«السجل المدنى».. طوابير طويلة وانتظار بالساعات فى «عز الحر»

كتب: عبدالفتاح فرج

«السجل المدنى».. طوابير طويلة وانتظار بالساعات فى «عز الحر»

«السجل المدنى».. طوابير طويلة وانتظار بالساعات فى «عز الحر»

قرص الشمس يقترب من نصف السماء، درجات الحرارة تواصل ارتفاعها بشكل ملحوظ، فى الوقت الذى يواصل فيه أهالى بولاق الدكرور الاختباء من أشعة الشمس الحارقة تحت مظلة حديدية قصيرة، أعلى نوافذ السجل المدنى الملاصق لقسم شرطة بولاق الدكرور المجاور لمحطة مترو جامعة القاهرة، عشرات الرجال والشباب يقفون فى طوابير موازية وملاصقة لطوابير السيدات التى لا تخلو من المشاحنات والمشادات الكلامية والأصوات المرتفعة، بسبب الزحام الشديد على منافذ تسليم استمارات بطاقات الرقم القومى، وشهادات الميلاد والوفاة والزواج.

محمد حسين، 18 سنة، طالب جامعى، يقيم فى منطقة عامر ببولاق الدكرور، يقول بصوت متعب «معظم مكاتب السجل المدنى بالجيزة مزدحمة جداً، والتطوير لم يصل إليها بما فيها مكتب شارع الهرم، بمحطة كايرو مول، وقسما الدقى وبولاق الدكرور أيضاً، من كام شهر كنا رايحين نطلع شهادة ميلاد كمبيوتر فى العجوزة كانت الدنيا هناك زحمة جداً، ولو ماكانش فيه أمين شرطة معرفة بالقسم، ماكناش خلصنا يومها هو اللى دخل خلص لنا الشهادة، وهنا فى سجل بولاق الدكرور كان فيه موظفة، مش راضية تشتغل، وعملنا معاها مشكلة، وجبنا لها أمين شرطة من القسم بهدلها، واشتغلت على طول»، يضيف حسين قائلاً «السجل المدنى ببولاق الدكرور معروف بزحامه الشديد وكثرة مشاجراته وببطء موظفيه».

يلتقط منه زميله أحمد أطراف الحديث، ويقول «كنت هنا من 3 شهور بطلع شهادة ميلاد، والموظفة قالت مش هطلع إلا 10 شهادات بس، وفيه ست من اللى كانوا واقفين فى طابور السيدات أخدت لوحدها 5 شهادات، والراجل اللى كان قدامى أخد 6 شهادات، ولما الدور جه عليّا قالت احنا خلصنا، طبعاً اتعصبت واتنرفزت، قالت مش هطلعلك حاجة، السيستم واقع، وقتها كان فيه واحد من تفتيش مصلحة الأحوال المدنية بيزور المكتب، وقلب الدنيا وقال إيه سبب الزحمة دى كلها، ومين اللى وقف الشغل، وقال السيستم واقع، فى ثانية واحدة السيستم اللى كان واقع رجع اشتغل تانى بقدرة قادر، ومشوا الناس بسرعة، إزاى ما تعرفش، اكتشفنا بعد كده إن الموظفين بيوقعوا السيستم بمزاجهم لما بيكونوا عاوزين يفطروا أو يتغدوا وبيريحوا نفسهم ويبعتونا على مكاتب تانية».

{long_qoute_1}

عبدالفتاح على، 33 سنة، من منطقة الشوربجى بحى بولاق الدكرور، يقول «ذهبت إلى السجل المدنى ببولاق الدكرور، لاستخراج شهادة ميلاد لابنتى وأخذت معى الشهادة العادية لكن فوجئت بزحام شديد جداً على المنافذ وقلت لنفسى لو مكثت هنا لمدة 5 ساعات لن أستطيع استخراج شهادة وهو أمر سهل لا يحتاج إلى كل هذا الوقت والتعب، وانزعجت بشدة من عدم تطوير مكاتب السجل المدنى وزيادة أعدادها للتسهيل على المواطنين رغم تحقيق طفرات غير عادية فى مجال خدمة المواطنين فى هيئات أخرى، ثم توجهت إلى السجل المدنى بقسم شرطة الدقى، وقبل دخول القسم وجدت طابوراً طويلاً يمتد لمسافة 50 متراً لاستخراج الفيش والتشبيه، وسألت أحد أمناء الشرطة على مكتب استخراج شهادات الميلاد فأخبرنى أنه بداخل سور القسم فى مكتب منفصل»، يضيف عبدالفتاح قائلاً «كان مكتب استخراج شهادات الميلاد نظيفاً جداً وغير مزدحم على الإطلاق، لكن الموظفين هناك صدمونى وقالوا السيستم واقع، سألتهم عن مكان تانى أطلع منه شهادة ميلاد لبنتى قالوا اطلع على قسم عابدين، ركبت مترو الأنفاق الخط الثانى، من محطة الأوبرا وطلعت على عابدين، طلعت الدور التانى ملقتش زحمة وطلعت فعلاً شهادة الميلاد بسرعة لكن اكتشفت أن اسم بنتى فيه غلطة فى اسم الأم، يعنى بعد التعب ده كله الاسم طلع غلط».


مواضيع متعلقة