بعد 24 ساعة من نشر قصته: الرئيس يستجيب لمطالب «المحولجى الأحدب».. و«عبدالتواب»: مش مصدق

بعد 24 ساعة من نشر قصته: الرئيس يستجيب لمطالب «المحولجى الأحدب».. و«عبدالتواب»: مش مصدق
- أصغر سنا
- استقبال حافل
- الرئيس السيسى
- السكك الحديدية
- القرار الإدارى
- القومية لسكك حديد مصر
- المستشفيات العامة
- المهندس محمد
- المواقع الإلكترونية
- أبناء
- أصغر سنا
- استقبال حافل
- الرئيس السيسى
- السكك الحديدية
- القرار الإدارى
- القومية لسكك حديد مصر
- المستشفيات العامة
- المهندس محمد
- المواقع الإلكترونية
- أبناء
24 ساعة فحسب، تغيرت فيها حياة عبدالتواب عبدالمقصود، وتحققت كل أحلامه التى صرف فيها سنوات دون تحقيقها، لم يستوعب المحولجى البسيط أن قصته المنشورة فى عدد الأربعاء بـ«الوطن» ستنال هذا الانتشار، وستصل إلى الرئيس السيسى، ليستجيب له ولكل مطالبه، والتى لم تزد على نقله لمكان أقرب، يتيح له علاج ابنه ويوفر عليه عناء المواصلات.
{long_qoute_1}
حالة من عدم التصديق والدهشة سيطرت على الرجل وأسرته، لم يفرح عبدالتواب وهو يتلقى كم المكالمات التى وردت إليه، بداية من رؤسائه فى العمل الذين استدعوه لمقابلة اللواء مدحت شوشة رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لسكك حديد مصر، دون أن تكون لديهم معلومة أكثر من «أكيد عملت مصيبة وهيمشّوك.. شكلك خربت على نفسك»، قابل الرجل «الوطن» وتحدث والتقط الصور وغادر، دون أن يتابع نتائج المنشور عنه، فلا هو من هواة الصحف، ولا إمكانياته المادية تسمح له بمطالعة المواقع الإلكترونية عبر الهاتف، بساطته جعلت من خبر استدعائه لمكتب رئيس الهيئة عبئاً وهمّاً كبيراً، ظل يصبّر نفسه «والله ما عملت حاجة»، لم تغير الحفاوة التى استقبلوه بها فى مبنى الهيئة من مخاوفه شيئاً، إلى أن فوجئ بإنهاء إجراءات نقله إلى ورشة أحلامه ببولاق الدكرور، دقائق من الصمت يصرفها الرجل فى تخيل الوضع الجديد، تغمره السعادة وهو يحدث نفسه «مش هامشى نص ساعة كل يوم».
يتذكر «عبدالتواب» ذلك الاتصال الذى تلقاه مساء الأربعاء، ليحيل ليله إلى نهار ساطع «الرئيس السيسى استجاب لك وقرر مساعدتك» يسمعها فلا يلبث أن يفقد النطق والقدرة على التعبير حيث يدخل من جديد إلى حالة من عدم التصديق ليتمتم بكلمات غير مفهومة مع ابتسامة على وجهه مردداً «كتير عليّا والله» مسألة أغرت بعض معارفه لسؤاله «نفسك فى إيه ولو قابلت الريس هتقول له إيه» فيسارع «عبدالتواب» بالإجابة «هاقول له يشد على الدكاترة فى المستشفيات العامة لما عيّان يروح لهم يشتكى من تعبه مايقولوش مفيش حاجة انت سليم، وهاقول له يزود العلاوة شوية بدل ما 40 جنيه تبقى 120 جنيه» رقم بعينه اختاره الرجل بعد دراسة مستفيضة «عشان تكفّى كيلو لحمة بمشتملاته من طماطم وبطاطس وبصل، العلاوة حقها تكفى وجبة، ولو زادت هتبقى ليّا وللكل».
{long_qoute_3}
لا يزال «عبدالتواب» يعانى بسبب «خبطة العربية» التى تلقاها فى 20 رمضان، لم يهمل فى عمل الأشعة والتردد على مستشفى الهيئة قرابة 10 مرات قبل أن تحبطه الإجابة «معندكش حاجة» مسألة أثارت غضبه «معنديش حاجة إزاى.. صدّق العليل ولا تصدق التحاليل»، ورغم مرور أكثر من شهر على الحادث لكنه ما زال يتألم «مقدرش أروح لدكتور بره وأدفع 200 جنيه يطيروا لى المرتب».
يحاول أن يتخيل الهدية التى يمكن أن يدخل بها على الرئيس إذا قُدر له لقاؤه، فيتذكر تلك الهدية التى اشتراها لصديقه حين توفيت زوجته «ساعتها حبيت أهاديه بهدية تحسسه إنها لسة موجودة، جبتله كيلو بطاطس وكيلو طماطم وعيش ذرة، اتبسط قوى بس ما أعرفش ممكن أدخل على الريس بإيه يليق بمقامه، كفاية إنه كبّرنى باتصاله». قصته التى أثارت تعاطف الكثيرين لم تبدُ له مؤثرة بالمرة، لم يستثقل «عبدالتواب» حمله لابنه سعيد ولو مرة واحدة، فلسفة خاصة يطبقها الرجل بحرص شديد «اتعودت ما أهملش عيّل وأقدم السبت عشان ألاقى الحد، لما أشيلهم دلوقتى بكره هما اللى هيشيلونى» يفتخر كثيراً بإنجازاته الصغيرة «جوّزت ابنى وجهزت له شقته» الأب البار لا ينفك يلقن أبناءه دروساً بين الحين والآخر «فى مرة اتصلت بيهم كتير مردوش، لما وصلت مسكت التليفون ورميته فى البلاعة» موقف لم ينسه الأبناء لكنه كان ذا معنى للوالد الذى أكد «من ساعتها وهم بيردوا على طول مجرد ما أتصل بيهم». ارتباط «عبدالتواب» بهيئة السكك الحديدية جاء قدرياً «كنت متصاحب على واحد شغال فيها، وفهمت منه إزاى أمشى القطر وأبقى محولجى شاطر، كان عمرى وقتها 19 سنة» عشقه للحرفة سرعان ما أعقبه إعلان من الهيئة عن حاجتها لشغل وظائف عمال بها، علم به «عبدالتواب» فسارع للتقديم ليقبل بها ويتم تعيينه رغم وصوله للابتدائية دون أن يحصل على شهادتها «ماكملتش فى التعليم من بعد 6 ابتدائى». المحولجى الذى يعمل فى موقعه منذ قرابة الـ 28 عاماً بمحطة التبين، يعلم العاملون بصحبته مكانته جيداً، ويسهبون فى الحديث عن مآثره وقدراته الاستثنائية على تحمل المسئولية والقيام بمهام عديدة تبدو صعبة على من هم أصغر سناً وأكثر شباباً، مهام تبدأ من الخامسة صباحاً حيث يقوم ليجهز حقيبته الأثيرة «بحط فيها الشاى والسكر والأكل اللى هاكله لحد ما أرجع آخر اليوم على 8 بالليل».
{long_qoute_2}
حمل القرار الإدارى رقم 123 الصادر بنقل الرجل السعادة له والغضب لرؤسائه فى التبين «أنت ضميرك مرتاح لما تسيبنا وتمشى؟» هتف بها المهندس أحمد محمد إسماعيل مدير عام ورش التبين وبولاق الدكرور مؤكداً لعبدالتواب «خسارة تسيبنا وانت عارف إن محدش هينفع يحل مكانك» شهادة قالها بأريحية مؤكداً «الراجل ده مجتهد وشايل شغله بضمير شديد، نقله هيعمل لنا أزمة لكن مانقدرش نرفض طلبه» المدير الغاضب أكد «عمره ما طلب يتنقل قبل كده ورفضنا».. معلومة أكدها مسئولون بالهيئة، مؤكدين أنها المرة الأولى التى عبر فيها الرجل عن رغبته فى النقل «صعبان علينا يتنقل راجل سادد فى مكانه وعمره ما قصّر، اتغير عليه زملاء كتير وهو ثابت فى مكانه، هو اللى حافظ السكك، وبيعرف يسوق جرار القطر، شغله بيبدأ 9 لكنه بيحضر من 6 الصبح عشان يمهد وبيشتغل وقت أكبر» شهادة أكد عليها بقية زملائه «بنستغربه جداً.. مكسب لبولاق وخسارة للتبين» معلومات بادر معها المهندس محمد نعيم مدير ورش بولاق بتهنئته وسط استقبال حافل من زملائه القدامى «هاتنورنا يا عبدالتواب انزل استلم شغلك حالاً».
«الشغل مش عيب.. مد الإيد هو اللى عيب» يقولها وهو يؤكد أنه يحصل على راتب 1300 جنيه مع حوافز تصل لـ600 جنيه بإجمالى يصل 1900 جنيه، لم يحاول التلميح إلى زيادة راتبه أو حتى تغيير وظيفته أو درجته «بحب شغلانتى» حب تضاعف مع نقله للورشة الجديدة، صحيح أنها ستضاعف من تكلفة مواصلاته إلى 10 جنيهات يومياً «حتى لو اتكلفت أكتر كفاية إنى هاقرّب من مراكز علاج سعيد».
قرار نقل «عبدالتواب»