تيلرسون.. أبرز المواقف المتناقضة لوزير خارجية "خارج السياق"

كتب: محمد أسامة

تيلرسون.. أبرز المواقف المتناقضة لوزير خارجية "خارج السياق"

تيلرسون.. أبرز المواقف المتناقضة لوزير خارجية "خارج السياق"

في 16 أكتوبر العام الماضي، رشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ريكس تيلرسون لحقيبة وزارة الخارجية الأمريكية، وأثار "ريكس" الجدل منذ ترشيحه بسبب وجود علاقات اقتصادية وشخصية بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،  أدت إلى منحه وسام الصداقة الروسي، وبوتين وبلاده متهمان بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

الوزير، ذو الـ65 عامًا والذي كان يشغل في السابق رئيس شركة موبييل الشهيرة والكبرى في مجال البترول أثار الجدل كثيرًا بسبب تصريحات مواقف في مواجهة أزمات كثيرة مثل الأزمة السورية والأوكرانية وأخيرًا أزمة الدول الأربع العربية مع دولة قطر.

وترصد "الوطن" أهم تصريحات ومواقف الوزير الأمريكي تصريحات متناقضة في سوريا، حيث  كان لـ"تيلرسون" تصريحات ومواقف متناقضة بخصوص القضية الأهم في الأزمة السورية وهي قضية بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.

في 9 أبريل الماضي، قال تيلرسون إن الأزمة في سوريا لحل حل سياسي والحل سيكون بمشاركة الرئيس السوري، حيث الأولوية لأمريكا هزيمة تنظيم داعش الإرهاب، وبعدها بيومين فقط صرح الوزير الأمريكي بأن حكم الرئيس السوري و"عائلته" إلى الزوال، مضيفًا: "من الواضح أن حقبة حكم عائلة الأسد في سوريا في طريقها إلى الزوال".

وأكد تيلرسون على موقفه بعدها بيوم واحد فقط في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي: "لن يكون للأسد أو عائلته أي مكان في مستقبل سوريا"، ويبدو أن تليرسون حسم موقفه ففي 8 من شهر يوليو الجاري قال تيلرسون عن موقفه من بقاء الأسد: "نحن لا نرى دوراً بعيد الأمد للأسد ونظامه، وموقفنا في هذا لم يتغير، وقد أوضحنا ذلك للجميع، وقد صرحنا بوضوح في هذا الأمر خلال مباحثاتنا مع روسيا، بأن المجتمع الدولي لن يقبل سوريا يقودها نظام الأسد".

وشدد على أنه إذا كانت سوريا "تسعى إلى الحصول على اعتراف دولي ومستقبل واقتصاد آمن، فعليها أن تعثر على قيادة جديدة".

موقفه من روسيا وعلاقة واشنطن بموسكو في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كانت أكثر شيء مثير للجدل بسبب الاتهامات الروسية بالتدخل في الانتخابات التي أدت بوصل رئيس تيلرسون "ترامب" للحكم، فارتبط الأمر بشكل أو بآخر بأزمة أوكرانيا والعقوبات الأمريكية تجاه روسيا بسبب تلك الأزمة أو تدخلها في الانتخابات الأمريكية والأزمة السورية والموقف الروسي من بشار الأسد.

وقال تيلرسون، في جلسة استماع في الكونجرس حول الموقف من روسيا: "لدينا قدر كبير من القضايا الصعبة مع الروس.. علاقتنا في أدنى مستوى لها على الإطلاق وهي تتدهور بشكل أكبر، هدفنا إضفاء الاستقرار عليها".

وبرغم تواصل اللقاءات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف فهوة الخلاف بين الطرفين الأمريكي والروسي برغم اتفاق أخير لوقف إطلاق النار في سوريا ما زالت تمنع بحسب آخر تصريحات تيلرسون خلال اتصال مع الرئيس الأوكراني من رفع العقوبات الأمريكية على روسيا".

ورصدت "الوطن" تصريحا مهاما لتيلرسون حول الأزمة الخطيرة مع كوريا الشمالية قال فيه إن صبر أمريكا على بيونج يانج قد نفد، مضيفًا: "إن السماح لكوريا الشمالية بالاحتفاظ بنفس مستوى تكنولوجيا السلاح الحالية ليس هدفا مناسبا، مضيفا أن "هذا سيجعل كوريا الشمالية تمتلك قدرات كبيرة ستمثل تهديدا حقيقيا".

وحول احتمالية وجود تصعيد عسكري مع بيونج يانج، قال تيلرسون: "بالتأكيد لا نريد أن تصل الأمور إلى صراع عسكري".

موقف متشدد من إيران، حيث وصف وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون كثيرًا إيران براعي الإرهاب وبالتهديد للسلم العالمي، مضيفًا أمام الكونجرس في أحد تصريحاته "نحن وحلفائنا يجب أن نقف بوجه إيران لكي لا تكون لهذه الدولة اليد العليا في المنطقة".

كما أعلن في تصريح أن الخارجية الأمريكية وبناء على تعليمات الرئيس بدأت بمراجعة سياساتها حيال إيران.

وقال تليرسون في تصريح آخر: "إيران هي أكبر دولة داعمة للإرهاب في العالم، وإنها مسؤولة عن زيادة حدة النزاعات في الشرق الأوسط، وإنها تقوض المصالح الأمريكية".

ووصف تيلرسون الاختبارات الصاروخية الإيرانية بالانتهاك لقرارات مجلس الأمن، مؤكدًا أن طهران شنت هجمات إلكترونية ضد الولايات المتحدة وحلفائها.

أزمة قطر والدول العربية أظهرت مزيدا من التصريحات المتناقضة لـ"تيلرسون"، حيث دعا وزير الخارجية الأمريكي، في بداية أزمة الدول العربية مع دولة قطر بسبب تمويلها للإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، إلى تخفيف الجصار الجوي والبري والبحري على قطر، كما طالبهم بتقديم أدلة منطقية للاتهامات ضد قطر بتمويل الإرهاب.

كما دعا تليرسون، في الوقت نفسه، قطر إلى وقف تمويل المنظمات المحظورة والإرهابية، ووصف في آخر مواقفه الموقف القطري بالموقف المنطقي والعقلاني منذ بداية الأزمة، كما وقَّع خلال جولة يقوم بها حاليًا في الخليج اتفاقا مع دولة قطر لمكافحة الإرهاب.

وانطلق تيلرسون هذا الأسبوع في جولة خليجية تشمل الكويت وقطر والسعودية قام خلالها بإصدار بيان مشترك مع الكويت وبريطانيا عقب أزمة تسريب وثائق باتفاقات الرياض التكميلية في 2013 و2014 داعيًا في بداية الجولة الأطراف في الأزمة للهدوء، مؤكدًا سعي بلاده لحل الأزمة الخليجية.

وحول أداء تيلرسون أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أنه ما زال مبكرًا تقييم أداء ريكس تليرسون، موضحًا أن الأزمة الخليجية هي الاختبار الحقيقي الأول له في حياته العملية وخروجه الأول من الولايات المتحدة.

وقال فهمي لـ"الوطن"، إن ريكس تليرسون له فرص كبيرة في النجاح في الأزمة الخليجية بسبب معرفته بالطبيعة الخليجية لأنه له تاريخ كبير من التعامل مع دول الخليج بسبب طبيعة عمله كرئيس شركة نفط، مشيرًا إلى أن توقيع أمريكا وقطر اتفاق لمكافحة الإرهاب مع قطر يعتبر نجاحًا.

وأكد فهمي أن معيار تقييم وزير الخارجية الأمريكي يكون عن طريق قضية السلام بين الفلسطينيين ولكنه لم يقم بأي عمل في هذه الأزمة حتى الآن، كما أشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي قد قام بأكثر من 20 جولة في المنطقة حتى الآن بسبب تلك القضية ولكن تيلرسون اكتفى بإرسال مسؤول في "الخارجية الأمريكية" ومبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط.


مواضيع متعلقة