معرض «30 عاماً من الحفائر» بمكتبة الإسكندرية يكشف: معركة «آثار سيناء» بين مصر وإسرائيل

معرض «30 عاماً من الحفائر» بمكتبة الإسكندرية يكشف: معركة «آثار سيناء» بين مصر وإسرائيل
- اتفاقية السلام
- الأحجار الكريمة
- الأعلى للآثار
- الأمين العام
- الاحتلال الإسرائيلى
- البعثات الأثرية
- التاريخ المصرى
- التنقيب عن الآثار
- مكتبة الإسكندرية
- اتفاقية السلام
- الأحجار الكريمة
- الأعلى للآثار
- الأمين العام
- الاحتلال الإسرائيلى
- البعثات الأثرية
- التاريخ المصرى
- التنقيب عن الآثار
- مكتبة الإسكندرية
رصد معرض «30 عاماً من الحفائر فى المدخل الشرقى لمصر»، الذى استضافته مكتبة الإسكندرية على مدار 3 أيام، المعركة التى دارت رحاها بين مصر وإسرائيل لاستعادة الآثار، التى سطت عليها الدولة العبرية أثناء احتلالها لسيناء، التى كان بعضها حصيلة عمليات التنقيب غير المشروعة، التى قادها موشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق.
وقال محمد عبدالمقصود، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار، المدير الأسبق لآثار سيناء، وأحد المكرمين فى المعرض: «اكتشفنا عقب رحيل الاحتلال الإسرائيلى عن سيناء عمليات سطو على المناطق الأثرية فى سيناء، حيث تولى جيش الاحتلال الإسرائيلى ملف التنقيب عن الآثار من موشى ديان مباشرة، وكانت هناك عمليات تنقيب غير مشروعة، حيث قاموا بعمليات مسح أثرى كبيرة جداً من القنطرة إلى رفح بإشراف جامعة بن جوريون، التى كان لها النصيب الأكبر فى ذلك، وكانوا يهدفون إلى تحديد المواقع الأثرية فى سيناء، وعمل خريطة كاملة للآثار بهدف تهويد التاريخ المصرى ونسبه إلى الكنعانيين، وهو ما فشلوا فى إثباته، بعدما أكدت الحفريات مصرية تلك المنطقة الغالية من البلاد».
{long_qoute_1}
وأضاف «عبدالمقصود» فى كلمته خلال المعرض أن «الإسرائيليين قاموا بالحفر والتنقيب فى أكثر من 30 موقعاً، ونقبوا خلال طبقات الأرض المختلفة، ولم يكتفوا بذلك، بل قاموا بتدمير موقع البلوزيوم الأثرى، قلعة مصر الحربية فى العهدين الفرعونى واليونانى، بعدما حولوه إلى حصن عسكرى، ولا يزال تدميرهم لهذا الموقع الأثرى المهم محل خلاف بيننا». وأوضح «عبدالمقصود» أن «مصر استردت الآثار من إسرائيل على 4 دفعات طوال عامين من 1992 حتى 1994 بعد مفاوضات منفصلة عن اتفاقية السلام، التى لم يرد فيها أى بند يخص استرداد الآثار، وهو ما جعلنا نخوض حرباً دبلوماسية استمرت 10 سنوات ساعدتنا فيها منظمة «اليونيسكو»، وقمت وقتها بإعداد ملف كامل للآثار التى عثرت عليها إسرائيل فى سيناء وسطت عليها، واستعنت فى الملف بما نشرته الجامعات الإسرائيلية وبالأرشيف الفرنسى، وكانت أكبر عملية استرداد آثار فى تاريخ مصر، حيث استعدنا 1800 صندوق من الآثار، خاصة أنهم حصلوا على أوان فخارية من القنطرة حتى رفح من كل المواقع الأثرية، وذلك بعد أن رسموا خرائط لجميع المواقع الأثرية وحددوها بدقة إلا موقعاً واحداً لم يتمكنوا من الوصول إليه هو «تل حبوة»، لأنه كان على بعد 3 كيلومترات من قناة السويس، وهو من المواقع المهمة جداً التى كشفها الجيش المصرى أثناء عملية العبور فى حرب أكتوبر 73، ولو كان الإسرائيليون توصلوا له، لكانت كارثة حيث إنه يمتلئ بالآثار المهمة جداً».
وكشف الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار عن أن «أكثر الآثار التى استخرجها الإسرائيليون من سيناء ترجع للعصرين اليونانى الرومانى، وكانوا يهدفون من وراء ذلك إلى امتلاك مفاتيح التاريخ، ليكونوا أصحاب أهم خرائط للآثار وتاريخها فى مصر، كما أنهم أرادوا من بحثهم عن الآثار إيجاد صلة بين اليهود وسيناء، لكن المفاجأة أن علماء آثار إسرائيليين كذبوا ذلك بقولهم إن سيناء مصرية، وليس لها علاقة باليهود، وهو ما أكدته البعثات الأثرية المصرية التى عملت فى المنطقة بعد عودتها إلى سيادة مصر عقب حرب أكتوبر».
من جانبه، قال الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بالوجه البحرى وسيناء، إن «عودة الآثار جاءت طبقاً للاتفاقية بين مصر وإسرائيل الموقعة فى تل أبيب فى يناير 1993، التى نصت على عودة الآثار على أربع دفعات، على أن تكون الأخيرة فى ديسمبر 1994، وضمت الدفعة الأولى 28 صندوقاً وعشر لوحات يونانية رومانية، والثانية 103 صناديق، والثالثة 415 صندوقاً، والأخيرة التى جاءت بطريق البر من القدس عبر منفذ رفح ضمت 838 صندوقاً تشمل آثاراً مصرية قديمة، وتضم لوحات كبيرة الحجم وأقنعة وبعض الحلى وعملات ذهبية وبرونزية، مع آثار يونانية وإسلامية».
وعرض «ريحان» نماذج من الآثار العائدة طبقاً لما جاء فى كتاب آثار سيناء العائدة من إسرائيل، ومنها مجموعة قطع من رؤوس سهام وأدوات صيد وسكاكين تعود لعصر ما قبل التاريخ استخرجت من مواقع آثار بوسط سيناء، وهى ناتج حفائر جامعة تل أبيب بمنطقة «جبل المغارة» وعقود من العظم والأحجار الكريمة عثر عليها بموقع تل النواميس بجنوب سيناء، وترجع إلى عام 5000 قبل الميلاد، وهى ناتج حفائر سلطات الآثار والمتاحف الإسرائيلية، وكذلك شواهد قبور من موقع الخوينات بشمال سيناء مكتوبة باليونانية تعود للقرن الخامس الميلادى، وهى من مجموعة «ديان» الخاصة بعد أن اشترتها سلطات الآثار الإسرائيلية من زوجته، وعددها 10 شواهد أثرية.
وأشار «ريحان» إلى أن الآثار العائدة تشتمل أيضاً على أحد قوالب صب الأسلحة، وهى تعود للدولة الحديثة، كناتج لحفائر جامعة تل أبيب، ومنفاخ حجرى لصهر المعادن، ومجموعة من العملات البرونزية من العصر البطلمى تمثل جزءاً من مجموعة عملات عددها 1500 قطعة عملة من مختلف العصور عثر عليها فى أعمال المسح الأثرى والحفائر من منطقة القنطرة شرق حتى رفح بشمال سيناء نتيجة حفائر جامعة بن جوريون ولوحة من الحجر الجيرى تمثل نصباً تذكارياً لجنود يونانيين عثر عليها فى منطقة تل الحير، وتعود للقرنين الرابع والخامس الميلاديين.