«نصر النوبة المركزى»: «ترانزيت» لتحويل المرضى لمستشفيات أخرى.. والمدير: نعانى من نقص الكوادر والإمكانيات

كتب: أحمد عصر وعبدالله مشالى

«نصر النوبة المركزى»: «ترانزيت» لتحويل المرضى لمستشفيات أخرى.. والمدير: نعانى من نقص الكوادر والإمكانيات

«نصر النوبة المركزى»: «ترانزيت» لتحويل المرضى لمستشفيات أخرى.. والمدير: نعانى من نقص الكوادر والإمكانيات

فى الطريق إلى مستشفى نصر النوبة المركزى، شاركت سيدة نوبية طاعنة فى السن فى الحديث مع من كانوا معها فى السيارة الأجرة بمجرد ترديد اسم المستشفى أمامها، لتنطلق هى الأخرى فى سرد شكواها التى اختزنتها فى صدرها طويلاً: «المستشفى ده مبيعملش حاجة ومفيهوش غير أدوية الكحة والرشح»، طرق قديمة للعلاج عاصرتها السيدة العجوز واختفت مع مرور الزمن، إلا أن الإهمال فى «نصر النوبة» جعلها تعيد التفكير مرة أخرى فى استعادتها: «بدأنا دلوقتى نعمل حملة عشان نرجع الحجامة من أول وجديد لأننا مبقاش عندنا أمل فى المستشفيات»، مضيفة: «زمان عمرنا ما كنا بنروح المستشفيات ولا بنشوفها ورغم كده كان المرض قليل، دلوقتى المستشفيات فى كل حتة والأمراض كتيرة».

خطوات قليلة تفصل موقف «الميكروباص» عن بوابة المستشفى الرئيسية، وما إن تعبر هذه البوابة تجد فى الداخل مبنى كبيراً بعض الشىء، كان به كل أقسام المستشفى، باستثناء قسم الحميات، حيث يقع على يمين الداخل، بالإضافة إلى مبنى آخر جديد لوحدة الغسيل الكلوى تحت الإنشاء، وفى هذا الكشك الصغير بجوار المبنى الرئيسى، جلست الثلاثينية، منى عرابى، متشحة بـ«الجرجار» النوبى الأسود من فوق عباءتها ذات الألوان الزاهية، تحكى عن معاناتها وغيرها من أهل المركز بسبب قلة الإمكانات فى المستشفى: «حتى السرنجات مش موجودة، ويوم العيد اللى فات ده تعبت جداً وجيت هنا عشان آخد حقنة فى الاستقبال ملقتش سرنجات، وخدت مشوار كبير جداً عشان أجيب سرنجة، وفعلاً جبت 10 سرنجات فى إيدى وانا جاية تحسباً لأى ظرف تانى»، موقف صغير جعل «منى» تفكر فى تدشين حملة لجمع السرنجات والتبرع بها للمستشفى حتى لا يقع غيرها فى مثل ما وقعت فيه: «كانت حملة كويسة وفيه ناس كتير اتبرعت».

{long_qoute_1}

غياب الإمكانات داخل «نصر النوبة المركزى» يضع بعض الحالات الحرجة «المستعجلة» فى خطر، حسب ما قال الخمسينى «مبارك فخرى»، أحد سكان المركز، ليحكى واحداً من هذه المواقف قائلاً: «من يومين طفل داخ ووقع، جبناه وجرينا بيه على المستشفى، وعشان حد يعرف فيه إيه مفيش، لأن طبعاً مفيش هنا أشعة، وقالوا لازم تروحوا بيه على مستشفى كوم أمبو، وغصب عننا خدناه وجرينا بيه على هناك فى عربية خاصة مع إن ده خطر، بس عشان نستنى نجيب إسعاف كان ممكن العيل يموت فيها، لأن الإسعاف مبتجيش قبل ساعتين»، مضيفاً: «ده غير بقى معاناة الناس فى قسم الكلى، لأن الأجهزة مش شغالة كويس، والمريض زى ما بيدخل زى ما بيخرج، وده بيبان من الوزن اللى بيوزنه قبل الغسيل وبعده، والحالة بتتدهور أكتر من الأول».

ويقول «إبراهيم سرى»، أحد المترددين، إن المستشفى ليس به قسم للحروق، وهو الأمر الذى يزيد من معاناتهم لبعد المستشفيات الأخرى عنهم: «اللى بيتحرق بنطلع بيه على كوم أمبو أو أسوان»، وهو ما زاد سخط «إبراهيم» على المستشفى والقائمين عليه، ليقول بنبرة غاضبة: «لو عملوه باركينج عربيات وسوبر ماركت هيكون أفضل للناس، لأن هما عاملين المستشفى ده ترانزيت، يادوب المريض يدخل فيه أياً كان إيه اللى عنده ويحوله على مستشفى تانى فى أى مكان تانى»، معلقاً على اختفاء السرنجات بقوله: «إحنا شكلنا هنرجع للسرنجات الإزاز اللى كانت بتتغلى زمان من تانى».

من جانبه، يقول الدكتور شريف عبدالرحمن، مدير مستشفى نصر النوبة، إن أزمة نقص الكوادر لم تترك قسماً فى المستشفى إلا وطرقته، بداية من وحدة الغسيل الكلوى التى لم تنتهِ عمليات البناء فى مبناها الجديد حتى الآن، رغم بدئها عام 2001، وانتهاء بنقص شديد فى كل المستلزمات وعلى رأسها السرنجات التى اتبع المستشفى تجاهها سياسة الترشيد: «بنوفرها للطوارئ وغير كده المريض العادى يجيب السرنجة وهو جاى».

{long_qoute_2}

يتردد على «نصر النوبة المركزى» سنوياً ما يقرب من 15 ألف مريض، وهو رقم كبير حسب ما يرى «شريف» مقارنة بنقص الإمكانات والقوة البشرية الذى يعانى منه المستشفى، حيث لا يوجد بمستشفى «نصر النوبة» وفق مديره، طبيب تخدير، وهو ما يعطل إجراء العمليات الجراحية، فضلاً عن عدم وجود جهاز أشعة مقطعية بالمستشفى، وغيره من الأجهزة: «تخيل إحنا فى 2017 ولسه لحد دلوقتى معندناش فى المستشفى جهاز الموجات فوق الصوتية على القلب»، فضلاً عن عدم وجود طبيب كلى بالمستشفى ومن يقوم بعمله هو طبيب الباطنى، وكذلك عدم وجود طبيب للأشعة ولا طبيب للتحاليل.


مواضيع متعلقة