«سكيت».. مغارات «زمرد وذهب وأحجار للزينة» وآثار معابد منذ العصر الرومانى

كتب: محمد مجدى

«سكيت».. مغارات «زمرد وذهب وأحجار للزينة» وآثار معابد منذ العصر الرومانى

«سكيت».. مغارات «زمرد وذهب وأحجار للزينة» وآثار معابد منذ العصر الرومانى

على عمق 50 كيلومتراً من بداية وادى الجمال وصلنا إلى منطقة «سكيت»، التى تضم بقايا منازل كان يستخدمها الرومان قبل نحو 5 آلاف سنة، المنطقة التى تبدو صحراوية، مع وجود أشجار قليلة، وحشائش خضراء قليلة، كان لها مظهر مختلف أثناء وجود الرومان، ويقول سعد منصور، أحد السكان المحليين فى وادى الجمال، الذى يعمل مع «المحمية»، إنه فى عام 2003 جاءت بعثة هولندية بها جنسيات متعددة لاستكشاف تلك المنطقة، وأضاف «سعد» لـ«الوطن»، أنه عمل مع تلك البعثة ضمن السكان المحليين، موضحاً أنهم أجروا بحوثاً ودرسوا المنطقة، كما أجروا بعض عمليات حفر وتنقيب عن كل شىء كان موجوداً فى المنطقة، ليتم تحديد ووضع تصور كامل عن تفاصيل المنطقة، وكيف كانت تستخدم، ولفت عضو «البعثة» إلى أن المعمرين من قبيلة العبابدة التى ينتمى لها، رووا لأبناء القبيلة أن تلك المنطقة حتى بدايات ثمانينات القرن الماضى كان يعيش فيها «أسود، ونمور، ونعام»، وغيرها من الحيوانات التى لم تعد تعيش فيها حالياً بسبب الجفاف الذى يوجد بها خلال فصل الصيف، مشيراً إلى أن ذلك يتواكب مع تصور البعثة الأثرية بوجود حياة كاملة، وحيوانات بمنطقة «سكيت» قبل نحو 5 آلاف سنة.

وعن بقايا منازل موجودة فى «سكيت»، قال إن تلك المنطقة كانت مركز الإقامة الرئيسى للرومان، وذلك ضمن عملهم فى استخراج الزمرد، وأحجار الزينة، والذهب، ونقلها إلى بلادهم عبر البحر المتوسط، لافتاً إلى أن تلك الرحلة كانت تبدأ من ميناء موجود فى حلايب، كانت تصل إليه سفن تابعة لهم، وبداخلها أفيال، وجمال، وخيول، وكانوا ينتقلون فى عدة مناطق، ويستخرجون الزمرد، والأحجار التى يريدونها، ثم ينتقل بعضها إلى ميناء الإسكندرية لتصل لروما، وأوضح «منصور» أن تصور البعثة الأثرية هو أن المنطقة كان يوجد بها عيون مياه كثيرة، ولكن حدث تغير مناخى خلال فترة الـ5 آلاف عام الماضية، وأشار عضو البعثة الأثرية إلى مدخل يشبه الكهف داخل المنطقة، وقال إنه معبد رومانى كان موجوداً فى المنطقة، وأن الأمطار وتغيرات المناخ كادت تعصف بالمعبد، وظهرت تشققات به، وحينها جرى بناء عمود بالمنتصف حتى يتم الحفاظ عليه قائماً، ولفت إلى أنه حينما أوشكت البعثة على الانتهاء، طلبت إحدى مسئوليها، وكانت أمريكية الجنسية، بأن يترك البعض تذكاراً فى العمود، مع تمنى أمنيته، وهو ما فعله قرابة 25 فرداً كانوا بتلك البعثة.

{long_qoute_1}

وعن عمل العمود بـ«الأحجار»، قال إن البعثة الأثرية أرادت عمله بـ«الأسمنت»، ولكن شكله لن يكون جيداً، ومن ثم استخدموا عجينة مخلوطة بالتربة كالتى استخدمها الرومان، ولكن لم تلق إعجابهم هى الأخرى، ليتم اقتراح بناء العمود بالحجارة الطبيعية منى، وهو ما تم بالفعل، وأشار «منصور» إلى أن المجتمع بتلك المنطقة كان متكاملاً، حتى إنه استخرج رأس سهم من الرمال، وبقايا ما يشبه بدلة عسكرية قديمة.


مواضيع متعلقة