المتحدث باسم الكنيسة: الإرادة المصرية وراء نجاح الثورة.. ولو فشلنا لدخلنا فى حرب أهلية

المتحدث باسم الكنيسة: الإرادة المصرية وراء نجاح الثورة.. ولو فشلنا لدخلنا فى حرب أهلية
- أساقفة الكنيسة
- أطياف الشعب
- أطياف المجتمع
- أعلى مستويات
- أهداف الثورة
- الانفلات الأمنى
- البابا تواضروس الثانى
- الدولة المصرية
- الشعب المصرى
- آلام
- أساقفة الكنيسة
- أطياف الشعب
- أطياف المجتمع
- أعلى مستويات
- أهداف الثورة
- الانفلات الأمنى
- البابا تواضروس الثانى
- الدولة المصرية
- الشعب المصرى
- آلام
قال القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن نجاح ثورة 30 يونيو 2013 تقف ورائه إرادة مصرية خالصة، ولو فشلت لشهدت مصر حرباً أهلية تشبه ما يدور فى بعض دول الجوار، مشيراً إلى أن التحديات التى تعرّض لها الوطن خلال السنوات الأربع الماضية نالت من تماسك وقوة «تحالف 30 يونيو»، ولكنه ما زال قادراً على تحقيق أهداف الثورة وتسريع عجلة التنمية وتحقيق تطلعات وآمال الشعب المصرى.. وإلى نص الحوار.
{long_qoute_1}
■ كيف ترى ثورة 30 يونيو فى ذكراها السنوية الرابعة؟
- أرى أن الثورة كانت تقف خلفها إرادة مصرية خالصة تُرجمت فى الخروج فى «30 يونيو» طواعية إلى الشوارع المصرية وذلك خوفاً على مصر وإحساساً من الشعب بالمسئولية وأن الدولة تسير فى طريق غير صحيح، وأود أن أؤكد أن الخروج فى 30 يونيو كان خروجاً للمصريين جميعهم بدون النظر إلى انتماءاتهم أو مذاهبهم التى تناسوها، فضلاً عن غضّ النظر عن المصالح الشخصية الضيقة، وأعلوا مصلحة الوطن فى لحظة فارقة من تاريخ مصر، وكان هذا هو الدافع للجماهير فى ذلك الوقت، وبعد مرور 4 سنوات على الثلاثين من يونيو أثبت المصريون صحة التوجه الشعبى فى ذلك اليوم بالمقارنة بأوضاع المنطقة التى تحيطنا ومعاناة العديد من الدول بالمنطقة من الفوضى والانفلات الأمنى وفقدان الاستقرار وانهيار مفهوم الدولة، ومن هنا يثبت المصريون أنهم شعب واعٍ ولديه نضج لأن يتحرك فى هذا الوقت وإلا كان مصيرنا مثل مصير تلك البلاد.
■ من وجهة نظرك، ماذا تحقق من أهداف ثورة 30 يونيو بعد مرور 4 سنوات عليها؟
- رفعت الثورة فور اندلاعها عدة استحقاقات تمت ترجمتها فى الخطاب الذى ألقاه وزير الدفاع فى ذلك الوقت الفريق أول عبدالفتاح السيسى بعد اجتماع 3 يوليو الشهير الذى ضم مختلف أطياف الشعب المصرى، وتلك الاستحقاقات هى: «انتخاب رئيس للجمهورية، ووضع دستور جديد للبلاد، وانتخاب برلمان جديد»، وتم تنفيذ تلك الاستحقاقات فعلاً، ولكن يتبقى أن تتحرك عجلة التنمية فى وطننا بصورة أكبر، بمعنى أن التنمية الموجودة حالياً ما زالت تحتاج قوة أكبر لتحقيق آمال وتطلعات الشعب المصرى الذى يتمنى تحقيق الرخاء والنهوض الاقتصادى الذى ينعكس على معيشة المصريين، وما أريد أن أقوله أن هناك الكثير تم تحقيقة ولكن ما زال لدينا مشوار طويل ينتظر أن نمر به من أجل تحقيق آمال وطموحات الشعب المصرى ونصل لمرحلة الرضا العام لديه.
{long_qoute_2}
■ هل ما زال «تحالف 30 يونيو» الذى يمثل الأقباط ضلعاً رئيسياً فيه، متماسكاً كما كان قبل 4 سنوات، أم أن هناك ما أثّر بالسلب على هذا التحالف؟
- لا يوجد شك أن هذا التحالف ليس هو نفسه تحالف 30 يونيو فى قوته وتماسكه وحماسه، لأنه لا بد مع مرور الزمن أن تنال التحديات التى تواجه الوطن من قوة وتماسك هذا التحالف، ولكن بالرغم من ذلك ما زال تماسك هذا التحالف مرضياً إلى حد ما من أجل تحقيق التنمية، وما زال قادراً على أن يدفع بالدولة المصرية إلى الأمام، وأن يحقق طموحات الشعب المصرى، وسبب ضعف تماسك هذا التحالف أنه نتج فى ٣٠ يونيو من حالة عامة يعيشها الشعب المصرى فى ذلك الوقت، وفى كل الثورات بالعالم تلك الحالة لا يمكن أن تستمر طوال الوقت بنفس التماسك والقوة، وذلك من واقع علم الثورات.
■ لو لم تندلع ثورة 30 يونيو، كيف ترى مصير مصر الآن؟
- كانت ستكون هناك حالة من الاختزال فى مصر، وفقدان واختطاف للهوية المصرية وإقصاء لمعظم أطياف المجتمع المصرى، واختزال للمجتمع المصرى فى فئة معينة، وهذا كان سيؤثر جداً على تماسك المجتمع، لأنه كان سيكون هناك تمييز ليس على أساس دينى فحسب، ولكن كان سيكون هناك تمييز على أسس أخرى، مما سيزيد من انقسام المجتمع، وهو ما كنا على حافته قبل الثلاثين من يونيو 2013، ولو فشلت ثورة 30 يونيو لكانت مصر انجرّت إلى حرب أهلية ولكان العنف انتشر بأعلى مستوياته، ولكنا أصبحنا مثل دول أخرى حولنا بنفس المشهد الموجود فيها.
■ ما مكاسب الكنيسة والأقباط من ثورة 30 يونيو؟
- دائماً الكنيسة لا تحسبها بالمكاسب الفئوية إطلاقاً، وحينما تلبّى الكنيسة نداء الوطن لا تحسبها بمعادلة «هات وخد»، لأن الكنيسة لم تكن يوماً ما طرفاً فى المعادلة السياسية، وإنما هى دائماً فى قلب المعادلة الوطنية، ولا نأخذ مواقفنا بمقياس المكاسب ولكن كل الناس تشهد أن مواقف الكنيسة حتى هذه اللحظة مواقف وطنية خالصة بدون أى استفادة خاصة، وإنما الاستفادة العامة بانضمامنا إلى جموع الشعب المصرى بآلامه وآماله، فنحن لم نحسبها إطلاقاً، حينما دخلت الكنيسة كمؤسسة من مؤسسات الدولة لمساندتها لم تفكر ماذا ستحصل عليه من جراء ذلك إطلاقاً.
■ الكنيسة لعبت دوراً وطنياً لا يخفى على أحد عقب ثورة 30 يونيو، هل يمكن تسليط الضوء على ذلك؟
- الكنيسة لعبت دوراً وطنياً على أكثر من محور، أولها المحور الداخلى، حيث أعلت الكنيسة مصلحة الوطن وحرصت على المصلحة الداخلية فى كل المواقف، وبرز ذلك فى أحداث 14 أغسطس 2013 حينما أُحرقت ودُمرت أكثر من 75 كنيسة ومبنى خدمات على مستوى الجمهورية، حيث أعلت الكنيسة من مصلحة الوطن وارتفعت فوق مصالحها الشخصية، فبالمقارنة بما حدث من تدمير لكنيسة «صول» من خروج المظاهرات القبطية فى كل ربوع الوطن ضد ذلك الأمر وعدم تراجع الأقباط إلا حينما أعيد ترميم الكنيسة واهتزاز الدولة بما حدث، نجد أنه بعد تدمير 75 كنيسة لم يحتج أو يخرج الأقباط للشوارع ولا قاموا برد الإساءة بالإساءة، بل أعلوا من قيمة الوطن حرصاً على تماسك الجبهة الداخلية حتى لا ينال أحد منها. أما المحور الثانى، خارجياً، فالكنيسة، ممثلة فى البابا تواضروس الثانى وأساقفة الكنيسة، حرصت على القيام بمجهود جبار لنقل صورة سليمة عن الأحداث فى مصر وتوضيح أن ما جرى ثورة شعبية وليس انقلاباً عسكرياً، لأنه كانت هناك صورة مغلوطة عن الأحداث الداخلية تروج خارجياً، وكانت تحتاج مجهوداً كبيراً جداً لتوضيحها، وجاءت شهادة الكنيسة خارجياً مقدّرة لأنها من ذى ثقة ومن طرف متضرر من الأحداث الداخلية ورغم ذلك يقف بجوار الوطن ويكشف زيف الادعاءات ويوضح الحقائق ويشرح الأوضاع، وهذا دور كبير قامت به الكنيسة. والمحور الثالث هو انخراط الكنيسة فى العمل المجتمعى على كل المستويات، وكان بصورة كبيرة وملحوظة. والمحور الرابع هو إظهار الأقباط المحبة للوطن وشركاء الوطن فى أوقات عصيبة جداً، نجت الوطن من شرور كثيرة جداً.
■ كيف ترى علاقة الدولة بالكنيسة عقب ثورة 30 يونيو؟
- علاقة الكنيسة بالرئيس ومؤسسات الدولة المختلفة علاقة طيبة جداً، لأن الكنيسة قدمت صورة طيبة لتنال تلك العلاقة، ولأنها وقفت مع آمال وطموحات الشعب المصرى وعبرت عنها بتصرفاتها وقراراتها وتصريحاتها، وهو ما جعل الكل ينظر لمواقف الكنيسة الوطنية بكل تقدير وليس فى مصر فقط، بل انعكست تلك الصورة فى العالم كله، وظهر تقديره لدور الكنيسة الوطنى.
■ وكيف تقيّم حالة العنف والإرهاب التى تعرّض لها الأقباط والكنيسة عقب ثورة 30 يونيو؟
- كانت تلك المحاولات تستهدف كسر الوحدة الوطنية وعزل الأقباط عن باقى النسيج الوطنى للمجتمع، ولو كانوا نجحوا فى ذلك وفى كسر الجبهة الداخلية للوطن وتماسكها كان الوضع فى مصر سيصبح شيئاً آخر، ولكنا صرنا مثل الدول المجاورة، ولكن الكنيسة والأقباط فوّتوا عليهم تلك المحاولات.