«البنا» يستبعدها من الأحكام الشرعية.. والإخوان يبشرون بها لعودة «مرسى»

«البنا» يستبعدها من الأحكام الشرعية.. والإخوان يبشرون بها لعودة «مرسى»
أثار حديث قيادات الإخوان حول الأحلام كثيرا من الجدل، خاصة أنهم يعتبرونها بشرى بعودة الرئيس محمد مرسى، إلى الحكم. وكان آخرها تصريح الدكتور جمال عبدالهادى القيادى بجماعة الإخوان الذى قال إن «سيدنا جبريل موجود فى ميدان رابعة العدوية بجوار المعتصمين والرئيس محمد مرسى كان إماما للنبى وصلى به فى حضرة قيادات الإرشاد فى المقر العام للجماعة ورفض النبى الصلاة بالإخوان وفضل الصلاة خلف محمد مرسى».
وعلى الرغم من أن قيادات الإخوان تستخدم الأحلام فى مخاطبة مشاعر أعضائها فإنها تناست أن حسن البنا فى تعاليمه الأولى للإخوان رفض الاعتداد بالأحلام جملة وتفصيلا ورفض اعتبارها ركيزة من ركائز الشريعة.
يقول حسن البنا فى رسالة «التعاليم» التى وجهها للنظام الخاص فى الأصل الثالث من الأصول العشرين: «وللإيمان الصادق والعبادة الصحيحة والمجاهدة نور وحلاوة يقذفها الله فى قلب من يشاء من عباده، ولكن الإلهام والخواطر والكشف والرؤى ليست من أدلة الأحكام الشرعية، ولا تعتبر إلا بشرط عدم اصطدامها بأحكام الدين ونصوصه».
ويعلق وليد شلبى، المستشار الإعلامى للإخوان، على الأصل الثالث بالقول إن هذا الأصل يعالج الإيمان الصادق والعبادة الصحيحة والمجاهدة والمصادر التى ليست من أدلة الأحكام الشرعية، ويضيف: «يقرر الإمام الشهيد أن للإيمان الصادق النقى والعبادة الصحيحة الخالية من البدع والمجاهدة البعيدة عن الغلو آثاراً طيبةً على صاحبها، ومن هذه الآثار أن الله تبارك وتعالى يمنُّ على صاحبها بنور يكشف به ما لا يكشفه لغيره، يميِّز بين هذه المتشابهات والمتداخلات وأن الله -تبارك وتعالى- يذيق صاحبَها من حلاوة الإيمان ما شاء الله له، فيشعر بسعادة ولذة عظيمة.
ونسب إلى «البنا» أن الإلهامَ والرؤى والخواطرَ أمورٌ لها وجودٌ ثابتٌ، فلم ينكرها كليةً، وهى مع وجودها ليست من أدلة الأحكام المستقلة؛ لأن الظنَّ يتطرق إليها كثيراً والأوهام تختلط بها كثيراً، وما كان كذلك فلا يُعتمد عليه، فإن قيل: ما فائدة وجودها؟ قيل: الاستئناس بها عند عدم معارضتها للكتاب والسنة، وزيادة فى التثبيت.
وتابع: إن «البنا» كان يهدف من الأصل الثالث المحافظة على مصادر الأحكام الشرعية صفيّة نقيّة، والوسطية والاعتدال حيث إنه لم يقصّر ولم يُغالِ، فلم ينكر أصلَ وجود الإلهام والخواطر، ولم يبالغ فى اعتبارها دليلاً مستقلاً من أدلة الأحكام وأغلق البابَ على الدجَّالين، وأنقَذَ المخدوعين.