رائدة الصحافة الإنسانية: تركت العمل بأكبر موقع إلكترونى بفرنسا بسبب الضغوط بعد سقوط الطائرة المصرية

رائدة الصحافة الإنسانية: تركت العمل بأكبر موقع إلكترونى بفرنسا بسبب الضغوط بعد سقوط الطائرة المصرية
- أفلام مصرية
- إجراء حوار
- الأمم المتحدة
- التصفيق الحاد
- الثانوية العامة
- الدول المانحة
- أبناء مصر
- أجر
- أفلام مصرية
- إجراء حوار
- الأمم المتحدة
- التصفيق الحاد
- الثانوية العامة
- الدول المانحة
- أبناء مصر
- أجر
اهتزت قاعة الأندلويست بفندق الماسة، إحدى أكبر قاعات المؤتمرات فى القاهرة، بالتصفيق الحاد، والمشاعر الحارة، عقب كلمة وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم، حول إحدى الغائبات عن المشاركة بمؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة»، خاصة مع تأثرها وبكائها أثناء حديثها عنها وعن سبب غيابها، إنها «ريم الشاذلى»، إحدى الغائبات الحاضرات عن المؤتمر، التى لم تشاهد تكريمها، وإنما فوجئت به وهى تجلس فى نيويورك لتلقّى جلسات «الكيماوى»، أملاً فى العلاج من المرض اللعين «السرطان»، الذى هاجمها مجدداً عقب تلقيها دعوة المشاركة بالمؤتمر بأيام، بعد تعافيها منه فى 2016.. «الوطن»، حرصت على التواصل معها منذ انتهاء فعاليات المؤتمر فى 3 يوليو الحالى، حتى وجدت صفحتها الرسمية على «فيس بوك»، والتى وافقت على إجراء حوار صحفى، كان له طابع مميز، بالرغم من أنها لا تزال تمكث فى أحد مستشفيات نيويورك لتلقى جلسات العلاج. وإلى نص الحوار:
{long_qoute_1}
■ حدثينا عن حياتك العلمية وتخصصك فى الصحافة الإنسانية؟
- بدأت عملى المهنى فى مجال الصحافة الإنسانية بأكبر موقع إلكترونى بفرنسا، وهو «ميديا بارت» لمدة 3 سنوات، حيث احترفت العمل فى هذا المجال بشقيه الصحفى والحياتى لمساعدة اللاجئين الأفارقة، وأفنيت وقتاً طويلاً للتميز فى هذا الاتجاه، وولدت فى فرنسا بتربية مصرية وطنية صميمة على مبدأ أن الإنسان مبدأ ومواقف، ونتيجة لما تلا حادثة «شارل إيبدو» الإرهابية من اتهام كل المسلمين بالإرهاب، فقد اعترضت إنسانياً ووطنياً على هذا الاتجاه، وكذا على الضغوط الصحفية التى مورست بعد سقوط «الطائرة المصرية» القادمة من مطار شارل ديجول لتمييع الحقائق المعلوماتية بشأن الطيار والطائرة، وهو ما رفضته تماماً، ودفعت ثمنه بالاصطدام فى عملى، وفضلت بعده أن أترك العمل حتى لو جلست فى البيت وعدت إلى مصر ضمن مبادرتى للطيران بـ«مصر للطيران» وخدمة الوطن، وأثناء ذلك، وأنا أجلس فى منزلى فى حى المعادى، ومسقط رأس والدى بالمنوفية، جاءنى عرض من الأمم المتحدة للعمل فى المكتب الصحفى لشئون اللاجئين للمنطقة العربية وأفريقيا، وبعد أن قدمت عدة اختبارات تم اختيارى على أساس إجادتى لأكثر من 3 لغات (حيث يتطلب العمل الرسمى مع الأمم المتحدة إجادة 3 لغات على الأقل وأنا أجيد بحمد الله الفرنسية والإنجليزية والإيطالية إضافة إلى العربية)، وكذلك أدائى وسيرتى فى مجال الصحافة الإنسانية ومساعدة اللاجئين وبدأت بالفعل منذ 2016 العمل الصحفى والإغاثى للاجئين السوريين والليبيين واليمنيين من داخل حلب، وبين عواصم روما ونيويورك مروراً بالمؤتمرات الداعمة للقضية فى الآستانة وجنيف وطوكيو وهو عمل شاق جداً لكنه محبب إلى قلبى.
■ رغم حداثة سنك.. كيف أصبحتِ رائدة فى الصحافة الإنسانية المهمومة بقضايا اللاجئين ومراسلة للأمم المتحدة فى 6 دول؟
- أنا مهتمة بقوة بمجال الصحافة الإنسانية وقضايا اللاجئين، والذى يحتاج لمعايشة رهيبة معهم أو أصحاب القضايا الإنسانية، بداية من الكتابة الصحفية عنهم إلى مصاحبتهم، والتعرف على مشكلاتهم ومتطلباتهم، وتوفير حلول إنسانية لهم فى المجتمعات الغربية من ناحية المعيشة والمسكن والملبس والعمل، والأهم إجراء نقاشات ومفاوضات معمقة للحصول من الدول المانحة أو الهيئات على تمويل ليعيش اللاجئ وأسرته بإنسانية وكرامة، وهو ما نصطدم به فى كثير من الأحيان رغم بذل جهود جبارة لتحقيق إنسانية الكثيرين منهم.
■ اسمحى لنا أن نتطرق لسبب تغيبك عن المشاركة بمؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة» وهو إصابتك بالمرض اللعين.. فمتى اكتشفتِ الإصابة، وما قصة المرض؟
- أُصبت بالمرض اللعين عام 2013، وأجريت عدة عمليات إلى 2016، وخلاله كنت لا أنقطع عن ممارسة عملى، مُصرة أن أعمل أوقاتاً أطول من بقية زملائى، وقد استقرت حالتى منذ عام، ثم نتيجة لسفرى إلى بعض العواصم الملوثة أو التى بها حروب وأسلحة غير معلومة المصدر كدمشق ومدينة حلب وغيرها، أُصبت مرة أخرى بالمرض بعد تسلمى لدعوة المؤتمر بأيام، وهو ما حرمنى من المشاركة مع بقية الزميلات، بسبب التزامى بأخذ جلسات الكيماوى، أما نصائحى لمرضى السرطان فالمقاومة النفسية الإيجابية أولاً والإيمان العميق بقدر الله، والاندماج فى الحياة وحبها لتحقيق شىء فى هذا العالم سواء للوطن أو للإنسانية، وأن الإصابة بالمرض لا تعنى أنك قد مت، بينما الانعزال والابتعاد عن الحياة والناس هو الموت الحقيقى، وأنا أستمد قوتى من الرضا بما قسمه الله، والاجتهاد فى الإيمان وحب الناس ومساعدتهم من أعماق قلبى، وهذا ما كنت أقوم به من صغرى، وقبل مرضى وبعده، ودعواتكم لكى يعطينى الله القوة لأستطيع خدمة الإنسانية جمعاء.
{long_qoute_2}
■ من قدم الدعم لكِ من المسئولين بمصر بعد علمهم بإصابتك خاصة مع ملاحظتنا بكاء وزيرة الهجرة وتأثرها وهى تحكى عنكِ خلال المؤتمر؟
- فوجئت بحضن مصر الدافئ لى فى نيويورك، عبر لمسة ساحرة من الوزيرة الناجحة مصرياً وعالمياً السفيرة نبيلة مكرم، وهى تطلق كلماتها الملائكية عنى وعن تكريمى رغم غيابى عن القاهرة، وأوجه لها الامتنان الشديد لما قامت به، وهو شىء ليس بغريب على هوانم مصر عبر التاريخ، حيث إنه لم يقف تفاعلها معى عند هذا الحد بل استمرت بالاتصال بى بعد انتهاء المؤتمر، واتفقنا على أن أخدم مصر أكثر فى أمريكا وإيطاليا وفرنسا والعالم بعد اكتمال علاجى، فالوزيرة إنسانة قبل أن تكون مسئولة ناجحة لقضية مصر والمصريين فى الخارج، والذين ظلوا لعقود طويلة مهمشين، كما أود أن أوجه تقديراً خاصاً لـ«ميرفت السنباطى» مدير عام الاتصال بأبناء مصر فى الخارج بالهيئة العامة للاستعلامات، والتى كانت سبباً أصيلاً فى ترشيحى للمؤتمر، إضافة لـ«مها سالم» مستشار وزيرة الهجرة لإصرارها من البداية على ترشيحى، ومد جسور الوطنية والإلهام والمشاركة بين شخصى المتواضع ومصر الكبيرة الشابة.
■ لو تطرقنا للجانب الشخصى فى حياتك.. كيف يمر يومك؟
- أنا مصرية عادية جداً فى الخارج، أستيقظ مبكراً، أذهب لعملى الرسمى فى الصباح، وبعد انتهائه أكمل حلول قضايا اللاجئين الإنسانية لدرجة أن حياتى الشخصية أصبحت عملاً بالكامل.
■ بماذا تحتفظين فى بيتك الآن بفرنسا من «ريحة مصر»؟
- أهم ما أحتفظ به مصرياً فى منزلنا بمارسيليا هو صورة والدى، فهو كان وطنياً مصرياً حتى النخاع، وربانى مع إخوتى على حب مصر، وحب القرية والمصرى البسيط والفلاحين والإنسان بصفة عامة، ولذلك نحتفظ فى بيتنا بأشياء كثيرة من مصر على رأسها «أنتيكات فرعونية» كثيرة، وسجاد مصرى، ومكتبة كتب عربية كبيرة، وأفلام مصرية، وأشياء أخرى كثيرة لدرجة أن والدى بعد حصولى على الثانوية العامة من فرنسا، ورغم مولدى بمارسيليا أصر على أن أسافر إلى مصر لأتخرج فى كلية مصرية، وأندمج مع الشباب لذلك دائماً أقول «أنا مصرية مية مية».