أسرة ضحية «سلخانة رابعة» لـ«الوطن»: مشرحة زينهم «مليانة» من ضحايا التعذيب داخل اعتصام الإخوان

كتب: محمد مجدى ومحمد العمدة

أسرة ضحية «سلخانة رابعة» لـ«الوطن»: مشرحة زينهم «مليانة» من ضحايا التعذيب داخل اعتصام الإخوان

أسرة ضحية «سلخانة رابعة» لـ«الوطن»: مشرحة زينهم «مليانة» من ضحايا التعذيب داخل اعتصام الإخوان

«اشتغل مع الإخوان 10 أيام عشان يجيب فلوس لاخواته ومراته، ولما رفض يرجعلهم رابعة عملوا له كمين وقتلوه»، هكذا بدأت فراج درويش، والدة أحد ضحايا تنظيم الإخوان فى رابعة العدوية، عمرو محمد سالم إبراهيم، قائلة فى عيون تملأها القهر: «عمرو جالنا وقال أنا نازل اعتصام الإخوان فى رابعة أعمل شاى وقهوة، وأهو أطلع بقرشين لمراتى واولادى واخواتى البنات. فرددنا عليه بالرفض لأننا مابنحبش الإخوان ولا عايزينهم». على أسطح إحدى عمارات مدينة نصر القريبة من مقر اعتصام مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى فى رابعة العدوية، التقت «الوطن» بعم محمد البواب وزوجته وأولاده فى «أوضة متر فى متر»، ليرووا ظروفهم المعيشية التى دفعت نجلهم عمرو ليتحرك «من هنا لهنا عشان يجيب لقمة العيش»، على حد وصف والده.[SecondImage] «كان لسه شاب صغير عنده 22 سنة، بس كان عايز يساعدنا وكان بيشتغل أرزقى من صغره لحد ما اتجوز وخلف وسابلنا مراته حامل دلوقتى، واحنا على قد حالنا أهو، بس لازم الناس كلها تعرف الحقيقة، هنفضل نخاف لحد إمتى؟»، كانت تلك الجملة التى كسرت حاجز الخوف التى أطلقتها والدة ضحية اعتصام الإخوان لتروى تفاصيل اختفائه وتعذيبه وقتله على يد التنظيم. بدأ والد شهيد «سلخانة الإخوان» فى رابعة العدوية الحديث بتحفظ شديد، قائلاً: «اتسحر معانا يوم الجمعة الماضية وبحلول الثانية والنصف تركنا ليشترى بعض المتطلبات فاختفى، وأخذنا نبحث عنه ثلاثة أيام متتالية دون جدوى، حتى وجد أحد أهالى العمارة التى نعمل بها صورته بالصحف بعدما قتل، فذهبنا للقسم وبعثوا معنا بأحد رجال المباحث لنتعرف على جثة ابنى الذى وجدته بـ(بطن مفتوحة وفيه فتحات بدماغه وأبشع مشاهد التعذيب)». وواصل: «ابنى اتعذب عذاب أليم على إيد الإخوان، ولن نرضى بأى تعويض عما حدث له، فعلى الرغم من ظروفنا المعيشية الصعبة إلا أننا لا نريد سوى (إن اللى عملوه فى ابنى يتعمل فيهم)، فلن يرتاح قلبى حتى أراهم معذبين كما عذبوا عمرو»، وأضاف: «إحنا مش خايفين من الإخوان، لو عايزين يعملوا فينا اللى عملوه فى عمرو فإحنا موجودين وهنفضل نطالب بحقه طول عمرنا».[FirstQuote] «قبل مايقتلوه بيومين اتفقنا إنه مش هينزل رابعة تانى، ولما لقوه مش راضى يرجعلهم ولا يسمع كلامهم تانى عملوله كمين و(ذبحوه)»، هكذا أضافت والدته مؤكدة أن التنظيم كان يطلب من نجلها بعض التحركات إلا أنه كان يرفض أن يحكى لها ما يحدث. واستطردت: «ابنى كان طيب وبيجرى على أكل عيشنا بس الإخوان المسلمين قتلوه وتركوا عياله يتامى من بعده»، مضيفة: «تركونا وعياله من دونه وحرمونا منه، هييجى بديع ولّا البلتاجى يربوهم زى ما كان أبوهم هيربيهم يعنى؟». ونفت أن يكون التنظيم قد اتصل بهم ليعرض عليهم تلقى أموال مقابل الصمت، قائلة: «إحنا ماخدناش منهم حاجة، ولو كنا رضينا ناخد منهم فلوس ماكنش عمرو مات»، وواصلت: «إحنا مابنحبش الإخوان ولا كنا عايزين نتعامل معاهم، بس ظروفنا كدا هنعمل إيه؟». وعن سر صمتهم وعدم رغبتهم بالتحدث من قبل، قالت: «العمر واحد والرب واحد، مش هنكون أغلى من عمرو رغم انهم هيهددونا بعد أى حاجة ماتتكتب وممكن نحصّل ابننا بس لازم الناس كلها تعرف الحقيقة». وأوضحت أنها رأت جسد ابنها مشوهاً وهو فى مشرحة زينهم، فوجدت قلبه خارج من جسده وكذلك مخه مع فتح صدره من رقبته حتى بطنه، كما تركوا آثار تعذيب على وجهه وجلداً على ظهره، وصنعوا فتحات فى رجله. ولفتت إلى أن التنظيم يرضى للشعب ما لا يرضاه لنفسه، فلو كان نجل الرئيس المعزول أو مرشد الجماعة هو المعذب كما عذب نجلها لما كان الصمت سيكون بداخلهم ولكن «كانوا هيولعوا البلد» زى ما مرسى عمل عشان لميس الحديدى اتريقت على ابنه، فلا أقول لهم إلا «حسبنا الله ونعم الوكيل». وكشفت عن أن أتباع التنظيم الإخوانى استقبلوا مكالمتهم على هاتف نجلها بعد يوم من اختفائه وادعوا أنهم من جنود الأمن المركزى، وأن ابننا موجود لدى وزارة الداخلية فى إحدى معسكراتها، وأخذوا يسمعوننا تعذيب ابننا وقفلوا بعد ما قالوا لى: «دورى على ابنك عند الداخلية، إحنا مش مسئولين عنه». وطالبت عبر «الوطن» وزارة الداخلية بضرورة تتبع الاتصال الذى تم لتحديد مكان وجود الجناة وضبطهم ليلقوا عقابهم. وقالت والدته إن أمواله التى كانت بصحبته وأوراقه لم تعد إليهم بعد وفاته ولا عدة متعلقات شخصية كانت معه واستولوا عليها، إلا أنهم أرجعوا «مكنة» كان يستخدمها فى عمله. وسخرت والدة الشهيد من تصريحات قيادات تنظيم الإخوان بأن اعتصام مؤيدى الرئيس المعزول سلمى، وأن ما ينشر بوسائل الإعلام ما هو إلا تضليل قائلة: «أمال المنظر اللى شفت فيه ابنى يبقى إيه؟ كنت باحلم مثلا؟»، وأضافت أنه على الإخوان أن يتقوا الله فى البلاد وعدم دفعها إلى حدوث مصادمات بين أبناء الشعب المصرى وبعضهم، مطالبة بضرورة محاسبة المحرضين على أحداث العنف فى البلاد ومساءلة قيادات تنظيم الإخوان عما سمته بـ«السلخانة البشرية» الموجودة باعتصامات التنظيم، وأضافت أنها احتسبت ابنها عند الله كشهيد وأنه كان أمانة لديها وأخذها الله، إلا أنها شددت على أنها لن تترك دماءه تذهب هدراً. وقالت إنها لا تستطيع تحمل مصاريف لجوئها إلى ساحات القضاء للحصول على حق ابنها. وتحول الشارع الذى يسكن فيه شهيد سلخانة رابعة إلى عزاء لأهالى المنطقة والمارة، وعبر الأهالى عن الضرر الذى يلقاه أهالى المناطق السكنية المحيطة باعتصام الإخوان، ودللوا على ذلك باستشهاد عمرو، وطالبوا القوات المسلحة ووزارة الداخلية بتخليصهم من «كابوس الاعتصام»، مؤكدين أن هذا الاعتصام بلا جدوى وأن حكم تنظيم الإخوان لن يكون مرة أخرى.