حكومة «تميم» تخسر المعركة.. والقطريون غاضبون

من الصدمة والتوتر إلى الخوف والغضب المتصاعد يعيش الإخوة القطريون طوال الأسابيع الماضية بعد أن اكتشفوا أن حكومة تميم بن حمد آل ثانى تسير بهم فى طريق مظلم يقترب بهم من العودة إلى الفقر والعوز ومصائب التصحر والنبذ من الأخوة العربية والخليجية.

لقد راهن «تميم» على أن المقاطعة التى أعلنتها دول السعودية ومصر والإمارات والبحرين ضد حكومة قطر قبل شهرين ستكون بلا فائدة وستفقد آليات تنفيذها وتصبح مجرد كلام أجوف بلا نتيجة.. واكتشف تميم أن حالة الجدية والصرامة فى تنفيذ المقاطعة وتكامل إجراءات تنفيذها قوية وواسعة وأدت إلى نقص 50% من السلع الأساسية والأطعمة والمشروبات فى الأسواق، وأصبحت الآن طائرات الركاب القطرية تنقل يومياً الخضراوات والخرفان والأبقار والطيور والمياه بدلاً من الركاب!! وانكشفت مؤامرات قطر فى ممارسة ودعم الإرهاب فى كل العالم، وفجرت قائمة الإرهاب التى أعلنتها الدول الأربع وضمت أفراداً ومؤسسات قطرية كل الأسرار ومعظم المسكوت عنه عند الغرب والعرب.. فأصبح كل من يحمل جواز سفر قطرياً فى دائرة الاشتباه والمتابعة فى كل دول العالم.

وتطبيق المقاطعة على التنقل بين قطر ودول الخليج أدى إلى توقف أكثر من 80% من حركة المواطنين القطريين، وانسحبت ستة بنوك عالمية ومعظم البورصات وعشرات الشركات من السوق القطرية ومعها توقفت آلاف المشروعات وتراجعت قيمة الريال وفقدت قطر ما يزيد على 10 مليارات دولار من الاحتياطى النقدى خلال أسابيع قليلة.. والأخطر أن المواطن القطرى الذى خدعته حكومة تميم بأنها الأقوى فى العالم اكتشف أنه يعيش فى وهم، وأصبحت الروح المعنوية فى تدنٍّ متلاحق..

عاندت حكومة تميم الحقائق والنتائج الصادمة التى حققتها دول المقاطعة فى أيام معدودة، وبدلاً من تقييم الموقف والإمساك بطوق النجاة الخليجى الذى قدمه أمير الكويت للخروج من الأزمة اختار تميم أن يسير فى ركاب غلمان التصعيد فى حكومته ومحاربة الجميع، فسربوا للعلن، وبسخرية واضحة، المطالب الـ13 للدول المقاطعة التى حملها أمير الكويت بنفسه، والتى كان ينبغى أن تكون سرية وتمثل حلاً وأحرجوا أمير الكويت وعقّدوا الأزمة، وراحوا يشوهون قيادات الإمارات والسعودية بحملات إعلامية مكثفة فأشعلوا الغل والغضب مع الجميع!! وبدلاً من احتواء الأزمة فى البيت الخليجى اختاروا تدويلها اعتماداً على قوة ونفوذ وتحالفات وهمية سيدفعون ثمنها غالياً.. كما فشلت العمليات الإرهابية التى حركها تميم فى عدة دول فى تغيير مسار المقاطعة.

رفض تميم وحكومته اللجوء لمجلس التعاون الخليجى فأصبحت قطر مهددة بالطرد منه، ورفضوا عرض المشكلة على جامعة الدول العربية فخسروا 90% من الدول العربية دفعة واحدة.. وسارعوا إلى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا وتركيا وإيران، فأخذت كل دولة ما تريده من تميم وحكومته ولم يقدموا شيئاً يُذكر لحل الأزمة.

حصلت دول الغرب والشرق على معلومات استخباراتية مستفيضة عن الإرهابيين الذين ربتهم ومولتهم قطر وانتشروا فى العالم.. باعت حكومة قطر كل من وثق فيها من مختلف الاتجاهات السياسية والتنظيمات الإسلامية بلا مقابل. ومع المعلومات قدم تميم وحكومته مبالغ مالية ضخمة علنية فى شكل صفقات سلاح وتجارة وفى شكل هدايا وتبرعات. ومن أجل الحفاظ على ملكه جاء بقوات استعمارية تركية إلى جانب القوات الأمريكية الموجودة سلفاً فأصبح القطريون مستعمَرين فى بلادهم!! فهل هذا يقبله أحد من الإخوة القطريين؟

لقد خسرت قطر معركة التدويل عندما أكدت كل الحكومات الأجنبية أن الحل يجب أن يكون خليجياً.. ونجحت دبلوماسية الدول الأربع المقاطعة لقطر فى شرح الصورة الحقيقية لحكومة قطر الإرهابية، فابتعد كل الدبلوماسيين فى العالم عن تناول القضية، وحتى الأمم المتحدة تعاملت مع الشكاوى القطرية بحذر بالغ نظراً للأكاذيب والصراخ والدعايات الكاذبة التى قدمتها قطر وإعلام «جزيرتها» الفضائية.

الأزمة ستستمر، والغضب الداخلى والعربى والدولى ضد حكومة تميم سيتصاعد، ولم يعد أمامه إلا الاعتراف بالهزيمة والرحيل، وأن يقدم القطريون وبسرعة حلاً للحفاظ على الدولة.

ندعو الله لإخوتنا القطريين بالسلامة وجلاء الغمة.. والله غالب.