كراكيب أزمة قطر والبيلدربيرج
- أمام الكونجرس
- الأزمة الليبية
- الأقمار الصناعية
- الأمن القومى
- الإخوان المسلمين
- الإرهاب العالمى
- الإرهاب ي
- الإسلام السياسى
- الاجتياح البرى
- التحالف الدولى
- أمام الكونجرس
- الأزمة الليبية
- الأقمار الصناعية
- الأمن القومى
- الإخوان المسلمين
- الإرهاب العالمى
- الإرهاب ي
- الإسلام السياسى
- الاجتياح البرى
- التحالف الدولى
نوايا «ترامب» المعلنة فيما يخص الحرب على الإرهاب تعنى فك الارتباط الأمريكى مع الحلفاء التقليديين، أو على الأقل إعادة صياغته. أسئلة عديدة دارت فى خلد مخضرمى أوروبا؛ إلى أى مدى يؤمن «ترامب» بأن الحرب ليست على الإرهاب فحسب، بل القضاء على الجهاد العالمى؟ ما يعنى تخلى الأنجلوساكسون عن خطط الشرق الأوسط الكبير باستراتيجية أداة الإرهاب العالمى!
كيف لـ«ترامب» إقناع الخليج بحل رابطة علماء المسلمين، وعلى رأسها مفتى الإرهاب يوسف القرضاوى، وميزانيتها تتجاوز ميزانية الدفاع السعودى، والحد من تورط قطر فى تمويل ودعم الإرهاب؟!
إلى أى مدى ينجح «ترامب» فى إقناع الرئيس التركى بالتخلى عن رعاية تيار الإسلام السياسى، وإقناع فرنسا بالتخلى عن استعادة حلم الانتداب على سوريا، والحد من أفكار بريطانيا بالتوسع الإمبريالى؟!
13 فبراير 2017، أجبر «ترامب» حلف شمال الأطلسى على تعليق عمليات الاستطلاع الاستخباراتية، تلك العمليات كانت تنظمها طائرات الأواكس، والأقمار الصناعية الخاصة بقوات الناتو، بغرض رصد ساحات المعارك فى سوريا، ثم تستخدم فرز المعلومات المجمعة لمساعدة الجماعات الجهادية على الفرار من ضربات قوات الجيش العربى السورى.
22 مارس، أتت الصدمة الحقيقية للقارة العجوز من اجتماع التحالف الدولى لمكافحة «داعش» المنعقد بواشنطن؛ ذكّر وزير الخارجية الأمريكية، ريكس تيلرسون، الحاضرين بتعهدات «ترامب» أمام الكونجرس بالقضاء على «داعش» وليس دحره، وحاول وزير الدفاع، جيمس ماتيس، إقناع نظرائه ببدء معركة الرقة وتسليمها إلى الجيش العربى السورى، عرض قادة أوروبا العسكريون أن يوكل للبرتغال التدخل العسكرى، بحجة عدم تسليم المدينة المحررة إلى الإرهابى «بشار»، انتهى الاجتماع دون توافق، وأغلب الظن أن الهجوم الإرهابى على دمشق بعد مؤتمر واشنطن، لأول مرة منذ العام 2012، كان رداً بريطانياً فرنسياً على الموقف الأمريكى الجديد.
21 مايو، حرص «ترامب»، خلال كلمته فى القمة الأمريكية الإسلامية بالرياض، أن يسمى الإرهاب بتسميته الحقيقية كإرهاب سياسى، وليس كإرهاب إسلامى، وقد تمخض عن القمة: انتزاع «ترامب» إقراراً من الدول المعنية بالتوقف عن تمويل الإرهاب، وتجفيف منابعه، والعمل المشترك للقضاء على هذه الجماعات الإرهابية، فاندلعت الأزمة القطرية الحالية، وتم طرد مفتى الإرهاب من رابطة علماء المسلمين.
وقد سمى «ترامب»، خلال خطابه، دولاً ورؤساء وملوكاً فى منطقة الشرق الأوسط بأسمائهم، وتلاحظ أنه لم يأت على ذكر أى دولة من دول شمال أفريقيا، ما يعنى ضمنياً أن الأزمة الليبية ليست من أولويات السياسة الخارجية لواشنطن الفترة المقبلة، وربما كان ذلك تصريحاً ضمنياً من «ترامب» بتحديد وتوزيع الأهداف الجيوبوليتية فى الصراع الإقليمى بين أمريكا، والدول الغربية الكبرى، بما يعنى أن أمريكا ستترك الساحة الليبية لنزاعات ومطامع الدول الاستعمارية القديمة.
25 مايو، ذكّر «ترامب» قادة الأطلسى فى بروكسل أثناء حضوره مؤتمر قمة الحلف بتعهداتهم، وفقاً للمادة الخامسة من ميثاق الحلف، والخاصة بالتزامات الدفاع، ومواجهة الإرهاب العالمى.
26 مايو، استطاع «ترامب» حشد جهود قادة الدول الصناعية السبع فى مؤتمر قمة جمعهم بجزيرة صقلية، لا لتجفيف مصادر تمويل الإرهاب فحسب، بل أيضاً لمواجهة التطرف العنيف، أى تنظيم الإخوان المسلمين، وقد نجح «ترامب» فى الوصول إلى اتفاق على بيان أقرته كافة الدول السبع ينص على تحويل مكافحة الإرهاب إلى مستوى أعلى بمنع أعمال الإرهابيين ومرتكبيها ومؤيديها، والتحقيق فيها، ومقاضاة مرتكبيها بلا هوادة، وتكليف وزراء الداخلية بتنفيذ هذه الالتزامات.
بعدها مباشرة عُقد اجتماع البيلدربيرج الذى رصده تييرى ميسان، كان مناظرة بين أنصار مكافحة ما سُمى بالتطرف الإسلامى، وبين داعميه. الحاضرون من الجانب المعادى: الجنرال ماكماستر (مستشار الأمن القومى لـ«ترامب») ومساعدته ناديا شادلو، ومن الجانب المؤيد، جون برينان (الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية)، برفقة آفريل هينس، وديفيد كوهين، ومن الجانب البريطانى المؤيد، السير جون ساورس، الرئيس السابق لجهاز المخابرات (ظهير تنظيم الإخوان المسلمين)، الجنرال نيكولاس هوتون (الرئيس السابق لهيئة الأركان الذى أعد خطة الاجتياح البرى لسوريا عام 2012)، ومن الجانب الفرنسى المؤيد، الجنرال بنوا بوجا (الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة لقصر الإليزيه، وقائد القوات الخاصة فى سوريا)، وأخيراً من القطاع الخاص، هنرى كرافيس، مدير صناديق استثمار (ك. ك. آر) (مدير صندوق تمويل تنظيم داعش).
ما جرى التوافق عليه بين الحلفاء تجلى فى ضرورة التخلى عن مبدأ الدولة الإسلامية (داعش).
كما دفعت لندن خلال الاجتماع باتجاه تغير نوعى فى الشرق الأوسط؛ ففى حال تم التخلى عن نموذج الربيع العربى، تأمل المخابرات البريطانية خلق اتفاق جديد على أساس الإسلام السياسى، والتخلى عن الصراع السنى - الشيعى، بإنشاء «هلال الإسلام السياسى»، يمتد من طهران إلى الدوحة، فأنقرة، مروراً بإدلب وبيروت، حتى غزة، يقوم على توحيد تنظيم الإخوان مع الخمينيين فى طهران.
النتائج المستقبلية للأزمة القطرية الخليجية تصب فى صالح الرؤية البريطانية الجديدة، اندماج الدوحة، الممول الرئيسى لتنظيم الإخوان، مع طهران الخمينية، داخل هلال الإسلام السياسى، أما المسيرة التى نظمتها حركة حماس داخل قطاع غزة فى 11 يوليو للحرس الثورى الإيرانى، وجماعة حزب الله، فكأنما تعلن طهران قبولها بالرؤية البريطانية الجديدة.