سياسيون: «تميم» على خطى «حمد» فى استغلال محنة الفلسطينيين.. و«الدوحة» تواصل العناد
الأمير النيجاتيف
«سكت دهراً ونطق كفراً»، هذا هو لسان الحال إزاء خطاب أمير قطر عن أزمة بلاده «المعزولة»، فقد تطابقت ردود الفعل المصرية والخليجية إزاء خطاب الأمير الأخير الذى أبدى فيه استعداده لحوار مشروط مع دول الرباعى العربى الداعية لمكافحة الإرهاب بهدف حلّ الأزمة المستمرة بين الطرفين منذ أكثر من 6 أسابيع.
واعتبر دبلوماسيون ومسئولون وسياسيون من مصر والسعودية والإمارات والبحرين أن الخطاب جاء دون مستوى الأزمة وسعى للقفز إلى الأمام واستغلال بعض الأمور مثل تطورات القضية الفلسطينية، كما فعل والده حينما عقد «قمة غزة» عام 2009 فى ظل استقطاب إقليمى.
وأكد السفير سيد أبوزيد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«الوطن»، أن الخطاب لم يأت بجديد سوى أنه أظهر إصراره على المواقف الخاطئة التى تتخذها الدوحة، وأنه ما زال يتحدى المنطقة بتعنته فى موقفه وإصراره على الاستمرار فى دعم الإرهاب والتدخل فى الشئون الداخلية للدول.
خطاب أمير قطر «ضجيج بلا طحن».. وأداؤه «حلاوة روح» ومحاولة رخيصة للظهور فى ثوب الحمل الوديع.. وفشل فى الاستعطاف والتصعيد واستمالة الغرب
ويرى أعضاء بمجلس النواب المصرى أن خطاب أمير قطر، تميم بن حمد، مساء أمس الأول، كان محاولة رخيصة لبث سمومه والظهور كـ«حمل وديع»، وكانت كلماته محض افتراء وكذب ولم ينطق إلا «خُبثاً»، مطالبين بضرورة التصعيد فى المحافل الدولية ضد سياسات الدوحة.
وقال النائب أحمد إسماعيل، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن أمير قطر يحاول تشتيت الانتباه ولفت الأنظار عما يحدث داخل بلاده من إضرابات عمالية، فى محاولة منه لإلقاء اللوم على الدول المقاطعة له. مؤكداً أن مصر والدول الرافضة للإرهاب تملك دلائل ومستندات تثبت تورط النظام القطرى فى دعم التنظيمات والجماعات الإرهابية وإمدادها بالمال والسلاح، كما أن قطر تحولت إلى ملاذ آمن للإرهابيين.
وأضاف النائب إبراهيم القصاص، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن أمير قطر لم يأت بجديد فى كلمته، بل ظهر خائفاً ومهزوزاً، وكلماته مجرد محاولة للظهور فى ثوب الحمل الوديع الذى قدم الخير للأمة العربية، وفى المقابل لم يجن إلا المقاطعة والخلافات والتدخل فى شئون بلاده الداخلية، مطالباً بضرورة التصعيد ضد قطر وحشد جميع الدول العربية والأجنبية.
وأوضح النائب أبوبكر غريب، عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن كلمة «تميم» دليل دامغ على أن أمير قطر أوشك على الوقوع فى «شر أعماله»، بسبب أخطائه وسياساته المرتبكة، وتوجيه مليارات الدولارات لصالح الأعمال الإرهابية بهدف زعزعة استقرار المنطقة ونشر الفوضى بها، مشيراً إلى أن خروج «تميم» على شاشة «الجزيرة» لإلقاء خطاب فى نفس توقيت حصار المسجد الأقصى يعد أمراً مزعجاً، وكأنها محاولة منه للفت الأنظار بعيداً عن فلسطين وتوجيهها نحو حصار بلاده، ومحاولة التغطية على الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها قطر. مؤكداً أن إصرار الأمير الصغير على التصرف بشكل «صبيانى» يستوجب محاسبته واتخاذ جميع الطرق القانونية والدبلوماسية لكشف الانتهاكات التى تقوم بها دويلته.
وأعادت أجزاء من خطاب أمير قطر، الأمير تميم بن حمد، للأذهان استغلال والده للقضية الفلسطينية فى سياسته لتعزيز مواقف بلاده فى ظل أى استقطاب إقليمى، فقد سبق قبل نحو عقد من الزمن أن حاول «الأمير الوالد» إحراج مصر والدول العربية باستضافته لقمة عربية طارئة حول القضية الفلسطينية دون النظر إلى اكتمال نصابها القانونى، وهى قمة غزة الطارئة التى عُقدت بالدوحة فى 16 يناير 2009 بعد الهجوم على قطاع غزة خلال شهرى ديسمبر 2008، ويناير 2009، حيث أدت القمة إلى خلاف عربى حول مشروعية عقدها مع عدم اكتمال النصاب القانونى لها، حيث كان مقرراً عقد قمة الكويت الاقتصادية، التى عُقدت فى وقت لاحق وتطرقت أيضاً إلى الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة، وهو نفس التوقيت الذى صعّدت فيه قناة الجزيرة من هجومها على النظام المصرى والرئيس الأسبق مبارك، متهمة مصر بالمشاركة فى الحصار على غزة، واستمر هذا التحريض الذى أدى إلى اجتياح فلسطينى للحدود المصرية فى رفح عام 2008.
وظهر الأمير الصغير منذ بداية الأزمة للمرة الأولى فى خطاب متلفز أعرب فيه عن «التضامن مع الشعب الفلسطينى، لا سيما أهل القدس، واستنكار إغلاق المسجد الأقصى»، بالتزامن مع حملات تحريضية للإعلام المنحاز لقطر ضد الدول المقاطعة ومزاعم بصمتها عما تقوم به إسرائيل، حيث تعمّد أمير قطر استغلال القضية بشكل صريح فى قوله: «عسى أن يكون ما تتعرض له القدس حافزاً للوحدة والتضامن بدلاً من الانقسام»، فى إشارة للخلافات العربية البينية، فيما ثمنت حركة «حماس»، أمس السبت، تصريحات أمير قطر الداعمة لقضايا الأقصى والقدس وفلسطين.
وقال المتحدث باسم الحركة، فوزى برهوم، فى تصريح صحفى: «نثمن تصريحات الأمير تميم بن حمد آل ثانى، أمير دولة قطر، ومواقفه من قضية الأقصى والقدس وفلسطين، والتى تأتى انسجاماً مع مواقف قطر الأصيلة تجاه القضية الفلسطينية».
وعلّق مسئولون وإعلاميون وناشطون خليجيون على أول خطاب يلقيه أمير قطر، تميم بن حمد، منذ بداية الأزمة الخليجية، حيث كتب المستشار فى الديوان الملكى السعودى، سعود القحطانى، فى تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «كلمة إنشائية أعدها عزمى بشارة لـ«تميم»، لو كتبها طالب بالمرحلة المتوسطة فى حصة التعبير لرسب، ولو طلب بثها فى إذاعة صوت العرب بالخمسينات لرفضت بثها»، فيما اعتبر الكاتب السعودى ورئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط» السابق، سلمان الدوسرى، أن «ملخص خطاب «تميم»: ١- استعطاف الشعوب. ٢- تصعيد الأزمة. ٣- محاولة استمالة الغرب. التاريخ علمنا: الشعبوية زائلة.. العقلانية باقية»، وفقاً لما ذكرته وكالة «سبوتينيك» الروسية للأنباء.