أسر المتوفين: نصبنا سرادقات العزاء.. وما زلنا ننتظر الجثامين

أسر المتوفين: نصبنا سرادقات العزاء.. وما زلنا ننتظر الجثامين
- أهالى قرية
- ارتفاع الأسعار
- الأراضى الليبية
- التسلل إلى ليبيا
- التواصل الاجتماعى
- الخدمة العسكرية
- السفر إلى ليبيا
- السلطات المصرية
- الطوب اللبن
- العثور على
- أهالى قرية
- ارتفاع الأسعار
- الأراضى الليبية
- التسلل إلى ليبيا
- التواصل الاجتماعى
- الخدمة العسكرية
- السفر إلى ليبيا
- السلطات المصرية
- الطوب اللبن
- العثور على
أمام منزل بسيط من الطوب اللبن، جلس العشرات من أهالى قرية تفتيش أبوسكين التابعة لمركز الحامول فى كفر الشيخ، لتقديم واجب العزاء إلى أسرة الشاب علاء عبدالباقى، بعدما تلقت خبر وفاته «عطشاً» فى صحراء طبرق، خلال رحلة هجرة غير شرعية عبر الأراضى الليبية، فيما تنتظر الأسرة وصول الجثمان مع اثنين آخرين من أبناء تفتيش إصلاح شالما وأبوالعزايم بمركز سيدى سالم.
فى مدخل سرادق العزاء، وقف عبده عبدالباقى، شقيق علاء، لاستقبال المعزين، مؤكداً، لـ«الوطن»، أنه اضطر إلى نصب السرادق لاستقبال المعزين، بعدما فقد الأمل فى عودة الجثمان، على خلفية إعلان جهات رسمية ليبية عن دفن جميع الجثامين بالفعل. وأشار إلى أن شقيقه متزوج ولديه 3 أطفال، وسافر إلى ليبيا ليعمل باليومية، حتى ينفق على أسرته عندما ضاقت به الأحوال فى بلاده، لكنه ذهب ولم يعد.
داخل المنزل، جلست نصرة عبدالباقى، شقيقة علاء الكبرى، ترتدى عباءة سوداء، لتتلقى عزاء السيدات فى شقيقها، وقالت بينما تغالب دموعها: «علاء كان يعمل (استورجى) باليومية، وانتقل معنا من قريتنا فى سيدى سالم إلى الحامول، ومنذ 7 سنوات تزوج، وأنجب 3 أطفال، أكبرهم عمره 5 سنوات، وأصغرهم لم يكمل عامه الأول، وعندما ضاق الحال به، مع ارتفاع الأسعار، فكر فى السفر إلى ليبيا ليعمل مع آلاف المصرين هناك».
{long_qoute_1}
وأضافت «أبلغنا علاء أنه سيسافر إلى ليبيا عن طريق مرسى مطروح مقابل دفع 30 ألف جنيه عندما يصل إلى مكان العمل، إلا أنه لم يبلغ أحداً بسفره، حتى علمنا بخبر الوفاة من أحد الجيران، مع تداول صورة لبطاقته على مواقع التواصل الاجتماعى»، موضحة: «لم أكن أعرف أنه سافر، حتى فوجئت بزوجته تأتى لى لتقول إنه اتصل بها ليبلغها بأنه مسافر، وعندها انقبض قلبى، واتصلت لأطمئن عليه، ثم انقطعت الاتصالات بيننا».
ما يحرق قلب «نصرة»، حسبما تقول، أن جثمان شقيقها لم يعد: «لم يملك شيئاً فى الحياة سوى زوجته وأطفاله الثلاثة، لكن الحياة أصبحت غالية جداً، ولم يعد بقدرته الإنفاق على أسرته، فاختار السفر بطريقة غير شرعية، تاركاً زوجته وأطفاله، والآن أقول ليته لم يسافر، وبقى ليعمل مع أخيه، أما أكثر ما يوجع القلب فهو أننا لا نستطيع دفن جثمانه بجانب والديه».
على أحمد فرج، خال المتوفى، قال: «ظللت لمدة يومين كاملين فى مطروح، محاولاً عبور منفذ السلوم إلى ليبيا لاسترجاع جثمان ابن شقيقتى، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل»، موضحاً: «تواصلت مع الهلال الأحمر الليبى فى طبرق، وتأكدت أن علاء واحد من المتوفين، وطلبت منهم مساعدتنا على إعادة الجثمان، وحصلنا على الموافقة بشرط أن يكون التواصل عبر الجهات الرسمية المصرية».
وأضاف: «بعد اللف بين مسئولى منفذ السلوم ومكاتب الأمن المختلفة، لمطالبتهم بالتحرك لاستعادة الجثامين، لم يتحرك أحد، وعدنا إلى أهالينا بأيدٍ خالية، رغم إبداء الجانب الليبى استعداده تسليم الجثامين فور تلقى طلبات رسمية من السلطات المصرية، حيث تم ترقيم الجثث، ووضعوها فى توابيت، لحين إعادتها».
فى قرية أبوالعزائم، التابعة لمركز سيدى سالم، شيع الأهالى جثمان الشاب محمد فؤاد، 22 سنة، بعدما نجح أحد الأقارب فى إعادته من ليبيا بمعرفته، بعدما دفع مبلغاً مالياً كبيراً، حسب «هالة»، شقيقة المتوفى، التى قالت: «أنهى محمد الخدمة العسكرية منذ 4 أشهر، ثم بحث عن فرصة للسفر بطريقة شرعية، فى محاولة لتجهيز نفسه، وسداد الديون المتراكمة عليه بعد تقسيطه تكاليف صب سقف شقته، إلا أنه فشل فى الحصول على فرصة سفر، حتى عرض عليه أحد الأشخاص التسلل إلى ليبيا، مقابل مبلغ 7 آلاف جنيه، وبالفعل سافر فى ثالث أيام عيد الفطر، لكنه لم يصل».
وأشار «وليد. ع»، أحد أقارب المتوفى، إلى أن «رحلة البحث عن محمد انطلقت فى ليبيا بعد انقطاع الاتصالات معه، ثم علمنا بالعثور على الجثمان فى منطقة صحراوية بطبرق، وذلك عن طريق عدد من الأشخاص الناجين من الموت، بعدما هربوا من إحدى الميليشيات الليبية، ولأننا علمنا بخبر الوفاة فى الأيام الأولى للوفاة، وقبل تحلل الجثمان، تمكنّا من استعادته، عن طريق اتصالات مع أقاربنا هناك، الذين دفعوا أموالاً مقابل إعادته، ثم أنهوا الإجراءات فى السفارتين الليبية والمصرية».
وعلى مسافة 5 كيلومترات فقط من قرية أبوالعزائم، نصبت أسرة السعيد إبراهيم (18 سنة) سرادقاً لاستقبال المعزين فى وفاته داخل قرية تفتيش إصلاح شالما المجاورة، رغم عدم استعادة الجثمان حتى الآن.. وقال الأب، لـ«الوطن»، إنه سافر إلى السلوم فى محاولة لاستعادة الجثمان، دون جدوى، موضحاً: «تواصلت مع مسئولين ليبيين، فأكدوا لى صعوبة إعادة الجثامين بسبب عدم تحرك السلطات المصرية حتى تحللت الجثث، كما أكدوا لنا صعوبة استخراج شهادات الوفاة». وأضاف بحسرة: «ابنى سافر على أمل بناء مستقبله، لكنه لم يعد لنا حياً أو ميتاً».
من جهة أخرى، قالت مصادر أمنية، لـ«الوطن»: «إن جثامين المصريين المتوفين فى حادث الهجرة غير الشرعية سيتم دفن معظمها فى طبرق، بسبب تحلل معظمها، بينما يتم إنهاء إجراءات تسلم 7 جثامين حالياً بمعرفة الجانب الليبى، حيث يتم استخراج الأوراق اللازمة لنقلهم إلى مصر»، مضيفة: «قرار نقل الجثامين من ليبيا إلى مصر يرتبط بحالة كل منها على حدة».