جنوب سيناء: مياه عيون موسى تعالج «دستة أمراض».. وتوصيات «شرم الشيخ» حبر على ورق

جنوب سيناء: مياه عيون موسى تعالج «دستة أمراض».. وتوصيات «شرم الشيخ» حبر على ورق
- آلام العضلات
- أحمد حمدى
- أرض الواقع
- أمراض الجهاز التنفسى
- الأمراض الجلدية
- الأمراض الروماتيزمية
- الأمراض العصبية
- الانزلاق الغضروفى
- التعرض للشمس
- آبار
- آلام العضلات
- أحمد حمدى
- أرض الواقع
- أمراض الجهاز التنفسى
- الأمراض الجلدية
- الأمراض الروماتيزمية
- الأمراض العصبية
- الانزلاق الغضروفى
- التعرض للشمس
- آبار
رغم أن «جنوب سيناء» كنز سياحى ثمين فى مجال الاستشفاء والسياحة العلاجية، تم اكتشاف جزء صغير من هذا الكنز، وتدفق إلى المحافظة سياح من كل دول العالم، وما زال الجزء الأكبر من هذا الكنز لم يكتشف ولم يستغل حتى الآن، إلا أن الإهمال يسيطر على مناطق الاستشفاء البيئى الموجودة فى جنوب سيناء، سواء فى مناطق «عيون موسى أو حمام فرعون أو حمام موسى».
وعلى الرغم من أن مؤتمر السياحة العلاجية الذى عقد فى مدينة «شرم الشيخ» بالمحافظة فى مارس الماضى أوصى بضرورة استغلال هذا النوع من السياحة، وهى سياحة الاستشفاء التى يقبل عليها السياح والزوار من دول عربية وغير عربية، فإن توصيات المؤتمر لم تنفذ على أرض الواقع حتى هذه اللحظة، وأهم مناطق الاستشفاء الطبيعى فى جنوب سيناء العيون الكبريتية فى «رأس سدر»، وهى من أهم ملامح جنوب سيناء السياحية، ونظراً لشهرتها العالمية فى الاستشفاء وعلاج الكثير من الأمراض أصبحت تجتذب على مدار العام المئات من السياح العرب والأجانب والمصريين، وأصبح معتاداً أن يستلقى العشرات من هؤلاء تحت رذاذ أبخرة الكبريت المتصاعدة من داخل العيون، والتمتع بمياهها الدافئة المندفعة من باطن الأرض، التى تحتوى مواد كبريتية لها القدرة على علاج الأمراض الروماتيزمية، لتكون بذلك أحد أهم روافد السياحة العلاجية فى مصر، كما أن «حمام فرعون» هو الأول بين العيون والآبار والينابيع المصرية، لاحتوائه على عناصر الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والسليكون والأملاح المذابة، فعلى جانبى «حمام فرعون» يرى الزائر له انتشار العشرات من مرضى التهاب العظام والأمراض الجلدية، وقد اتشحت أجسادهم بطبقات من الطين الكبريتى لفترة، يتم بعدها الاغتسال فى العين التى تتراوح درجة حرارة المياه المتدفقة منها بين 59 و90 درجة مئوية.
{long_qoute_1}
ويقول عبدالرحيم ريحان، المدير العام بمنطقة آثار جنوب سيناء، إن «جبل حمام فرعون يقع على مسافة 240 كيلومتراً من القاهرة، ويخرج من سفحه نبع كبريتى يطلق عليه حمام فرعون، درجة حرارته 57 درجة مئوية، وفم النبع الكبريتى تسيل ماؤه للبحر، وتقع قرب منحدر الجبل مغارة كبيرة تتصل بمجرى النبع فى بطن الجبل؛ حيث ينزل الطالبون للاستشفاء فى البحر بعيداً عن فم النبع تجنباً لحرارته، ثم يقتربون من النبع تدريجياً حتى يصلوه ليصعدوا للمغارة ويناموا فيها إلى أن تبرد أجسامهم، واسم هذا الحمام ارتبط فى الروايات المتواترة بغرق فرعون»، وأضاف «ريحان» أنه «على بعد 30 كيلومتراً من نفق الشهيد أحمد حمدى يتوافد يومياً المئات من راغبى الاستشفاء؛ حيث تتدفق مجموعة من العيون الكبريتية تتراوح درجة حرارتها بين 35 و40 درجة مئوية يطلق عليها عيون موسى، ولهذا المكان مكانة دينية؛ باعتباره المكان الذى عبر منه النبى موسى -عليه السلام- هرباً من فرعون وانفجرت فى المنطقة 12 عيناً كآية من آيات الله سبحانه وتعالى»، وأوضح «ريحان» أن «العيون التى تفجرت لنبى الله موسى وقومه أثناء خروجهم من مصر عبر سيناء استمر جريانها فى المنطقة، فأنبتت النباتات والنخيل، ولقد أثبتت الدراسات الحديثة أن المنطقة من مدينة السويس حتى عيون موسى، هى منطقة قاحلة جداً وجافة، ما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم بهذه المنطقة كلها حتى تفجرت هذه العيون، والمنطقة الآن بها 4 عيون واضحة، وينصح بها الأطباء مرضى التهاب العظام المفصلى المزمن والتهاب العظام الروماتيزمى والالتهاب الليفى والعضلى والنقرس المزمن والروماتويد والالتهاب العصبى، وتعمل على استرخاء العضلات، كما تعالج الأمراض العصبية الوظيفية وأمراض الجهاز التنفسى مثل الجيوب الأنفية والربو الشعبى والنزلات الشعبية والأمراض الجلدية مثل الجرب والتنيا والصدفية والإكزيما المزمنة وحب الشباب وغيرها، بالنزول فى المياه الكبريتية والاستشفاء بالطمى المترسب حول الينابيع لعلاج هذه الأمراض، وهناك دراسات أُجريت بمعهد سيناء العالى للسياحة والفنادق بمدينة رأس سدر عن العيون الكبريتية فى سيناء، وأثبتت أن أفضل وقت لاستخدام العين والاستمتاع بها هو قبل غياب الشمس بقليل، وقبل شروق الشمس أيضاً بقليل، بينما ينصح بعدم التعرض للشمس كثيراً أثناء السباحة فى العين»، وأشار مسئول «الآثار» إلى أن «أبحاثاً ألمانية قام بها المركز الألمانى للروماتيزم، أكدت أن الحمامات الكبريتية الحرارية مناسبة تماماً لعلاج أمراض الجهاز العضلى الهيكلى والأمراض الروماتيزمية والجلدية، وأن الاستحمام بمياه العيون الكبريتية يعمل على استرخاء العضلات، وتؤكد هذه الأبحاث أن نجاحاً جيداً للغاية قد تم مع المرضى المصابين بأمراض تآكل المفاصل والعمود الفقرى وبينها مشكلات الانزلاق الغضروفى (الديسك) ومرض بختيريف (التهاب الفقرات الروماتويدى) وأمراض الالتهابات الروماتزمية وآلام العضلات، إضافة إلى ذلك تتم الاستفادة من الحمامات الكبريتية الحرارية بنجاح فى علاج الإكزيما والالتهاب الجلدى العصبى».
وهذه المقومات العلاجية والسياحية البيئية التى تتمتع بها جنوب سيناء، كانت دافعاً للمسئولين بالمحافظة إلى إقامة منتجع صحى سياحى تحت مسمى «منتجع حمامات فرعون»، لا يزال قيد الإنشاء حالياً منذ سنوات طويلة، ويعتبر الأول والفريد من نوعه فى مصر والشرق الأوسط، وهو عبارة عن قرية سياحية ومركز للعلاج البيئى يجمع بين السياحة العلاجية والترفيهية والرياضية، ويضم إمكانات علاجية متنوعة تشمل العلاج بالتمارين والتدليك والعلاج المائى، كما يتطلع المسئولون لإقامة منتجعات ومراكز علاجية سياحية وفنادق حول مناطق العيون الكبريتية تشجيعاً للسياحة العلاجية فى المنطقة»، ولكن هذا المشروع تم إسناده لشركة أجنبية منذ 17 عاماً تقريباً، وما زال العمل به متوقفاً لأسباب غير معلومة، علماً بأن زهير جرانة، وزير السياحة الأسبق، هدد بسحب الأرض من المستثمر فى حالة عدم التنفيذ، غير أن القرار ما زال حبيس الأدراج.