من التقسيم الزماني والاقتحامات إلى منع الصلاة.. محاولات "تهويد" الأقصى

كتب: أروا الشوربجي

من التقسيم الزماني والاقتحامات إلى منع الصلاة.. محاولات "تهويد" الأقصى

من التقسيم الزماني والاقتحامات إلى منع الصلاة.. محاولات "تهويد" الأقصى

نصف قرن مضى على المرة الأولى التي أُغلق فيها المسجد الأقصى ومنع الصلاة فيه، بسبب محاولة متطرف إسرائيلي لحرق المسجد الأقصى، "أولى القبلتين وثالث الحرمين" عند المسلمين، ما تسبب في تدمير أجزاء كبيرة من معالم المسجد التاريخية والأثرية، وإتلاف ما يقرب من ثلث مساحة المسجد القبلي الإجمالية، تحد دعوى "النبوءات اليهودية" حول عودة المسيح وإعادة بناء الهيكل المزعوم في بيت المقدس، حتى يحكم العالم لمدة 1000 عام فيما يعرف بمفهوم "المسيح المخلص"، لتكون ذكرى أليمة لا تنسى.

واليوم تتجدد الذكرى الأليمة، عقب هجوم شهدته باحات المسجد اليوم، حيث أغلقت قوات الاحتلال، أبواب الأقصى للمرة الثانية، وأخرجت المصليين ومنعت صلاة الجمعة، وسط حصارا عسكريا على المسجد والبلدة القديمة، واعتداء جنود الاحتلال على حراس المسجد ومصادرة هواتفهم، في إجراءات وصفتها الحكومة الفلسطينية بـ"الإرهابية".

ثكنة عسكرية من قوات الاحتلال تسكن باحات ومحيط الأقصى، وانتشار واسع للوحدات الخاصة لـ"حرس الحدود"، دوريات شرطية راجلة داخل البلدة القديمة ومحيط باحة حائط "المبكى" (البراق إسلاميا)، وتصاريح للصلاة تخرج عن مكتب لا يسمح لدون الـ30 عاما بالدخول، كا هذا إجراءات أمنية مشددة فرضتها سلطة الاحتلال، وسط اقتحامات عنيفة للمستطونين، تعقبها دائما تصريحات للمسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، حول تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيا، للحفاظ على الوضع "الراهن"، في خطوات أولى لـ"تهويده".

(قوات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي مدججة بالسلاح تحتجز نساء فلسطينيات لإدخال مجموعة من اليهود إلى الأقصى "رويترز")

قسم المسجد الأقصى منذ 2015، بين المسلمين واليهود، زمانيًا بحيث يكون لليهود أيام خاصة لهم وحدهم داخل الأقصى خلال أعيادهم، ويكون لهم أوقات طوال أيام الأسبوع خاصة بهم، كان أبرزها كل يوم صباحاً من الساعة 7:30 حتى الساعة 11:00، وفي فترة الظهيرة من الساعة 1:30 حتى الساعة 2:30.

أما التقسيم المكاني، فهو يهدف لتخصيص أماكن بعينها لليهود من خلال السيطرة بالقوة على جميع الساحات الخارجية للمسجد الأقصى، ليشمل التقسيم مخططات لبناء المعبد اليهودي أو الهيكل المزعوم، أما الأماكن المسقوفة مثل مصلى قبة الصخرة والمصلى المرواني فتكون للمسلمين.

سبق هذا التقسيم بخمس سنوات، إجراءات تعسفية، لدخول المسلمين الأقصى بالتصاريح وتحديد أعمار من يحق له الصلاة في الأقصى ومن يحظر عليه الدخول، حيث يحتاج الشباب من دون الـ40 عام لتصاريح للدخول، فيما يمنع من هم دون الـ30 عاما من الصلاة بالمسجد، أما المسنين والنساء لا يحتاجون للتصاريح.

وبدأ الاحتلال بتطبيق "التقسيم العمري"، مدعيا أن الشباب، دون سن الـ40 عاما، يطلقون الحجارة ويشتبكون مع الإسرائيليين الذين يقتحمون المسجد بمن فيهم رجال الشرطة، إلا أن الهدف الحقيقي من وراء هذا الإجراء تنفيذ وتطبيق من يحق له دخول المسجد الأقصى وتحويله إلى قاعدة عامة لتتمكن من التحكم والسيطرة على ساحات المسجد.


مواضيع متعلقة