"هند" أجبرها والدها على الزواج المبكر: "نفسى أموت وارتاح من العذاب"

كتب: ابراهيم رشوان واحمد حفنى

"هند" أجبرها والدها على الزواج المبكر: "نفسى أموت وارتاح من العذاب"

"هند" أجبرها والدها على الزواج المبكر: "نفسى أموت وارتاح من العذاب"

"نفسي أموت وارتاح من العذاب اللي أنا فيه، عشان مش قادرة اتحمل أكتر من كده، بعد اللي شفته في حياتي من صغري لحد دلوقتي، عشان كده طلعت على الصحراوي، ووقفت على الطريق وتمنيت إن عربية تضربني وتخلصني".

بروح يائسة من الحياة، ومشاعر حزينة وغاضبة تسيطر عليها، وأوجاع وآلام ممتدة عبر سنوات عمرها التي لم تتجاوز الـ21 عاما، ترقد "هند .ع .ع"، ابنة مركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، داخل إحدى غرف المستشفى العام بالمدينة، لعلاجها من آثار حادث اصطدام سيارة بها على الطريق الصحراوي "القاهرة – الإسكندرية"، ما تسبب في إصابتها بكسور في الحوض، ويستلزم الأمر إجراء 3 عمليات جراحية لها.

نظراتها شاردة وروحها يائسة، وتتمنى الموت في أي لحظة، حتى تتخلص من العذاب الذي تعيشه في حياتها كل يوم، بعد أن تعرضت لقسوة شديدة من والدها الذي تزوج بسيدة أخرى بعد أن طلّق أمها التي تزوجت برجل آخر، وتركها فريسة تواجه مصيرها المظلم، "أجبرني أبويا على الزواج من رجل أكبر مني بـ46 سنة، وكان عمري وقتها 14 سنة بس، وكان هو متزوج وعنده ابناء وزوجة ثانية، بعد ما طلعني من المدرسة، ومكملتش تعليمي، وأبويا الله يسامحه خد من ورا الجوازة دي مبلغ مالي كويس، ورحت لمصيري مع جوزي اللي أكبر منى، وعشت أيام سودا معاه، لأنه قد أبويا، وكمان مراته وأبناؤه كانوا يضربوني، فهربت من الجحيم اللي أنا عايشة فيه، ولجات لأبويا لكنه طردني وقال لي ارجعي لجوزك".

تستكمل "هند" قصتها المأساوية بالدموع والآلام، وهى تضع يديها على وجهها، وتسيطر عليها مشاعر الانكسار واليأس، مضيفة أنها توجهت إلى عمتها التي تقطن بجوار الطريق الصحراوي، لكن القدر لم يمكنها من الوصول إلى منزل عمتها، بعد أن صدمتها سيارة ملاكي أثناء عبورها الطريق، ما تسبب في إصابتها بكسور في الحوض، وما أن عرف والدها بما حدث لها، حتى دخل في مزايدات مع السائق المتسبب في الحادث، "أبويا بعد ما طردني من البيت عشان مراته مش عاوزاني أعيش معاهم، خدني لبيته وأنا مصابة ومريضة، وتمكن من الحصول على مبلغ مالي كبير من السائق اللي ضربني بعربيته، وبعد عدة أيام طردني تاني من البيت، بعد ما خد اللي هو عاوزه من ورايا".

وأضافت "هند"، أنها لجأت إلى عمتها وهى ريضة ومصابة، لكنها لم تساعدها وقالت لها :"أبوكى خد فلوس من وراكى، روحى له خليه يعالجك، أنا ممعييش فلوس أصرف عليكى"، مشيرة إلى أنها فقدت الوعى ودخلت في غيبوبة، ولم تدر بنفسها إلا في مركز شرطة أبوالمطامير، وتعاطف معها ضابط المركز الذى تكفل بإحضار سيارة إسعاف لها نقلتها إلى أحد المستشفيات بالإسكندرية لعلاجها من آثار الحادث، وأجرى لها الأشعة اللازمة على نفقته الخاصة، "الضابط مشكورا طلب أبويا وجاله المركز، وطلب منه ياخدنى أعيش معاه في بيته، وإنه يصرف علىّ، لكن كانت المفاجأة التى صدمت الضابط، بعد أن رفض أبويا ياخدنى أعيش معاه في بيته عشان مراته مش راضية، رغم أن الضابط تعهد بتحمل تكاليف العلاج".

"هند" واصلت قصتها المؤلمة، بقولها إنها اضطرت إلى العودة إلى زوجها لكنه طردها إلى الشارع وحرمها من طفلتيها، "عندى طفلتين مش عارفة أشوفهم، وكمان مش عارفة إذا كان جوزى كتبهم باسمى ولا باسم مراته القديمة، لأنه قال لى لما رحت له أنا طلقتك، حسبى الله ونعم الوكيل".

"هند" ضحية والدها، تطلب مساعدتها في إجراء 3 عمليات جراحية بمستشفي تخصصي في الإسكندرية لتركيب مفصل وشرائح ومسامير، ورؤية طفلتيها وإعادتهما لحضنها".


مواضيع متعلقة