«سمسطا»: أجهزة التعقيم معطلة والعناية المركزة لا تعمل والأطباء يحضرون يومين فى الأسبوع.. وطبيبان فقط للكشف فى العيادة الخارجية

«سمسطا»: أجهزة التعقيم معطلة والعناية المركزة لا تعمل والأطباء يحضرون يومين فى الأسبوع.. وطبيبان فقط للكشف فى العيادة الخارجية
- أزمة صحية
- أسطوانات أكسجين
- أشعة الشمس
- أم محمد
- التعامل مع المرضى
- الشمس الحارقة
- الصحراوى الغربى
- الطريق الصحراوى
- العناية المركزة
- العناية المركزية
- أزمة صحية
- أسطوانات أكسجين
- أشعة الشمس
- أم محمد
- التعامل مع المرضى
- الشمس الحارقة
- الصحراوى الغربى
- الطريق الصحراوى
- العناية المركزة
- العناية المركزية
فى مستشفى سمسطا المركزى، الذى يبعد أكثر من 70 كيلو عن مدينة بنى سويف، تزايدت شكاوى المرضى المقبلين على المستشفى، الذى يخدم أكثر من 200 ألف نسمة، سواء كانوا من أهالى مركز سمسطا أو جاءوا من 25 قرية محيطة يضمها المركز، موضحين أن أجهزة التعقيم بالمستشفى لا تعمل، والعناية المركزية مغلقة لعدم توافر طبيب، وزيادة الضغط على العيادات الخارجية، وعدم توافر حضانات كافية فى المستشفى، بينما لا يتوافر طقم أطباء وتمريض بعد الساعة الـ2 ظهراً، على حد قول الأهالى والوافدين باستمرار على المستشفى.
يجلس محمد عبدالعال، رجل أربعينى، يحمل شنطة صغيرة بها أدوية ومضادات حيوية، يقول، «جيت أخلع ضرسى، ألم رهيب حاسس بيه بقالى كذا يوم، ولا قادر آكل ولا أنام، قالولى مفيش جهاز تعقيم»، يقول عبدالعال إنه جاء من قرية مزورة، التى تبعد عن مركز سمسطا بمسافة كبيرة، ليحصل على خدمة طبية، ولكن بعد قطعه لتذكرة الكشف، وتوجهه إلى قسم الأسنان، عاد خائب الأمل على حد قوله.
{long_qoute_1}
«مستشفى مركزية بتخدم 20 قرية مفيهاش ولا جهاز تعقيم شغال»، هذا ما يقوله عبدالعال، موضحاً أنه شعر بالغضب من وقوفه فى طابور طويل من أجل قطع تذكرة كشف، ثم انتظار دوره، ودخوله لقسم الأسنان ليكتشف أنه لا يعمل لوجود عطل فى جهاز التعقيم.
بينما تقول مريم موسى، إحدى المريضات «الحضانات هنا كمان دخولها بالواسطة»، توضح مريم أنها فور إنجابها لطفلها الثانى، احتاج دخول حضانة، وفوجئت برد العاملين فى المستشفى لعدم وجود حضانة متوافرة له، مضيفة، «قالوا لنا إن فيه 15 حضانة فى المستشفى، بس فيه منهم مش شغال علشان مش لاقيين له أسطوانات أكسجين، والباقى مشغول، وبعدها بيوم لقيت واحدة بتدخل ابنها الحضانة هنا»، وتقاطعها أم محمد، إحدى المريضات فى مستشفى سمسطا المركزى «المستشفى دى منفية، العناية المركزة كمان مش شغالة، وكل لما نسأل يقولوا مفيش دكتور عناية»، توضح أم محمد، السيدة الستينية، أنها شهدت كثيراً من الحالات الخطرة لأقاربها وجيرانها، منهم من أصيب بجلطة أو أزمة صحية مفاجئة، واضطر للتوجه إلى مستشفى بنى سويف العام، مضيفة «المشكلة مش فى المسافة اللى بينا وبين بنى سويف العام، واللى بتاخد ساعة ونص على الأقل، المشكلة الأكبر إن الطريق بينا وحش ومكسر وخطر، فيه ناس بتتعب بالليل ولا بتلاقى عربية إسعاف تنقلها ولا حد يلحقها»، وتتعجب أم محمد قائلة «إزاى مستشفى مركزى قسم العناية المركزة فيها مقفول، لمجرد إن مش لاقيين دكتور».
{long_qoute_2}
تجلس ماجدة عبدالتواب، تحمل رضيعها، وتحتمى من أشعة الشمس الحارقة فى «حوش» المستشفى، بينما تستظل بإحدى الأشجار، تقول «الساعة 2 فى المستشفى مابيبقاش فيه حد هنا كل الدكاترة بتمشى»، تقول ماجدة إنها فوجئت بالتواء فى إبهامها، ولم تجد طبيب العظام فى المستشفى، بالرغم من قدومها فى تمام الساعة الـ9 صباحاً، على حد قولها، وبعد انتظارها لعدة ساعات، توجهت لطبيب الجراحة لإلقاء الكشف عليها، بعدما فقدت الأمل فى حضور طبيب العظام.
تضيف ماجدة، «كتبلى على علاج وجبته، بس خايفة آخده علشان حامل، قلت له إنى حامل، بس قلقانة من العلاج اللى كتبهولى»، تؤكد ماجدة أنها ستضطر للذهاب إلى الطبيب الذى يباشر حملها فى إحدى العيادات الخاصة، لتتأكد أن العلاج التى حصلت عليه من المستشفى لا يضر الجنين.
وعن متابعتها مع أحد الأطباء خارج المستشفى تقول «بتابع الحمل بره، علشان هنا كل لما آجى قسم النسا والولادة، بلاقى دكتور غير التانى، والحمل بيحتاج إن دكتور واحد يتابعه من الشهور الأولى لحد الولادة، الدكاترة بتيجى يومين فى الأسبوع».
{long_qoute_3}
بينما تجلس زينب على كرسى متحرك، رجلها اليسرى مغطاة بجبيرة بيضاء، تقول «مستنية دكتور العظام من الصبح ولسه مجاش بقالى 3 ساعات مستنية»، توضح زينب أنها عانت من كسر مضاعف، بعد سقوطها فى المنزل، وبعد توجهها للمستشفى، طلب منها طبيب العظام إجراء أشعة خارج المستشفى، قائلة، «تعبت جداً اليوم ده طلعنا بره عملنا الأشعة ورجعناله، علشان قالوا لنا مفيش أشعة فى المستشفى»، توضح زينب أن حضورها اليوم هو لمتابعة حالة ساقها، وهل أصبح الوقت مناسباً للتخلص من الجبيرة التى ركبها لها طبيب العظام فى المستشفى.
يمضى محمد عصام بخطوات مثقلة، ليجلس فى الكافتيريا التابعة للمستشفى، هو أحد مرضى الكلى الذى يتلقى علاجه به، يقول «بصراحة قسم غسيل الكلى هنا ممتاز، المعاملة آدمية، وبعرف ميعاد الجلسة الجاية بالظبط قبل ما أمشى»، يقول عصام إن قسم الكلى يوفر كافة المستلزمات الطبية للمرضى، ويتصف العاملون به من طقم أطباء وتمريض بالإنسانية فى التعامل مع المرضى.
ويقول محمد رجب، بيته مواجه للمستشفى «اللى بيتعب بالليل، أو أى وقت بعد الساعة 2 الضهر، مابيلاقيش حد يلحقه فى المستشفى، من فترة كان اللى بيقف فى الاستقبال بالليل دكتور صيدلى، ولحد دلوقتى فيه تمرجى اللى بيكشف على الناس»، يؤكد رجب أن معظم الحوادث التى تقع على الطريق الصحراوى غرب تتوجه مباشرة إلى مركز سمسطا، ويعيش الضحايا معاناة فى ظل عدم توافر طاقم طبى، وعدم توافر إمكانيات مناسبة لإنقاذهم، حتى يتم نقلهم إلى مستشفى بنى سويف العام بعدها.
ويضيف رجب أنه توافد على المستشفى أحد المواطنين وزوجته، بعد تعرضهما لحادث كبير على طريق الصحراوى الغربى، فتم نقلهما إلى مستشفى سمسطا، لكونه أقرب مستشفى مركزى لهما، قائلاً «الناس جت هنا اترمت، الساعة 10 بالليل، ولا لقيوا دكتور ولا أى حد يغيثهم، ماكانش فى المستشفى غير طبيب امتياز وماكانش عارف يعمل معاهم إيه، فضلوا ينزفوا لحد ما اتنقلوا لمستشفى بنى سويف العام».
فى المقهى المواجه لمستشفى سمسطا المركزى، يقول جبر، أحد العاملين به «إمبارح جت ست هنا معاها طفل عيان، الساعة 8 إلا تلت مساء، بتتحايل على الدكتور اللى كان قاعد يشرب شيشة يبص على الولد، قالها الشيفت بتاعى بيبدأ الساعة 8 ادخلى المستشفى استنى بقى»، يضيف جبر، أن الطفل كان يعانى من ارتفاع فى درجة الحرارة، وأزمة كبيرة فى التنفس، وأن محاولات الأم فى استجداء الطبيب لم تكلل بالنجاح، إلا بعدما تدخل البعض ليضغطوا على الطبيب لإنقاذ الطفل، مؤكداً «ماكانش عايز يسيب الشيشة ويكشف على الولد، قلت له متقعدش هنا تانى، وقمت خدت منه الشيشة، لحد ما قام فعلاً مع الست وكشف على ابنها».
بينما يقول أحد العاملين فى مستشفى سمسطا المركزى، الذى رفض التصريح باسمه «احنا بنستقبل فى العيادة الخارجية 900 كشف أطفال فى اليوم، وبيوجد 2 أطباء، طبعاً بيعملوا اللى عليهم قدام العدد الضخم ده»، ويضيف أن من أهم الأزمات التى يعانى منها مستشفى سمسطا، أن كافة المستشفيات فى محافظة بنى سويف تقوم بتشغيل الأجهزة والحضانات من خلال «تنك» الأكسجين، أما «سمسطا» فلا تزال تعتمد على أسطوانات الأكسجين، التى تكون غير متوافرة أحياناً، أو يكون بها بعض الأعطال، ولذلك فإن الحضانات لا تعمل بكامل طاقتها، ويضيف قائلاً «جهازين التعقيم الموجودين فى المستشفى مش شغالين، كل أسبوع نجيب مهندس الصيانة يقول لنا دول خلاص لازم يتكهنوا، ومبقوش نافعين، ونبعت لمديرية الصحة والوزارة جوابات علشان تبعت لنا أجهزة تعقيم وماتبعتش»، كما يؤكد أحد العاملين فى المستشفى، أنه يعانى من نقص كبير فى الأدوية، قائلاً «السرنجة بنطلب من المريض يجيبها من بره، ودى أزمة بقى بتعانى منها معظم مستشفيات الجمهورية».