«الهايكستب».. شباب على أبواب «مصنع الأبطال»
![شباب يتقدمون إلى منطقة التجنيد للالتحاق بالخدمة العسكرية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/7973329931502821971.jpg)
شباب يتقدمون إلى منطقة التجنيد للالتحاق بالخدمة العسكرية
«الجيش مصنع الرجال»، شعار يؤمن به كل من يصبه الدور وينضم إلى القوات المسلحة مرتدياً الأفرول الميرى، فأول ما يسعى إليه كل شاب بعد تخرجه التقدم إلى المنطقة التجنيدية، لأداء الخدمة الوطنية والحصول على شرف الالتحاق بصفوف القوات المسلحة.. «الوطن» أجرت جولة داخل منطقة التجنيد المركزية بالهايكستب لمتابعة استقبال الدفعات الجديدة من المجندين.
من أمام البوابة الرئيسية لمنطقة التجنيد المركزية بالهايكستب، هنا الكل يعمل فى نظام ودقة ولا مجال للخطأ أو التراخى، ولا يمكنك العبور من البوابة الأقرب، ولكن وفقاً للخطة المرسومة، يسلم المجند نفسه ليدخل إلى المكتب التجنيدى، ويقدم أوراقه بنفسه، وتبدأ أولى خطوات الانضباط من خلال الأسهم الملونة المرسومة على الأرض من أجل توجيه الشباب المجندين إلى أماكن تسلم الأوراق والكشف الطبى وكل واحد وفقاً لموعد الفحص المدون على الكارت الخاص به.
«عبدالظاهر»: أحلم بالخدمة فى «القوات الجوية».. و«محسن»: أتمنى الالتحاق بصفوف الجنود فى سيناء.. و«إبراهيم»: التجنيد هو الشىء المميز الذى يمكن أن أقدمه لبلدى
وخلال جولة «الوطن» التقينا بعدد من الشباب المتقدمين للتجنيد، وقال سيد إبراهيم، خريج كلية التربية، قسم اللغة الإنجليزية، إن «أداء فترة التجنيد هو الشىء المميز الذى يمكن أن أقدمه لبلدى وأعرف أن هذه الفترة صعبة ومختلفة فى حياتى، نظراً لما تتمتع به الحياة العسكرية من انضباط وصرامة لم نعتد عليها فى حياتنا المدنية ولكنها فترة واجبة ولا بد منها، وإن شاء الله أؤديها على خير وأحصل على تقدير مميز فى نهاية الخدمة كقدوة حسنة».
وعلق عبدالظاهر محمود، خريج كلية التمريض، أن الالتحاق بخدمته التجنيدية أمر لا بد منه، وأكد أن «الجميع هنا بمنطقة التجنيد يتعامل باحترام لا يخلو من الحزم والانضباط»، وقال إنه يتمنى أن يمر عامه التجنيدى ليبدأ حياته العملية، وأكد «سهولة الإجراءات رغم طول المراحل التى نمر بها، فإننا لا نشعر بها نظراً لوجود نظام وكل واحد منا له تاريخ لفحصه الطبى وتسليم أوراقه وموعد لمعرفة انضمامه وتسليم نفسه لمعرفة سلاحه»، وتابع: «أتمنى أن أخدم فى سلاح القوات الجوية، لأنه كان حلماً فى الصغر».
وقال محسن محمد، خريج كلية الآداب، إنه يتمنى الخدمة فى سيناء مع أبطالنا من رجال القوات المسلحة حتى يشارك فى تطهيرها من العناصر الإرهابية ويكون جزءاً من ملحمة البطولات، وقال: خلال الفترة السابقة كنت أرى فى الجرائد والتليفزيون جهود القوات المسلحة، وشهدائها، وأتمنى أن ربنا يمنحنى الفرصة لأكون واحداً من هؤلاء الأبطال، فأنا أرى أن الجيش هو التجنيد فى سيناء وسأكون سعيداً جداً لو القادة سمحوا لى بأن يتم توزيعى فى سيناء لأقاتل معهم وأكون جزءاً من صناعة المجد لهذا الوطن.
الصدمة.. هى أول ما ينتاب الشاب المتقدم بأوراقه التجنيدية بعد معرفته بإصابته بفيروس سى، فمن خلال الفحص الطبى المتبع لكل الشباب المتقدم لأداء الخدمة التجنيدية قد يتبين لدى البعض منهم إصابته بفيروس سى، وهنا تبدأ حالة من الذهول، ولكن يصاحبها تشجيع معنوى من القادة، فضلاً عن الرعاية الصحية الكاملة لكل مصاب، حيث إنه وفقاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى وتكليفه للقوات المسلحة برعاية هذا الملف، قرر القائد العام الفريق أول صدقى صبحى تقديم كافة الدعم الطبى لكل من أصيب بهذا الفيروس ومتابعته حتى انتهاء مراحل العلاج كاملة، كما أن الشاب المصاب لا يتم تجنيده ولكن يتم وضعه تحت الطلب لمدة 3 سنوات.
ويقف فى صف منتظم مجموعة من الشباب الذين وقعوا الكشف الطبى ولكن تبين إصابتهم بفيروس سى، وقال محمود عبيد، الذى تخرج فى كلية الحقوق: «أعرف أن الموضوع صعب ولم أتوقعه على الإطلاق وحدث لى انهيار عندما عرفت أننى مصاب بفيروس سى، خاصة أننى لم أتعرض لأى إجراء لجراحة طبية أو نقل دم، حتى إننى كنت أخشى كثيراً من التبرع بالدم، إلا أن كل شىء نصيب»، وقال: القائد هنا قدّر حالتى وطمأننى أنه أمر طبيعى وكلنا معرضون للإصابة به، مؤكداً أن «القوات المسلحة سوف تتولى علاجى ومتابعتى خلال فترة العلاج من خلال الفحوصات والتحاليل المستمرة وصرف الأدوية كاملة حتى تمام الشفاء، وهو ما لا أتوقعه، خاصة مع ارتفاع التكلفة العلاجية لهذا المرض».
يشار إلى أن القوات المسلحة تشارك ضمن الحملة القومية لمكافحة مرض الالتهاب الكبدى الوبائى فيروس (C)، حيث صدق وزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى على علاج الشبان المتقدمين المصابين الذين تم إجراء التحاليل الطبية لهم بواسطة المعامل المركزية للقوات المسلحة والتأكد من الإصابة، ووضعهم تحت الطلب لمدة ثلاث سنوات وتسليمهم كارت متابعة للعلاج محدد به المركز المتخصص للعلاج من خلال 7 مراكز ملحقة بالمستشفيات العسكرية على مستوى الجمهورية، وذلك مساهمة من القوات المسلحة فى علاج شباب التجنيد المصابين على نفقة الدولة، وتقوم مناطق التجنيد والتعبئة بإجراء التحاليل الطبية لجميع الشبان بالمنطقة تحت إشراف رئيس المجلس الطبى العسكرى بالمنطقة، ومدير منطقة التجنيد أثناء حضورهم للتسجيل والكشف الطبى بالمرحلة التجنيدية.
شباب يتقدمون إلى منطقة التجنيد للالتحاق بالخدمة العسكرية