لماذا تتحدى الصين الغرب وتنحاز لكوريا الشمالية "المغضوب عليها"؟

لماذا تتحدى الصين الغرب وتنحاز لكوريا الشمالية "المغضوب عليها"؟
يفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة العقوبات القاسية على كوريا الشمالية، وبينما تقف جميع دول العالم ملتزمة ومنفذة لهذه القرارات، تأخذ الصين موقفا مغايرا تماما بجانب كوريا الشمالية، حيث تعتبر الصين الحليف الوحيد وربما الأوحد لهذه الدولة الشيوعية في العالم، حيث تعمل الصين على تعزيز العلاقات على الصعيدين الاقتصادي والعسكري.
ومن وجهة النظر الصينية، فإن الموضوع يرتبط بالدرجة الأولى بالأمن القومي للبلاد، لذلك تقف الصين وبقوة بجانب كوريا الشمالية، لعدة أسباب من أهمها:
1- تفصل كوريا الشمالية بينها وبين الاحتكاك المباشر مع الولايات المتّحدة التي تحتفظ بحوالي 30 ألف جندي في كوريا الجنوبية.
وبهذا المعنى، فإن كوريا الشمالية ليست مجرّد منطقة عازلة وإنما بمثابة احتياط عسكري يتيح للصين الاسترخاء وتقليص وجودها العسكري على حدودها من هذه الجهة والتفرّغ لمناطق أكثر أهمية.
2- إلى جانب مسألة الأمن القومي، تدعم الصين كوريا الشمالية لأنها تخشى أن يؤدي انهيارها إلى مضاعفات سلبية ليس أقلّها مشكلة اللاجئين الذي سيتدفقون باتجاه الحدود الصينية، الأمر الذي يتسبب في فوضى وعدم سيطرة على مناطق تدفق اللاجئين ولذلك تحرص الصين على الاستثمار داخل كوريا الشمالية وعلى في تحسين الأوضاع داخل البلاد منعا لانهيار النظام.
فعلى المستوى الاقتصادي اتخذت الصين عدة قرارات تعمل على مساعدة وتحسين الاقتصاد الكوري الشمالي.
وعلى سبيل المثال يعتبر الفحم أكبر صادرات كوريا الشمالية بما يُقارب بليون من صادراتها لذلك قررت الصين تغيير مسار شحن الفحم في 26 فبراير من العام الجاري ومنذ أوائل هذا الشهر لنحو مليوني طن من الفحم للشمال عبر الموانئ الصينية مع ذلك فإن التجارة الصينية مع الشمال في نمو وازدياد منذ الربع الأول من العام 2017 وازدياد حجم التبادل التجاري بنحو 37.4% مع 270% في تجارة الحديد الكوري في شهري يناير وفبراير، كما ورد في مجله "نيويورك تايمز".
وتعد الصين حاليا المصدر الأساسي والرئيسي لتزويد كوريا الشمالية بما تحتاجه من الغذاء والطاقة حيث تساهم الصين وفقا لبعض التقارير بحوالي 90% من واردات كوريا الشمالية من الطاقة، وحوالي 80% من حاجاتها الاستهلاكية من البضائع وقرابة الـ45% من الغذاء ومن الغريب هذا المجال أنّ حجم التجارة بين البلدين وفقا لأرقام العام 2008 بلغ حوالي 2.79 مليار دولار
وعلي المستوى العسكري، تعهدت الصين وكوريا الشمالية الجمعة 26 أغسطس من العام 2011 بالاستمرار في تعزيز العلاقات العسكرية.
وقالت الصين على لسان وزير دفاعها إن الصين مستعدة لتعزيز التفاهم والتنسيق مع كوريا الشمالية من أجل تشجيع العلاقات العسكرية بين الجانبين وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع الصينية، قد أعلنت في يوليو 2017 توقف بكين عن التعامل مع بيونج يانج في المجال العسكرى، مؤكدة دعمها للقرارات الأممية بشأن كوريا الشمالية.
إلا أنه وفي موقف مغاير تماما أوضحت القيادة الصينية في شهر أغسطس من من نفس العام أنه في حال تهديد كوريا الشمالية الولايات المتحدة بصواريخها، فإن الصين ستقف على الحياد التام، ولكن، ما إن توجه واشنطن وسيئول صواريخهما إلى كوريا الديمقراطية، رغبةً في إسقاط النظام الكوري الشمالي القائم، فإن الصين سوف تفعل كل شيء لمنع ذلك.. فبكين ستدافع عن بيونج يانج بكل الوسائل بما فيها العسكرية منها.
ولا حاجة إلى التذكير بأن الصين تصرفت كذلك في الأعوام ما بين 1950-1953 ضد الولايات المتحدة دفاعا عن كوريا الشمالية، ودعا الرئيس الصيني الولايات المتحدة إلى تجنب اللهجة القاسية في التعامل مع كوريا الشمالية، وأعلن عن إمكانية الرد من جانب الصين في حال قيام الولايات المتحدة بأعمال عسكرية ضد جارتها كوريا الشمالية.