عام الشيخ زايد
- إمارة أبوظبى
- الأصالة والمعاصرة
- الأمة العربية
- الإقليمية والدولية
- الإمارات العربية المتحدة
- الجامعات العربية
- الجدول الزمنى
- آباء
- آل مكتوم
- آل نهيان
- إمارة أبوظبى
- الأصالة والمعاصرة
- الأمة العربية
- الإقليمية والدولية
- الإمارات العربية المتحدة
- الجامعات العربية
- الجدول الزمنى
- آباء
- آل مكتوم
- آل نهيان
أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة اعتماد عام 2018 (عام زايد)، وذلك بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد مؤسس نهضتها الحديثة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، المولود فى الأول من ديسمبر عام 1918.
ويأتى الإعلان الذى أطلقه الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة، بهدف تعزيز مكانة الراحل العظيم وتخليد إرثه، من خلال صياغة مبادرات وبرامج تعكس دوره فى تأسيس الدولة ووحدتها وإنجازاتها المحلية والإقليمية والدولية.
إن هذه الخطوة التى أُعلنت أمس الأحد، فى ذكرى تولى الشيخ زايد إمارة أبوظبى فى «16 أغسطس 1966»، هى لمسة وفاء لشخصية مرموقة كان لها عطاؤها الوطنى والقومى والدولى الذى لا يخفى على أحد.
كان الشيخ زايد بن سلطان شخصية «استثنائية»، لها مواصفاتها الخاصة من الحنكة والحكمة والقدرة على إدارة الأمور واحتواء الأزمات، والإبداع النهضوى والحضارى.
منذ أسس، جنباً إلى جنب مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، نواة الدولة الموحدة فى ديسمبر 1971، وهو يعمل على إحداث نقلة نوعية فى تاريخ الإمارات، بسعى يحقق التحديث، دون تجاهل التراث والماضى، فحقق بذلك المعادلة التى تجسد «الأصالة والمعاصرة».
كان يقول دوماً: «إن الجيل الجديد يجب أن يعرف كم قاسى الجيل الذى سبقه لأن ذلك يزيده صلابة وصبراً وجهاداً لمواصلة المسيرة التى بدأها الآباء والأجداد، وهى المسيرة التى جسدت فى النهاية الأمانى القومية بعد فترة طويلة من المعاناة ضد التجزئة والتخلف والحرمان». كان الشيخ زايد -رحمة الله عليه- يدرك دوماً أن مسيرة النهوض والتقدم لن تأتى إلا بالصبر والسعى الدؤوب، وهو القائل: «لقد علمتنا الصحراء أن نصبر طويلاً حتى ينبت الخير، ولا بد من الحفاظ على تراثنا لأنه الأصل والجذور، ذلك أن الحاضر الذى نعيشه الآن على هذه الأرض هو انتصار على معاناة الماضى وقسوته».
كانت تلك الكلمات دستوراً لمن خلفوه فى حكم الدولة من الرئيس إلى الموظف العادى، لم يفرطوا فى وصاياه، بل عملوا على تجسيدها فى تلك المشاريع التى دفعت البلاد إلى التقدم واحتلال المراكز الأولى بين الدول، فباتت الإمارات تشكل نموذجاً يُحتذى به فى كافة المجالات.
وكان التعليم هو كلمة «السر» لدى الشيخ زايد فى مشروع تحديث الدولة وإعادة بنائها، وحين أعلن أن «التعليم» هو صمام الأمان بعد زوال الثروة النفطية، واجه تعارضاً مع البعض، لكنه صمد، واستمر فى تبنى قضيته، فقرر دفع المكافآت الشهرية للطلبة الذين يقومون على التعليم، وأوفد البعثات التعليمية إلى الجامعات العربية والأجنبية، فنجح فى إرساء قواعد البناء الحضارى وتغيير نمط الحياة فى الدولة الوليدة.
ولم يقتصر دور الشيخ «زايد» فى تلك الفترة على بناء الإنسان، بل أيضاً تبنى نهضة عمرانية ليجعل من دولته نموذجاً للبناء العصرى، ويحقق بذلك التحول الكبير، متحدياً بذلك كل الصعاب.
كان الشيخ زايد يسارع الخطى، يتجاوز الموروثات البالية. وعندما نصحه البعض بالحرص، طرح السؤال أمام كل من رافقه فى تلك المسيرة: «هل نتحرك فى بداية المسيرة ببطء حتى لا نخطئ كثيراً، أم ننطلق بسرعة ونسابق الزمن رغم احتمالات الوقوع فى نسبة أكبر من الأخطاء فى غمار السرعة والسباق؟!».
وحتى لا يتحول الأمر إلى سفسطة فى الحديث تضيع معها الأهداف النبيلة، حسم الأمر بالقول: «لا بد من الانطلاق بسرعة ويجب أن نسابق الزمن، لقد فاتنا الكثير وأمامنا أهداف علينا أن نبلغها من أجل خير ورفاهية شعبنا».
ومنذ ذلك الوقت بدأ الشيخ زايد مشروعه دون تردد، وعزم على الالتزام بالجدول الزمنى لتحقيق الأهداف دون بطء أو تكاسل، وأصبحت قضيتا «التعليم والصحة»، همَّه الشاغل فى مسيرة بناء الإنسان فى بلاده.
ولم يقتصر الشيخ زايد فى مسيرته على «الهم الوطنى»، بل كان عروبياً مخلصاً لأمته، وكان دائماً يقول فى خطاباته للشعب ولقواته المسلحة: «إننا جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، لنا حقوق وعلينا واجبات، وأول واجباتنا المشاركة بكل ما نستطيع من إمكانات للدفاع عن أمتنا العربية والذود عن كل شبر من أرضها يتعرض لعدوان أجنبى».
وتميزت تحركاته ومواقفه على الساحة العربية طيلة فترة حكمه بالدعوة إلى الوحدة بدلاً من التجزئة، والسعى إلى حل الأزمات العربية- العربية سلمياً، والدفاع عن ثوابت الأمة وقضيتها المركزية «فلسطين»، وكان لمصر مكانة خاصة لدى الشيخ زايد، فهو القائل: «أوصيت أبنائى بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر، وهذه وصيتى أكررها لهم أمامكم، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم».
وهو القائل: «إن نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وإن ما تقوم به الإمارات نحو مصر هو فقط ماء فى بحر مما قامت به مصر نحو الإمارات». ولم يكن حديث الشيخ زايد عن مصر ومكانتها حديثاً مجرداً، بل عبّر عن نفسه فى كثير من المواقف الداعمة، وأبرزها موقفه فى حرب 73، عندما ذهب إلى لندن ليقترض مائة مليون جنيه استرلينى لدعم موقف مصر وسوريا فى حرب أكتوبر 1973، وهل ينسى أحد مقولته التى أطلقها بعد قراره التاريخى بمنع النفط عن الدول المساندة لإسرائيل، عندما قال: «النفط العربى ليس أغلى من الدم العربى».
إن الحديث عن الدور القومى للشيخ زايد وموقفه من مصر تحديداً يحتاج إلى مجلدات عديدة، لكن العذر فى ذلك أن المصريين والعرب جميعاً يدركون حجم هذا العطاء وأبعاده.. من هنا كانت أهمية الدعوة التى أطلقها بالأمس الشيخ خليفة بن زايد، رئيس دولة الإمارات، باعتبار العام المقبل هو «عام زايد»، ليس بمنطق أنها ستكون مناسبة لعرض إنجازات ومواقف الشيخ زايد طيلة فترة حكمه، ولكن وهذا هو الأهم لاستلهام الدروس والعظات والعبر من هذه المسيرة الزاخرة، لتكون نبراساً للباحثين عن التقدم والعطاء الإنسانى.