أحد سكان المنازل المطلة على الأقصى يروي لـ"الوطن" تفاصيل "جمعة الغضب"

كتب: سمر صالح

أحد سكان المنازل المطلة على الأقصى يروي لـ"الوطن" تفاصيل "جمعة الغضب"

أحد سكان المنازل المطلة على الأقصى يروي لـ"الوطن" تفاصيل "جمعة الغضب"

حرب كاملة تشنها إسرائيل على أبواب الأقصى.. هكذا نقل شهود عيان الوضع في القدس المحتلة، إذ سقط 3 قتلى وعشرات الفلسطينيين في اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلية بمحيط المسجد الأقصى، عقب صلاة جمعة الغضب اليوم، والتي دعت إليها فصائل فلسطينية احتجاجا على إغلاق المسجد الأقصى ووضع بوابات إلكترونية على بعض مداخله.

الحالة أمام الأقصى في جمعة الغضب ترصدها "الوطن" من خلال أحد شهود العيان على الأحداث من سكان القدس الأصليين، الذي وصف المشهد بالأشد قوة وشراسة مما جرى في حرب 1967، من حيث استعدادات العدو الإسرائيلي لمحاصرة الأقصى والمصلين به اليوم.

 

{long_qoute_1}

"شاهدت حرب 67 ولم تستعمل إسرائيل العدد الذي استخدمته اليوم لحصار مدينة القدس والمسجد الأقصى.. خمس كتائب من الجيش تجمعوا بالقدس لم يتركو مكان إلا نشرو فيه جنود".. بهذه الكلمات بدأ أبوخالد العباسي، أحد سكان القدس الأصليين والذي شهد أحداث 67، حديثه لـ"الوطن"، مؤكدًا أن المرابطين أمام الأقصى بدأوا يتوافدون منذ الساعات الأولى ليوم الجمعة، رغم التشديدات الأمنية التي أعدها جنود الاحتلال والتي تمثلت في وضع الحواجز ونشر القناصة على أسطح المنازل.

يقول المقدسي ذو الـ59 عامًا: "هناك مرابطين منذ 5 أيام ينامون على بوابات المسجد الأقصى وبدأ توافد المصلين مع الساعة 1 صباح الجمعة، لم ينم الكثير من أهل القدس هذه الليلة في انتظار الوصول للأقصى ويوم الغضب، وارتفعت أصوات الهتافات (لن تركع أمة قائدها محمد، بالروح بالدم نفديك يا أقصى.. الله أكبر الله أكبر بصوت يفوق أصوات المدافع"، حسب وصفه.

{long_qoute_2}

وضعت قوات الاحتلال الحواجز المعدنية تحسبًا لدعوات يوم الغضب للأقصى وعلى الرغم من التضييقات، فإن المقدسيين استطاعوا الوصول لأقرب نقطة للأقصى ورفضوا العبور من البوابات الإلكترونية، حسب قول العباسي.

اندلعت الاشتباكات بين قوات الاحتلال والمصلين بالأقصى قبل انتهاء المصلين من صلاة الجمعة وتحديدًا بعد انتهاء التسليمة الأولى من الصلاة: "المناوشات بدأت بعد انتهاء التسليمة الأولى.. لم يعطوا المصلين الفرصة حتى لصلاة السنة"، وحسب قوله، فإن القناصة أطلقوا الرصاص الحي على المواطنين واستمرت المواجهات لفترة سقط خلالها عدد من الشباب، وامتدت الاشتباكات إلى المناطق المجاورة للأقصى.

تكاتف سكان القدس المقيمون حول الأقصى مع المرابطين على أبواب المسجد، وقاموا بتزويدهم بالطعام والمساعدات اللازمة، ويقول الرجل، الذي يقع بيته على بعد 200 متر من الأقصى: "الاحتلال أغلق المحلات التجارية بالقوة وكل تاجر يفتح متجره يتم توقيع مخالفة عليه ليجبروا السكان على ترك القدس.. يريدون تفريغ القدس من أهلها".

{long_qoute_3}

المشهد الحالي يبدو متقارب مع أحداث فلسطين عام 67 وإن كان المشهد الحالي أشد قوة واستعدادًا من جانب العدو، كما يصف المقدسي الذي ترجع أصوله إلى أحد أكبر عائلات القدس، والذي اختتم كلامه قائلًا: "الاحتلال جعل من القدس ومحيطها ثكنة عسكرية.. لن نستسلم ولن نمر من البوابات الإلكترونية حتى لو تم منعنا من الصلاة لوقت طويل".


مواضيع متعلقة