عن «أكشاك الفتوى»
- الأسبوع الماضى
- الثقة بالنفس
- المقهى الثقافى
- المناطق العشوائية
- الوادى الجديد
- بناء الكنائس
- دول الخليج
- رامى جلال
- رمضان الماضى
- أبريل
- الأسبوع الماضى
- الثقة بالنفس
- المقهى الثقافى
- المناطق العشوائية
- الوادى الجديد
- بناء الكنائس
- دول الخليج
- رامى جلال
- رمضان الماضى
- أبريل
ثار البعض الأسبوع الماضى «فجأة» بسبب بناء «مراكز» للفتوى فى «محطات» مترو الأنفاق بالقاهرة، والواقع أنه «مركز» واحد فقط فى «محطة» مترو واحدة هى الشهداء، وهو ليس مفاجأة بل هو موجود منذ رمضان الماضى، وسيزال بعد عيد الأضحى المقبل، وكل هذا مُعلن.. وعموماً هذه ليست المرة الأولى بمصر التى ينزل فيها الوعاظ الرسميون للشارع؛ فقد فعلوها فى مبادرة «المقهى الثقافى» بمحافظة الوادى الجديد فى أبريل الماضى، وقبلها بشهر عقد مجموعة منهم ندوات دينية فى مقاهى منطقة العجمى بالإسكندرية.. كما أن الأخوة السلفيين يفعلون ذلك بشكل غير رسمى منذ سنوات فى كل شوارع مصر.
إعمال العقل والمنطق فى كل الأمور هو الحل، أما السخط من كل شىء دون طرح منطق وتقديم بدائل فهو من أعراض الشعور بالدونية والانسحاق الحضارى وغياب الثقة بالنفس.. ثمانى ملاحظات قد تكون مفيدة:
1- كعادتنا فى التسميات، كلمة «أكشاك» الفتوى هى محاولة لتحقير التجربة، وأعتقد أن «مراكز» أو «لجان» أو حتى «منافذ» هى تسميات أكثر لياقة.
2- إن لم يكن الوعاظ والمفتون على قدر من الكفاءة والجدارة، فإن تلك التجربة قد تُعمق أزمة موجودة بالفعل، لكن هذا لا يمكن معرفته قبل مرور بعض الوقت.
3- ارتبطت محطات مترو الأنفاق فى العالم المتحضر بظاهرة فرق موسيقى الـ«آندرجراوند»، ولكن هذا لا يعنى أن الثقافة يجب أن تحضر وحدها، وكذلك الدين، فالمشكلة الأساسية هنا فى غياب التنوع، وليست فى وجود الدين.. ومن المفارقات أن تظهر الموسيقى المصرية فى مترو باريس، عاصمة النور، منذ فترة عبر شاب مصرى يتكسب من عزفها.
4- الفكرة مطبقة فى بعض دول الخليج، وهى فكرة غير مواكبة للعصر، ولها بدائل تكنولوجية، مثل أرقام الهواتف والإيميلات والمواقع الاكترونية (مع ملاحظة أن الاحتكاك المباشر أكثر تأثيراً، والبعض قد لا يستخدم التكنولوجيا).
5- بعيداً عن مشكلات البعض مع الدين نفسه، ما هى الأزمة الحقيقة فى النزول إلى الناس فى الشارع؟ وهل تحول التيار العام من جماعة المثقفين المصريين إلى «علماء كلام» لا يقدمون أى بدائل تمس حياة الناس؟
6- إذا مددنا الخط على استقامته، فلا مانع فى نظرى من إنشاء مراكز مسيحية أيضاً، ولكن علينا ملاحظة أن إمكانية الإنشاء لا تعنى ضرورته (اختلال تفكيرى)، فلدينا مشكلة تحتاج لعلاج مع تيار معين، وليس مع كل التيارات.. كما أن علينا الانتباه أيضاً إلى أن بناء الكنائس أو حتى ترميمها ليس بسهولة إنشاء منافذ المترو مثلاً (اختلال تنفيذى).
7- مترو أنفاق مصر به بالفعل تيارات متشددة، فهل نجح مركز الفتوى مثلاً فى منع المهووسات دينياً من قص شعر الفتيات بالمترو.. إن اتفقنا جدلاً على جودة تجربة مركز الفتوى، فإن المكان الأكثر توفيقاً له هو المناطق العشوائية، أو الزوايا التى احتلها المتشددون دون رقابة.
8- التجربة تعبر عن حاجة حقيقية موجودة، ولكن لماذا قد يحتاج الإنسان الناضج أصلاً إلى استعارة عقل شخص آخر ليعطيه فتوى هى عبارة عن اعتقاد يقينى مُغلق عليه توقيع رب العالمين؟ هذا موضوع مقال آخر.