سعيد صالح الذي أحبه عادل إمام: "أنا المخ وأنت العضلات"

سعيد صالح الذي أحبه عادل إمام: "أنا المخ وأنت العضلات"
ثنائي مشاغب، اتخذا من خشبة المسرح منصة تنطلق من خلالها أروع الصواريخ الكوميدية، التي عرفها تاريخ الفن المصري، ومكانًا تحولت فيه علاقة الزمالة داخل المدرسة السعيدية الثانوية، إلى صداقة امتدت لسنوات طويلة حتى وفاة "مرسي ابن المعلم الزناتي".
"أنا وعادل لو مكناش مثلنا، كان زمانا دلوقتي قاعدين في السجن"، بتلك الكلمات وصف الفنان الراحل سعيد صالح العلاقة الكبيرة التي كانت تجمعه بالزعيم عادل إمام، وذلك خلال لقاء نادر أذيع على التليفزيون اللبناني أواخر عام 1979.
ويضيف "صالح": "إحنا كنا زملاء في المدرسة السعيدية، ومكنش حد يقدر يستحملنا في ثانوي، بس كانوا ساعات بيستحملونا عشان دمنا كان خفيف"، ومن بعد الثانوية، تفرق الصديقان، ولكنهما التقيا على خشبات مسرح الجامعة، حيث جمعتهما الموهبة الفنية المتفردة التي تمتع بها كل فرد.
مع مرور الزملاء تحول الطالبان المحبان للتمثيل إلى محترفين ونجوم شباك، جمعتهما سويًا عدد كبير من الأعمال، كانت البداية الأبرز من خلال مسرحية "مدرسة المشاغبين"، التي كشفت أوجه التفاهم الكبير بين النجمين الكبيرين، وقال خلالها عادل إمام جملة لسعيد صالح في إطار العمل "أنا المخ وأنت العضلات".
خلال تلك السنوات كانت تحاول الصحف "الوقيعة" بين النجمين، لكنها محاولات باءت بـ"الفشل"، ربما لأن العلاقة كانت تتخطى حدود زميلين جمعتهما مهنة واحدة.
في لقائه عبر برنامج "بدون رقابة"، قال سعيد صالح: "أنا وعادل إمام مش منافسين، ومفيش مقارنة، إحنا إخوات وأصحاب، وأنا بقالي 20 سنة مابشتغلش في المسرح والسينما، آخر حرفة ليا هي المزيكا، ودي اللي أنا هاشتغل بيها".
وعندما سُئل في مناسبة مختلفة في برنامج "بوضوح" عن عادل إمام، بصيغة "مش زعلان من عادل إمام عشان مبيسألش عليك؟"، فأجاب "ده حبيبي"، ثم كررها مرتين، وأكد أيضًا أن عادل إمام كان من أوائل الذين حرصوا على الاطمئنان عليه بعد الحريق الذي شب في شقته بحسب مجلة "لها"، وأضاف أن هذا ليس غريبًا على عادل إمام بعد عشرة العمر الطويلة بينهما.
وأثناء ظهوره في البرنامج نفسه، قال سعيد صالح ضاحكًا: "أنا وعادل عملنا شغل حلو في أيامنا، ومن ساعة ما بطلت أشتغل معاه، بطل يعمل أفلام حلوة"، ثم أضاف: "يا عم أنا بهزر، عادل ذكي وشاطر والناس بتحبه".
وعندما كان الصحفيون والنقاد يجادلون سعيد صالح بشأن الأدوار الصغيرة التي يشارك بها في أفلام صديقه الذي أصبح "زعيمًا"، ويوجهون له سؤال: "لماذا وافقت على أداء دور صغير في فيلم لعادل إمام"، كان يقول: "عادل صاحبي ولو طلبني في أي دور هاروح"، وشارك بالفعل بعدها في عدة أفلام مثل مشاركته في فيلم "أمير الظلام"، حتى فيلم "زهايمر"، وكان عادل إمام يقول عنه، وفقًا لبلال فضل: "سعيد يعمل اللي هو عاوزه".
وفي أواخر أيام مرض سعيد صالح، كان يتهم الكثيرون رفيق دربه، عادل إمام، بعدم مساعدة صديقه، الأمر الذى كان ينفيه سعيد صالح بشدة، فيما أكدت زوجته أيضًا، خلال الحوارات الصحفية، أن عادل إمام أراد مساعدة صديقه ماديًا، ولكن سعيد صالح كان يرفض دائمًا بكل عزة نفس.
وفي صباح يوم الجمعة الأول من أغسطس 2014، رحل عن عالمنا سعيد صالح، إثر أزمة قلبية حادة، ودُفن في مسقط رأسه في المنوفية، ولكن حينها أيضًا، لم يسلم الثنائي من الشائعات، وقيل إن عادل إمام لم يحضر جنازة رفيقه لأنه كان في "المصيف"، الأمر الذي نفاه عادل إمام فيما بعد قائلاً: "سعيد جزء من حياتي ويعلم الله أنني لم أفارقه لحظة وكنت دائم السؤال عنه.. وعندما أجد صعوبة في الوصول له كنت أتصل بابنته هند التي أحبها مثل ابنتي، وبكل أسف فإن الوفاة حدثت وأنا في زيارة لمدينة دبي، وكنت أتمنى أن أكون في وداعه، فقد كان صديقا مخلصا وفنانا موهوبا بمعنى الكلمة"، وأضاف: "إن رحيله كسر ظهري".