قدرات المجتمعات.. كتاب خارج الصندوق
- التنمية البشرية
- الثقافة المجتمعية
- الثورة الصناعية
- الحد الأدنى
- الخطاب الديني
- الطيور المهاجرة
- العالم الإسلامى
- الفكر الوسطى
- المجتمعات الإسلامية
- تحقيق النجاح
- التنمية البشرية
- الثقافة المجتمعية
- الثورة الصناعية
- الحد الأدنى
- الخطاب الديني
- الطيور المهاجرة
- العالم الإسلامى
- الفكر الوسطى
- المجتمعات الإسلامية
- تحقيق النجاح
لعلّ أكثر الأسئلة التى ضجرنا منها: لماذا تتقهقر التنمية بينما تنمو نسب الفقر والبطالة والجريمة والتراجع المجتمعى؟ لماذا لا يُبارح التعليم والصحة والاستقرار المجتمعى مستوياتها المُتدنِية؟ لماذا لا نُتقِن إلا التناحر والعنصرية وخطابات التمييز والكراهية، وإذا ما تأملنا المجتمعات الأخرى وجدناها تحتكم إلى أسس أخلاقية وقيم إنسانية كانت بالأمس دستور حياتنا؟ لماذا تعترينا الريبة حيال كلّ جديد، مجابهين الفكر الوسطى، مخاصمين للمعرفة، ومُعادين للتطوير والتنوير والتفكير خارج الصندوق؟ لا شكّ أنك تفكر فى التوقف عند هذه السطور خشية تدفّق المزيد من تلك الأسئلة المؤلمة!
خلال زيارتى القاهرية الأخيرة، جمعنى لقاء مع الدكتور (عاطف الشبراوى)، وهو خبير مخضرم وصاحب فكر ريادى مستنير وإبداع مجتمعى، وأحد الطيور المهاجرة التى تمتلك أدوات التشخيص ورؤى واقعية لها ثوابتها وآلية تنفيذها. حظيت بأن أهدانى كتابه «كيف يمكن إطلاق قدرات المجتمعات الإسلامية؟»، كتابٌ حداثى ذو علامة فارقة جدير بالتحليل، لا يكتفى بالإجابة عن سيل الأسئلة التى ضجرنا منها، وإنما يرسم خارطة الطريق نحو مستوى أفضل مما نحن عليه، يقدّم لوحة معرفية تحليلية مقارنية مدعمة بالأرقام والإحصاءات ونتاج تقارير التنمية البشرية الدولية سردها فى أربعة فصولٍ موزعة على 220 صفحة. يرسم الكاتب صورة بانورامية شمولية تجمع ماضينا بحاضرنا ويُمهّد السبيل لمستقبل أكثر إشراقاً بخطوات واقعية جادّة.
فى الفصل الأول، يضعنا المؤلف فى صورة «الوضع الراهن» للمجتمعات الإسلامية راسماً بريشة تقطر ألماً تفاصيل تصف لعنة الفقر والجهل والتطرف التى أصابت مجتمعاتنا، إضافة إلى تلاشى الطبقة المتوسطة وتقادم الخطاب الدينيّ؛ معلوماتٌ وقياسات ومقارنات يشتعل منها الرأس شيباً، كُتبت على نحو أنيق ومُوثق، وما إن ننتهى من الامتعاض على حالنا حتى يَنقُلنا إلى تشخيص دقيق يلقيه على أفهامنا الفصل الثانى لطبيعة الأنظمة التى تحكم العالم الإسلامى، وما اعترى بعضها من بيروقراطية وفساد وانتقال للنزاهة والشفافية إلى مثواهما الأخير. أما الفصل الثالث فهو مفصلى لإجابته عن السؤال الجوهرى: «لماذا لم تحدث التنمية فى مجتمعاتنا؟ ومن أين نبدأ؟» إذ يقف على الأسباب، بدءاً من الثقافة المجتمعية، وقصور الأسس المعرفية وغياب نماذج القيادة الريادية، وصولاً إلى الفصل الرابع الذى يضع نموذجاً شديد الواقعية والوسطية لتحقيق النجاح التنموى والنهوض العلمى والاستفادة من الموارد الإنسانية والمادية فى مجتمعاتنا.
ولعل المأساة التى يضعك الكتاب أمامها حين عرضه لتحليل 242 خطبة دينية فى الفترة من 2007 إلى 2009، حيث لوحظ أن 77% من هذه الخطب معنية بالآخرة والحساب والعقاب والعبادات على أهميّتها، بينما 23% فقط من تلك الخطب دارت حول تحديات حياتنا وسبل تطويرها، الأمر الذى يُفصح عن سبب تقادمنا التنموى. أما عن المسح العالمى «للقيم»، يوضح الكاتب أن مجتمعاتنا شديدة التمترس فى مربع الركود والجمود والتقليدية، بينما انتقلت المجتمعات الأخرى إلى مربعات الابتكار والتغيير مع الحفاظ على القيم والمشتركات الإنسانية لكل أفراد المجتمع.
السؤال الذى أعدكم بأن يكون الأخير فى مقالى هو «هل سيَلقى هذا الطرح المعرفى التنويرى الوسطى التنموى آذاناً مصغية من المختصين وأصحاب القرار فى الشأن التنموى وتحديث الخطاب الإنسانى قبل الدينى؟»، الحقيقة تؤكد أنه لا نجاة من التخلّف إلّا بالوقوف على أسبابه، للمضىّ نحو آفاق التنمية والقدرة على التعايش والتسامح والإيجابية، ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة التى لا نملك الحد الأدنى للتعامل معها والاستفادة منها، وإلاَ سنظلّ فى «اغتراب» مجتمعى وإنسانى وعالمى، إن لم ندرك واقعية التشخيص وحتمية التطوير.
- التنمية البشرية
- الثقافة المجتمعية
- الثورة الصناعية
- الحد الأدنى
- الخطاب الديني
- الطيور المهاجرة
- العالم الإسلامى
- الفكر الوسطى
- المجتمعات الإسلامية
- تحقيق النجاح
- التنمية البشرية
- الثقافة المجتمعية
- الثورة الصناعية
- الحد الأدنى
- الخطاب الديني
- الطيور المهاجرة
- العالم الإسلامى
- الفكر الوسطى
- المجتمعات الإسلامية
- تحقيق النجاح