مهلة الدول العربية لـ«الدوحة» تنتهى غداً.. و«الرياض»: الكيل طفح

كتب: عبدالله إدريس، ووكالات

مهلة الدول العربية لـ«الدوحة» تنتهى غداً.. و«الرياض»: الكيل طفح

مهلة الدول العربية لـ«الدوحة» تنتهى غداً.. و«الرياض»: الكيل طفح

اقتربت المهلة التى منحتها الدول العربية للحكومة القطرية لإعلان التزامها بالمطالب الـ13 التى قدمتها الدول العربية من خلال الكويت إلى حكومة «الدوحة»، حيث تنتهى المهلة غداً، وبات واضحاً أن الأزمة لن تشهد حلاً قريباً، حيث جددت وزارة «الخارجية السعودية»، أمس، تأكيدها رفض مسألة دعم قطر للإرهاب والتطرف، مشيرة إلى أن «مقاطعة قطر جاءت من أجل توجيه رسالة إلى الدوحة مفادها: لقد طفح الكيل». وفى تغريدة على حسابها الرسمى على «تويتر»، قالت «الخارجية» السعودية، إن «المطالب المقدمة غير قابلة للتفاوض أو النقاش». وأشارت «الخارجية» إلى أن قطر لم تلتزم بتعهداتها ولم تفِ بوعودها حول وقف دعم وتمويل الإرهاب، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول. وبحث وزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن، الأزمة مع المندوبين الدائمين للدول الـ5 دائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولى.

{long_qoute_1}

فى الوقت ذاته، عقد مجلس منظمة الطيران المدنى الدولى (إيكاو)، جلسة غير رسمية قدمت فيها الأمانة العامة للمنظمة معلومات محدثة عن سلامة الأجواء فوق المياه الدولية للخليج العربى. وقال مدير إدارة الملاحة الجوية الجوية استيف كرامر، إنه ليس لدى الأمانة العامة للمنظمة أى مخاوف بالنسبة للسلامة الجوية فوق المياه الدولية بالخليج، وذلك نظراً لامتلاك دول المقاطعة أجهزة ملاحية حديثة وإمكانيات تغطى جميع الأجواء الدولية فوق الخليج العربى، وأن المكتب الإقليمى سيعقد اجتماعاً يوم 6 يوليو فى القاهرة مع الدول التى قطعت علاقاتها مع قطر من أجل بحث أى مطالب مستجدة من قطر بخصوص فتح خطوط جوية جديدة فوق المياه الدولية بالخليج.

من جانبهم، أكد محللون غربيون أن «الأزمة الخليجية تصاعدت ووصلت لمرحلة من الصعب جداً أن يتراجع الأطراف عنها»، وقال فراس موداد المحلل الاستراتيجى فى مؤسسة «آى. إتش. إس ماركيت»، لشبكة «سى. إن. بى. سى» الأمريكية، إن «البعض اعتقد فى بادئ الأمر أن أطراف الأزمة سيسعون إلى التوصل إلى حل لها قبل نهاية شهر رمضان، الأزمة الخليجية فى شبه الجزيرة العربية تتحول شيئاً فشيئاً إلى أزمة مطولة، بل ويذهب البعض الآن إلى أن مخاطر الصراع المسلح لم تعد مستبعدة». وقال تشارلز فريمان، السفير الأمريكى لدى المملكة العربية السعودية إبان حرب الخليج الأولى، إن «التصعيد الأخير فى الأزمة الخليجية يهدد بتحولها إلى صراع مسلح»، مضيفاً: «القطريون والأتراك وآخرون قالوا إن المطالب التى تقدمت بها دول الحصار غير مقبولة، ولذا فإننا بالفعل فى أزمة مع إمكانية نشوب صراع مسلح». من جهتها، قالت هيلما كروفت، المديرة العالمية لإدارة استراتيجيات السلع بمؤسسة «آر. بى. سى كابيتال ماركيتس»، إن «قسوة المطالب التى تقدمت بها دول الخليج إلى الدوحة تعضد الفكرة القائلة إن الهدف الحقيقى للسعودية من وراء تلك الأزمة هو تغيير النظام فى قطر». وأشارت «كروفت» إلى أنها تتخوف من احتمالية تحول الأزمة بين دول الخليج إلى صراع مسلح نتيجة التصعيد أو سوء الحسابات، وتابعت: «الآن لا يمكننى الجزم أن هذا الصراع لن يتحول إلى نوع من التصعيد العسكرى».

وأكدت شبكة «سى. إن. إن» الأمريكية، أن «التعنت القطرى يهدد الأزمة الخليجية بالانزلاق نحو الحرب»، وقالت إن «المحادثات العسكرية التى جرت الجمعة الماضى فى أنقرة بين قطر وتركيا، تسمح بالتحسب للاحتمالات العسكرية، حيث بدأت التعزيزات العسكرية بالوصول إلى الدوحة منذ الأسبوع الماضى». ونقلت الشبكة عن «فريمان»، قوله إن «أزمة قطر يمكن أن تنزلق إلى مواجهة عسكرية، وذلك فى ضوء ما يتم الآن بين الدوحة وأنقرة من ترتيبات عسكرية مرفقة برفض التجاوب مع الشروط الـ13».

{long_qoute_2}

ولم تختلف تعليقات مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية كثيراً على تطور الأزمة إلى مواجهة عسكرية محتملة، فقد نشرت تقريراً أمس أكدت فيه، أن «الأزمة الخليجية ستحتدم، وأن الدول الأربع المقاطعة لقطر وهى مصر والسعودية والإمارات والبحرين، يبدون عزماً لا يلين رغم الضغوط الدولية». واعتبرت المجلة الأمريكية أن تلبية الشروط المطروحة من شأنها أن تحبط جهود قطر لإنشاء «قوة ناعمة» فى المنطقة، ولهذا لا يمكن أن تلبيها قطر. وعبرت المجلة عن شكوكها فى إمكانية أن تتطور حملة الضغوط على قطر إلى حملة عسكرية لعدة أسباب من أبرزها وجود القاعدة العسكرية الأمريكية فى قطر، ولكنها تتوقع تصعيداً يصل إلى تعليق العضوية القطرية فى مجلس التعاون الخليجى. وخلص التقرير إلى أن «قطر لن توافق على المطالب التى قدمتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لإنهاء الأزمة الحالية»، مؤكدة أن «الدوحة لن تغير سياساتها الداعمة للإرهاب ما لم يتم الضغط عليها بقوة»، وقالت إن الجروح التى تسبب بها النزاع الخليجى القطرى عميقة جداً، ولن تؤدى أية تسوية إلى علاجها سريعاً.

من جانبها، قالت شبكة «بلومبرج» الأمريكية، أمس، إنه «برغم تصاعد حدة الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة بين دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية من جهة وبين دولة قطر من جهة أخرى، فإن العلاقات الطيبة لا تزال هى السمة السائدة بين البلدين فى سوق النفط»، وأضافت أن «الشحنات المشتركة بين السعودية والإمارات وقطر، لم تتأثر بعد حتى الآن منذ اشتعال الخلاف الدبلوماسى».


مواضيع متعلقة