بروفايل| الجندى المصرى النصر أو الشهادة

كتب: عبدالفتاح فرج

بروفايل| الجندى المصرى النصر أو الشهادة

بروفايل| الجندى المصرى النصر أو الشهادة

وجه طولى، يميل للسمرة، يزينه شعر قصير، اختفى تحت خوذة معدنية مموهة، يتوسط الوجه «الثائر» عين ثاقبة، لم يتسلل إليها الخوف يوماً، رغم فداحة الأحداث، وفقد أعز الأصدقاء بنفس الأرض التى يقف عليها بقدم ثابتة، ذاك جاء من قلب الريف بالدلتا، وهذا من أقصى نجوع الصعيد الجوانى.. ليقف الجندى فى نفس المكان الذى وقف فيه أجداده فى حرب تحرير سيناء قبل 44 عاماً من الآن، شاهراً سلاحه ضد أعداء مصر، من الإرهابيين والخونة، متخذاً من شعار النصر أو الشهادة، دافعاً قوياً له فى محاربة الإرهاب، بقلب مثل قلب الأسد، وبعيون مثل عيون الصقر.. بشجاعة خير أجناد الأرض، تصدى الشاب البطل لسيارة مفخخة يقودها جبناء وخونة، اعتادوا على الضرب فى الخفاء، ليدهسهم بدبابته الأثيرة، وهو على يقين تام بما تفعله الشحنات المتفجرة فى آلات الحرب وأجساد البشر، لم يخش على نفسه من مصير من سبقوه من الشهداء الذين سقطوا غدراً فى شمال سيناء، لكنه قرر الثأر لهم، وتصدى للقنابل دون خوف ودهس السيارة التى انفجرت عقب تسويتها بالأرض بثوانٍ معدودة، ليحظى هذا الجندى الشجاع بتحية وتقدير كل أفراد الشعب المصرى، حيث رأوا فيه أنفسهم، ولسان حالهم يقول مثلما قال الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور: «رأيتك جذع جميز على ترعة.. رأيتك قطعة من صخرة الأهرام منتزعة.. رأيتك حائطاً من جانب القلعة.. رأيتك دفقة من ماء نهر النيل.. وقد وقفت على قدمين.. لترفع فى المدى علماً.. يحلق فى مدار الشمس.. حر الوجه مبتسماً»

خير أجناد الأرض، فى مواقع القتال لا فرق بين أحد منهم، مثل أسنان المشط المرصوص، حبهم للوطن فريضة، ودفاعهم عنه عبادة، جاءوا من كل بيت فى مصر، لنيل شرف الجندية فى جيش وطنى، يكره المرتزقة ويحاربهم بكل قوة، قوام جنوده من كل فئات المجتمع، من الأغنياء والفقراء، الخريجين والحرفيين، يرتدى جميعهم «أفرول» واحداً، ويأكلون طعاماً واحداً، يتقدمهم قائد مخلص وشجاع جاء أيضاً من نفس مدنهم وقراهم، يقول الجندى المقاتل رأفت أحمد، بإحدى قصائده: «سلامك الوطنى لما أسمع.. بيهز فيا كل أركانى.. بيخلى حبك فى قلبى يجمع.. وألقى الحماسة محركانى.. أبويا كان بيقولى حب بلدك.. حبها أكتر من ولدك.. علم حبها كمان لولدك.. فيها كان محل ميلادك.. على عدوك كن شديد.. حتى لو مت شهيد.. ما تغلى أبداً على ربك».


مواضيع متعلقة