بالفيديو| "فلامنكو مصري".. 10 ألحان رسمت لون حسن الأسمر

بالفيديو| "فلامنكو مصري".. 10 ألحان رسمت لون حسن الأسمر
في فترة تراجعت فيها قيم موسيقية محافظة سادت في جمهورية وليدة لتحل محلها أنغام تشبه رحلات المصريين إلى الخليج، سطعت نجوم تصاحب المسافر بصوتها وتعبر عن الكادحين بألحانها في الفرح والحزن، تأخذ من العمال المغتربين كلماتهم لتعيدها إليهم رقصا وشجنا.
من خلف جرم كبير الحجم سد عين الشمس يدعى "عدوية" بزغ نجم أصغر سرعان ما لمع من أول ظهور، احتل المطرب الأسمر ذو الشامة البعيد عن وسامة جيل كامل سبقه الصف الأول، ليتربع بمباركة شعبية وإمكانيات فنية خاصة على عرش الطرب الشعبي الأصيل، الذي لا تخطئه الأذن المصرية من أول "تلييلة"، ليخرج فن الموال معه من بحر النغم المليء بالدر من أمثال عبد الإسكندراني وبحر أبو جريشة، ويتخطى به مقاعد السميعة ويدخل معه إلى كل حارة وبيت في مصر حرفيا، سواء من خلال الأفراح أو السينما أو الكاسيت، وأصبح أيضا "صوت المزاج" في سهرات أصحاب الكيف، بديلا عن السيدة أم كلثوم.
حسن الأسمر الذي ولد في القاهرة ونشأ بين طبقة كادحة في حي العباسية الشعبي، تدربت أذناه منذ صغره على صخب الشوارع والأرزقجية، زحام القاهرة، ورش العمال، المقاهي والسائقين، الحركة التي دبت في القاهرة السبعينية رسمت في أذن الشاب الصغير خطا شعبيا جديدا، فقدم لون "الحزن الراقص"، أو ما يمكن أن أسميه "الفلامنكو المصري"، الذي يضاهي النوع الشعبي من الفلامنكو الإسباني، فالأسمر يميل دائما إلى أن يبدأ بمقطع بطيء بأداء موالي مصري أصيل تليه موسيقى راقصة صاخبة مع كلمات حزينة أودرامية أو مليئة بالعبر، وهذا الخط استمر الأسمر في الحفاظ عليه مع جميع الملحنين الذين عمل معهم.
1ـ اتخدعنا: حسن دنياملحن فرض ألحانه بقوة وسط جيل صاعد أمثال هشام عباس وإيهاب توفيق وجواهر وحكيم وعمرو دياب ولطيفة ومحمد فؤاد ومحمد منير ومنى عبدالغنى وعفاف راضى، لكن محطة "حسن الأسمر" كانت مختلفة، فصوت حسن بعيدا عن الموال يحب "مزيكا حركة الشارع"، لذا قدم له "دنيا" لحنا سريعا راقصا على أغنية من أقوى أغنيات الحزن، وهو لحن "اتخدعنا" في ألبوم حمل الاسم نفسه عام 1989.
يقول دنيا، خلال لقائه في برنامج "صاحبة السعادة": "كنت أغني في بدايتي، لذا كنت أعلم المناطق الصوتية والمفردات التي يمكن أن تتم، وهو ما جعلني أعمل مع حسن الأسمر أغنية اتخدعنا حين دخلت المجال الشعبي".
2ـ أنا أهو: حسن إش إش في ألبوم "اتخدعنا" أيضا قدم "إش إش" لحن العتاب الراقص لحسن الأسمر، في أغنية "أنا هو" التي حفظها الكبير والصغير، فمن جهة يحمل مطلعها تركيبة مصرية خالصة لمن يتوعد غيره "أنا أهو وإنت أهو"، ومن جهة أخرى كان اللحن حاضرا بقوة في المناسبات المصرية لإيقاعه السريع، يقول إش إش عن حسن الأسمر، في حوار أجرته معه مجلة "صباح الخير": "مدرسة شعبية مستقلة ظهرت بعد مدرسة عدوية".
3ـ يا خوفي: حسن أبو السعود
أسطورة من أساطير الموسيقى المصرية، ألحانها رشيقة وخفيفة كشخصيته تماما، صاحب أشهر ألحان عدوية "بنت السلطان"، يقرر أن يتعامل مع هذا النجم الأسمر الجديد، فيبدأ أبو السعود أغنية "يا خوفي" حزينة مليئة بالآهات بدخلة هادئة جنائزية، وفي لحظة ينقلب اللحن إلى إيقاعات راقصة دون أن يترك مساحة لتسرب حالة الشجن من خلال تنويعات الكمان والأورج.
4ـ طعم الأيام: عصام كاريكاالملحن الشاب الذي تتميز ألحانه بالحيوية يهدي عملاق الأغنية الشعبية لحنا يمكن أن نسمية "دراميا"، به وقفات وتنويعات كأنه يحكي قصة "ليه.. أزرع شجر المحبة.. يطرح غدر وأسية"، وبلمسه من الموزع أشرف عبده يمنح الساكس شجنا مكملا لصوت حسن الأسمر، ولم يهرب اللحن الراقص من كاريكا ويلغي شخصية الأغنية الأصلية.
5ـ سألوا العذاب: حمدي سكرلن يمر حسن الأسمر من شارع "الفن الشعبي" دون أن يشتري لحنا من معرض حمدي سكر العامر، الذي لحن لعمالقة هذا الجيل بداية من محمد رشدي وعدوية ثم رمضان البرنس ومجدي طلعت وأحمد العيسوي وطارق الشيخ وحكيم وعبد الباسط حمودة، لكن في "سألوا العذاب" عرف حمدي بخبرته شريكه الجديد جيدا، فأخرج له عملا من أروع أعمال الفتى الأسمر "سألوا العذاب"، كالعادة بداية موالية هادئة ثم إيقاع راقص.
6ـ الواد الجن: علي سعدفي لقاء صاحب موسيقى "الحفار" و"أوراق مصرية" مع حسن الأسمر تخلى تماما عن جدية اللحن، كما تخلى الأسمر عن المدخل الخاص به في أغنياته، لينتجا معا لحنا سريعا في إيقاعه سريعا في تعلق الناس به، حتى أن أغنية "الواد الجن" منحت اسمها لقبا لحسن الأسمر سنوات طويلة، فبداية الأغنية تحمل صيحات غريبة كأنها من عالم الجان فعلا، لكن الأورج جعل منه "جن شعبي".
7ـ سمارة: أشرف عبدهسقط الفيلم الوحيد الذي أدى بطولته حسن الأسمر، والذي كانت دائما رغبته الأولى هي التمثيل رغم نجاحه الساحق في الغناء، لكن أغنية "سمارة" نجحت نجاحا واسعا، ومن شهرتها وانتشارها لجأت شركة مصنعة للبان إلى استغلالها في الترويج للمنتج الذي يحمل الاسم نفسه "سمارة".برع أشرف عبده من قبل كموزع في "طعم الأيام" الحزينة، لكنه أخرج هذه المرة أغنية تنطق بالبهجة والفرح، ظهر هذا من الإيقاعات الصاخبة.
8 ـ بحلم: وليد العقادهدوء اللحن وهدوء الوتيرة والأداء الصوتي سمة غابت بعض الوقت عن حسن الأسمر حتى أعادها إليه وليد العقاد في أغنية من علامات الشجن في الطرب المصري "بحلم وأنا صاحي"، والتي أدت المفارقة في اسمها إلى انتشارها مع نقلة اللحن الهادئ، والناي الذي يشع شجنا في فواصل الأغنية.
9ـ كتاب حياتي: حسن عبد العزيز"البريمو" لدى حسن الأسمر كانت أغنية "كتاب حياتي"، التي أبدع لحنها بنفسه تحت اسم مستعار هو "حسن عبد العزيز"، فقد احترف الأسمر التلحين تحت هذا الاسم، من كان يتخيل أن أكثر أغنية أبكت المصريين تخرج على هذا اللحن الراقص "الفرايحي" الذي لا يمنع راقصة من أداء وصلة عليها في فرح بلدي، على عكس ما كان يعتاد عليه المصريون من أغنيات حزينة مثل "تخونوه" لبليغ حمدي متعددة المقامات وحيدة الشجن، أو "عدت يا يوم مولدي" لفريد الأطرش الجنائزية تماما، وهذا ما ميز الأسمر مطربا وملحنا طوال مسيرته.
10ـ أعملك إيه: حسن عبد العزيزأظهرت أغنية "أعملك إيه" تمكن حسن الأسمر من "الفلامنكو المصري" بشكل أوضح وإصراره عليه، هي ليست أغنية حزينة بالطبع لكنها بدأت بداية بطيئة كالعادة ثم انتقل بها عبد العزيز إلى الإيقاعات الراقصة.