الجواد الرابح لمكتبة الإسكندرية
- أوليفر كان
- استقرار الدولة
- التواصل الاجتماعي
- الفكر المتطرف
- المراكز الثقافية
- تذكرة الدخول
- تصحيح المفاهيم
- فارس بلا جواد
- كأس العالم
- مكتبة الإسكندرية
- أوليفر كان
- استقرار الدولة
- التواصل الاجتماعي
- الفكر المتطرف
- المراكز الثقافية
- تذكرة الدخول
- تصحيح المفاهيم
- فارس بلا جواد
- كأس العالم
- مكتبة الإسكندرية
قبل خمسة عشر عامًا سجلت ذاكرتي لقطات لا يمكن نسيانها للعام بداية من فوز البرازيل بكأس العالم 2002 بعد هدفي رونالدو لتكتفي ألمانيا بالمركز الثاني رغم تألق حارسها الأسطورة أوليفر كان.
في هذا العام حملت أفيشات السينما بوسترات (اللمبي) و(معالي الوزير) وعندما جاء رمضان شاهدنا مسلسلات (الأصدقاء) و(فارس بلا جواد) ولكننا لم ننشغل بكأس العالم والدراما قدر انشغالنا بافتتاح مكتبة الإسكندرية وهو الحدث الذي دفعني لقطع المسافة من منزلي في بحري إلى الشاطبي مشيًا لتوفير ثمن المواصلات حتى أدفعها لتذكرة الدخول.
بعدها بسنوات أصبحت زيارات المكتبة حدثًا مألوفًا لقربها من الجامعة من ناحية ولأن الكافيهات المحيطة بها كانت المكان المثالي للقاءات الأصدقاء في مدينة أضافت للحضارة الإنسانية وفنونها الكثير قبل أن تسيطر على شوارعها الضيقة ميكروفونات زاعقة ساهمت في تغيير هوية بعض أبنائها حتى اختفت زرقة البحر من عيونهم وامتلأت عقولهم برمال صفراء هبت رياحها من مئات الأميال لتردم حضارات وتشدد أفكار فيما كانت التشوهات المعمارية وسقوط المباني المستمر دليلًا على اكتفاء المدينة محليًا من الفساد وقدرتها على تصدير الفائض منه مثلما تُصدر المهاجرين عبر مراكب اليأس.
ولكن بالصحراء توجد الواحات لإنقاذ التائهين مثلما توجد بالمحيطات الجزر لإنقاذ الغرقى لذا وجدت مع جانب من أبناء جيلي الملاذ الآمن في بعض المراكز الثقافية بالمدينة ومنها المكتبة حيث عملت في الأخيرة بالكتابة في ورش إعداد المسرحيات.. سنوات أخرى مرت لأترك بحر الإسكندرية الهادئ متجهًا نحو دوامات العمل الصاخبة بالقاهرة.
في الأيام الماضية أعلنت المكتبة عن برنامج لمكافحة الفكر المتطرف والأهم تركت الباب مفتوحًا لإبداء المقترحات حول دور المكتبة في المستقبل والذي أجده يحتاج لإعادة توجيه حتى يصبح داعمًا لاستقرار الدولة عبر طرح مختلف القضايا التي تشغل المجتمع للنقاش بين الخبراء، من مصر والعالم، لإبداء الرأي المتخصص في كل ألوان المعرفة لتصبح المكتبة لدى الجمهور هي بيت المعرفة الذي يلجأ إليه لفهم الرأي المتخصص والعلمي في مختلف القضايا.
احتضنت الإسكندرية المكتبة القديمة واختلفت الروايات التاريخية بشأن نهايتها أما المكتبة الحديثة فإن الروايات المعاصرة لن تختلف حول أهمية دورها في بناء وعي مجتمعي حول القضايا الجدلية بشكل موضوعي بعيدًا عن حدة النقاش في وسائل التواصل الاجتماعي أو اجتزاء بعض الإعلاميين للحقائق حسب الأهواء، وهو الدور الذي سيؤكد مصداقيتها ويجعل الجميع في انتظار حكم خبرائها تجاه القضايا المختلفة حتى تصبح للمكتبة حصة ونصيب في إدارة الرأي العام وتوعيته والتأثير به وفق خطة إعلامية للمكتبة تخاطب من خلالها الجمهور بخلاصات فكر الخبراء ليس عبر وسائل الإعلام التقليدية فحسب ولكن عبر بناء قاعدة جماهيرية مؤثرة بوسائل التواصل الاجتماعي عوضًا عن الوجود الضعيف الحالي.
تحتاج المكتبة إلى تطوير آليات عملها الإعلامي حتى تساهم في رفع وعي الجميع بداية من المتعلم وحتى "اللمبي" بجانب إعطاء الفرصة للخبراء لتحليل أداء "معالي الوزير" ومساعدة الأخير في إتمام مهمته باعتباره خادم للأول.. وإذا كان للمكتبة "أصدقاء" في مصر والعالم فيجب أن تحشدهم في قاعاتها للنقاش والتبادل المعرفي بشأن القضايا الفكرية المختلفة قبل أن يتم تصدير النقاشات إعلاميًا لمساعدة المجتمع في تصحيح المفاهيم الفكرية المغلوطة وبناء وعي قادر على تفهم حقيقة مشكلاتنا وحلولها بعيدًا عن الحدة والاجتزاء عندها سيصبح للدولة جواد رابح قادر على الفوز بكأس العالم.