مارلين مونرو الشرق

ريم محمود

ريم محمود

كاتب صحفي

بكل تأكيد عندما تقرأ العنوان يتبادر إلى ذهنك على الفور ملكة الإغراء صاحبة الموهبة التمثيلية الفذة والرقة والجمال والعذوبة إنها "هند رستم".

استطاعت هند رستم أن تصنع لنفسها تاريخاً يخلد في ذاكرة السينما المصرية واسماً يلمع في سماء الفن، فقد تمكنت خلال 32 عاماً منذ أول ظهور لها أن تقدم 82 عملاً فنياً، تمكنت هند خلال كل عمل قدمته أن تكون فريدة فيه ويأتي هذا من حرصها على توظيف الأدوات من ملابس ومكياج وشعر حسب كل شخصية.

كانت هند شديدة الذكاء أثناء أداء أدوارها ويظهر هذا خلال أداؤها مشهداً أمام سيدة الشاشة فاتن حمامة في فيلم "لا أنام"، فالمشهد يتجسد في أن فاتن حمامة ترغب في التخلص من سمير "رشدي أباظة"، فيبدأ المشهد من لحظة رجوع هند للمنزل وتمشي خلفها فاتن حمامة متجهتان إلى غرفة النوم، فتجلس هند على السرير وتخلع حذائها وتتحدث إلى فاتن وهي حاملة الحذاء في يديها ثم ترميه خلفها لتخرج بعدها فاتن بعد أن أنهت حوارها، ثم تدخل الكاميرا على هند وهي تتمايل لا مبالية للحديث، وبعد أن انتهى المشهد جاءت فاتن للمخرج صلاح أبو سيف رافضه ما تم تصويره ليعاد المشهد من جديد دون رفض من هند، بل ليظهر مدى حنكتها على تدارك الأمور، فتدخل هند في المشهد الذي تم اختياره وعرضة حاملة سيجارة متحدثة بكل نعومة وهدوء مؤدية للحوار بكل رزانة وينتهي وهي تنفخ دخان سيجارتها في الهواء دون اكتراث، لتقف أمام صلاح أبو سيف بعد أن أعلن نهاية اللقطة وتقول: "قدامك يا مخرج مشهدين، مشهد بالجزمة ومشهد بالسيجارة اللي يعجبك يا مخرج حطه"، كانت التلميذة المطيعة لأي مخرج تعمل معه، فلم تفرض رأيها أبداً أو تناقشه حول أي مشهد.

هند رستم هي نجمة صنعت نفسها بمفردها، تفردت بأدواتها وأسلوبها التي جعلها قادرة على أداء جميع الأدوار المختلفة، ومشاركة العديد من الأبطال مثل عمر الشريف، رشيدي أباظة، شكري سرحان، حسن يوسف، أحمد رمزي وغيرهم.