عضو اللجنة المركزية لـ«فتح»: أبلغنا الجانب المصرى أننا جاهزون للقاء «حماس».. و«دحلان» لا يعنينا وأطالب الفلسطينيين بالانتفاضة

عضو اللجنة المركزية لـ«فتح»: أبلغنا الجانب المصرى أننا جاهزون للقاء «حماس».. و«دحلان» لا يعنينا وأطالب الفلسطينيين بالانتفاضة
- أحداث رابعة
- أفيجدور ليبرمان
- إجراء الانتخابات
- إدارة أوباما
- إسرائيل ب
- إسماعيل هنية
- إطلاق النار
- إقامة الدولة
- إنهاء الاحتلال
- آلية
- أحداث رابعة
- أفيجدور ليبرمان
- إجراء الانتخابات
- إدارة أوباما
- إسرائيل ب
- إسماعيل هنية
- إطلاق النار
- إقامة الدولة
- إنهاء الاحتلال
- آلية
تحركات سريعة وزيارات بالتبادل من حركتى «فتح» و«حماس» للقاهرة، فى سبيل إنهاء الانقسام الفلسطينى، الجرح الدامى طوال عقد من الزمان، وآخر تلك التطورات زيارة الرئيس الفلسطينى، محمود عباس أبومازن اليوم إلى القاهرة ولقاؤه بالرئيس عبدالفتاح السيسى من أجل النقاش فى العديد من القضايا، فى مقدمتها إنهاء الانقسام الفلسطينى، ودفع عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية.
عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، ونائب رئيس لجنة فلسطين والأراضى العربية المحتلة بالبرلمان العربى، كشف أنه جاء إلى القاهرة لعقد عدة لقاءات تمهيداً لزيارة «أبومازن»، وباعتباره أيضاً المسئول عن ملف المفاوضات مع الجانب المصرى. {left_qoute_1}
وأضاف «الأحمد» فى حوار لـ«الوطن»، أنه سيشارك ضمن وفد الرئيس أبومازن، وأن حركة «فتح» مستعدة لعقد لقاء مشترك مع «حماس» بشأن المصالحة الداخلية الفلسطينية وإنهاء الانقسام، مؤكداً إصرارهم على رعاية مصر للقضية الفلسطينية، وأنه لا أحد يستطيع فك الدم المصرى الفلسطينى، وإلى نص الحوار:
■ نرى أن الزيارات من حركتى «فتح» و«حماس» إلى القاهرة كثيفة فى الفترة الأخيرة، هل ستترجم تلك الزيارات إلى مصالحة قريبة برعاية مصرية؟
- بكل صراحة أقول إننى التقيت هذا الأسبوع بمسئولين فى أجهزة سيادية مصرية فى إطار الاتصالات الدائمة بيننا، وناقشنا طويلاً كل الأوضاع سواء قضية المصالحة أو غيرها، ونحن ما زلنا وسنبقى متمسكين بقرار جامعة الدول العربية وقرار الشعب الفلسطينى أن ترعى مصر المصالحة، حتى رغم خلافها مع «حماس»، وحماس تعلن أنها توافق على رعاية مصر، وناقشنا هذا الجانب أيضاً، وناقشنا الأوضاع فى غزة، وناقشنا الجهود التى تبذل لحل الخلافات بين حماس ومصر، فى إطار التنسيق الدائم بين القيادتين المصرية والفلسطينية.
■ ومتى يصل «أبومازن» للقاهرة وما القضايا التى سيناقشها مع السيسى؟
- الرئيس أبومازن يصل اليوم، على رأس وفد سأكون عضواً فيه للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى والقيادة المصرية فى إطار التشاور الدائم بيننا وبين الشقيقة الكبرى مصر حول كافة القضايا وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، والجهود المبذولة لإحياء عملية السلام وتوفير متطلباتها بما فيها إنهاء الانقسام، ودعم صمود الشعب الفلسطينى فى مواجهة الاستيطان، ونحن نعتز ونفتخر بالتنسيق المشترك واللغة الواحدة المصرية الفلسطينية العربية فى الحديث حول عملية السلام، فالموقف الفلسطينى هو نفس الموقف المصرى، هو نفس الموقف الأردنى والسعودى، وبالتالى هذه الاتصالات مستمرة.
{long_qoute_1}
■ وما سبب زيارتك الآن.. وهل هى مجرد تمهيد لزيارة أبومازن أم كانت من أجل عقد لقاءات أيضاً بشأن المصالحة؟
- أنا مكلف فى إطار اتفاق دائم بمتابعة العلاقات المصرية - الفلسطينية فى معظم جوانبها، وخاصة فيما يتعلق بالوحدة الوطنية وما يتعلق بالدعم فى غزة ودعم نضال الشعب الفلسطينى بكل أوجهه وحماية العلاقات المصرية - الفلسطينية من أعدائها، وطبعاً أنا أتردد باستمرار لألتقى بالمسئولين المصريين فى الأجهزة السيادية أو بالبرلمان المصرى، وفعلاً فى اللقاء تم التحضير لزيارة الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن للقاهرة، والتى تستمر ليومين وربما ثلاثة.
■ ومن يصاحب الرئيس الفلسطينى فى زيارته للقاهرة؟
- وفد يضم عدداً كبيراً أبرزهم الدكتور صائب عريقات، وسأكون أيضاً بصحبة الرئيس أبومازن.
■ وماذا بشأن زيارات «محمد دحلان» للقاهرة.. وما مدى التعاون بين الفصائل فى المصالحة؟
- القيادى المفصول محمد دحلان لا يعنينا، وليس طرفاً فيما يدور، هناك فصائل منظمة التحرير الفلسطينية إلى جانب حركتى حماس والجهاد الإسلامى، كلنا نسعى إلى إيجاد حل، كل فصائل منظمة التحرير وحتى حركات الجهاد الإسلامى مع حل اللجنة الإدارية فى «غزة»، حماس هى التى لها موقف، وأنا أذكر الجميع دليل سوء النوايا لدى حماس، عندما تشكلت حكومة الوفاق الوطنى فى منزل إسماعيل هنية، الذى قال إن «حماس تركت الحكومة ولم تترك الحكم»، آن الأوان لوقف الكذب والخداع والمناورات، أسود أو أبيض، إما نتفق أو نتخاصم، ونحن لن نتهاون مع كل من يريد استمرار الانقسام سواء داخل الساحة الفلسطينية أو خارجها، دعم الانقسام خيانة وطنية، يجب إنهاء الانقسام، إسرائيل اتخذته ذريعة وأمريكا أيضاً للتهرب من تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وأيضاً كل من يدعم الانقسام مهما كانت صورته فى الساحة الفلسطينية هو لا يريد الخير للشعب الفلسطينى، ويريد أن يخدم السياسة الإسرائيلية. كما أن مصر وإعلامها كانت منارة للأمة العربية كلها، ولكن الإعلام المصرى لم يعد محل اهتمام الأحزاب والشعوب العربية.
■ متى تكون حركة «فتح» جاهزة لعقد لقاء مع حركة «حماس» من أجل إتمام المصالحة؟
- نحن جاهزون للتواصل مع حماس، وأبلغت الأشقاء فى مصر المعنيين فى ملف المصالحة أننا جاهزون لأى تحرك مصرى وأى اجتماع مشترك، بيننا وبين «حماس».
■ نشرت وكالة الأناضول التركية أن هناك 3 قنوات للوساطة بين «فتح» و«حماس»، قناة دولية وأخريان محليتان.. ما صحة هذه الأنباء؟
- «الأناضول» التركية منحازة وتبث الإشاعات، فالعلاقة ليست وساطات حول المصالحة، ولكنهم يتحدثون عن نشاط، ومصر هى المعنية بالمصالحة ولا يوجد اتفاق غير اتفاق 2011 الذى تم توقيعه.
■ إذاً نريد أن نطلع على الجديد فى المصالحة الفلسطينية بين حركتى «فتح» و«حماس»؟
- المصالحة الفلسطينية مصالحة شاملة، ومقولة مصالحة بين حركتى «فتح» و«حماس» ليست دقيقة، وإن كان العنوان الكبير هو بالفعل بين «فتح» و«حماس» باعتبارهما أكبر تنظيمين فى فلسطين، والخلاف هو خلاف حماس مع الكل الفلسطينى، وليس مع حركة فتح فقط، فإن فصائل الشعب الفلسطينى بالكامل ضد الانقسام، وبالتالى ضد الخطوة التى اتخذتها حركة «حماس» التى كان أكثر ناس ضدها هم شعبنا فى غزة (ضد الانقسام الفلسطينى)، الشعب الذى يتعرض لأبشع ألوان الاضطهاد من قبل سلطة «حماس» التى تريد أن تفرض سلطة أرض واقع بالقوة على المواطنين، والممارسات كثيرة لا أريد الخوض فى ذلك لأنها معروفة.
إننا شكلنا حكومة الوفاق الوطنى الفلسطينى عام 2014 استناداً إلى وثيقة المصالحة التى تم توقيعها فى 4 مايو 2011 بالقاهرة، وامتنعت «حماس» عن تنفيذها، بحيث لم نتمكن من بدء الخطوة الأولى من تنفيذ الاتفاق إلا عام 2014 عندما شكلت حكومة الوفاق، وحكومة الوفاق الوطنى بعد 5 أيام من تشكيلها عملياً، حماس وجهت لها ضربة قاصمة بالقوة عندما هاجمت البنوك والصرافات الآلية لمنع الموظفين من تسلم رواتبهم، ثم بعد ذلك حدث العدوان الإسرائيلى على «غزة» واضطررنا فى السلطة والقيادة الفلسطينية وفى كل الفصائل الفلسطينية أن نعض على جراحنا ونتوحد لمواجهة العدوان الإسرائيلى، وتم تشكيل وفد موحد كان برئاستى على أساس المبادرة المصرية فى هذا الوقت لوقف نزيف الدم فى «غزة» ووقف العدوان الإسرائيلى، وتفاءلنا خيراً لأن الوفد كان يضم فصائل عديدة بما فيها «حماس» و«الجهاد الإسلامى». {left_qoute_2}
وتوقف العدوان الإسرائيلى على غزة فى ضوء اتفاق وقف إطلاق النار الذى تم بيننا وبين إسرائيل بواسطة الوسيط المصرى، ولكن «حماس» استمرت فى نفس سياستها فى منع حكومة الوفاق الوطنى من القيام بمهامها، وذلك على الرغم من أن حكومة الوفاق تم الاتفاق والتوقيع على تشكيلها فى منزل الأخ «إسماعيل هنية»، وأنا كنت المكلف بمتابعة ذلك من قبل الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن، وأقدمت حماس بمناسبة مرور 10 سنوات على الانقسام على خطوة فى غاية الخطورة، فأعادت تشكيل ما يسمى باللجنة الإدارية الحكومية، وهى بمثابة حكومة ظل هى التى تمارس بالقوة بدلاً من حكومة الوفاق الوطنى، حاولنا وبذلنا الجهد دون فائدة، فبدأنا بإجراءات عملية ضد سلطة «حماس»، ليس من المعقول أن نمول المتمردين والانقلابيين، وأن نطالب بإنهاء الانقسام ونمد شريان الحياة لـ«حماس» فى دعم سلطة الأمر الواقع.
■ وماذا عن الإجراءات التى تم اتخاذها بشأن كهرباء غزة؟
- الإجراءات التى اتخذت ليست من أجل قطع الكهرباء على شعب غزة، ولكن ليس من المعقول أن المواطن يدفع ثمن الكهرباء، و«حماس» تسرقه ولا تدفع ثمن السولار لشركة الكهرباء، لذلك قلنا «لن ندفع ثمن السولار»، أما نحن نؤيد مد الكهرباء، والدليل على ذلك عندما اشترت «حماس» قبل أيام وقوداً من مصر تم إرسال التحويل عبر البنك العقارى المصرى فى رام الله، وبإمكان سلطة النقد الفلسطينية منع التحويل، ولكنها لم تمنع ذلك، لأن هذه الأموال هى الأموال التى كانت «حماس» سرقتها من المواطن.. لماذا حماس تأخذ من المواطن ولا تدفع ثمن المازوت ولا تدفع ثمن الكهرباء لشركة الكهرباء؟ هذا أحد النماذج.
{long_qoute_2}
■ هل هناك نماذج أخرى؟
- نعم هناك نموذج آخر، وهو «الأدوية»، فوزارة الصحة تدفع ثمن أدوية مجانية لمستشفيات غزة 70 مليون دولار، وحماس تأخذ الأدوية وتبيعها فى الصيدليات التابعة لها، أو تفرض على أصحاب الصيدليات وتأخذ الثمن لنشاط حماس، هل هذا مقبول؟ لا.
■ وماذا كان رد فعلكم على ذلك؟
- قلنا إننا سنتوقف عن هذه الإجراءات إذا قامت حماس بحل اللجنة الإدارية الحكومية التى أعادت تشكيلها وسلمت إدارة «غزة» إلى حكومة الوفاق الوطنى التى هى جزء منها وطمس سلطة حكومة الوفاق الوطنى، وتوافق على إجراء الانتخابات وفقاً لوثيقة المصالحة، ونبدأ على الفور كل بنود اتفاق المصالحة بالتوازى وصولاً إلى الانتخابات ونطوى صفحة الانقسام إلى الأبد بعد 10 سنوات، لأن الانقسام بدأ ينغرس فى نفوس المواطن، وهذا خطر على مستقبل الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية.. نحن نبحث عن كل الوسائل بحيث لا يصاب المواطن فى «غزة» بالضرر، على كل حال الباب ما زال مفتوحاً، وكل من يريد بصدق دعم الشعب الفلسطينى عليه أن يمارس أقصى الضغوط على حماس لإجبارها على إنهاء الانقسام، والانقسام لن ينتهى إلا بقرار من «حماس».
■ تحدثت عن أن شعب غزة تحت ضغط كبير من «حماس» إلى جانب الحصار.. ألا يؤدى ذلك إلى انفجار؟
- هذا وارد وأنا باستمرار أطالب أهلنا فى غزة وشعبنا الفلسطينى فى غزة أن ينتفض فى وجه الانقسام، كما انتفض وقاوم بالسلاح الاحتلال الإسرائيلى، فالانقسام أصعب من الاحتلال، لأن الانقسام يؤدى إلى بقاء الاحتلال، ويؤدى إلى عدم تطور الوضع فى قطاع غزة، يريدون إمارة إسلامية تابعة للإخوان المسلمين فى غزة، وهذا لا يمكن أن نقبل به، لا يمكن أن نقسم الوحدة الوطنية الفلسطينية، فتريد جماعة «الإخوان المسلمين» أن تأخذ من «غزة» حجراً للانطلاق نحو الآخرين بالتوسع فيما يسمونه بـ«عودة الخلافة الإسلامية»، وبالتالى هذا لا يجوز إطلاقاً، نحن نناشد حماس وما زلنا نرفض اعتبارها حركة إرهابية، أن يلتزموا فى العمل الوطنى الفلسطينى وهم أحرار فى علاقاتهم العقائدية مع الإخوان المسلمين، ولكن البرنامج يجب أن يكون برنامجاً وطنياً فلسطينياً، عنوانه الأساسى «وحدة شعبنا فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة»، وهم صحيح ادعوا أنهم جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية ولكن هذا الادعاء يجب أن يكون ممارساً على الأرض ولا يتدخلون فى الشأن الداخلى المصرى، فمصر بينها وبين حماس خلاف حول دعم حماس للتنظيمات الإرهابية فى سيناء، وهذا تؤكده مصر حتى الآن، ولا أريد أن أخوض فى هذا الأمر. {left_qoute_3}
وكنا نحن وسطاء بين مصر وحماس لتكف حماس عن تدخلها فى شئون مصر ودعم «الإخوان المسلمين»، خاصة فى فترة الرئيس الأسبق محمد مرسى، وأحداث رابعة بعد سقوطه. فمن الجيد الآن أن هناك حواراً بين حماس ومصر نحن نشجعه من أجل إبعاد غزة بكاملها وسلطة الأمر الواقع عن التدخل فيما يدور فى سيناء بل نحن كفلسطينيين نقف بقوة إلى جانب الشعب المصرى، ونحن بكل جوارحنا نقف داعمين لثورة 30 يونيو التى نعتبرها معجزة قام بها الشعب المصرى، أنقذ فيها مصر والأمة العربية بأكملها، لذلك نأمل أن تصغى «حماس» وتلتزم حتى نعود وحدة واحدة ونلغى حالة الانقسام وننزع من إسرائيل والولايات المتحدة زريعة عدم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بإنهاء الاحتلال وعدم تنفيذ حل الدولتين.
■ لماذا لم يعد الإعلام المصرى فى مكانته بالنسبة للشعوب العربية من وجهة نظرك؟
- بسبب أن هناك بعض «الإعلام غير المسئول»، فعندما تشن بعض الصحف المصرية المحدودة جداً -صحفى من الدرجة الـ20 مقابل فتات- هجوماً على الرئيس محمود عباس أبومازن، فلصالح مَن؟ هل من أجل تعكير العلاقات المصرية الفلسطينية؟ نحن نقول إن العلاقات المصرية الفلسطينية راسخة رسوخ النيل وزيتون فلسطين الذى عمره آلاف السنين، لا تستطيع قوة فى الأرض فك وحدة الدم المصرى الفلسطينى.
عندما كنا أطفالاً وشباباً كنا نتثقف من الإعلام المصرى، للأسف الآن بعض وسائل الإعلام المصرية صارت تعمل ضد ثورة 30 يونيو، وبالتالى أقول لا تمسوا وحدة الدم الفلسطينى المصرى تحت شعار «حرية الصحافة»، التى ليست هكذا، فالحرية والديمقراطية يجب أن تكون مسئولة فى إطار الالتزام الوطنى والقومى، ولكن خارج ذلك ليست «سلطة رابعة»، وإنما هى «مؤجرة لمن يدفع»، لذلك أقول ونحن فى مرحلة تثبيت مبادئ ثورة 30 يونيو بشأن ترسيخ الدفاع عما تتعرض له الأمة العربية والشعب الفلسطينى من تحديات فى مختلف القضايا.
{long_qoute_3}
دائماً يقولون إن التناقض الرئيسى مع العدو، فالتناقض داخل الصف الوطنى، هو الذى يؤجل الحل وذلك فى صالح أعداء الأمة العربية، فمن الذى يسعى لوقف تقدم مصر، ويحاول إشعال الطائفية فيها، وتنفيذ التفجيرات ليس فقط فى سيناء، ولكن فى الكنائس وغير الكنائس، وضد ضباط الشرطة؟ فمن الذى يقوم بهذه الأعمال؟ فـ«ديفيد بن جوريون» قال فى مذكراته «ليست قوة إسرائيل فى سلاحها النووى.. ولكن قوة إسرائيل فى تفتيت الكيانات المحيطة بها»، وبالتسلسل: العراق سوريا مصر، وعندما تضرب هذه الكيانات وتجزئها، فقد انتهت الأمة العربية. فعلى الإعلام أن يكون جزءاً من معركة الشعب المصرى فى مصر، وفى فلسطين جزء من معركة الشعب الفلسطينى، وفى لبنان جزء من معركة الشعب اللبنانى، وهى نفس معركة الأمة العربية فى مواجهة أعدائها وتمكين الأمة العربية من فرض سيطرتها ومنع التدخل فى شئونها والمحافظة على وحدتها، والمحافظة على دعم نضال شعوب أمتنا العربية من أجل «الحرية والديمقراطية والتعددية والتقدم والتنمية وإنهاء الفقر».
■ وماذا عن آخر تطورات عملية السلام فى ظل مرور 6 أشهر على تولى «ترامب» سدة الحكم؟
- منذ قدوم الرئيس الأمريكى ترامب وتوليه المنصب وحتى اليوم، حكومة اليمين الإسرائيلى المتطرفة، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش أفيجدور ليبرمان ووزيرة العدل أيليت شاكيد، اتخذت قرارات بإنشاء عدة آلاف من الوحدات الاستيطانية وبناء مستوطنة جديدة فى الضفة الغربية، وهناك أيضاً تكثيف من الاستيطان فى الفترة الأخيرة بالقدس، فالإدارة الأمريكية تتحمل فشل عملية السلام حتى الآن، وفشل الرباعية الدولية، وفشل جهود تنفيذ قرار 1515 الذى ينص على حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية جزء من قرار مجلس الأمن 1515، وسبب عدم تنفيذه هو التعامل مع إسرائيل على أنها فوق القانون، وأنها كالطفل المدلل، فكل الإدارات الأمريكية السابقة بما فيها أوباما وقفت عاجزة، وإن كانت إدارة أوباما التى تفاءلنا بها بعد خطابه فى جامعة القاهرة تبخرت بعد 8 سنوات، ولكنهم انتصروا لكرامتهم فى نهاية ولايته عندما لم يضعوا عراقيل ولم يستخدموا الفيتو أمام قرار 2334 ضد الاستيطان.
«نحن متعودون دائماً منذ 70 عاماً أن الإدارة الأمريكية منحازة» جملة يقولها الرئيس أبومازن، والآن تستغل الأوضاع العربية السيئة ووجود تنظيم «داعش» الإرهابى فى معظم الأقطار العربية، فى محاولة لتفجير الوضع فى مصر والجزائر وتونس حتى فى السعودية، فضلاً عن الأزمة الخليجية الحالية، فيهدفون إلى فتح أزمات تبدد الجهد العربى السياسى بالصراعات الجانبية، ولكن بعد قدوم «ترامب» تفاجأنا بتغيير لهجته السياسية، وهذا شىء إيجابى رحبنا به.
■ وما رأيك فيما يدور حول الأزمة القطرية؟
- نحن باستمرار معنيون كعرب وفلسطينيين بما يدور، ونأمل أن يكون الحل سريعاً بالحوار فى ظل توحيد الموقف العربى لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله، وتوحيد الموقف العربى تجاه كافة القضايا العربية كلها، وعدم تجزئة الموقف لصالح هذا الطرف على الآخر، ونأمل أن تعود الأمور إلى مجاريها وفق نصوص واضحة وصريحة.
«الأحمد» خلال حديثه لـ «الوطن»