«منية النصر»: لولا المجتمع المدنى لتم إغلاقه.. وتطوير أقسام العناية والحضانات والغسيل الكلوى بتبرعات رجال الأعمال

كتب: حسن عثمان وصالح رمضان

«منية النصر»: لولا المجتمع المدنى لتم إغلاقه.. وتطوير أقسام العناية والحضانات والغسيل الكلوى بتبرعات رجال الأعمال

«منية النصر»: لولا المجتمع المدنى لتم إغلاقه.. وتطوير أقسام العناية والحضانات والغسيل الكلوى بتبرعات رجال الأعمال

تحت ظل شجرة جلست سيدات يرتدين الملابس السوداء فى درجات حرارة مرتفعة، أمام حجرة بشباك محمى بالحديد، ينتظرن الحصول على قرار لجنة العلاج على نفقة الدولة لصرف علاج السكر، سواء أنسولين أو أقراص، «كل 6 شهور يتم تجديد القرار وأنا هنا من الساعة 8 الصبح، وأنتظر الحصول على القرار لأن الدواء انتهى عندى»، هكذا عبرت هنية السيد، ربة منزل، عن حالها فى مستشفى منية النصر المركزى بمحافظة الدقهلية، وقالت: «إذا لم أنتظر دورى لن أصرف العلاج وأنا لا أقدر على الشراء، لأنى آخد العلاج بشكل يومى، وإذا توقفت عنه أصاب بالغيبوبة، رغم أن المرض مزمن ويستمر معى بقية حياتى، لكن الحكومة تصرف لنا العلاج بالذل، ويكفى أننى أضعت يوماً كاملاً فى الإجراءات»، وتدخلت عبلة محمود، ربة منزل، فى الكلام، فقالت: «أنا برتاح على الحقن وهى شكة وتنتهى، لكن الطبيب مصمم إنى آخد الأقراص، وباخدها وبحاول أبدلها من أى صيدلية أو مع أى مريض آخر، وفى المستشفى ترفض الصيدلية صرف الحقن لى، وبكيت اليوم للطبيب حتى يصرفها لى فاتهمنى إنى عايزة أبيعها، إزاى أبيعها وأنا مريضة والتحاليل قدام الدكتور».

يظهر على مبنى المستشفى أنه قديم، ويحتاج إلى التجديد، فى أماكن كثيرة منه، مثل استقبال المستشفى، وهو أول شىء يقابله المريض، أو الزائر، كما أن المستشفى لقدمه أصبح ارتفاعه أقل من ارتفاع الشارع، وهو ما يجعله عرضة لتجميع أى مياه خاصة فى فصل الشتاء.

{long_qoute_1}

وقد احتاج مريض إلى تحويله إلى العناية المركزة بأحد مستشفيات المنصورة الذى يبعد نحو 30 كيلومتراً عن المستشفى، وذلك لحاجة المريض لعمل أشعة مقطعية، وحضرت سيارة إسعاف لتنقل المريض إلى مكان التحويل إلا أن المسعف لم يجد طبيباً بالمستشفى يخرج مع الحالة للاعتناء به أثناء نقله، ورفض المسعف الخروج بالحالة، لأنه فى حالة خروجه بالحالة بدون طبيب يخالف بروتوكول النقل ويعرض نفسه للجزاء، على حد قوله، واضطر الطبيب المعالج أن يكتب فى خطاب التحويل أن «الحالة مستقرة ولا تحتاج لطبيب» حتى يتم نقل المريض إلى مستشفى آخر بدون طبيب، وقال مصدر مسئول بالمستشفى: «كل المنظومة خطأ، لو أن كل مريض تم تحويله بالإسعاف خرج معه طبيب لن أجد طبيباً بالمستشفى، فى ظل العجز الشديد فى الأطباء الذى نعانى منه، وعلى الإسعاف أن يعين أطباء متخصصين معه بدلاً من الاعتماد على أطباء المستشفيات».

لحظات وظهرت أصوات استغاثات، وتبين أنه لا يوجد طبيب التخدير، وأن إخصائى التخدير فى إجازة، ولو أرادت أسرة المريض إجراء الجراحة عليهم توفير طبيب تخدير خاص، وتدخل بعض العاملين فى المستشفى للتوسط لدى طبيب التخدير للحضور ولكنه رفض، وتدخل أحد المواطنين واتصل بطبيب يعرفه للحضور لتخدير الحالة، وعلمت «الوطن» أن المستشفى خلال شهر يونيو الماضى أجرى 3 عمليات جراحية ذات مهارة، و46 عملية كبرى، و26 متوسطة، و50 عملية صغرى، ويتردد عليه يومياً 600 مواطن فى المتوسط، ونسبة إشغال الأسرة داخل المستشفى 34% خلال الشهر.

«المجتمع المدنى شايل المستشفى وخلال عام 2016 اشترى مستلزمات طبية بمبلغ 300 ألف جنيه»، هكذا تحدث أحمد عبدالعال، أحد أعضاء مجلس إدارة المستشفى، عن المجتمع المدنى، وأضاف لـ«الوطن»: «المستشفى يغطى منطقة كبيرة، ويخدم نحو نصف مليون مواطن، ولدينا قسم عظام متميز ويجرى نحو 20 عملية فى الأسبوع، وتوجد منافسة بين المجتمع المدنى فى تطوير الأقسام، مثل الأسنان والعناية المركزة التى لا يوجد لها مثيل، وجددنا العناية المركزة للأطفال التى تعتبر إنجازاً جديداً من إنجازات قسم الطوارئ والعناية الحرجة، كما أننا لدينا 8 أسرة لعناية القلب و8 أسرة عناية عامة، وهى من أنجح العنايات فى الدقهلية»، وأضاف عبدالعال: «نخدم قطاع الشمال بالكامل، ويتم بناء مبنى خاص للغسيل الكلوى، وتبرعت سيدة بمبلغ 50 ألف دولار، وهنا كل شىء بالجهود الذاتية، والمستشفى يستقبل المئات يومياً، ومدير المستشفى موجود فى المستشفى 24 ساعة، وإحنا إيد واحدة مع إدارة المستشفى»، وتابع: نضع زكاة أموالنا فى المستشفى، بعيداً عن الشو الإعلامى، فمثل هذا المستشفى لولا دور المجتمع المدنى لتم إغلاقه، وتم توزيع الأقسام على كبار رجال الأعمال لتوفير المستلزمات به، لذلك لا تشعر إدارة المستشفى بالعجز إلا قليلاً.

وقال الدكتور أحمد الدسوقى، مدير المستشفى، المجتمع المدنى هنا يتحمل تكاليف 90% من احتياجات المستشفى، وجميع الأدوية الأساسية موجودة، وجميع أعمال التطوير تتم من خلال الجهود الذاتية، ونحتاج حالياً إلى إحلال وتجديد قسم الاستقبال، وسيتم نقل العيادات الخارجية، ووضع الاستقبال بها لحين بنائها، وأشار الدسوقى إلى أن مشكلة غياب الأطباء أصبحت مشكلة متأصلة ولا يقدر أحد على حلها، ولو تم التشطيب على الأطباء فى الحضور يعطلون العمل أو يبلغون مرضى، وكذلك تتم محاسبة المدير على الغياب الكثير، لذلك لا بد من إدارة قوية فى المستشفيات وتكون لها صلاحيات مع الأطباء والعاملين بالمستشفى، وهناك سياسة الثواب والعقاب، لكن بالوضع الحالى لا أستطيع اتخاذ إجراء مع طبيب، وللأسف القانون يحمى المقصر.


مواضيع متعلقة