الأمير النيجاتيف.. علاقته الدافئة بإسرائيل لم تمنعه من المتاجرة بالقدس

الأمير النيجاتيف.. علاقته الدافئة بإسرائيل لم تمنعه من المتاجرة بالقدس
لم يفوت "الأمير النيجاتيف" فرصة خطابه بشأن أزمة دولته المقاطعة من قبل مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، ليستنكر الأحداث التي يمر بها المسجد الأقصى، ويشير إلى أن استخدام العنف ضد المتظاهرين أو الأهالى فى فلسطين هو تصرف غير مقبول، وكعادته يسعى لاستغلال القضية الفلسطينية بمزاعم كاذبة تفيد أن المؤسسات الخيرية التابعة لدولته هي الأكثر دعما لفلسطين ولأهلها، ليقتصر موقفه مما يحدث في المدينة المقدسة على كلمات تذيلت خطابه.
وفي الثاني عشر من فبراير 2017 انتقدت حركة "فتح" الفلسطينية ، كلاً من قطر وتركيا واتهمتهما بتعزيز الانقسام الفلسطيني الداخلي.
وقالت الحركة في بيان لها :"إننا نستغرب سلوك بعض الأطراف الإقليمية التي تجاوزت من خلالها عن سابق إصرار السلطة الوطنية الفلسطينية، بما يعزز ما أسمته سلطة الانقلاب في قطاع غزة على حساب الشرعية".
واستغرب بيان فتح ما جاء على لسان السفير محمد العمادي، رئيس اللجنة القطرية لإعمار غزة لموقع "واللا" الإسرائيلي، الذي اتّهم فيها أطرافا في السلطة الفلسطينية بعرقلة حلول لأزمة الكهرباء في قطاع غزة.
كما انتقد البيان، تنظيم مؤتمر شعبي في إسطنبول لفلسطينيي الخارج "بدون علم أو تنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية"، معتبرة ذلك "مد النهج الانقسامي إلى الشتات بما يؤسس إلى محاولات جديدة لخلق كيانات وهمية لا تفعل شيئاً سوى بث المزيد من الفرقة في الصف الفلسطيني".
وأضاف "كما نرفض انخراط هذه الأطراف بحملة لتبرير استمرار الانقسام".
ولم تحاول قطر خلال السنوات الأخيرة، إخفاء دفء علاقتها بإسرائيل، بل والاحتماء بها عندما تشتد الصعاب، وبعد انقلاب الأمير السابق حمد على والده الشيخ خليفة آل ثاني عام 1995، استفادت الدوحة من عملية السلام التي كانت جارية بين الفلسطينيين وإسرائيل، لتعلن افتتاح مكتب تجاري لإسرائيل في العاصمة القطرية.
وتم افتتاح هذا المكتب التجاري في الدوحة من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز عام 1996، الأمر الذي يشير إلى أنه "أكثر من مكتب"، إذ أن رئيسه كان يحوز رتبة سفير في الخارجية الإسرائيلية.
كما تم التوقيع آنذاك على اتفاقية لبيع الغاز القطري إلى إسرائيل، وإنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.
وكانت الدوحة تتذرع بأن علاقاتها بإسرائيل ساهمت في حل قضايا وإشكالات كثيرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، لكن هذه العلاقات كانت تتضارب مع احتضان قطر لحركة حماس، وخاصة زعيمها خالد مشعل.
بل أنها لعبت دورا هاما في انقلاب حماس على شرعية السلطة الفلسطينية بحركة انقلابية في قطاع غزة.
فقد زار وزير خارجية قطر آنذاك، حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، غزة قبل الانقلاب بأسبوعين، ويشتبه بأنه حرض حماس على ما فعلته.
وقد بذلت قطر وجماعة الإخوان جهودا كبيرة لإنجاح مشروع حماس بغزة، باعتباره مشروعا إخوانيا مهد لإقامة كيان لهم داخل فلسطين، وتوظيف زيارة يوسف القرضاوي وأمير قطر لدعم حماس بغزة بالأموال.
مثل هذا الدعم شجع حماس على مواجهة السلطة، وعلى إقامة سلطة موازية في غزة، بهدف فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وبالتالي إنهاء مشروع الدولة الفلسطينية، الأمر الذي يعتبره الفلسطينيون يتقاطع مع الموقف الإسرائيلي.
وقد أعلنها أمير قطر الحالي بصراحة، مؤخرا، عندما اعتبر حركة حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.
كما كشفت الأمم المتحدة لأحدث أرقام عن قائمة الدول والهيئات الـ20 الأكثر دعما للشعب الفلسطيني عام 2016، وجاءت في مقدمتها من المنطقة السعودية والإمارات والكويت، إضافة إلى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، بينما خلت من أسماء قطر أو إيران أو تركيا.
وتوضح تلك الأرقام، للعام الثاني على التوالي، كذب الشعارات الزائفة التي تتغنى بها قطر وإيران وتركيا بشأن دعم الفلسطينيين وقضيتهم.
وذكر التقرير، الذي أشار إلى الدعم والمنح التي تتلقاها منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، أن الولايات المتحدة كانت أكبر المانحين للفلسطينيين في عام 2016، بمساعدات بلغت قيمتها أكثر من 368 مليون دولار، يليها الاتحاد الأوروبي بإجمالي منح بلغ نحو 160 مليون دولار.
وجاءت السعودية في المركز الثالث بإجمالي منح ومساعدات تصل إلى 148 مليون دولار، بينما وصلت المنح الإماراتية إلى نحو 17 مليون دولار.
وتتسق أرقام 2016 مع أرقام عام 2015 إذ بلغت حينها المنح والمساعدات السعودية 96 مليون دولار، والمنح والمساعدات الكويتية 32 مليون دولار، والإماراتية نحو 17 مليون دولار كذلك، إضافة إلى أكثر من 8 ملايين دولار من الهلال الأحمر الإماراتي.
وعكس التقرير حجم التضليل الذى تستخدمه وسائل الإعلام القطرية والتركية والإيرانية، التي ظلت طيلة السنوات الماضية تستخدم شعارات دعم القضية الفلسطينية، ومهاجمة الدول العربية ومحاولة شيطنتها بأنها تقف أمام الحلم الفلسطيني، في الوقت الذي تكتفي فيه الدول الـ3 بالشعارات، والخطب الحماسية، وتأجيج الكراهية والشقاق داخل الشعب الفلسطيني.