«الإسكندرية»: فيلا «حنا».. من مدرسة إلى «وكر» لتجارة المخدرات والخارجين على القانون

«الإسكندرية»: فيلا «حنا».. من مدرسة إلى «وكر» لتجارة المخدرات والخارجين على القانون
- أبى قير
- أملاك الدولة
- إحدى المدارس
- إقامة مدرسة
- إنشاء مدرسة
- الأبنية التعليمية
- الأعلى للآثار
- الأوراق الرسمية
- الإجراءات القانونية
- البؤر الإجرامية
- أبى قير
- أملاك الدولة
- إحدى المدارس
- إقامة مدرسة
- إنشاء مدرسة
- الأبنية التعليمية
- الأعلى للآثار
- الأوراق الرسمية
- الإجراءات القانونية
- البؤر الإجرامية
«فيلا حنا»، اسم أطلقه أهالى منطقة أبى قير، شرق الإسكندرية، على منزل أقامت فيه عائلة يونانية منذ ما يقرب من 100 سنة، قبل أن تهاجر من مصر، تاركةً وراءها الفيلا، التى تمتد على مساحة تصل إلى نحو 6000 متر مربع، لتصبح مرتعاً للخارجين على القانون، وتحولت إلى «وكر» لتعاطى وتجارة المخدرات، حتى أصبح الأهالى يطلقون عليها اسم «الخرابة»، بعد أن كانت واحدة من أشهر معالم أبى قير قديماً.
وكشفت مذكرة تقدم بها عضو مجلس النواب عن حزب «مستقبل وطن» بدائرة «المنتزه»، محمد عطا سليم، إلى محافظ الإسكندرية، بتاريخ 9 مايو 2016، طلب فيها تخصيص الأرض المقامة عليها «فيلا حنا»، إلى مدرسة لخدمة أبناء منطقة أبى قير، عن «مفاجأة»، حيث تبين، من المكاتبات الرسمية الصادرة عن حى «ثانى المنتزه»، ومن جهاز «حماية أملاك الدولة»، أن الأرض «بدون صاحب»، وأفادت الوثائق، التى حصلت «الوطن» على نسخة منها، أن الأرض تقع على «الخريطة رقم 12»، المعتمدة من هيئة المساحة، ويحمل الموقع «رقم العوائد 2511 و2512»، شياخة أبى قير، من واقع جرد مصلحة الضرائب العقارية.
{long_qoute_1}
وأشارت الأوراق الرسمية إلى أن مكتب محافظ الإسكندرية أحال طلب عضو مجلس النواب، بشأن استغلال قطعة الأرض الفضاء بأبى قير، المعروفة باسم «خرابة حنا»، فى إنشاء مدرسة، إلى السكرتير العام للمحافظة، وإلى الشئون القانونية، وأملاك الدولة، ورئيس حى المنتزه ثان، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، للحفاظ على أملاك الدولة.
وعلى الفور، بادر الحى بإرسال خطابات إلى العديد من الجهات الحكومية، للإفادة بما إذا كانت تلك الأرض تابعة لها، أو مملوكة لأى جهة حكومية، إلا أن جهاز حماية أملاك الدولة رد بأن الأرض ليست مدرجة ضمن «الأملاك الأميرية»، وبينما لم يرد أى رد من هيئة المساحة أو الشهر العقارى، فقد أفادت هيئة الآثار، بالمحضر المؤرخ 9 أكتوبر 2011، بأن الأرض ليست مملوكة، أو مخصصة للمجلس الأعلى للآثار، فيما أكدت إدارة الإيرادات بالضرائب العقارية أن الموقع ليس له مالك، وغير ممول، ونتيجة لبحث الملكية، وجد أن قطعة الأرض المذكورة لا تتبع أى جهة، ولم تفد أى جهة ملكيتها للأرض، وأن المتداول أن الأرض كانت مملوكة لأجانب، هاجروا منذ زمن.
كما حصلت «الوطن» على نسخة من قرار المجلس التنفيذى لمحافظة الإسكندرية، الذى عقد خلال شهر سبتمبر الماضى، برئاسة المحافظ السابق، اللواء رضا فرحات، والذى خصص البند الرابع من القرار لمناقشة ما تم من إجراءات بشأن «خرابة حنا»، وبعد المناقشات التى تمت على ضوء المستندات، والدراسات المقدمة من الجهات المعنية، وما أثير من آراء حول هذا الموضوع، أصدر المجلس قراره رقم 12 بتاريخ 24 سبتمبر 2016، بالموافقة على استصدار قرار «استيلاء مؤقت للمنفعة العامة»، لقطعة الأرض الكائنة خلف بنك القاهرة بمنطقة أبى قير، المعروفة باسم «خرابة حنا»، على أن يتولى حى المنتزه ثان تسليم الأرض إلى هيئة الأبنية التعليمية، لإقامة مدرسة عليها، ويحاط بهذا القرار الجهات المعنية بتنفيذه.
{long_qoute_2}
وعلى الرغم من صدور قرار رسمى من المحافظ السابق، لم يتم البدء فى بناء المدرسة حتى اليوم، نظراً لأن الحى لم يتسلم الأرض إلى الآن، وبالتالى لم يتم تسليمها إلى هيئة الأبنية التعليمية، لبناء مدرسة عليها، كما لم يتم إخلاؤها من «وكر» المجرمين الذين يأوون إليها، ويثيرون الهلع والذعر بين سكان المنطقة.
وجدد أهالى أبى قير مطالبتهم بتطهير «خرابة حنا» من البؤر الإجرامية، التى تهدد حياتهم وحياة أبنائهم، وسرعة الاستفادة من قطعة الأرض بتحويلها إلى مدرسة، خاصةً أن المحافظ السابق أصدر قراراً بالفعل بهذا الشأن، ولكنه مع وقف التنفيذ، وقال «على محروس»، أحد سكان المنطقة، يبلغ من العمر 76 سنة، إن هذه الأرض موجودة منذ ما يقرب من 100 عام، وكانت تعيش بها أسرة يونانية، قبل أن تهاجر من مصر، مشيراً إلى أن مساحة الأرض كانت غير مستغلة بالكامل، وكان يوجد بها قصر مقام على مساحة 200 متر مربع منها، وباقى المساحة كانت مزروعة بأنواع مختلفة من الأشجار، وكانت بها بئر مياه تحت الأرض، مشيراً إلى أنه بعد مغادرة أصحاب الفيلا البلاد، كانت تعيش فيها «خادمة» عجوز، ربما كانت تتجاوز الـ80 عاماً، وبعد وفاتها تحولت أرض الفيلا إلى خرابة، واستولى عدد من البلطجية عليها، وقاموا بسرقة محتويات القصر وهدمه، وبناء بعض العشش العشوائية، يستغلها الخارجون على القانون فى تجارة وتعاطى المخدرات، وفى ارتكاب موبقات وجرائم أخرى.
ولفت «محمد سلام»، أحد القاطنين بالمنطقة، إلى أن «الخرابة» تقع على مقربة من إحدى المدارس الخاصة، مما يشكل تهديداً وخطراً بالغاً على الأطفال، الذين يضطرون إلى مشاهدة أعمال تعاطى وبيع المخدرات، التى تجرى علناً، وأكد أن منطقة أبى قير تتميز بكثافتها السكانية العالية، ومع ذلك لا توجد بها سوى مدرستين للمرحلة الابتدائية، ولذلك يلجأ العديد من الأهالى إلى إلحاق أبنائهم بمدارس فى منطقة «المعمورة»، التى تبعد كثيراً عن أماكن إقامتهم، كما أشار إلى أنه منذ صدور قرار المحافظ السابق بإنشاء مدرسة على أرض «خرابة حنا»، لم يتم اتخاذ أى خطوات عملية لتنفيذ القرار حتى الآن، ومع حركة المحافظين الأخيرة، وتولى الدكتور محمد سلطان منصب محافظ الإسكندرية، يأمل الأهالى فى أن يستمع إلى شكواهم، ويأمر بالتحرك سريعاً لإنقاذهم من البلطجية، الذين يبثون الذعر بين أبناء المنطقة.