تامر منصور: الإمارات دعت «مرسى» لزيارتها لكنه لم يلبِّ الدعوة بعد الكشف عن «خلية الإخوان»

كتب: بهاء الدين محمد

تامر منصور: الإمارات دعت «مرسى» لزيارتها لكنه لم يلبِّ الدعوة بعد الكشف عن «خلية الإخوان»

تامر منصور: الإمارات دعت «مرسى» لزيارتها لكنه لم يلبِّ الدعوة بعد الكشف عن «خلية الإخوان»

كشف السفير المصرى لدى دولة الإمارات، تامر منصور، أن قيادات من الإخوان المسلمين قامت بزيارات منفردة للإمارات دون علم السفارة المصرية، لافتاً إلى أنه علم بهذه اللقاءات من بعض وسائل الإعلام. وقال فى بيان له إن القيادى خيرت الشاطر زار الإمارات مرتين خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، معتبراً أن تجاوزات قيادات الإخوان المسلمين تخطت الدبلوماسية المصرية وكشفت بطريقة غير معلنة عدم ثقتهم فى الدور الذى تقوم به السفارات المصرية فى الخارج، وإلى نص الحوار: ■ كيف كانت طبيعة عملك الدبلوماسى خلال فترة التوتر مع الإمارات أثناء حكم «مرسى»؟ - لم أتعرض لمثل هذه التجاوزات خلال مسيرة عملى فى العمل الدبلوماسى التى تمتد لأكثر من 3 عقود، لكن تفهّم الجانب الإماراتى ووعيه بطبيعة المرحلة التى تمر بها مصر بعد ثورة 25 يناير وطبيعة الحكم فيها خلال العام الماضى خفف من حدة تلك التجاوزات الخطيرة. ■ كيف كانت تلك الصعوبات؟ - تزامن مع كل زيارة قام بها قيادى الإخوان خيرت الشاطر تصريحات لعدد من قيادات الإخوان داخل مصر تهاجم دولة الإمارات كوسيلة ضغط على الجانب الإماراتى فى قضية الموقوفين المصريين فى الإمارات المنتمين لخلية الإخوان المسلمين، لكن التصريحات الفجة لم تغير من موقف الإمارات الحيادى والعادل فى التعامل مع قضاياها أو حتى ينال من طبيعة العلاقات المصرية الإماراتية. ومن المؤسف أن الإخوان المسلمين اختزلوا التاريخ العريق بين البلدين فى القضية الأمنية للموقوفين البالغ عددهم 14 فرداً دون النظر للمصلحة المشتركة. ■ كيف واجهت هذه التصريحات الإخوانية المسيئة لعلاقات البلدين.. وما رد فعل الجانب الإماراتى؟ - التقيت مسئولين فى وزارة الخارجية الإماراتية رغم سخونة التصريحات الإخوانية كما التقيت قيادات إماراتية لتوضيح الأمور بعد أن وصلت حدة التصريحات إلى اتهامهم باختطاف الرئيس المعزول محمد مرسى إلى قطر وادعاء ترحيله إلى الإمارات، وهذه القيادات أكدت على أن الإمارات تتعامل مع مصر وشعبها بتقدير بالغ دون النظر لفصيل سياسى بعينه وأن العلاقات بين البلدين لا يمكن لها أن تتأثر أو تهتز بهذه التصريحات غير الواعية.[FirstQuote] ■ إلى أى مدى أثرت تلك التصريحات على المساعدات التى أعلنت الإمارات عنها بعد ثورة يناير؟ - أدت تلك التصريحات بشكل مباشر إلى تجميد مساعدات إماراتية قيمتها 3 مليارات دولار أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، فبعد ثورة 25 يناير المصرية قدمت الإمارات حزمة مساعدات جاءت تزامناً مع زيارة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عصام شرف وحددت بالفعل القطاعات التى ستنفق فيها، منها مليار ونصف المليار دولار للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، و750 مليون دولار لإنشاء 13 ألفاً و500 وحدة سكنية للشباب، و750 مليون دولار من صندوق أبوظبى للتنمية لدعم مشروعات بفائدة بسيطة، ورأت حكومة الإمارات أنه فى حالة انتخاب رئيس واستقرار الوضع سيتم تفعيل المساعدات، وبالفعل انتهت الانتخابات واحترمت القيادة الإماراتية خيارات الشعب المصرى فى انتخاب «مرسى» رئيساً للبلاد ووجهت دعوة رسمية له عبر الخارجية الإماراتية قبل توقيف المصريين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين لكنه لم يلبِّ الدعوة، فى المقابل قام بجولات عديدة خارج مصر. ■ هل تعتبر أن الإمارات كانت على عداء مع الإخوان فقط أم مع الثورة المصرية؟ - لم تكن الإمارات أبداً فى عداء مع الثورة ولا الشعب المصرى، وهذا ما أوضحه العديد من المسئولين، لكنها كانت فقط ضد تدخل الإخوان فى شئونها. وفى ظل العلاقة المتوترة منحت الإمارات الدكتور أحمد الطيب شخصية العام الثقافية لجائزة الشيخ زايد لمواقفه الوسطية، وتبرعت الإمارات بمبلغ 250 مليون درهم لجامعة الأزهر كمنحة عاجلة، كما صدر مرسوم على غير العادة تزامناً مع وجود شيخ الأزهر واحتراماً لمكانته بالإفراج عن 103 مسجونين مصريين فى قضايا مالية، حيث قام الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات بالسداد عوضاً عن المعسرين. ■ وهل بالفعل أعادت 30 يونيو العلاقات إلى طبيعتها بصورة كاملة؟ - إن ردة الفعل الإماراتية قيادة وشعباً كانت ملموسة وبادرت القيادة المسئولة بالتهنئة عبر جميع قياداتها، وبعد تلك الثورة بدأ الجانب الإماراتى فى الحديث حول انقضاء تلك الحقبة المظلمة والإعراب عن بدء صفحة جديدة تدعم الاقتصاد المصرى، وبموجبها تم تشكيل وفد رفيع المستوى يحمل حزمة مساعدات بجانب أجندة للتعرف على احتياجات الجانب المصرى للمرحلة المقبلة. الإمارات قدمت 2 مليار دولار وديعة بالبنك المركزى دون فوائد، ومليار دولار تحت تصرف الحكومة المصرية كمنحة نقدية، و500 مليون دولار كمنحة محروقات. وقام الوفد الإماراتى بالاطلاع على احتياجات الجانب المصرى وفقاً لاجتماعات لجان فنية متخصصة بين الطرفين. وناقشت اللجان الفنية مقترح مشروع للطاقة المتجددة فى القاهرة الكبرى تقوم شركة مصدر الإماراتية بتمويله، إضافة إلى مشروع تطوير مصافى بترول، بجانب مشاريع عقارية واستثمارية وزراعية متوسطة وصغيرة، والجانب المصرى وعد بقانون جديد يحمى الاستثمارات.