أصحاب المحال التجارية يطالبون المسئولين بحمايتهم: «ده وقف حال»

أصحاب المحال التجارية يطالبون المسئولين بحمايتهم: «ده وقف حال»
- أذان الفجر
- أصحاب المحال التجارية
- اكل العيش
- الأفواج السياحية
- الأماكن الأثرية
- الاتحاد السوفيتى
- الازدحام الشديد
- الباعة الجائلون
- الباعة الجائلين
- الرئيس الأسبق
- أذان الفجر
- أصحاب المحال التجارية
- اكل العيش
- الأفواج السياحية
- الأماكن الأثرية
- الاتحاد السوفيتى
- الازدحام الشديد
- الباعة الجائلون
- الباعة الجائلين
- الرئيس الأسبق
فى شارع متفرع من شارع المعز، جلس الحاج محمد السيد حسين، ذو السبعين عاماً، متأملاً الشارع الذى وُلد وتربى وعمل به، يستعيد ذكريات أول عمل له كـ«نَقّاش إسلامى» عندما ذهب لتعلم حرفة النقش فى ورشة الحاج العجاتى، وكان يتقاضى وقتها «5 صاغ» أجراً أسبوعياً.
تذكر الرجل تاريخاً لصنعة باتت على وشك الانقراض بعدما قل الطلب على منتجاتها من الصوانى النحاسية والفضية المنقوشة، وهرب منها أغلب صانعيها بعدما قلت حركة السياحة وأصبح السائح الذى يزور مصر هو «سائح حوافز»، بحسب تعبير الحاج السبعينى، وهو ما يعنى أن مستواه المادى لا يمكنه من شراء منتجات نحاسية أو فضية يدوية.
{long_qoute_1}
هروب صناع المهنة إلى مهن أخرى أو تغيير نشاطهم التجارى إلى مطاعم أو مقاهٍ أو ملابس، انعكس على هوية الشارع الذى ظل لعقود طويلة يحتضن هذه الصناعة ومنتجاتها، يقول الحاج: «الشارع اتغير ومبقاش هو دا المعز، المكان اتحول لسوق زحمة شديدة جداً، اللى يشوف الزحمة دى يقول إن الناس فى المعز بتاكل الشهد، لكن لو ركزتى شوية هتلاقى المحلات والبازارات اللى بتبيع شغل يدوى فاضية ومفيش عليها زباين».
يصمت الرجل لوهلة مستعيداً تاريخ الشارع، ثم يقول: «الشارع بتاعنا ياما زاره رؤساء دول، زى رئيس الاتحاد السوفيتى خروشوف، اللى نزل الحسين واشترى مننا ساعتها شغل بحوالى 5 آلاف جنيه وقتها، يعنى ما يوازى 200 ألف جنيه فى الوقت الحالى، وشُفت القذافى لما نزل الشارع. أما حالياً فالأوضاع بقت صعبة جداً بعد غياب السياحة، حتى الأفواج اللى بتيجى حالياً بنسميهم (سياح حوافز) يعنى سياح موظفين، مش بيصرفوا، على عكس السياح الأمريكان والفرنسيين والألمان، اللى بيعرفوا قيمة الشغل اليدوى وبيشتروه».
يشير الرجل إلى ورشة صغيرة مقابلة له، وشاب ثلاثينى يجلس أمامها محاولاً إصلاح قطعة حديدية صغيرة، ثم يقول: «دا أحمد، واحد من الصنايعية اللى استمروا فى المهنة، اتعلم الصنعة من أبوه وجده، وقرر إنه يكمل فى المهنة وميسيبهاش».
يلتقط «أحمد» الحديث من صديق والده وجده، قائلاً: «إحنا فى الوقت الحالى شغلنا بقى قليل جداً، وعلى حسب الطلب، واعتمادنا بيكون على شغل الديكورات فى المحلات والفيلات والمطاعم، شغل حسب الطلب على عكس زمان، الشغل كان الطلب عليه كتير جداً، وكانت البازارات فى شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم بيطلبوا مننا شغل كتير، لكن حالياً الناس كلها هربت من الصنعة وأغلب الصنايعية غيرت نشاطها والورش اتحولت لمحلات أكل وملابس مش هو دا شارع المعز بتاع زمان».
تحويل هوية الشارع يراه الشاب الثلاثينى، خريج العلوم السياسية، أمراً لجأ إليه صناع المهنة مضطرين، بعدما انعدمت حركة السياحة وأصبحت السياحة الوافدة إلى مصر سياحة منتجعات: «حتى السائح الآن إذا قرر زيارة شارع المعز، فإن كل ما يقدم على شرائه هو الشيشة المحمولة والجلوس على كافيه، وهو ما جعل صناع المهنة يهربون منها ويحاولون تغيير نشاطهم حتى يتمكنوا من العيش».
ويرى «شوشة» أن «إعادة الانضباط والمظهر الحضارى للشارع لن تتم إلا من خلال وجود الشرطة بأعداد كبيرة طوال اليوم فى الشارع، فهو يرى أن القوات الموجودة تقوم بعملها لكن عددها لا يتناسب مع طول الشارع والأعداد الوافدة إليه: «لا بد من وجود الشرطة على طول، الشرطة التى تؤدى عملها بجد، الأول المباحث كانت بتبقى واقفة تحاسب على أى تجاوز كان يحصل فى الشارع، مثلاً لو موتوسيكل عدى فى الشارع بسرعة عالية، كانوا يوقفوه ويشوفوا أوراقه، لأنهم كانوا بيشوفوا دا تجاوز ومخالفة، أما حالياً فالشارع بقى مفتوح وكله عربيات وأرصفة، والأماكن الأثرية احتلها الباعة الجائلين والمصورين، وإحنا مش ضد إن الناس تاكل عيش، بس إحنا ضد المنظر غير الحضارى، ولو الشباب دى عايزة تاكل العيش فعلاً، يبقى يتم تقنين أوضاعهم، فالشارع لا يحتمل أكثر من 4 أو 5 مصورين مش 500 مصور، وناس ما نعرفش عنهم هما مين ولا بيعملوا إيه، دا مكان أثرى مش رحلة فى جنينة».
لم يختلف الأمر كثيراً أمام محل خالد زكى، تاجر بيع التحف القديمة بشارع المعز، فوجود 4 مصورين على الرصيف المقابل لمحله جعل الأمر أكثر ازدحاماً أمامه: «الواحد من مواليد المنطقة، ومدرستى كانت النحاسين اللى فى شارع المعز، اللى حولوها حالياً لمتحف، عمر ما حد شاف الشارع بالوضع دا، شباب غريب عن المنطقة منتشر فى الشارع بيصور اللى رايح واللى جاى، أنا لو نازل ومعايا مراتى وولادى هخاف عليهم، فما بالك بالسايح الخواجة، عمره ما هينزل مكان زحمة وفيه قلق، وهو نازل يتفسح مش يبهدل نفسه».
الازدحام الشديد والباعة الجائلون فى الشارع أمر يراه الرجل الأربعينى سبباً فى عزوف السياح عن النزول إلى شارع المعز: «السائح بطبعه حذر ما بيحبش ينزل مكان ممكن يتعرض فيه لمشكلة، وبالذات مع وجود الزحام فيه حاجات كتير ممكن تحصل زى خناقات وسرقات، زمان أيام مبارك كان الشارع منضبط، الشرطة منتشرة فى كل حتة، والمكان نضيف، والأفواج السياحية كانت لا تنقطع عن الشارع».
وعن الاختلاف الذى حدث فى الشارع ما بين فترة الرئيس الأسبق مبارك واليوم، يقول «زكى»: «أيام مبارك كان فيه اهتمام بالشارع، لدرجة إن كان فيه مسئول من مكتب وزير الثقافة اسمه صلاح شاقوير كان بيمر على الشارع بانتظام، ولو عدى قدامى ولقى عقب سيجارة واقع فى الأرض، يقول لى لو اتكررت هعمل لك محضر، ولو لقيت حد بيرمى سيجارة قدامك هاته وتعالى».
يشير «زكى» إلى الشارع والرصيف المقابل له، مضيفاً: «دا منظر.. شوفى الزبالة، دا اللى عنده حجر بره بيحافظ عليه، وإحنا عندنا واحد من أقدم شوارع العالم وفيه كمية الآثار دى ومش عارفين نحافظ عليه، إحنا بالمنظر دا ولا سوق العتبة»، لافتاً إلى أن «الرحلات السياحية اللى بتيجى للمعز حالياً بتكون من المحافظات.. اللى بييجى عايز يتصور أو يقعد على قهوة وخلاص، وهوية الشارع الأثرية والسياحية خلاص انتهت، بعد ما اتصرف عليه ملايين الملايين عشان يبقى متحف مفتوح قدام كل جنسيات العالم».
أما عن الحلول التى يراها مناسبة لعودة الشارع إلى ما كان عليه، فيعددها قائلاً: «تقنين أوضاع المصورين والباعة الجائلين، نعرف مين اللى بيصور فى شارع المعز، يتعمل لهم تراخيص وأماكن خاصة بهم، محدش يقف كده يصور من نفسه، عشان لو حصلت مشكلة نعرف مين سببها، خصوصاً إن البلد بيعانى من عمليات إرهابية كبيرة، تخيلى فى ظل الأوضاع الصعبة دى والزحمة لو حد فكر يحط قنبلة، هيحطها بكل سهولة ومحدش هيحس بيه، ليه دخول الشارع ما يكونش من خلال دفع رسوم بسيطة تعود لخزانة الدولة وتستفيد بيها، وساعتها الشخص المهتم إنه يدخل يتفرج على الآثار مش هيفرق معاه الفلوس، وتكون فيه ضوابط وقوات شرطة أكتر لحماية المكان وعودة الانضباط له».
أمام «شارع بيت القاضى»، جلس الأخوان «نبيل» و«رضا» بجوار بعضهما البعض أمام محليهما المتجاورين، يفكران فى غلقهما والعودة إلى منزلهما هرباً من الزحام والضوضاء فى الشارع، لكن منزل الأخ الكبير «نبيل» فى بيت القاضى، والأخ الأصغر «رضا» فى شارع السحيمى لن يختلف كثيراً عن وضع شارع المعز، فالضوضاء الصادرة من مقاهى الشارع تظل مستمرة حتى أذان الفجر.
يقول نبيل بخيت، تاجر لوحات فنية: «مش عارفين نشتغل من الزحام والدوشة، وأكتر من مرة نقدم شكاوى فى القسم بسبب الباعة الجائلين والدوشة اللى طالعة من الكافيهات، وفى كل مرة تنزل حملة تاخد الناس يقعدوا فى القسم ساعتين، ويخرجوا تانى».
يشير الرجل إلى مصدر الضوضاء الصادر من مقهى مجاور له: «طول النهار واحد بيغنى وصوته واصل لحد عندنا، اتكلمنا مع صاحب الكافيه أكتر من مرة ومفيش حد بيستجيب لينا، نقدر نشتغل إزاى فى جو زى دا، أنا بروح البيت مصدع وودنى بتصفر من كتر اللى بسمعه طول اليوم، وياريت كل دا بفايدة، للأسف الزحمة والدوشة اللى فى الشارع قضت على السياحة، مفيش سياح يقدروا ينزلوا فى الأوضاع دى، وطول الوقت خناقات كتير، عربيات الفول فى كل حتة، دا شارع السحيمى لوحده فيه 4 قهاوى غير القهاوى اللى واخدة رصيف المساجد الأثرية».
يعتبر «رضا» انتقال قسم الجمالية إلى الدراسة سبباً من أسباب غياب الانضباط عن الشارع: «من ساعة ما القسم اتنقل من حوالى 8 شهور، والدنيا باظت فى الشارع أكتر، القسم لما كان موجود وبتحصل أى مشكلة كنتى تلاقى الشرطة موجودة فى ثوانى وكل حاجة بتنتهى، لكن حالياً القوات الموجودة قليلة ومتقدرش على الشارع لوحدها، وكل ما تنزل حملة لضبط الشارع، فى أقل من 24 ساعة الوضع يرجع أسوأ من الأول، حتى الواحد بقى خايف إن الزحمة دى ممكن تكون فرصة إن أى حد يحط لنا شنطة فيها متفجرات من غير ما حد يحس بيه ولا يشوفه»، موضحاً أنه منذ فترة قصيرة تمكنت قوات الأمن من فك قنبلة كانت موجودة أمام مسجد «ابن قلاوون»: «حمدنا ربنا إنهم اكتشفوا الموضوع بدرى وعرفوا يتعاملوا معاه، نفسنا الانضباط يعود للشارع والواحد يحس بأمان».
غياب الأمان عن الشارع تجسد للأخوين فى تعرض ابنة أخيهما الثالث إلى سرقة حقيبتها أثناء سيرها فى الشارع عندما قام أحد الشباب وهو يستقل دراجة بخارية بسرقة حقيبتها ولم تتمكن من إيقافه: «بنت أخويا محامية، حمدنا ربنا إن الشنطة ماكانش فيها ورق قضايا كانت اتحبست، يعنى الفوضى دى مش بس أثرت على شغلنا، دى كمان أثرت على حياة ولادنا، لا عارفين ننام ولا نشتغل من صوت الكافيهات، والباعة الجائلين، وحتى السياحة مبقتش موجودة».
- أذان الفجر
- أصحاب المحال التجارية
- اكل العيش
- الأفواج السياحية
- الأماكن الأثرية
- الاتحاد السوفيتى
- الازدحام الشديد
- الباعة الجائلون
- الباعة الجائلين
- الرئيس الأسبق
- أذان الفجر
- أصحاب المحال التجارية
- اكل العيش
- الأفواج السياحية
- الأماكن الأثرية
- الاتحاد السوفيتى
- الازدحام الشديد
- الباعة الجائلون
- الباعة الجائلين
- الرئيس الأسبق