بعد إغلاقه يومين.. إسرائيل تفتح الحرم القدسى وتضع «بوابات إلكترونية»

كتب: محمد الليثى، ووكالات

بعد إغلاقه يومين.. إسرائيل تفتح الحرم القدسى وتضع «بوابات إلكترونية»

بعد إغلاقه يومين.. إسرائيل تفتح الحرم القدسى وتضع «بوابات إلكترونية»

فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلى المسجد الأقصى من جهة باب الأسباط وباب المغاربة، كما سمحت للمصلين بالدخول عبر البوابات الإلكترونية، وقال مدير المسجد الأقصى المبارك عمر كسوانى، لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن الاحتلال سلمهم جميع مفاتيح الأبواب الخاصة بالمسجد الأقصى المبارك، عدا باب المغاربة الذى يسيطر عليه الاحتلال، مؤكداً أنه يرفض جميع الإجراءات الجديدة المفروضة على المسجد، و«نرفض أن نمر عبر بوابات إلكترونية».

وأضاف أن «أول ما سنقوم به الآن بعد دخولنا هو رفع الأذان والصلاة داخل المسجد الأقصى». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أعلن أنه قرر إعادة فتح الحرم القدسى تدريجياً، أمس، مع اتخاذ تدابير وقائية كوضع أجهزة لكشف المعادن وتثبيت كاميرات مراقبة على بوابات الدخول، مضيفاً فى بيان أنه أجرى «مناقشة مع القيادة الأمنية العليا، وأمر بوضع أجهزة كشف المعادن على بوابات دخول الحرم القدسى، وسنضع أيضاً كاميرات مراقبة خارج الحرم القدسى»، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية. وأتى فتح «الأقصى» بعد أن أدت مجموعة من المستوطنين المتطرفين طقوساً تلمودية عند أبواب المسجد.

{long_qoute_1}

وقال وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى، جلعاد إردان، إن المسجد الأقصى المبارك يقع «تحت السيادة الإسرائيلية»، مضيفاً فى تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلى، أمس، أن «إسرائيل هى صاحبة السيادة فى (المسجد الأقصى - الحرم القدسى)، وموقف الدول الأخرى ليس مهماً، وإذا تقرر أن خطوة معينة لها أهمية معينة، فسيتم تنفيذها». وتابع: «إسرائيل سيدة المكان، ولسنا بحاجة لتوصيات من أحد دون النظر إلى آراء الآخرين، الأردن أو غيرها من الدول، ما نراه ضرورياً نفعله». وحذر رئيس القائمة العربية الموحدة فى الكنيست الإسرائيلى أيمن عودة من تبعات إغلاق المسجد الأقصى من جانب سلطات الاحتلال، مؤكداً أن ذلك قد يؤدى إلى قيام انتفاضة فلسطينية ثالثة، وذلك فى تصريحات للقناة الثانية الإسرائيلية.

وأكدت حكومة الوفاق الوطنى أن كل ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلى فى مدينة القدس المحتلة، وفى القلب منها المسجد الأقصى المبارك، إجراءات احتلالية باطلة وملغاة وتعتبر مساساً بقدسية المسجد الأقصى. وجدد المتحدث الرسمى باسم الحكومة يوسف المحمود المطالبة بتدخل دولى وعربى وإسلامى عاجل لوقف إجراءات الاحتلال المرفوضة، التى لا تتوافق مع واقع وطبيعة وسمات وتاريخ مدينة القدس.

وقال: إن مدينة القدس استولى عليها الاحتلال بالقوة عندما احتل الأراضى الفلسطينية والجولان وسيناء خلال عدوان عام 67 المشؤوم، وإن جميع القرارات والقوانين والشرائع الدولية تعتبر القدس العربية مدينة محتلة، وتحظى باعتراف أكثر من 137 دولة من دول العالم، بأنها عاصمة الدولة الفلسطينية التى يستولى عليها الاحتلال الإسرائيلى بالقوة، مضيفاً أن أية خطوات يتخذها الاحتلال على الأرض أو تلك التى يسميها (قوانين) وغير ذلك، باطلة وملغاة وتعتبر ضمن الإجراءات الاحتلالية التعسفية والجائرة.

وقال المتحدث الرسمى باسم حركة التحرير الوطنى الفلسطينى «فتح» رأفت عليان، إن الحكومة الإسرائيلية تحاول استغلال أى حالة توتر لتفرض سياسة أمر واقع فى مدينة القدس، مضيفاً لهيئة الإذاعة البريطانية أن هذه المخططات الإسرائيلية معروفة، فهم يرغبون فى السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى، مؤكداً أن الشعب الفلسطينى يرفض أى حلول أمنية فى المدينة المقدسة أو المسجد الأقصى.

ووافقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشئون التشريع فى الكنيست الإسرائيلى، أمس «الأحد»، على مشروع قانون يمنع تقسيم مدينة القدس، إلا بموافقة 80 عضو كنيست، حتى لو كان ذلك فى إطار «تسوية سياسية» مع الفلسطينيين، ونقلت وكالة «الأناضول» التركية أنه تم التصويت لصالح مشروع القانون بالإجماع من قبل اللجنة. وتقدم بمشروع القانون الوزيران المتطرفان نفتالى بينيت وشولى معلم (من حزب البيت اليهودى، المتطرف).

وطالب الدكتور مشعل السلمى، رئيس البرلمان العربى، مجلسَ الأمن الدولى والاتحاد البرلمانى الدولى بتحمل مسئولياتهما واتخاذ إجراءات فورية تدين ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلى من جرائم وانتهاكات يومية بحق الشعب الفلسطينى.

وأكد رئيس البرلمان العربى فى برقيتين عاجلتين أرسلهما إلى أنطونيو جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، وصابر شودرى رئيس الاتحاد البرلمانى الدولى، العمل الفورى على إلغاء الإجراءات الإسرائيلية بإغلاق المسجد الأقصى المبارك أمام المصلين، ومنع قوات الاحتلال من ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطينى ومقدساته.

ونقلت وكالة «معاً» الفلسطينية أن شاباً يبلغ من العمر 34 عاماً قُتل برصاص الجيش الإسرائيلى، شمال غربى رام الله، فى الساعات الأولى من صباح أمس، قرب قرية النبى صالح، بينما قال الجيش الإسرائيلى، فى بيان، إن «القوات تصدت للمشتبه به الذى حاول إطلاق النار عليها»، مؤكداً أنه اعتقل فلسطينياً آخر بعد إصابته بجروح خفيفة. وأعلن البيت الأبيض السبت «إدانته الشديدة» لهجوم القدس، مشدداً على ضرورة عدم «التسامح مع الإرهاب»، وذلك غداة الهجوم الذى أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين وشرطيين إسرائيليين اثنين.

وفى سياق آخر، احتج ناشطون وجماعات موالية للفلسطينيين ضد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لفرنسا، وانتقدوا سياسة الاستيطان وحصار غزة، وفق ما نقلت قناة «العربية». وتجمع المحتجون فى ساحة الجمهورية فى باريس، حاملين لافتات كُتب عليها «فاشى وقاتل ومعذب» على صورة رئيس الوزراء الإسرائيلى. واعتبرت رئيسة الاتحاد الفلسطينى الأوروبى، أوليفيا زيمور، أن بسط الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون السجادة الحمراء أمام شخص ينتهك المعاهدات الدولية أمر محرج.


مواضيع متعلقة