عاصى الحلانى: مصر كبيرة بـ«السيسى» وجيشها العظيم.. وثورات «الخريف العربى» دمرت شعوبنا.. وأنستنا فلسطين

كتب: محمود الرفاعى

عاصى الحلانى: مصر كبيرة بـ«السيسى» وجيشها العظيم.. وثورات «الخريف العربى» دمرت شعوبنا.. وأنستنا فلسطين

عاصى الحلانى: مصر كبيرة بـ«السيسى» وجيشها العظيم.. وثورات «الخريف العربى» دمرت شعوبنا.. وأنستنا فلسطين

يحمل فارس الأغنية العربية عاصى الحلانى، على عاتقه حملة الدفاع عن القضية الفلسطينية التى غفل عنها المطربون العرب كافة، ولم يعد يتذكرها غيره، حيث طرح خلال الأسابيع الماضية أغنيته الجديدة «مغناة الحرية»، التى سلطت الضوء على معاناة الفلسطينيين وحقوقهم المسلوبة.

ويتحدث «عاصى» لـ«الوطن» عن تفاصيل ألبومه الغنائى الجديد «حبيب القلب»، وأسباب خروج الأغنية المصرية منه، ودوافعه للغناء للقضية الفلسطينية من جديد، ورأيه فى ثورات الربيع العربى، إلى جانب حقيقة انسحابه من الموسم الجديد من برنامج المواهب الغنائية The Voice، وإلى نص الحوار.

■ ما الأسباب التى أدت إلى ابتعادك عن إصدار ألبومات غنائية طيلة السنوات الأربع الماضية؟

- الأوضاع التى مرت بالوطن العربى خلال السنوات الأخيرة لا تساعد أحداً على طرح أعمال غنائية جديدة، فالمشكلات السياسية التى عصفت بالمنطقة العربية، جعلت الجميع يرفض الغناء، كما أن الأزمات الإنتاجية تزداد يوماً بعد يوم، فالقرصنة الألكترونية أضرت بكل شىء، وجعلت الجميع يبتعد عن طرح الألبومات الغنائية، حتى الشركات الكبرى قل إنتاجها الغنائى خلال السنوات الأخيرة، مقارنة بما كانت تقدمه فى تسعينات القرن الماضى، ونحن كمطربين نحاول أن نواجه تلك المشكلات، من خلال طرح أغنيات «سنجل» من فترة لأخرى، وأيضاً أحياناً نجتهد ونطرح ألبومات غنائية وفيديوهات كليب لكى نواصل الحياة.

{long_qoute_1}

■ لماذا اخترت أغنية «حبيب القلب» كعنوان للألبوم؟

- جميع أغنيات الألبوم تستحق أن تطلق كعنوان للعمل، ولذلك فكرت جدياً أن أطرح العمل باسم «عاصى 2017»، ولكن اختيارى لأغنية «حبيب القلب» جاء لكونها متميزة ومختلفة عن باقى أغنيات العمل، فهى عبارة عن مزيج بين الرومانسى والطرب الشعبى، وأغنية تبث الأمل بالمستقبل والحياة، وهنا لا بد أن أوجه الشكر للشاعر مارسيل مدور على تلك الكلمات الرائعة.

■ لماذا استبعدت الأغنية المصرية من ألبومك الجديد؟

- الألبوم يتضمن 12 أغنية بمختلف اللهجات العربية، منها اللبنانية والخليجية، كما أنه متنوع فى جميع أشكاله وأفكاره الموسيقية، ولم أستبعد الأغنية المصرية، ولكن سياستى فى اختيار أغنيات الألبوم ليس لها علاقة باللهجات، فأنا أقدم الأغنية العربية التى يسمعها المواطن المصرى واللبنانى والخليجى والمغربى، ولم أضع أبداً فى تفكيرى حينما أعمل على طرح ألبوم فكرة ضم جميع اللهجات فى ألبوم واحد، فدائماً ما أقدم الأغنية العربية العامية السهلة، التى نطلق عليها «البيضاء» التى يفهمها أى شخص، ولا يجد صعوبة فى فهمها، كما أن مشوارى حافل بالأغنية المصرية، فأنا قدمت الأغنية الشعبية من قبل حينما طرحت أغنية «ست الستات يا شرقية» و«حبيبى ياللى ناسينى»، وهناك عشرات الأغنيات المصرية بمشوارى التى قدمتها مع الموسيقار الراحل حسن أبوالسعود، وتعد أبرزها أغنية «سيبونى أتكلم».

■ ما سبب ابتعادك خلال السنوات الأخيرة عن تقديم الأغنية المصرية؟

- ربما أكون قد ابتعدت عن تقديم الأغنية المصرية فى ألبوماتى منذ فترة، ولكننى على صعيد الأغنيات السنجل، كنت قد طرحت أغنية العام الماضى بعنوان «الدنيا»، حيث حققت نجاحاً كبيراً على مستوى الوطن العربى، وأنا على استعداد دائماً للغناء باللهجة المصرية، وخلال الفترة المقبلة هناك أكثر من عمل غنائى سأسعى لتقديمه باللهجة المصرية، خصوصاً أننى أعلم أن جمهورى المصرى متشوق دائماً لأعمالى. {left_qoute_1}

■ كيف تقيم علاقتك مع شركة روتانا للصوتيات والمرئيات بعد طرح ألبومك الجديد؟

- شرف كبير لى أن أكون واحداً من أسرة شركة روتانا، فأنا متعاقد معهم منذ أكثر من 17 عاماً، وقدمت معهم ما يقرب من 18 ألبوماً غنائياً طيلة تلك الفترة، والحمد لله أهم وأكبر نجاحاتى الفنية كانت معهم، والمقبل معهم سيكون أكثر نجاحاً، فشركة روتانا قادرة على الحفاظ على نجومها، ودائماً ما توفر لهم كل ما يحتاجونه للنجاح، وأنا سعيد بالتعامل معهم، وأتمنى أن تحقق كل أعمالنا النجاح والتوفيق.

■ لماذا تفضل كل عام إحياء حفل غنائى بمدينة شرم الشيخ؟

- مصر بالنسبة لى هى الحب والوفاء، والغناء فيها عبارة عن عشق لا ينتهى، أما بالنسبة لمدينة شرم الشيخ فهى بالنسبة لى من أجمل مدن العالم، وأحب دائماً زيارتها مع أسرتى، وقضاء عطلتى فيها، وأحببت زيارتها هذه المرة بالتحديد، لكى أساند المصريين ضد حوادث الإرهاب الأخيرة، فنحن لا بد أن نكون بجانب مصر فى أزماتها، مثلما وقفت معنا دائماً فى جميع المشاكل والأزمات التى مرت بلبنان، وسنظل نغنى بمصر وندافع عنها، لكى نؤكد أنها بلد الأمن والأمان، وحضن لكل العرب، فنحن كمطربين رسالتنا وثقافتنا هى حب الحياة والفرح.

■ لماذا قمت بتغيير كلمات أغنيتك الشهيرة المصرية «عظيمة يا مصر»؟

- أحببت أن أوجه رسالة للجيش المصرى والرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث إننى أرى أن مصر الآن كبيرة بامتلاكها جيشاً عظيماً، ورئيساً مثل عبدالفتاح السيسى.

■ ما الذى دفعك لتقديم أغنية «مغناة الحرية»؟

- منذ أن انطلقت فى مجال الغناء والفن، وأنا أحمل على عاتقى رسالة بأن الفن والغناء لهما هدف تنويرى وثقافى، والبعض يستغرب من تلك الجملة، ويرى أن الفن ليس له رسالة، ولكن فى الحقيقة الفن مثل أى عمل فى الحياة له رسالة إيجابية وأخرى سلبية، وأنا لا أقدم إلا الفن الإيجابى، وهو أن أخدم مجتمعى وبيئتى وأهلى وأخوتى والمؤسسات التى نتعايش معها، ولذلك حينما عُرضت علىَّ كلمات الأغنية من قبل الشاعر الكبير رامى اليوسف، الذى تعاونت معه من قبل فى عدد من الأغنيات، أعجبتنى الفكرة للغاية، خصوصاً أن العمل يخدم قضية الأسرى وهى فى حد ذاتها قضية إنسانية، فكيف نعيش أحراراً وهناك من يتم احتجازه وسجنه وإبعاده عن أهله ووطنه؟ وما زاد عليها أنها تتطرق إلى الأسرى الفلسطينيين، فأحببت أن أكون جزءاً بسيطاً من تلك الحملة، وأقدم هدية بسيطة لهؤلاء الأبطال الفلسطينيين، الذين استشهد عدد كبير منهم دفاعاً عن أرضه، والآخر تم أسره لكى نعيش نحن بحريتنا وكرامتنا.

■ لماذا اهتممت بتلك القضية ولم يغر عليها باقى المطربين العرب؟

- فلسطين بالنسبة لى ولكل فرد لبنانى جزء لا يتجزأ من حياته، فلسطين ولبنان قبل التهجير كانتا بمثابة دولة واحدة، فكان العمال يعملون فى فلسطين، وفى نهاية اليوم يعودون مرة أخرى إلى لبنان، وكانت هناك علاقات زواج ومصاهرة بين اللبنانيين والفلسطينيين، إلى أن حدثت النكبة وتدهورت حالة فلسطين، وأيام تلك النكبة لم أكن واعياً عليها، لكونها حدثت قبل ولادتى، ولكن أبى ربانى وعلمنى أن القضية الفلسطينية هى قضية كل إنسان عربى ومسلم، فنحن كمسلمين لا نرى أن حجتنا قد اكتملت، إلا بزيارة القدس المكان الذى عرج منه الرسول عليه الصلاة والسلام إلى السماء، وهو أيضاً يهم كل مسيحى، فهو المكان الذى ولدت فيه السيدة مريم العذراء فى بيت لحم، فنحن لو لم نهتم بتلك القضية، فعلينا أن نضحى بكرامتنا.

■ ولكن لم يعد هناك الآن فنانون يهتمون بتلك القضية؟

- ثورات الخريف العربى التى انطلقت من ست سنوات، قسمت الشعوب العربية إلى أحزاب وطوائف وأدخلتهم فى صراعات داخلية، فأصبحت حكومات تلك الدول منشغلة بحل الحروب والصراعات الداخلية فيها، ونسى الجميع أن هناك قضية أزلية تخص العرب جميعاً، وهى قضية فلسطين وتحريرها واسترداد كرامتها.

■ ما شعورك بعد أن تم منحك جواز السفر الفلسطينى؟

- أشعر بسعادة وفخر كبير، وأحب أن أشكر سيادة الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن على تلك الثقة الغالية والهدية القيمة، فشرف كبير لى أن أحمل الجنسية الفلسطينية، بجانب جنسيتى اللبنانية التى أعتز وأفتخر بها.

■ هل انتهيت من تجديد تعاقدك مع إدارة mbc لتقديم موسم جديد من برنامج المواهب The Voice؟

- حتى الآن لا توجد أى تفاصيل جديدة بالنسبة لى عن شكل ونظام النسخة الجديدة من البرنامج، فأنا شاركت فى النسخ الثلاث الماضية، وكل نسخة منها كانت أكثر من رائعة، ولكن الموسم الجديد لم يبلغنى به أحد، ولم تقم إدارة القناة بالاتصال بى أو بإدارتى، ولذلك لا أستطيع أن أحدد مصيرى أو مصير البرنامج، ولكننى على المستوى الشخصى أحب البرنامج، بفكرته وشخصيته التى كنت سبباً فى تكوينها، مع الثلاثى الرائع كاظم الساهر وشيرين عبدالوهاب وصابر الرباعى، وأتمنى أن يستمر البرنامج بنفس الفكرة والشكل الذى أحبه الجمهور، وظل يتابعه لمدة ثلاث سنوات.

{long_qoute_2}

■ ما حقيقة انسحاب شيرين عبدالوهاب من النسخة الجديدة؟

- لا أعرف أى تفاصيل عن تلك الأخبار، فإدارة mbc لم تتحدث معى رسمياً، أو مع أى مطرب عن التجديد للموسم الرابع.

■ ما سبب عدم نجاح معظم متسابقى برامج المواهب الغنائية؟

- البرنامج هو مرحلة من مراحل النجاح لأى فنان، فالبرنامج يختصر للمتسابق طريقاً طويلاً من الانتشار، ولكن البرنامج لن يجعل الفنان موهوباً وذا كاريزما، يجب على المتسابق بعد انتهاء البرنامج أن يبدأ فى كتابة حياته الفنية بنفسه، مستغلاً النجاح الذى حققه فى البرنامج، فينبغى أن يكافح من أجل الاستمرار، ويسعى لتقديم أغنية جيدة وراقية، وأتمنى من شركات الإنتاج الكبرى بالوطن العربى أن ترعى تلك المواهب، والأصوات الجميلة حتى لا تندثر وتختفى مع صعوبات الحياة التى نواجهها.

■ هل تعترف بأن برنامج The Voice أضاف لمسيرتك الكثير؟

- بكل تأكيد، The Voice حقق لى نقلة كبيرة فى مشوارى الغنائى، والأمر نفسه بالنسبة لأعضاء لجنة التحكيم، فالبرنامج يشاهده فئة كبيرة من الشباب، التى ربما لم تكن تعرف عاصى الحلانى بصورة كبيرة، فعملت على زيادة جمهورى من تلك الفئة، كما أن البرنامج جعل جمهورى يرونى فى لحظات حياتى المختلفة، مثل الفرحة والحزن والانفعال.

■ هل ستوافق على المشاركة فى برنامج الأطفال The Voice kids لو عُرض عليك؟

- فكرة البرنامج رائعة، وأنا أحببتها كثيراً، فهو أخذ نجاح البرنامج الخاص بنا، وطوره من خلال الأطفال، ولكننى لا أحب أن أتحدث عن عمل لم أشارك فيه، فلو عُرض علىَّ وقتها ربما أحدد موافقتى من عدمها.

■ هل ستعود للتمثيل هذا العام؟

- أنا لدىَّ تجربة وحيدة فى عالم الدراما التليفزيونية، من خلال مسلسل «العراب» الذى عُرض فى شهر رمضان العام قبل الماضى، وبعدها شعرت أن تلك التجربة فى حاجة إلى دراسة قوية، فأنا فنان هوايته الأساسية الغناء، وأستطيع أن أقف على المسرح وأقدم كل ما يحلو لى، كما أننى كانت لدىَّ تجربة التمثيل المسرحى الغنائى، وقدمت من خلالها أربعة أعمال مسرحية على مختلف مسارح العالم، ولكن التمثيل التليفزيونى أو السينمائى يحتاج لدقة، وأنا فى الوقت الحالى لا أفكر فيه، فرغم كثرة العروض والسيناريوهات التى أتلقاها إلا أننى لا أفكر فى خوض تلك التجربة هذا العام، وربما أفكر فيها العام المقبل.

■ ما دورك فى تقديم ابنتك ماريتا للساحة الغنائية؟

- ليس لدىّ دور فى نجاح ماريتا الفنى، فهى لديها شخصيتها واستقلاليتها، وقادرة على أن تقدم نفسها للجمهور دون مساعدة منى، حيث قدمت خلال السنوات الماضية عدداً من الأغنيات، التى لاقت نجاحاً كبيراً، وأحبها الجمهور اللبنانى والعربى.


مواضيع متعلقة