10 مواقف من حياة سلطان الكوميديا "سعيد صالح" ترويها ابنته للمرة الأولى

كتب: امال حجازى

10 مواقف من حياة سلطان الكوميديا "سعيد صالح" ترويها ابنته للمرة الأولى

10 مواقف من حياة سلطان الكوميديا "سعيد صالح" ترويها ابنته للمرة الأولى

يُعتبر الفنان الراحل سعيد صالح، أحد أشهر نجوم الكوميديا فى تاريخ السينما والمسرح، فرغم مرور ثلاث سنوات على رحيله، إلا أن ذكراه حاضرة في نفوس مُحبيه، فهو "مرسي الزناتي" الذي تميز بصوته وحضوره على الشاشة وخشبة المسرح، فمازالت مسرحتي "مدرسة المشاغبين" و"العيال كبرت"، هي الأكثر مشاهدة لدى الشباب، وبحلول ذكرى ميلاده وعقبها وفاته سنعرض محطات في حياته تحكيها، لـ"الوطن"، ابنته الوحيدة هند سعيد صالح لأول مرة، فهي تذهب إليه كل عم لزيارته يوم ميلاده، وتقول إن آخر 5 سنوات في عمر والدها لن تنساها، لأنه صعب عليها فيها، فكانت لا تُحب أن تراه مريض.

1- ذكرى ميلاده ووفاته بالنسبة لابنته

تقول هند: "كنت في زيارة له في المستشفى يوم ميلاده 31 يوليو، وقبلها بأسبوع كانت صحته في تدهور مستمر، وفي هذا اليوم كنت ذاهبة إليه فوجدته دخل في غيبوبة، لكنني خمنت أنه نائم؛ فذهبت إلى منزلي ثم كتبت على صفحتي الخاصة بـ فيسبوك تهنئة له بعيد ميلاده، وطلبت من الأصدقاء الدعاء له بالشفاء، ولم يكن في تفكيري أن يوم عيد ميلاده سيرتبط معي بهذه الذكرى السيئة، وفي صباح اليوم التالي استيقظت على مكالمة من الطبيب المعالج له يُخبرني بوفاته، ذكرى ميلاده ووفاته مرتبطين معي بأحداث سيئة، فكنت أستعد للاحتفال بميلاده في أجواءء عائلية، وفي لحظات كنت أدفنه، وشهر يوليو مرتبط معي بفترة مرضه والمستشفيات، فعلى قدر محبتي لتاريخ 31 يوليو على قدر كرهي ليوم 1 أغسطس".

2- سعيد صالح بعيون دلوعته هند

بنبرة حزن قالت: "سعيد صالح شخصيته مثلما ترونها على الشاشة أو المسرح بل وأكثر، فكما رأيتموه في مسرحيتي العيال كبرت ومدرسة المشاغبين، فهو كان شخصية غير مفهومة، عندما تحدث معه مشكلة كان يتجنب الحديث وينطوي على نفسه دون افتعال أي مشاكل، وعلى العكس عندما يكون سعيد فلا تتوقعون منه سوى الضحك والهزار، وحتى فترة معينة من عمري كنت أحضر معه كواليس المسرحيات، وفكرة أنني الأبنة الوحيدة فكنت دلعوته، وأعتقد أنه إذا كان لدي عشرة أخوة كانوا سيتمتعون بنفس المعاملة والمحبة من سعيد صالح".

 وتابعت "عندما كنت أسمع وفاة نجم كبير وأرى تعليقات الناس على أنه سيظل معنا، كنت أستعجب من ردود الفعل، لكن عندما توفى والدي عرفت معنى جملة "الفنان مبيموتش"، فلم أفتح أي وسيلة تواصل إجتماعي حتى فترة، ثم تفاجئت أننى لست وحدى من حزن عليه، فوجدت أن ما كنت أستخف به يحدث معه، فعلاقتي به كانت تصب في كونه والدي وحبيبي، صحيح كنت أسمع كل الناس يتحدثون عنه وأنه فنان محبوب، لكن لم أستوعب فكرة أن أحدًا آخر يُحبه هكذا، وبعد وفاته اكتشفت كم الحب والمشاعر لدى الناس تجاهه، وهذا  لمسته من الجموع الغفيرة التي شيعت جثمانه في المنوفية، خاصة وأنهم ليسوا في حاجة لمجاملة شخص توفي، حتى أن هناك شخص لا أعرفه حدثنى من الإمارات أخبرني بنيته لبناء مسجد رحمة على روح والدي".

3- السبب الحقيقي وراء عدم حضور أحد جنازته

 أكدت هند أن فكرة عدم مجئ أحد جنازته لم تكن وصيته، إنما بطبيعة الحال بما أنه ممثل فمعظم أصدقائه فنانين، وهو توفى في بداية شهر شوال يوم 5 ، وفي هذا الوقت كان معظم أصدقائه لديهم أعمال في الموسم الرمضاني، وما لبثوا أن أخذوا استراحة وإجازة من التصوير حتى يسافروا، واستكملت: "فلم أكلم أحد سوى والدتي لأخبرها، ونقيب الممثلين حينها دكتور أشرف عبدالغفور، فلم أفكر سوى بوجود عائتي حولي في هذا الوقت، وبعدما تم تغسيله اقترح البعض وضعه في الثلاجة حتى يعرف الكل بالخبر ويأتون للدفن، فلم أرى أمامي سوى أن والدي توفى، وعلي أن أدفنه بسرعة؛ لأن إكرام الميت دفنه، ولم يخطر على بالي إخبار فلان أو علان، فوالدي لن يبقى في ثلاجة، وبالفعل تحركت بسرعة؛ حتى أن خالي لم يلحق بي، فلم أنتظر خالي حتى أنتظر الغريب، ولم يلحق بي سوى عدد قليل من الفنانين كانوا حينها بالقاهرة هما أستاذ سامح الصريطي وحسن شرشر ومنير مكرم وعهدي صادق".

وعن ما تردد حول تقصير عدد من الفنانين مع ابنة سعيد صالح، ردت هند قائلة: "لم يقصر معي أحد، ولا أقول ذلك من باب الشكليات لكنها حقيقة، فمعظمهم  لم يعرفوا وقتها، وحتى استوعبوا الخبر بدأوا بالاتصال والمجئ، ففي النهاية أنا كـ ابنته المستفيدة من ذلك فكان هناك أعدادًا في جنازته أكبر من المشجعين الموجودين داخل أي إستاد، وتقريبا أكثر مليون مرة ممن كانوا سيأتون من القاهرة؛ فلماذا أضيع كل هذا الثواب، ففي هذا الوقت هو لن يستلم جائزة على المسرح لينتظره الناس بل سيُحاسب أمام الله، فلم افكر في شكله وأصدقائه وأحبابه، بل كان كل تفكيري في آخرته فقط".

4- موقفان في حياة سعيد صالح تدلان على عفويته

تحكي هند أنه كان يسكن في الإسكندرية ببناء يطل على البحر، وذات مرة كان عائدًا من المسرح؛ فوجد خناقة أسفل العمارة، فوقف يفرق بين الناس، ثم حول الخناقة إلى حديث مع زوجات من يتخانقون وضحك وهزار، وموقف آخر كنا نعبر الطريق في منطقة المهندسين بالقاهرة، وكانت هناك إشارة، ووسط  الزحام نزل وساعد شرطي المرور، وصاحبه، ونظم معه حركة السيارات قائلًا "عدي ياعم"، فطول فترة وجوده في أي مكان كان لايجلس صامتًا، إلا إذا كان غاضبًا أو هناك شئ يزعجه، فكان يخلق أي موقف للضحك وللحديث مع الناس.

5- أكثر شيئين يغضبون سعيد صالح.. وجملته الشهيرة

وعن أكثر شيئين يزعجونه، قالت هند "هزيمة الأهلي أولًا، أو إذا كنت مريضة؛ فطبيعي كأي أب يكون خائفًا على ابنته لكن خسارة الأهلي بالنسبة له لم تكن طبيعية، فكان الأهلي يُنافسني في الحب، فوالدي ليس من السهل إغضابه لكن سهل جدًا أن يظهر لك أنه غاضب حتى تبتعدي عنه ويغلق المناقشة في موقف ما .. لكن مشاكل الشغل العادية لا تجعله يجلس مهمومًا فكان يقول: " وأيه يعني ضاع الفيلم ده مني بكرة يجيلي غيره"، فكان يحب شغله كموهبة ليس كحرفة، وتابعت هند أن آخر 6 سنوات تقريبًا هو الوحيد الذي عمل مع الجيل الجديد من الشباب في أعمال سينمائية، فـ الاساس بالنسبة إليه هو المسرح، وكانت لديه قناعة أنه لن يعيش عمره كله بطل لأنه كان يكبر في السن ويقول دائمًا: "مصر ولادة، هو هنفضل طول عمرنا اسمنا بس اللي يتحط على الأفيش".

6- سر علاقة سعيد صالح وعادل إمام وموقف جدعنة من الأخير

وجهت هند سؤالًا لمن اتهموا عادل إمام، بالتقصير في حق والدها قائلة: "عندما كان عادل إمام يتصل بـ سعيد صالح من كان سيعرف سواهم فقط؟، فـ الإثنان بدأوا كومبارسات ثم كبروا سويًا، وعندما تزوجوا سكنوا في عمارتين أمام بعض، فكنا نرى شرفة عادل إمام، وكان موجود دائمًا بجانب صديقه سعيد صالح، فبعض الأشخاص كانوا يلومون على عادل إمام أنه لم يساعد صديق عمره ولم يهتم به، لكن من أين يعرفون أنه لم يساعده ماديًا ومعنويًا وفنيًا، فسوف أحكي لكي موقف بسيط والدي دخل السجن لا أتذكر عام 95 او 96 ، وقضى داخله عام، فخرج صباحًا وفي المساء كان قد مضى عقد فيلم "بخيت وعديلة الجردل والكنكة الجزء الثاني" بطولة عادل إمام".

7- لم يخذل أحد سعيد صالح وسر علاقته بصديق عمره الحقيقي

قالت هند: "وقت الشدة تُبين معادن الأشخاص فلم يخذل أحد أبي، وكان من أقرب الأشخاص إليه خلال فترة حياته ومرضه الأستاذ عهدي صادق، فكان معروف أن عادل إمام وسعيد صالح أقرب الأصدقاء، لكن علاقة والدي بعهدي صادق عشرات أضعاف هذه الصداقة والأخوة، فكان معه حتى دفنه ومازال يحدثني ويسأل عني حتى هذه اللحظة، فـ الدنيا في كفة وعلاقة سعيد صالح بعهدي صادق في كفة أخرى، فوالدي لم يكن منتجًا، وليس لديه مصالح مع أحد، فعندما يسأل عنه الناس بدافع المحبة، فمثلًا بعد وفاته بفترة كنت أنهي إجراءات تجديد بطاقتي، دخلت القسم وتعاملت معاملة الملوك لمجرد أنني ذكرت اسمي ثلاثي "هند سعيد صالح"، فهؤلاء الغرب فكيف ستكون معاملة القرب، فـ الحمدلله على نعمة حب الناس".

8- السجن غير سعيد صالح 360 درجة

كان معروف عنه مواقفه السياسية ومهاجمته للنظام في مسرحياته، فقالت هند: "تربيت منذ صغري في منزل به أشعار فؤاد حداد، وصلاح جاهين، وفؤاد نجم، وبيرم التونسي، والأغاني الوطنية، فكبرت وأنا أرى والدي على الطريق الصحيح؛ حتى إذا كان يراه البعض مُخطئًا، فلم أتذكر أول مرة حُبس فيها، ولكن في المرة الثانية كنت في الثانوية العامة، وذهبت لزيارته مع والدتي فرفض الخروج؛ فكتبت له جواب وقلت له بطريقة فُكاهية أنني لم أتي من إسكندرية للقاهرة حتى ترفض مقابلتنا، فبعدما قرأ الجواب أرسل لي مع مأمور السجن أن آتي الأسبوع القادم .. وعندما ذهبت لزيارته وجدته شخصًا آخر، أولًا زاد وزنه وبدأ يقرأ قرآن، فهو كان بعيد عن ربنا فهو مسلم في البطاقة، وموحد بالله لكن لا يصلي، فبدأ السجن يُغير في شخصيته وعرف أشياء لم يكن يعرفها من قبل، وتعامل مع مختلف الطبقات، فـ السجن غيره وأثر فيه إيجابًا وجعله أفضل مليون مرة، ولكن لم تتغير قناعاته السياسية فخرج من السجن وقدم مسرحية "قاعدين ليه".

9- أشياء لايعرفها أحد عن سعيد صالح سوى ابنته

قالت هند أنه كان كتابًا مفتوحًا للجميع، لكن لا أحد يعرف أنه شخص مودي جدًاظن ومتقلب المزاج، فقالت ضاحكة: "ابتعد عنه فترة غضبه وبعد ربع ساعة أجده يضحك معي، كان في الهزار هزار وفي النكد نكد، ولكن قليلً ما كان يغضب، وكان يعود متأخرًا من التصوير ويصلي الفجر وفي العاشرة تجديه مستيقظًا، لأنه اعتاد الاستيقاظ بدري، ويحب السلطة جدًا فكان صحيًا جدًا خلال فترة تعبه، فهو شخص لا يتوقع أحد رد فعله في أي وقت"، وأضافت أنه دخل مجال الموسيقى بالفعل، وكانت معه عضوية نقابة الموسيقيين، لكن بالنسبة إليه لم يكن الموضوع مهم فكانت هوايته فقط.

10- علاقته بأحفاده ومرض الزهايمر

اختتمت هند حديثها عن أحفاده " ياسين وسليم رضيعًا"، قائلة: "والدي توفى وياسين عمره عامين ونصف، فهو رأه 3 أو 4 مرات في حياته كلها، لكن أحاول أن أحفر داخله سعيد صالح بملامحه وتصرفاته بكل شئ، وأجعله يراه بمختلف أعماره مثلًا: "مدرسة المشاغبين عندما كان صغيرًا، ثم عندما كان شابًا وفي ربيع عمره في سلام يا صاحبي، ثم ناضجًا وكبيرًا في مسرحية قاعدين ليه"، وكل ما يتذكره طفلي عن جده أنه ذهب إليه في المشفى وكانت في يديه "واوا" فقط، لكن والدي يتذكر ياسين عندما وُلد فقط، فبعد ذلك أُصيب بالزهايمر، وأصبح لايتذكر أنني أنجبت، وعندما كنت ذهب إليه كان يسأل من معي وكنت أخبره أنه إبني فكان يستغرب، وهذا كان إحساس موجع كثيرًا لكن هذه إرادة الله".

 

 

 

 

 

 

 


مواضيع متعلقة