامعات يعمل على حرمان الطالب صاحب الرسوب المتكرر من مجانية التعليم، وهذه مسألة تخص قانون تنظيم الجامعات التى تلتزم بها الجامعة، وأنا من جهتى أؤيد فكرة أن يتحمل الطالب الراسب مصروفات تعليمه مع تخصيص منح للطلاب المتفوقين بهذه البرامج المتميزة، خصوصاً أن الجامعة تمتلك نحو 20 كلية و163 مركزاً منها 18 تتبع إدارة الجامعة مباشرة، والباقى يتبع إدارات الكليات، كما لدينا 5 معاهد.

أما عن التصنيف الداخلى للكليات فهو يزيد القدرة على المنافسة العالمية، من خلال زيادة المنافسة بين كليات الجامعة، من خلال تصنيف داخلى وفق المعايير المشتركة فى التصنيفات الدولية المتمثلة فى النشر العلمى وتبادل الأساتذة والطلاب وندرس تقديم الجامعة لقطاعات «الهندسة والطب والكليات العملية والعلوم الإنسانية والاجتماعية».{left_qoute_3}

أعلنت أن هناك التزامات لدى جامعة القاهرة تقدر بنحو 8 مليارات جنيه فى حين أن «نصار» كان يؤكد عدم وجود أى التزامات؟

- هناك بالفعل التزامات مالية على الجامعة بنحو 8 مليارات جنيه، كما أن هناك عجزاً فى موازنة العام الدراسى 2016-2017 يقدر بنحو مليار جنيه، وقد قمت بإرسال خطابات عاجلة إلى جميع البنوك لمعرفة الحسابات الحقيقية للجامعة بالضبط.

ما المشروعات التى تسعى لتحقيقها داخل الجامعة لزيادة مواردها المالية؟

- هناك خطط عديدة سيتم تنفيذها داخل جامعة القاهرة وخارجها، من أجل زيادة موارد الجامعة المالية، وسنعمل على إنشاء ما يسمى بـ«العيادات الخارجية» فى الكثير من المجالات لتقديم الاستشارات فى كافة المجالات، مثل العيادة الخارجية فى كلية التجارة لتقديم المشورة والدراسات لمجتمع رجال الأعمال، والعيادة الخارجية فى كلية الزراعة لتقديم المشورة وخدمات قطاع الأعمال الزراعى، وكذلك كليات الهندسة واللغات وغيرها من الكليات، كما سنسعى إلى الدخول بشكل قوى فى التعليم المدمج الذى تم إحلاله بديلاً لنظام التعليم المفتوح، ونسعى حالياً من خلال المجلس الأعلى للجامعات لاستحداث عدد من «البكالوريوس والليسانس» فى كليات بنظام التعليم المدمج مع وضع معايير واضحة وشفافة لا تقبل التشكيك فيها، يتلقى الطلاب من خلالها تعليماً لا يقل فى جودته عن التعليم فى الجامعات الخاصة.

هل ستستمر الجامعة فى تطبيق نظام الـ«بابل شيت» فى الامتحانات؟ وما إجراءاتكم لمواجهة ظاهرة الغش الإلكترونى؟

- طبقنا نظام الـ«بابل شيت» فى العديد من الكليات وأثبت نجاحه فعلياً على أرض الواقع بطريقة خارقة، وسيتم تعميمه على جميع الكليات لمواجهة ظاهرة الغش الإلكترونى، والجامعة ستعمل مع بداية العام الدراسى الجديد على وضع آليات جديدة لمواجهة ظاهرة الغش الإلكترونى داخل قاعات الامتحانات، لتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع الطلاب، كما سنعمل على توقيع أشد العقوبات على الطلبة الغشاشين حتى يكونوا عبرة لغيرهم من الطلاب.

لماذا لا تفكر فى مشروع بناء مقر لجامعة القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة؟

- نحلم ببناء مقر لجامعة القاهرة فى العاصمة الإدارية الجديدة، وهو حلم عظيم يراودنى، ولكننا سنقابل صعوبات كثيرة فى سبيل تحقيق هذا الحلم، ومن أهمها أنه ليست لدينا موارد مالية كافية لبناء مقر جديد لجامعة القاهرة لكن يمكن التغلب على أزمة التمويل بالدخول فى شراكات لتوفيره ونحن مستعدون لإعداد دراسات جدوى وتمويل وبحث الشراكة فى هذا الاطار إذا تم اتخاذ قرار سياسى بذلك.

هل ستدرس جامعة القاهرة مادة التفكير النقدى للطلاب لمحاربة الإرهاب؟

- نعمل حالياً على إمكانية تدريس مادة التفكير النقدى للطلاب لمحاربة التطرف والإرهاب، لأن «الله محبة»، والقرآن يفتتح بـ«بسم الله الرحمن الرحيم»، وأن الرحمن تعنى أن الله اتسعت رحمته لكل المخلوقات، وأن الإرهاب بدأ مع إبليس بالوسوسة والأفكار السيئة، وأن الشيطان فى بعض الأديان قوى إلا أنه فى الإسلام ضعيف، وأن إرهاب الإنسان أقوى لأنه يتضمن القتل، كما أن الإرهابى شخصية سيكوباتية معادية للمجتمع، وعلم النفس يؤكد أن الإرهابى مريض نفسياً، وأن التعليم هو الوسيلة الأولى لمواجهة الإرهاب والتطرف التفكيرى، كما أن التعليم السلبى هو الذى يقوم على تدعيم الإرهاب عن طريق التلقين.

وماذا عن «التعليم النشط»؟

- التعليم النشط يقوم على تغيير طرق التفكير والحوار، وأن الإرهاب ضعيف ولا يحب المواجهة، ولكن يقوم على عنصر المفاجأة، ولا يدخل فى معركة مباشرة مع الجيش أو الشرطة، كما أن الإرهاب سيظل عدواً جباناً وليست لديه شجاعة المواجهة.

عقب تنصيبك رئيساً لجامعة القاهرة اتهمك البعض بمعاداة الأقباط وأنك «سلفى»؟

-أحب أن أقول إننى لست سلفياً، أنا مواطن مصرى، أما عمن يتهمنى بمعاداة الأقباط فهو كاذب، ومن يهاجمنى لم يقرأ لى يوماً ما كتاباً أو مقالاً، لذلك أقول لمن يتهموننى بالتشدد ضد المسيحيين ارجعوا إلى كتاباتى التى أدعو من خلالها للمواطنة الكاملة، ولن أنظر إلى اتهاماتهم لأننى أريد أن أحقق نجاحات كبيرة خلال رئاستى لجامعة القاهرة، كما أننى لن أنظر لمن يحاولون زعزعة الاستقرار داخل الدولة المصرية.

هل ستشهد جامعة القاهرة تغييرات فى القيادات خلال الفترة المقبلة؟

- لن يكون هناك تغيير بالمعنى المفهوم، لأن نواب رئيس الجامعة الحاليين مستمرون، وأرى أنهم من نقاط القوة فى المنظومة الجامعية، ويتم حالياً البحث عن نائب جديد لشئون التعليم والطلاب يتوافر فيه العديد من الصفات، مثل التفرغ والخبرة الإدارية والرؤية الشاملة التى نسعى للعمل عليها الفترة المقبلة، ولا بد أن يعلم الجميع عندما نختار قيادات جديدة أنه سيتم اختيارها طبقاً لمعايير الخبرة والسمعة والإدارة والرؤية الشاملة والناجحة التى من الممكن أن تحقق طفرة كبيرة داخل الجامعة.

فى الآونة الأخيرة شاهدنا صراعات بين جامعة القاهرة ووزير التعليم العالى، هل هناك تواصل بينك وبين الوزير؟

- فى الحقيقة أنا أعمل بشكل مؤسسى ولا توجد أى صراعات من أى نوع بين جامعة القاهرة ووزارة التعليم العالى، لأننا نعلم ما لنا وما علينا، كما أن الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، يسير بخطوات ثابتة وناجحة فى ملف التعليم العالى والبحث العلمى.

ما تعقيبك على نظام القبول بالكليات؟

- فى حقيقة الأمر أن نظام القبول بالجامعات يحتاج إلى المزيد من المرونة التى تسمح لجميع الطلاب بالالتحاق بالكليات التى تتناسب مع إمكانياتهم وقدراتهم العلمية والتعليمية، ولا بد أن يعى الجميع أنه كلما ابتعدنا عن العنصر البشرى، وكانت اختبارات القدرات إلكترونياً حققنا العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع الطلاب، وقضينا تماماً على المحسوبية والواسطة.

هل تم الانتهاء من تطوير المدن الجامعية استعداداً للعام الدراسى الجديد؟

- بدأنا مبكراً فى إنهاء جميع الصيانات العاجلة والبسيطة داخل المدن الجامعية التابعة لجامعة القاهرة، والمدن الجامعية جاهزة ونعمل على الانتهاء منها خلال الفترة المقبلة، بحيث يتم التسكين مع بداية العام الجامعى الجديد مباشرة من أجل انتظام طلاب المحافظات فى المحاضرات منذ الأسبوع الأول من بداية الدراسة.

هل سيتم السماح للطلاب المتعثرين فى سداد المصروفات بدخول الحرم الجامعى؟

- نعم، سيتم السماح لجميع الطلاب سواء الجدد أو القدامى بدخول الحرم الجامعى حال تعثرهم فى دفع المصروفات الدراسية، ولكن ذلك سيكون من خلال قيام كل طالب بتقديم ما يفيد بأنه غير قادر على دفع المصروفات الدراسية، لأن جامعة القاهرة تعمل دائماً على الحفاظ على المستقبل التعليمى لكل أبنائنا الطلاب، ونعلم تماماً الظروف القاسية التى تمر بها العديد من الأسر المصرية، ولكن الجامعة لم ولن تزود عبء أولياء الأمور، وسنعمل على تسيير حال جميع الطلاب داخل الحرم الجامعى.

{long_qoute_3}

وهل سيتم عمل كشف طبى على جميع الطلاب بالتزامن مع بداية العام الدراسى الجديد؟

- طبعاً، وهذا معترف به فى مختلف الجامعات، وسيتم الكشف الطبى على جميع الطلاب سواء الجدد أو القدامى، حتى يتسنى لنا علاج الطلبة الذين يعانون أى أمراض.

وما وضع معهد الدراسات الأفريقية فى جامعة القاهرة وما دوره حالياً فى القارة؟

- معهد الدراسات الأفريقية من أهم المراكز الدراسية الموجودة داخل الجامعة، وهو يأتى بالفعل ضمن خطة الجامعة ومجلس إدارتها خلال الفترة المقبلة من أجل استعادة دوره الذى أنشئ من أجله، فى مجال دعم الريادة العلمية والدراسية المصرية داخل القارة الأفريقية، خاصة فى الوقت الراهن بعد الفتور والإهمال الذى حدث للقارة خلال عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.

ونحن نسعى إلى تغيير نظرة الإهمال والتقليل من شأن الأفارقة، فأصدقاؤنا من الدول الأفريقية لا يقلون أهمية عن أصدقائنا وأشقائنا من الدول العربية والإسلامية والغربية والشرقية، كما أنه من ضمن الأهداف التى أنشئ من أجلها المركز استقطاب طلاب ودارسى الدول الأفريقية، خاصة طلاب دول حوض النيل، خاصة أن مصر تحتاج لاستعادة دورها التوعوى والتعليمى داخل أفريقيا مرة أخرى، علماً بأن معظم الدارسين بالمركز حالياً من المصريين.

وكم مركزاً داخل الجامعة؟

- هناك 163 مركزاً بحثياً وخدمياً فى الجامعة، مع العلم أن «جامعات الجيل الثالث»، التى سبق الإشارة إليها، تتأسس على قيادة الجامعة للمراكز البحثية، لأنها تقدم دراسات جدوى واستشارات وحلولاً لجميع المشاكل التى تواجه الدولة، فهى بمثابة بيوت خبرة داخل الجامعات، تستخدمها جميع المؤسسات.

غير أن معظم المراكز البحثية الموجودة فى الجامعة تواجه حالياً العديد من المشاكل، وعلى رأسها توفير التمويل المادى اللازم لها، الذى من شأنه أن يجعلها تدر ربحا جيدا للجامعة، فيما بعد، وحال استخدامها على الوجه الأمثل لأنها بمثابة «بيوت خبرة».

وما وضع الطلاب الوافدين وخططكم تجاههم؟

- نسعى إلى استقطاب وزيادة أعداد الطلاب الوافدين للدراسة فى الجامعة خلال الفترة المقبلة، خاصة أن هؤلاء الطلاب الوافدين من المصادر الرئيسية لزيادة الدخل والموارد لدى جامعة القاهرة أو أى جامعة أخرى.

هل لديكم إحصاء نهائى بعدد الطلاب الدارسين داخل الجامعة حالياً؟

- جامعة القاهرة بها 170 ألف طالب يدرسون فى مختلف الكليات فى جميع الشعب الدراسية بنظاميها «الانتظام والانتساب الموجه»، بالإضافة إلى 57 ألف طالب فى التعليم المفتوح و16 ألف طالب دراسات عليا، أى إن الإجمالى هو 243 ألف طالب بالجامعة ككل، وأغلبهم فى الكليات النظرية.

ومن جانبى، أطالب بأن يكون العكس هو الحاصل، أى التوسع فى الكليات العملية، وزيادة أعداد القبول بها من الطلاب، وتسخير كافة الإمكانيات التى تتيح استقبال الآلاف من الطلبة بها، خاصة فى الكليات المرتبطة بالخدمات الأهلية، مثل كليات الزراعة والطب البيطرى، خصوصاً أن مصر فى تقديرى بحاجة ماسة لأن تكون دولة زراعية قبل أن تكون صناعية.

ما الشروط التى يجب أن تتوافر فى الشخص المرشح لمنصب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب خلفاً لك؟

- أنا لا أضع قواعد، ولكن هناك معايير متعارفاً عليها فى المؤسسات الجامعية الراسخة، ومنها أن تكون لديه الخبرة الكافية فى العمل الجامعى الخاص بالتعامل مع الطلاب، وأن يكون لديه استعداد كامل للتفرغ لعمله بشكل تام، لأن قطاع شئون التعليم والطلاب واحد من أهم قطاعات الجامعة، بالإضافة إلى أنه يحتاج إلى قدرة على العمل فى ملفات متعددة فى نفس الوقت، منها المدن الجامعية ومستشفى الطلاب والتكافل الاجتماعى، وملفات ضخمة أخرى، خاصة أن العملية التعليمية خاضعة لهذا القطاع.

هل هناك عمداء مرشحون للمنصب؟

- نعم، وما زال الأمر قيد التداول، وخلال الأيام القليلة المقبلة سيتم حسم هذا الأمر واختيار نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والحقيقة أن الاختيار حتى الآن مطروح من بعض العمداء ومن قبَل آخرين من خارج العمادة، وللعلم أننى أقوم حتى الآن بمتابعة جميع أعمال قطاع شئون التعليم والطلاب حتى يجرى اختيار المسئول عن هذا الملف بالغ الأهمية.

وإلى أى مدى وصل سير القضايا المرفوعة من قبَل جامعة القاهرة ضد بعض مؤسسات الدولة المستحوذة عليها؟

- معلوماتى أن القضايا متداولة فى المحاكم حتى الآن، وأن هناك أحكاماً صدرت لصالح الجامعة بالفعل فى هذا الملف، وبالنسبة لـ«مصنع البيرة» والأرض المحيطة به، فهناك العديد من الدراسات للاستفادة من الأرض فقط فى إنشاء العديد من الكليات والمبانى التابعة للجامعة، أما مبنى «مصنع البيرة» نفسه فهو ملك لوزارة الآثار وليس مملوكاً للجامعة، ولكنه يخضع حالياً لإشراف كلية الآثار.

كيف ترى المستشفيات الجامعية حالياً.. وهل هناك رؤية لديكم لتطويرها خلال الفترة المقبلة؟

- أنا غير راضٍ عن وضع المستشفيات الجامعية، ولكن هناك تطويراً مستمراً لجميع المستشفيات التابعة للجامعة، كما أننا ندرس تحويل مستشفيات «قصر العينى» إلى مستشفيات نوعية من خلال استحداث مستشفيات للتخصصات الطبية المختلفة، مثل مستشفى لأمراض الكبد، وآخر خاص بأمراض القلب، وخلافه.

وأؤكد هنا أن فريق «قصر العينى» لديه رؤية كاملة للتطوير، ولديه خطط جدية، ونحن مستمرون فى هذه الخطط، خاصة بعد التمويل السعودى الكبير وقدره 1.2 مليار ريال والذى جاء فى شكل منحة من الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال زيارته الأخيرة إلى مصر، والذى سيصل على عدة مراحل، وسيتم تطوير «قصر العينى» وتحويله إلى مؤسسة علاجية عظيمة، حيث يجرى حالياً إعداد الدراسات اللازمة لتنفيذ تلك الخطط.

كما أن هناك رؤية لزيادة دخل أعضاء هيئة التدريس من الأطباء والعاملين فى هذه المستشفيات، لتحقيق الاكتفاء الذاتى لهم، وهو ما سيساعدهم على تقديم أفضل خدمة علاجية متميزة لجميع المرضى.

وكم ميزانية المستشفيات الجامعية بجامعة القاهرة؟

- 500 مليون جنيه سنوياً.

وهل هى كافية لتقديم أفضل خدمة علاجية جيدة؟

- لا، هى غير كافية، فمستشفيات الجامعة تحتاج سنوياً إلى 2.5 مليار جنيه من أجل أن تتمكن من تقديم خدمة علاجية جيدة للعاملين بالجامعة وللمرضى المقبلين إليها من الأقاليم، كما أن أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية فى تزايد مستمر، خاصة بعد قرار «تحرير صرف الجنيه»، ما يعنى أن الميزانية الحالية لن تفى بكل احتياجات هذه المستشفيات على الإطلاق.

الدكتور جابر نصار حقق نجاحات عديدة فهل لديك خطط جديدة لتحقيق نجاحات أكبر؟

- بالفعل، الدكتور «نصار» حقق نجاحات كبيرة خلال توليه مسئولية رئاسة جامعة القاهرة، سواء من حيث تطوير المنظومة التعليمية والأمنية، وتطوير المناهج، وأيضاً محاربة ظاهرة الغش الإلكترونى، وكان أحد أركان نجاح «نصار» فى إدارة الجامعة أنه وضع خطة للتطوير تركز على مواكبة المقررات الدراسية فى الجامعة للمقررات الدولية، كما سعى من خلال رؤيته التى حملت اسم تطوير جامعة القاهرة «جامعة ذكية من الجيل الثالث فى ضوء الأمن القومى الشامل».

كيف سيتم ربط التعليم بالأمن القومى الشامل؟

- نعلم جميعاً أن أهم أسباب الحروب والصراعات السياسية الخارجة عن قواعد التفكير الطبيعى يكمن فى اختلال بنية العقل، وعدم قدرته على رؤية نفسه ورؤية الآخرين، وانعكاس قائمة الأولويات، وهذا يرجع فى أحد جوانبه إلى التعليم القائم على الحفظ والتلقين، وليس ضبط وتنمية طرق التفكير، وفى ظنى أن تخلف مناهج التعليم أحد أهم أسباب مشكلة الإرهاب بجوار الأسباب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما أن مناهج التلقين تصنع عقولاً مغلقة.

كيف سيتم بناء الأجيال المقبلة فى ضوء التحديات الحالية؟

- بناء الأجيال المقبلة وبناء الإنسان يحتاج إلى تنمية جديدة، وأيضاً يحتاج إلى تأسيس دولة حديثة، لأن المرحلة الحالية تطرح تحديات عدة، ومن الممكن أن يرتكز الاهتمام فى التعليم على طرق التفكير وكشف الحقائق وتأسيس روح الابتكار والخيال العلمى، وليس الحفظ والتلقين، من أجل توسيع المعارف البشرية وتعزيز قدرة الطلاب والباحثين على استغلال هذه المعارف لتحقيق الأهداف الحيوية للدولة المصرية باعتبارها أحد أهم تعريفات «الأمن القومى».

أخيراً.. ماذا عن الملف الطلابى داخل الحرم الجامعى؟

- ملف الطلاب من أهم الملفات التى أسعى إلى تحقيق طفرة كبيرة فيها، لأنه يشغل حيزاً كبيراً من رؤيتنا المستقبلية للجامعة، كما أن الدور التنويرى فى مقدمة أولوياتنا، حيث نسعى إلى التوسع بشكل كبير فى الأنشطة الطلابية، وعلى رأسها المسرح الذى نعمل على تنميته ونقله من مجرد مكان للعرض، إلى تعظيم شأنه فى تنمية المواهب وإظهارها وعرضها على نخب متخصصة، مع استغلال مسارح الجامعة فى تقديم عروض يومية للطلاب على مدار العام، بحيث تقدم الفرق المسرحية الطلابية عروضها لطلاب الجامعة، ويتم الاتفاق مع فرق مسرحية محترفة لتقديم عروض احترافية يوماً أو ثلاثة أيام أسبوعياً، كما سنعمل على إنشاء قاعة عرض سينمائى بالمدينة الجامعية تتخصص فى عرض يومى يفترض مثلاً أن يكون من 8 إلى 10 مساء بمقابل رمزى قدره جنيهان، وهو ما يعطى جانباً ترفيهياً للطلاب المقيمين بالمدينة الجامعية، بالإضافة إلى إنشاء مجلس الثقافة والتنوير، لأنى أعلم أن الفن له دور كبير فى تحويل الطاقة السلبية إلى طاقة إبداعية.


مواضيع متعلقة