إيران تختطف العراق «بوابتنا الشرقية»
- إجراء الاستفتاء
- إعادة الإعمار
- إعلان النصر
- إعمار العراق
- الأمن القومى
- الإرهاب والتطرف
- التعاون الاقتصادى
- التنظيمات الإرهابية
- الجيش العراقى
- الحرب ضد الإرهاب
- إجراء الاستفتاء
- إعادة الإعمار
- إعلان النصر
- إعمار العراق
- الأمن القومى
- الإرهاب والتطرف
- التعاون الاقتصادى
- التنظيمات الإرهابية
- الجيش العراقى
- الحرب ضد الإرهاب
إيران تمر بمرحلة حرجة، ربما لم تواجهها فى عنفوان المقاطعة الدولية، حملة التعبئة ضدها وصلت لحشد 55 دولة إسلامية بمؤتمر الرياض، العراق بالنسبة لها يمثل العمق الاستراتيجى، وبوابتها للعبور إلى سوريا ولبنان وشرق المتوسط، أمريكا عززت وجودها فيه، وحكومة العبادى تحاول التملص متجهة لمحيطها العربى، طهران استغلت صلاحيات «الدولة العميقة» التى ما زال يديرها نورى المالكى، وخلال زيارة الحيالى وزير الدفاع لطهران 23 يوليو، فرضت على العراق مذكرة تفاهم، للتعاون فى مكافحة الإرهاب والتطرف، و«حماية الحدود»، والدعم اللوجيستى والفنى والعسكرى والتدريب، إيران استهدفت أن تُحكِم بالاتفاق سيطرتها على العراق، إضافة لردع تطلعات الأكراد نحو الانفصال عن الدولة العراقية، لتأسيس دولتهم القومية، طهران ظلت قادرة على حماية نفسها من خطر الإرهاب، لكنها ربما لا تستطيع مواجهة عدوى الانفصال، ولعل ذلك يفسر إدراج «حماية الحدود» ضمن أهداف الاتفاق، وأداً للنزعات الانفصالية، فى كلا البلدين.. الاتفاق يشكل متغيراً استراتيجياً، جاء انعكاساً للتفاعلات الدولية والإقليمية، ومؤثراً على دور القوى الفاعلة بالمنطقة.
الجبير وزير الخارجية السعودى زار العراق فبراير 2017، تبعه وفد دبلوماسى عراقى للرياض لبحث التعاون الاقتصادى والأمنى والسياسى «مارس»، اتفق على تشكيل مجلس تنسيقى مشترك، ووقف التصريحات العدائية، العبادى التقى العاهل السعودى على هامش القمة العربية بالأردن «مارس»، الرئيس فؤاد معصوم شارك فى القمة الإسلامية الأمريكية بالرياض «مايو»، رغم أن مواجهة التمدد الإيرانى كانت على قمة أهدافها، «الأعرجى» وزير الداخلية العراقى زار المملكة «17 يوليو»، لبحث ملف السجناء، ورئيس الأركان السعودى زار بغداد «20 يوليو»، لتنسيق التعاون فى تأمين الحدود المشتركة.. إجراءات متسارعة لتطبيع العلاقات تمت فى وقت تركز فيها إدارة ترامب على محاصرة التمدد الإيرانى، وتعول على دور المملكة فى سحب العراق خارج دائرة تأثير طهران، واستعادته للصف العربى، ومنع إيران من استكمال طريق نفوذها حتى شرق المتوسط.. طهران استشعرت القلق من عمق التغيير فى التوجهات العراقية نحو عدوتها اللدود، لكن السعودية لم تترجم ذلك التوجه إلى إجراءات عملية.. الديون العراقية للخليج قرابة 40 مليار دولار، لم تفكر المملكة فى إسقاط جزء منها، تخفيفاً عن كاهل بغداد المثقل بما يتجاوز 110 مليارات، لم تقدم أى وعد بدعم خطة إعادة الإعمار، التى تبلغ احتياجاتها 100 مليار، ولا أخرجت استئناف خطوط الطيران، وفتح منفذ الجُميمة الحدودى إلى حيز التنفيذ.. حتى استضافتها لمقتدى الصدر لا تبدو ضمن خطة تستهدف انتزاع فتيل الطائفية!!.
إيران تعتقد أن العبادى -الذى ينتمى أساساً لحزب الدعوة الموالى لها- بات يتصدى لمشاريعها وحلفائها داخل البلاد، بينما يرى هو أن طهران تحاول السيطرة على الدولة بشكل كامل، العبادى يقود تياراً داخل النظام العراقى يؤمن بوجوب إحداث قدر من التوازن فى علاقات العراق بمحيطه الإقليمى، وملء الفراغ الناتج عن الانسحاب العربى من الساحة العراقية طوال الأعوام الماضية، بما يحد من التدخلات الإيرانية، ويحقق فوائد سياسية وأمنية واقتصادية، مظاهر التوتر بينه وبين إيران خرجت إلى العلن، خامنئى مرشد الثورة استقبل العبادى «20 يونيو»، وحذر من «إضعاف الحشد، أو السعى إلى حلّه»، ما يفسر استقواء الحشد بطهران، وظهوره فى الاستعراض العسكرى بمناسبة إعلان النصر فى معركة الموصل «منتصف يوليو»، بزى الحرس الثورى الإيرانى!! جوانب الخلاف تتجاوز ذلك لتشمل الموقف من مشاركة بعض الجماعات الشيعية العراقية فى القتال بسوريا، العبادى يراه غير دستورى، وإيران تشجعه وتحث عليه، علاء الدين بروجردى رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيرانى حذر: «بدون فيلق القدس سيحكم الإرهابيون دمشق وبغداد».. أهم ما تستهدفه إيران حالياً محاولة السيطرة على كل أنحاء الدولة العراقية، بما فيها المناطق السنية، هذا الهدف يعقد الأمور، ويضع الخلاف حول دور الحشد الشعبى فى معارك التحرير فى موضع بالغ الحرج، حيث سنكون مجبرين على الاختيار بين الحشد والتنظيمات الإرهابية، بين التحرير أو الرضا باستمرار دولة البغدادى، وهو اختيار محسوم للأسف لصالح الحشد والتحرير، على أن يتم التعامل مع القضية عقب انتهاء الأزمة، مما يؤكد أن إيران ستعارض ترشح العبادى لرئاسة الحكومة المقبلة، وستسعى لعودة المالكى حليفها القوى، أو من على شاكلته، وربما دعمت مرشحاً من الحشد الشعبى، لتفرض هيمنتها كاملة، وتُخرس الألسنة.
فى غياب الدور السعودى، كان يمكن لتركيا معادلة الدور الإيرانى، إلا أن أنقرة اعتمدت على القوى السنية فى الحشد الوطنى بقيادة أثيل النجيفى حاكم نينوى السابق، المتهم بالتواطؤ مع داعش، فى إسقاط الموصل، أردوغان وصف الحشد الشعبى بـ«الإرهابى»، ورفض وجود الشيعة بالموصل، واقتصارها على سكانها «السنة» من عرب وتركمان وأكراد، هذا التعامل الطائفى، إضافة إلى رفضه إخلاء قاعدة بعشيقة رغم إلحاح العراق، أضاع دور تركيا الموازن، وأفقدها نصيبها فى مشاريع الإعمار، وأفرغ موقفها من رفض إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم الكردى، وتمسكها بوحدة العراق، من تأثيره السياسى.. التنافس الإيرانى التركى يشكل عاملاً بالغ التأثير على التوازن بالمنطقة، لاستناده إلى اعتبارات طائفية «سنية، شيعية»، وقومية «طورانية، فارسية»، تركيا تخشى من تشكيل إيران هلالاً شيعياً، وإيران تتخوف من تشكيل طوق تركى خليجى تدعمه أمريكا ضد مصالحها، روسيا تحاول جاهدة تقليل حدة التناقضات، دعماً لقوة المحور الذى تتزعمه، وذلك بإشراكهما كضامنين لاتفاقيات التسوية فى سوريا، الناتجة عن مؤتمر أستانا.
■■■
العراق وقع الاتفاق مع إيران تحت ضغط تهديد الأكراد بإجراء الاستفتاء على الانفصال، ومحاولة استثمار دورها كقوة ردع، ناهيك بضغوط الأجهزة العميقة، والمؤسف أن طهران لم تكتف باستغلال ظروف العراق، وتقييد حريته فى الحركة الخارجية، بل تسببت فى فتنة بين الحكومة والإقليم الكردى، وكالة «ايرنا» الرسمية نسبت للحيالى أن الجيش سيتدخل لمنع قيام الدولة الكردية، ما أثار حكومة الإقليم، مستنكرة منطق التهديد، الجيش العراقى سارع بالنفى، مؤكداً حقه القانونى فى مقاضاة المسئول.
العرب وقفوا متفرجين عندما أسقط الغزو الأمريكى بغداد 2003، واكتفوا بالاندهاش عندما احتلت داعش أكثر من ثلث الدولة العراقية، وظلوا محملقين فيما لحق ببلاد الرافدين من دمار بذريعة الحرب ضد الإرهاب، بل شارك بعضهم فيه.. الكويت تسعى لاستضافة مؤتمر دولى لإعمار العراق 2018، الصين أبدت استعدادها للمساهمة بـ11.7 مليار دولار كمساعدات مالية، وبريطانيا بـ12 مليار تسهيلات ائتمانية للمشاريع، هل تظل السعودية والخليج فى موقف المتفرج، تاركين بوابتنا الشرقية فريسة سهلة للهيمنة الفارسية؟!
- إجراء الاستفتاء
- إعادة الإعمار
- إعلان النصر
- إعمار العراق
- الأمن القومى
- الإرهاب والتطرف
- التعاون الاقتصادى
- التنظيمات الإرهابية
- الجيش العراقى
- الحرب ضد الإرهاب
- إجراء الاستفتاء
- إعادة الإعمار
- إعلان النصر
- إعمار العراق
- الأمن القومى
- الإرهاب والتطرف
- التعاون الاقتصادى
- التنظيمات الإرهابية
- الجيش العراقى
- الحرب ضد الإرهاب