من "فتاة العربة" لـ"بنت البواب".. بوابة العبور للقاء الرئيس "بوست"

كتب: محمد متولي

من "فتاة العربة" لـ"بنت البواب".. بوابة العبور للقاء الرئيس "بوست"

من "فتاة العربة" لـ"بنت البواب".. بوابة العبور للقاء الرئيس "بوست"

ساعد التطور التكنولوجي الذي يعج به العالم بأسره حاليا على إظهار مواطنين لم يتوقعوا يوما أن تساعدهم وسائل الاتصال الاجتماعي في الوصول إلى مبتغاهم، أو تغيير حياتهم بين عشية وضحاها، فبعدما كانت السيدة الأربعينية تجر عربة محملة بالبضائع وسط حواري وأزقة الإسكندرية، قادها "فيس بوك" إلى عالم الشهرة والأضواء وعتبات قصر الاتحادية الرئاسي، الأمر الذي حدث بحذافيره مع الحاصلة على المركز الأول في الثانوية العامة مريم فتح الباب.

خرجت الموطنة منى صباح يوما لتجر عربة محملة بالبضائع في حواري محافظة الإسكندرية، ولم تتخيل يوما أن يراها شخص ما ويلتقط صورا لها ويقوم بنشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حتى تعلم مؤسسة الرئاسة بها ويدعوها الرئيس عبدالفتاح السيسي لمقابلتها ومن ثم تكريمها في مؤتمر شباب لتجلس بجانب الرئيس.

قالت منى خلال المؤتمر "أنا فرحانة إني قابلت الريس ومصر معمورة بيه".. انتظرتها حياة أخرى لم تكن تحلم بها بعد أن تداول صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي لم تعرف له طريق يوما، حيث لم تكن تريد شيئا من الدنيا سوى جنيهات قليلة، وسويعات ترتاح فيها من عناء العمل يوميا، فانهالت عليها الهدايا والعطايا بعدما اشتهرت بـ"فتاة العربة".

اعتبر 13 نوفمبر الماضي، نقطة تحول في حياة "منى"، وذلك بعدما استقبلها الرئيس عبدالفتاح السيسي بقصر الاتحادية الرئاسي، مبديا إعجابه الشديد بكفاحها وإصرارها على تحقيق واقع أفضل لها ولأسرتها، حتى وصفها بكونها تُعد نموذج مشرف لكافة شباب مصر.

فيما قام رجل أعمال بمنحها هدية قدرها 100 ألف جنيه، فضلا عن تكفله بعمرة لها ولثلاثة أفراد آخرين من أسرتها، وجلست في 10 ديسمبر الماضي، في جلسة الحوار الشهري الأول للشباب الذي عقد بشرم الشيخ، وجاء بناء على دعوة وجهها لها الرئيس السيسي، والذي منحها جائزة الإبداع للشباب بشكل استثنائي.

لم تمر سوى 10 أيام على مؤتمر الشباب، حتى سلّمها الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وحدة سكنية من صندوق الإسكان الاقتصادي، التابع للوزارة بمنطقة المندرة، بتكليف من الرئيس السيسي.

وأمس، سلّمت الدكتورة سعاد الخولي، نائب محافظ الإسكندرية، واللواء أكرم النشار، المدير المالي والإداري لصندوق "تحيا مصر"، منى السيد، سيارة ماركة "سوزوكي"، مجهزة لنقل البضائع، لتستمر حكاية "فتاة العربة" وكفاحها متصدرة لحديث الشارع المصري.

ومن الإسكندرية إلى القاهرة، استطاعت الطالبة مريم فتح الباب، أن تحصل على المركز الأول على قطاع شرق القاهرة في الثانوية العامة من مدرسة "نبوية موسى" بمدينة نصر وحصلت على مجموع 99 %، بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها أسرتها، لتنتشر قصتها عبر موقع التواصل الاجتماعي.

قالت الطالبة مريم إن عائلتها هي السبب في نجاحها المستحق، وقالت في حوار أجرته مع الإعلامي معتز الدمرداش، إن والدها يعمل بوابا، وهي فخورة بذلك وسط زملائها، موضحة أنهم يعيشون في منزل مكون من غرفة واحدة مع 4 أشقاء، وكانت الشابة الأولى على الثانوية العامة، تدرس في محل مغلق بالشارع القريب من منزلها، حتى الساعات الأولى من الصباح يوميا.

تتمنى الطالبة المتوفقة مريم إسعاد أسرتها وأن تقوم بتقديم شيء لبلدها، والقضاء على الروح السلبية التي حولت المجتمع إلى كتلة سلبية.

وفي النهاية تأتي المكافأة بأن وجهت مؤسسة الرئاسة دعوة للطالبة مريم فتح الباب لحضور فعاليات المؤتمر الدورى الرابع للشباب الذى يقام بمحافظة الاسكندرية يومي 24 و25 يوليو الجاري وتقام فعالياته بقاعة المؤتمرات الكبرى بمكتبة الإسكندرية.


مواضيع متعلقة