أخيراً.. تجريم دجالى الطب البديل

خالد منتصر

خالد منتصر

كاتب صحفي

لا يسعنى إلا أن أقول شكراً للنيابة الإدارية على أنها جرّمت وفضحت فوضى الدجل المسمى بالطب البديل، التى كتبنا فيها مئات المقالات ولم يستجب لنا أحد، فقد وصلنى من إدارة الإعلام أن سيادة المستشارة رشيدة فتح الله، رئيس هيئة النيابة الإدارية، قامت بإحالة رئيس الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والترخيص بوزارة الصحة سابقاً وحالياً مستشار قطاع شئون الأقاليم بوزارة الصحة إلى المحاكمة العاجلة.

وذلك لقيامه بقبول قيد أحد الخريجين والحاصل على شهادة ما يسمى بالطب البديل فى جامعة بريدجبورت بالولايات المتحدة الأمريكية بنقابة الأطباء وإرسال الموافقة على معادلة تلك الشهادة لبكالوريوس الطب البشرى الجراحى رسمياً دون علم السادة أعضاء لجنة تقدير قيم الدرجات والدبلومات الأجنبية فى مهنة الطب البشرى التابعة لوزارة الصحة، ورغم سابقة رفض اللجنة معادلة الشهادة الحاصل عليها الخريج فى جامعة بريدجبورت بالولايات المتحدة الأمريكية.

كما أمرت النيابة بإحالة السادة الأطباء أعضاء لجنة قطاع العلوم الطبية والمساعدة بلجنة المعادلات بالمجلس الأعلى للجامعات للأستاذ الدكتور وزير التعليم العالى توطئة لمساءلتهم أمام مجلس التأديب المختص وفقاً لقانون الجامعات، وذلك لقيامهم بقبول معادلة شهادة الخريج المذكور الحاصل عليها فى جامعة بريدجبورت بالولايات المتحدة الأمريكية بدرجة بكالوريوس الطب والجراحة بالمخالفة للقانون.

وكانت النيابة قد أجرت تحقيقاتها فى القضية رقم 50/2017 التى باشرها السيد الأستاذ أحمد الشعراوى، رئيس النيابة، عضو المكتب الفنى لرئيس الهيئة بإشراف السيد المستشار محمد كمال، وكيل المكتب.

حيث استمعت النيابة لشهادة كل من الأستاذ الدكتور رئيس جامعة عين شمس، والأستاذ الدكتور عميد كلية طب قصر العينى، والأستاذ الدكتور عميد كلية طب عين شمس، ولفيف من الأساتذة بكليات الطب أعضاء اللجان المشكلة لتقييم الدرجات العلمية الأجنبية، كما استمعت النيابة لشهادة الأستاذة الدكتورة منى مينا، وكيل نقابة الأطباء المصرية، الذين اتفقت شهادتهم جميعاً على الآتى:

إن الكلية التى تخرج فيها الخريج المذكور تؤهل خريجيها للقيام بممارسات علاجية غير تقليدية تتبنى فلسفة مختلفة فى الرعاية الصحية وعلاج الأمراض، حيث تبنى أسس العلاج على المواد الطبيعية بصفة رئيسية، مثل العلاج الصينى والعلاج بالأعشاب والروائح والتدليك والعلاج بالماء، وهو جميعه ما يرمز إليه بالرمز N.D وهو اختصار لمصطلح Naturopathic Doctor وهو المختلف تماماً عما يدرسه خريجو كليات الطب البشرى بالجامعات التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، التى يرمز لخريجيها برمز M.D، وهو اختصار مصطلح Medical Doctor الذى يؤهل الخريج لممارسة مهنة الطب البشرى والجراحة فى كافة مستويات الرعاية الصحية المعترف بها فى الولايات المتحدة الأمريكية، وفى كل دول العالم بما فى ذلك جمهورية مصر العربية.

إنه بالاستعلام عن الكلية التى تخرج فيها الخريج المذكور بجامعة بريدجبورت بالولايات المتحدة الأمريكية تبين أنها تقبل الحاصلين على شهادة الثانوية العامة بمجموع متدنٍ جداً عن درجات قبول الطلاب بكليات الطب بالولايات المتحدة الأمريكية، وأن الجهة التى اعتمدت الكلية التى تخرج فيها الخريج المذكور تختلف عن الجهات التى تعتمد كليات الطب بالولايات المتحدة الأمريكية.

إن عدد سبع عشرة ولاية فقط من أصل عدد خمسين بالولايات المتحدة الأمريكية هى من تعترف بما يسمى بالطب الطبيعى والقائم على العلاج بالطرق الطبيعية والمختلف تماماً عن الطب البشرى وتشترط لممارسته أن يكون تحت إشراف طبيب بشرى معتمد ولا يرخص لهم على الإطلاق بإجراء أى تدخل جراحى.

إن هيئة ومنظمة الأدوية والأغذية الأمريكية (F.D.A) أفادت بموجب بحث طبى شامل أنه لا يوجد حتى تاريخه دليل علمى واحد على فاعلية هذه الأساليب العلاجية التى تتبناها وتدرسها كليات ما يسمى بالعلاج البديل.

وبناءً عليه، انتهت النيابة إلى قرارها المتقدم، وأهابت بالقائمين على قطاعى التعليم العالى والصحة مراعاة التدقيق والحرص فى معايير معادلة الشهادات الأجنبية، وفى مجال الطب على وجه الخصوص منعاً لانتشار مراكز علاج ترتدى عباءة الطب بغير حق لتبيع الوهم والدجل للمترددين عليها وتفتقد لكافة المعايير العلمية الصارمة والبروتوكولات المعتمدة دولياً للتداوى من الأمراض والعلاج، وأخذاً فى الاعتبار التأثير البالغ والحيوى لهذا المجال تحديداً على صحة المواطنين وأرواحهم.