مرضى الأقاليم على أرصفة مستشفيات القاهرة: «المرض بيذل»

مرضى الأقاليم على أرصفة مستشفيات القاهرة: «المرض بيذل»
- أحمد حامد
- أحياء القاهرة
- أعلى مستوى
- أمل الشفاء
- أهل الصعيد
- أورام المخ
- ارتفاع أسعار
- اكتشاف المرض
- الإرهاق والتعب
- الازدحام الشديد
- أحمد حامد
- أحياء القاهرة
- أعلى مستوى
- أمل الشفاء
- أهل الصعيد
- أورام المخ
- ارتفاع أسعار
- اكتشاف المرض
- الإرهاق والتعب
- الازدحام الشديد
زحام شديد، طوابير طويلة، وحالات مبكية لم تجد سوى سلالم وأرصفة بوابات العيادات الخارجية لمستشفيات «قصر العينى القديم ومعاهد الأورام المختلفة والمعهد القومى للقلب»، ليرتاحوا عليها من عناء السفر الذى يصل إلى 10 ساعات. مئات من الكيلومترات يقطعونها من محافظاتهم إلى القاهرة لعلاج ذويهم الذين يحتاجون إلى أدوية وأجهزة ورعاية ليست متوفرة فى مستشفيات الأقاليم. على أرصفة المستشفيات العامة والمعاهد القومية فى القاهرة يفترش أهالى هؤلاء المرضى الأرض ببطاطين وملاءات أسرّة وكراتين وينامون ليريحوا أجسادهم من مشقة السفر وساعات الانتظار. وجوههم تعلوها علامات الرضا وألسنتهم لا تنطق إلا بعبارة «الحمد لله»، جاءوا من كل أنحاء مصر، من أقصى الصعيد لشمال الدلتا، حالات كثيرة تطوى قصص معاناة مختلفة، تنتظر دورها فى الكشف والفحص، فطول وقت الانتظار خارج المستشفى بالنسبة لهم جحيم يضاعف ألم المرض، وتكتمل دائرة المعاناة بضوضاء الباعة الجائلين نهاراً وسطوة بعض البلطجية ليلاً، الذين يتعرضون لذويهم المنتظرين خارج الأسوار ليأخذوا منهم «إتاوات»، بالقوة مقابل السماح لهم بالمبيت على الرصيف تحت شعار «عايز تبات ادفع 50 جنيه»، ورغم كل هذه المأساة التى تتكرر كلما وفد مرضى الأقاليم وذووهم إلى مستشفيات القاهرة يبقى أمل الشفاء هو دافعهم القوى الذى يجعلهم يتحملون كل هذه المعاناة.
{long_qoute_1}
«حال أسرتنا اتشقلب من ساعة ما أختى تعبت»، كلمات قالتها بأسى «صباح السيد» من دمنهور، لتلخص معاناة الأسرة بعد إصابة شقيقتها بورم فى المخ، وتقول إن خط قطار «القاهرة - الإسكندرية» طريقها الأسبوعى، منذ بدأت المعاناة مع شقيقتها، فمع حلول كل ميعاد للزيارة تخرج من منزلها بدمنهور لتستقل القطار متجهة إلى مستشفى «قصر العينى القديم»، وتقول: «من ساعة ما أختى تعبت وأنا وأختى التانية بنبدل مع بعض عشان نقعد معاها فى المستشفى ونراعيها». انتظار موعد الزيارة أكثر ما يسبب إحباطاً وضيقاً لـ«صباح»، وتضيف: «ترددنا على المستشفى من دمنهور فى القاهرة يكلفنا مصاريف كثيرة وإحنا على قد حالنا مكناش حمل كل تكاليف السفر دى، بصرف 80 جنيه رايح جاى للمواصلات بس وده كتير بالنسبة لى»، وبابتسامة رضا تكمل حديثها قائلة: «المستشفى هنا مش مقصر مع أختى فى حاجة والحمد لله إنهم بيوافقوا أبات معاها طول فترة رعايتها، لولا كده كنت هتبهدل» وتكمل: «أكتر جملة بتشقلب حالتى لما عيالى يكلمونى ويقولوا إنى وحشاهم بس كله يهون علشان أختى».
«المستشفيات فى قنا مفيهاش دكاترة»، هذا السبب كان كافياً لدفع جمال مرسى لتحمل شقاء وتعب 8 ساعات من السفر من محافظته الصعيدية إلى القاهرة لتلقى علاجه بمستشفى «قصر العينى القديم». منذ 3 أشهر وهو على هذا الحال بحثاً عن طريقة غير مكلفة للعلاج لكن أسعار المواصلات صدمته، ويقول: «باخد مراتى عشان تخلى بالها منى فى الطريق، وبأجر عربية خصوصى بـ500 جنيه فى المشوار»، ويكمل بنبرة غضب: «لو كان ينفع أروح وآجى لوحدى كنت عملت كده لكن هى بتراعينى».
بين التحاليل والكشف والأشعة على العين يقضى «جمال» يومه، لكن باله مشغول طيلة الوقت بالعودة إلى قنا، ويوضح قائلاً: «بقعد فى لوكاندة فى العتبة الليلة بـ300 جنيه لما يستدعى الأمر وجودى بالمستشفى أكتر من يوم، ودى أكتر مكان لقيته مناسب لظروفى لكن فى العادى بسافر فى نفس اليوم وأتحمل التعب والحر وأنا مش حمل مصاريف زيادة».
نفس الحال يعيشه أحمد حداد، القادم من الوادى الجديد إلى العاصمة، بحثاً عن العلاج بالمجان. الرجل تبدو البساطة على ملامحه، يحتفظ بكثير من طيبة أهل جنوب الوادى، يجلس بجلبابه على الرصيف المقابل لمستشفى «المعهد القومى للأورام»، ليلتقط أنفاسه من تعب السفر الذى أنهكه، منذ اكتشاف مرض زوجته بورم فى الثدى وتأثره بأوجاعها، ويبحث معها عن طريقة للعلاج حتى لا تنهار أسرته، ويقول: «هى عمود البيت اللى من غيره نقع كلنا».
تبدأ قصة المعاناة مع «حداد» وزوجته منذ اكتشاف المرض بالوادى الجديد وتحويل حالتها لأحد المستشفيات الحكومية بأسيوط، ويوضح: «لفينا كتير لحد ما وصلنا هنا، معندناش دكاترة فى الوادى والدكتور فى أسيوط هو اللى حولنا على هنا»، ويقتطع حديث «حداد» أصوات ابنه الصغير الذى يتعالى صراخه بين الحين والآخر بسبب شدة الحرارة. {left_qoute_1}
وعن إقامة «حداد» طوال فترة رحلة البحث عن العلاج والتردد على المعهد القومى للأورام، فقد تأقلم على الجلوس عند شقيقته فى «بولاق» ما يهون عليه تكاليف البحث عن شقة إيجار: «بتكسف من وجودى عند أختى الواحد، مش بيرتاح برة بيته، لكن بشتغل أُجرى على باب الله، كل يوم برزقه مفيش معايا فلوس أوفر بيها مكان للسكن فى القاهرة».
وبنبرة حزن على حال زوجته يكمل حديثه شاكياً من جهله بأحياء القاهرة الكبرى، ويقول: «اللى أكبر من إنى أتحمل 7 ساعات سفر هو التوهان اللى بيحصلى أول ما أوصل مصر، ويعطلنى عن متابعة علاج زوجتى، ومعرفتش بسبب جهلى أودى مراتى تتعالج فى مستشفى (بهية) لأنى معرفتش الطريق حتى بعد ما الناس وصفته لى، اللى مش من مصر صعب يتحرك فيها».
المسافة القصيرة التى يقطعها من القليوبية للقاهرة لم تساعده على الإفلات من المعاناة التى يكابدها أقرانه من مختلف المحافظات البعيدة، أمام المستشفى، فالانتظار الطويل والازدحام الشديد لقطع تذاكر الكشف أمام «المعهد القومى للأورام» أكثر ما يؤرق عبدالكريم عبده، وأهله خلال رحلة علاجه الطويلة مع المرض، والتى يحاول جاهداً أن يتأقلم عليها، منذ عام 1992، عندما بدأت دوامة المرض وتكاليف السفر. فالرجل العجوز الذى يتلقى علاجه لا يستطيع الانتقال دون كرسى متحرك يحمله أبناؤه فيه، ويروى نجله: «بقالنا سنين فى المرار ده، تعبنا من الزحمة والسفر والمصاريف، لكن دى حكمة ربنا»، ويشكو الابن من السفر على طريق «القاهرة - الإسكندرية» الزراعى فهو كالجحيم بالنسبة للعجوز المريض، ويضيف: «كان مصاباً فى البداية بالتهابات حادة بالفقرات أفقدته القدرة على الحركة مع مرور الوقت وجلسات الكيماوى اللى بياخدها فى المستشفى بترهقه جداً».
ويكمل الابن حديثه: «الخدمة فى المعهد كويسة، مقارنة بمستشفيات المحافظة عندنا، لكن الزحمة بتعطلنا»، وبنبرة غضب من غلاء الأسعار يروى: «الطريق من القليوبية لحد المستشفى بياخد ساعتين ونص، كنت زمان بأجر عربية خاصة بـ150 جنيه مثلاً، دلوقتى بقت الضعف، وساعات بآجى المستشفى مرتين فى الأسبوع. تكاليف السفر بتقطم وسطنا طبعاً» وحسب حالة والد «عبدالكريم» المتدهورة، فإنه لا بد من تأجير سيارة خاصة، لضمان سلامة نقله قدر الإمكان، ويضيف الابن: «السفر بالمواصلات العادية أمر مستحيل بالنسبة لينا.. بس علشان خاطر أبويا كله يهون».
من القليوبية أيضاً، تأتى لتقف فى آخر زاوية من الرصيف المقابل لـ«المعهد القومى للسكر» وفى يديها حفيدتاها الصغيرتان، تجاورها ابنتها المريضة بحالة من السكر المزمن، الذى أثر عليها وأصابها ببعض من الضعف والذبول فى ملامحها، فقدوم زينب أحمد من القليوبية لتبدأ رحلة العلاج مع ابنتها بمعهد الأورام كان بالأمر المرهق عليها بشكل كبير: «أنا ربة منزل وبجرى على بنتى وبعالجها»، فبحسب «زينب» فإنه على الرغم من قرب المسافة بين القاهرة والقليوبية فإنها لا تستطيع أن تترك حفيدتيها: «أنا مش ضامنة إيه اللى ممكن يحصل هرجع بلدى ولا مش هرجع فالعيال لازم يكونوا مع أمهم لو سبتهم مع حد واستحملهم النهارده مش هيستحملهم بكرة».
وترى «زينب» أن ارتفاع أسعار المواصلات بعد غلاء البنزين زاد من معاناتها كحالة باقى الناس: «الواحد هيلاقيها من مصاريف العلاج والأدوية ولا مصاريف السفر وجشع السواقين».
{long_qoute_2}
ويكمل «عادل حسن» المعاناة، حيث يأتى من «قنا» فى أقصى صعيد مصر بعد سفر طويل لمدة 8 ساعات ليجلس فى مكان الانتظار المعتاد على الرصيف الأمامى المقابل «للمعهد القومى للأورام»، ويسلى ساعات انتظاره المملة لحين اختراق ابن عمه أبواب وطرقات المستشفى لبدء الفحوصات اللازمة، عن طريق تناول بعض الوجبات السريعة التى يحضرها من أحد الباعة الجائلين بمنطقة قصر العينى، وكل هذا يتم وسط حالة ملل، وهو يشغل باله بالثمانى ساعات التى ستكون فى انتظاره بطريق العودة للصعيد، ويقول «عادل»: «ابن عمى اكتشف فى السعودية وجود ورم فى معدته عمل أشعة هناك واتأكد لكن تكاليف العلاج هناك غالية جداً، فقرر ينزل مصر ويتعالج فى قنا، كان فاكر إن فيها مستشفيات هتعالج حالته»، ويضيف أن «ابن عمه صُدم من الحالة التى وجد بها المستشفيات بالصعيد والإهمال الشديد بها من نقص فى الخدمة والرعاية والتخصصات، عندنا مستشفيات فخمة بس مفيهاش دكاترة، الاسم إن فيه مستشفى ماعدا المستشفيات الكبيرة فى بعض المحافظات زى الأقصر». ويبقى الأمل لدى «عادل» أن يرحمه الله من عناء السفر وتكاليفه بعد تلقيه جلسات العلاج الطويلة وتحويل حالة «ابن عمه» لمستشفى الأقصر، ويوضح: «أهم حاجة عندنا إنه يخف، المعاملة فى المعهد كويسة والدكاترة على أعلى مستوى، لكن بره الأسوار الزحمة صعبة جداً، خصوصاً على الشخص المريض، السفر بيكلفنى 300 جنيه رايح وزيهم فى العودة». {left_qoute_2}
مرارة العبارة التى تلقاها «مصطفى محمد» من طبيب المستشفى العام بالمنيا ونصها «عايز تعالجه ادفع، مش عايز سيبه يموت ومتدوشناش» تركت آثاراً من الحسرة فى قلبه ودفعته لتحمل المشقة وعناء السفر، وبدء رحلة العلاج مع شقيقه المصاب بلوكيميا الدم «بمعهد الأورام» بالقاهرة نظراً لقلة تكاليف العلاج بها أو إنها تكاد تكون «بالمجان»، ويقول: «مع إن إمكانياتى ما تسمحش بالعلاج فى القاهرة لكن ده كان الحل الوحيد قدامى بدل ما أسيب أخويا يموت قدام عينى»، وبحسب «مصطفى» فإن مشوار العلاج فى البداية لم يكن مرهقاً بشكل كبير من ناحية التكاليف، لكن بمرور الوقت بدأت تكاليف السفر تمثل أعباء حقيقية على الأسرة، خاصة أن أشقاء المريض يعملون بأعمال خاصة ليس لها رواتب ثابتة كل آخر شهر، ويقول: «بسافر 3 مرات فى الأسبوع ولو بقعد بيكون عند قرايبنا عشان مقدرش أأجر شقة أو أقعد فى فندق حتى معنديش المقدرة لده كله». أثناء حديثه تساقطت بعض الدموع من عينيه، حزناً على حالة شقيقه والأسرة، وأكمل قائلاً: «بقينا بنلف بالحالة من التحاليل للأشعة للعلاج للسفر بقت حياتنا محصورة فى الدايرة دى، والمصاريف اللى بتتحملها الأسرة ملهاش أول من آخر»، يتمنى «مصطفى» أن توفر الدولة مكاناً مجانياً بجانب المعهد يسهل الإقامة على أسر المغتربين، خاصة من الصعيد.
وعلى الرصيف المقابل لمستشفى «معهد الأورام» تجلس سيدتان بالعقد السابع من العمر، مقبلتان من الفيوم مع حفيدتهما «شهد» ذات الست سنوات المصابة بورم فى المخ تنتظران خروجها برفقة والدها من المستشفى، وتكادان تتحملان حرارة الشمس التى تحرقهما أثناء الانتظار، وتروى إحدى العجوزتين، قائلة: «صلينا الفجر ونزلنا ركبنا ميكروباص، مينفعش نسيب شهد تيجى لوحدها قلبنا بياكلنا عليها»، وحسب جدة «شهد» فإنها تحاول تحمل التعب والشقاء لإنقاذ حفيدتها التى يتقطع قلبها عليها بين اللحظة والأخرى، وتقول «تعبنا جداً فى الطريق لكن ما باليد حيلة احنا ناس على قد حالنا منعرفش نروح مستشفى خصوصى نعالج بنتنا فيها، نفسى بس كانوا يوفروا مكان أقدر أستناها فيه بدل القعدة على الرصيف وسط الحر والشمس وبهدلة اللى رايح واللى جاى».
وليكمل معاناة «أهل الصعيد» أمام أبواب المستشفيات، يجلس «مينا بادى» الشاب العشرينى على سلالم «المعهد القومى للأورام» وتبدو على ملامحه حالة من التعب والملل والإرهاق التى تسبب فى ظهورها سفره الطويل بالقطار مع والدته من أسيوط ليكمل علاجها بالمستشفى المجانى بالقاهرة، ويقول: «الطريق مرهق جداً، خاصة إن الجو حر، وكمان من ساعة ما البنزين غلى المواصلات بقت مكلفة قوى علينا»، ويضيف «مينا» بلهجة تعب وغضب، واكتشف مرض والدته بورم فى الكبد عن طريق الصدفة: «أمى كانت بتشتكى من وجود بعض الحصاوى، وكانت رايحة تكشف عادى جداً، واتفاجئت لما عملت الأشعة إن عندها ورم والدكتور حولها على المستشفى هنا بالقاهرة»، وكغيره من المرضى المقبلين من الأقاليم، خاصة محافظات الصعيد التى تأخذ وقتاً طويلاً فى السفر والانتقال، فإن أكثر شىء يزيد من ضيقه وغضبه، هو الازدحام الشديد على أرصفة الانتظار خارج المستشفى وقلقه من الخطوة المقبلة التالية للكشف، ويتابع: «لسه مش عارف إذا كنت هرجع ولا هضطر أشوف مكان أبات فيه هنا، وده أمر شاغل بالى جداً لأن المصاريف فى القاهرة غالية جداً».
منذ 3 أيام، ينام «حمدى محمد» المقبل من بنى سويف، على الرصيف المقابل «للمعهد القومى للقلب فى إمبابة»، حيث يفترش الأرض بالبطاطين لينام عليها فى انتظار أن يسمع بشرى سارة تطمئنه على حالة ابنته المحتجزة داخل جدران المستشفى، ويقول: «بقالى 3 أيام فارش ونايم قدام المستشفى على الرصيف وبيتاخد منى إتاوة 50 جنيه فى اليوم من بلطجية عشان أعرف أوفر النومة دى»، وتبدأ حكاية «حمدى» مع ابنته عندما اكتشف إصابتها بالمرض، ويقول: «بنتى صحيت من النوم حاسة بدوار كبير وصداع ونغز فى القلب، اتحولت من مستشفى بنى سويف للمعهد على طول عشان هو الوحيد اللى بيعالج الحالات دى بكفاءة»، وبحسب «حمدى» فإنه يرى أن تجربة مرض ابنته من أكثر التجارب التى مرت عليه وشعر خلالها بمعاناة كبيرة، ويضيف: «حاولت أوفر لبنتى عربية إسعاف تنقل البنت للمستشفى وطبعاً كلفتنى كتير جداً لكن الصراحة الخدمة هنا فى المستشفى ممتازة قوى وكل شوية حد يطلع من جوا يطمنى على حالتها، وفيه ضمير فى الشغل تستاهل المشوار وتعب السفر»، وبحسب «حمدى» فإن أكثر ما يؤلمه خلال التجربة هو البلطجة والإتاوة التى يتعرض لها يومياً بالشارع بسبب مبيته به: «كان نفسى يكون فيه مكان أقدر أبات فيه، أول يوم جيت فيه من بنى سويف نمت قدام المستشفى زى القتيل».
معاناة كبيرة واجهت «أحمد حامد» عند قدومه مع أسرته من الفيوم لعلاج ابنة عمه بـ«المعهد القومى لعلاج القلب بإمبابة» حيث صدم عند مجيئه للمستشفى بعدم وجود أى أماكن للانتظار بالداخل، ويقول: «بنت عمى عملت عملية قلب مفتوح، وبتيجى كتير المعهد عشان تتابع الحالة، طبعاً الطريق بيكون مرهق جداً بالنسبة لنا لكن ما باليد حيلة»، فبحسب «أحمد» فإنهم قاموا باستئجار سيارة خاصة لنقل الحالة من الفيوم للمعهد، ويضيف: «قبل العملية كنا بنيجى 3 مرات فى الأسبوع، المشوار كان بيكلف 500 جنيه، يعنى التلات مرات بيدخلوا فى 2000 جنيه فى الأسبوع، وطبعاً احنا ناس على قد حالنا»، وبحسب «حامد» فإن أسعد لحظة ينتظرها هى لحظة سماعه خبر نجاح العملية التى تنبئه ليس فقط بشفاء ابنة عمه ولكن راحته من تكاليف السفر وعناء المواصلات والإرهاق والتعب الذى يحل به وأسرته، ويكمل: «عندنا من الأصول لو حد تعب الأسرة كلها بتقف جنبه وتساعده، ما ينفعش نسيبه تبقى عيبة فى وشنا، الناس فى البلد تاكل وشنا، فخبر نجاح العملية هو أكتر خبر هيرضى تعبنا طول الفترة».