معهد الكبد القومى.. «نقطة نور» وسط مشهد «مظلم»

معهد الكبد القومى.. «نقطة نور» وسط مشهد «مظلم»
- أشعة تليفزيونية
- أفراد الأمن
- أمراض الكبد
- ارتفاع أسعار
- الأمن الإدارى
- الإجراءات الإدارية
- البحث العلمى
- التأمين الصحى
- الدوريات العلمية
- آلية
- أشعة تليفزيونية
- أفراد الأمن
- أمراض الكبد
- ارتفاع أسعار
- الأمن الإدارى
- الإجراءات الإدارية
- البحث العلمى
- التأمين الصحى
- الدوريات العلمية
- آلية
إنجاز كبير قارب على الانتهاء بمراحله المختلفة، بالتزامن مع الطفرة الكبيرة التى حققتها الدولة المصرية فى علاج «فيروس سى»، على أرض المنوفية، المصنفة عالمياً كأحد أكثر البقاع إصابة بالمرض، وبعد أن كانت بدايته مركزاً بحثياً صغيراً عند إنشائه، أصبح أحد أكبر المراكز العلاجية فى مصر والشرق الأوسط. معهد الكبد القومى بمدينة شبين الكوم فى المنوفية، الذى أسسه الدكتور ياسين عبدالغفار عام 1986، ليكون بمثابة مؤسسة فريدة من نوعها فى مصر وأفريقيا والشرق الأوسط، حيث يقدم خدمات علاجية وخدمات بحثية لعلاج أمراض الكبد، وكانت بدايته -كما هو مسجل فى كتيب التعريف به الموجود داخل مبنى المعهد- أنه بدأ كوحدة أبحاث لأمراض الكبد ملحقة بكلية الطب جامعة المنوفية، وكان يقتصر على إجراء الأبحاث فقط على مرضى الكبد، بجانب بعض الدراسات الخاصة بالعلاج، وفى سنة 1991 تم إنشاء وحدة مناظير ووحدة عيادة صغيرة، وفى هذا العام تم إجراء 3 عمليات لزراعة الكبد نجحت جراحياً، وبعدها تم انتداب الجيل الأول من أطباء معهد الكبد فى بعثات خارجية وعادوا بخبرات كبيرة للاستفادة بها فى مجال علاج أمراض الكبد وكانت أنسبها الخبرات اليابانية، وتمكن الجيل الأول من الالتحاق بعدد من المراكز العالمية فى العديد من الدول. داخل سور كبير مكتظ بأفراد الأمن الإدارى على بوابته الرئيسية، يتحرك العشرات من مرضى الكبد بصحبة ذويهم بين مبانى المعهد المختلفة، ما بين طوارئ وانتظار وغرف إقامة وتحاليل ومناظير، كل يعرف طريقه، نتيجة اللوحات الإرشادية المنتشرة داخله.
{long_qoute_1}
محمد سمير، أحد المصابين بفيروس سى وتليف كبدى بنسبة 30%، يتردد على المعهد منذ ما يزيد على 5 سنوات، يقول عن نفسه، إنه «ذاق الأمرين» من أجل تحسن حالته، خاصة فى السنوات التى سبقت ظهور علاج الفيروس، حيث كان العلاج يعتمد على البذل وبعض الأدوية التى لم يكن لها فائدة، ما كان يتسبب فى تردده المستمر على المعهد، بشكل شبه أسبوعى، وفى ذلك الوقت كانت تسيطر حالة زحام شديدة على المعهد نتيجة كثرة المرضى، وتسبب ذلك فى أوقات كثيرة فى عدم توافر أسرة للمرضى، مما كان يجبرنا على تلقى العلاج فى الطرقات المؤدية إلى مبانى المعهد، وأضاف الرجل الخمسينى أن أهم ما يميز معهد الكبد القومى حالياً هو وجود آلية عمل منظمة، تعطى المريض حقه، فكل مريض يحمل ملفه الطبى محدداً فيه مواعيد حضوره، والتحاليل والأشعة التى سيجريها ومكانها، مما يلغى دور «الواسطة» المعمول بها فى باقى المستشفيات، وعلى الرغم من حالة التعاون الموجودة من الأطباء والممرضين مع المرضى إلا أن الإجراءات الإدارية الخاصة بإنهاء أوراق العلاج على نفقة الدولة أو التأمين الصحى تتسبب فى «طهقان المريض وعيلته كلها»، «أنا معروف إنى باجى كل أسبوع آخد علاجى وأعمل التحاليل اللازمة، ليه يدونى تصاريح علاج نفقة دولة أسبوع بأسبوع لما ممكن يدونى سنة على بعضها بدل المرمطة اللى فيها أنا وعيالى كل أسبوع ما بين دكتور التأمين فى المعهد وإدارة التأمين اللى فى آخر شبين الكوم؟».
رافقنا مجموعة من الأطباء فى جولتنا داخل المعهد، ورصدنا معرفة المرضى لهم ومعرفتهم للمرضى، وعندما سألناهم عن ذلك، أخبرونا بأن «مرض الكبد من الأمراض التى تتطلب وجود المريض فى المستشفى بشكل دورى، ومن ثم نتعرف عليهم ويصبحون بعد ذلك أصدقاء لنا، ويساعدوننا فى الأبحاث التى نجريها عن أمراض الكبد ومعدل انتشاره وطرق علاجه»، وهذه الأبحاث تمول من جامعة المنوفية وصندوق تنمية البحث العلمى التابع لوزارة البحث العلمى، وأيضاً بجهود ذاتية من المعهد، إضافة لأبحاث مشتركة مع جامعات خارجية ومشاركات بمؤتمرات علمية داخلية وخارجية وتقدر الميزانية المخصصة لذلك بملايين يخصص المعهد 60% منها للناحية العلاجية، ويستقبل حالات من دول عربية مختلفة مثل سوريا، الأردن، فلسطين، اليمن، السودان، ليبيا، حيث استقبل المعهد خلال العام الماضى أكثر من 122 ألف مريض على العيادات الخارجية للكشف عليهم، وبلغ عدد المترددين عليه فى استقبال الطوارئ 11600 مريض، بينما تم استقبال 20 ألف مريض بمختلف الأقسام وإجراء 426464 تحليلاً و21690 عملية منظار، كما تم استقبال 2500 مريض بوحدة زراعة الكبد للفحص و4200 بالعناية المركزة و680 طفلاً بالحضانات، كما تم إجراء 12598 أشعة عادية و21 ألف أشعة تليفزيونية و19 ألفاً مقطعية و1890 رنين مغناطيسى و680 مسحاً ذرياً و7530 أشعة تداخلية و3690 قسطرة تشخيصية، إلى جانب إجراء 718 عملية جراحية كبرى ومتوسطة، وبلغت عمليات زراعة الكبد بالمعهد 379 حالة زراعة، منها 302 للكبار و77 للأطفال، وتتم زراعة الكبد للأطفال بالمجان.
وأكد الدكتور هشام عبدالدايم، عميد المعهد القومى للكبد بشبين الكوم، أن المعهد يقدم 3 وظائف رئيسية فى وقت واحد، حيث يمثل مركزاً علاجياً متقدماً لعلاج أمراض الكبد يقصده المرضى من محافظة المنوفية والمحافظات المختلفة وامتدت سمعته الطيبة لتصل لعدد من الدول العربية، بجانب دور بحثى وتدريبى، حيث أنتج المعهد أبحاثاً عالية الجودة تم نشرها فى أكبر الدوريات العلمية ودور النشر العالمية وباحثين حصلوا على جوائز عالمية، بالإضافة إلى إصدار المعهد 10 كتب فى مجال أمراض الكبد تم توزيعها فى 200 دولة حول العالم، وأخيراً يوجد بالمعهد مركز للمشروعات البحثية بمشاركة مؤسسات من داخل وخارج مصر وجامعات عالمية مثل جامعة أوهايو. {left_qoute_1}
وأشار عميد المعهد إلى أن المعهد شهد إجراء نحو 1000 عملية كبرى فى مجال زراعة الكبد والأورام وعدد ضخم من العمليات الصغيرة، حيث يحتوى المعهد على 8 غرف عمليات مجهزة بأحدث التجهيزات على مستوى العالم ولا يوجد مثلها بالشرق الأوسط إلا فى دولة الإمارات الشقيقة، بالإضافة إلى غرفتين بنظام الكبسولة الكاملة و3 غرف نصف كبسولة، ولا تتكلف عملية زراعة الكبد للأطفال «ولا مليم»، وفى عمليات الكبار سناً يتم دفع مبلغ 30 ألف جنيه فقط، وأنه منذ عام 2014 بدأ العمل فى المبنى الجديد للمعهد فى إنتاج تجريبى، حيث تمت مضاعفة عدد الأسرة، إلى أن وصلت إلى 365 سريراً، السرير الواحد يتكلف يومياً نحو 1500 جنيه، وسرير الرعاية المركزة تصل تكلفته اليومية إلى نحو 5 آلاف جنيه.
وعن أهم العثرات التى تعرقل سير العمل بالمعهد، قال «عبدالدايم» إن المعهد يعمل بنحو 80% من طاقته، ولكن للأسف يوجد عجز كبير فى هيئة التمريض بالمعهد يصل إلى 15%، بالإضافة للأزمة المالية الناتجة عن ارتفاع أسعار المستلزمات الطبية، حيث يحتاج المعهد إلى اعتمادات ضخمة، بسبب ارتفاع أسعار الدواء: «بنتصرف وإحنا مزنوقين وعندنا مشاكل علشان ما نردش مريض قصدنا فى العلاج، خاصة أن مصر بها أعلى نسب إصابة بفيروس سى فى العالم».