يوليو.. شهر الحماية الاجتماعية وزيادة الأسعار
![وزيرة التضامن](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/17831116261496663560.jpg)
وزيرة التضامن
على مقربة من الأول من يوليو، يزحف الخوف إليه، عدد كبير من الأخبار تداولتها المواقع الإلكترونية والصحف، عن قُرب تطبيق الزيادات السنوية الجديدة فى أسعار الكهرباء والغاز والمياه، ضمن الخطة الشاملة لرفع الدعم عن هذه الخدمات خلال 5 سنوات، يضع أحمد سعيد يده على قلبه، وهو ينتظر ما سيحل بفواتيره من زيادات، فى شهر يصفه بـ«المعفرت.. كفاية أننا خارجين من عيد، وقابضين بدرى.. يعنى هنشحت هنشحت».
«سعيد»: إزاى الاتنين مع بعض
عمله فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون يضعه ضمن فئة «الراقصين على السلم»، هكذا يصف حاله وعشرات آخرين «مش هنستفيد من الدعم، وهندفع فاتورة الإصلاح الاقتصادى»، عبارات ملّ من سماعها، ووعود تكرّرت فى كل وسائل الإعلام دون أن تعرف طريقاً إلى التطبيق، لذا لم يُدهشه فى تصريحات رئيس الوزراء حول تطبيق منظومة الحماية الاجتماعية فى يوليو سوى اختيار التوقيت «يعنى هيطبقوا الحماية الاجتماعية فى يوليو، ويزودا الأسعار برضه فى يوليو.. ميكس رهيب لا يحدث إلا فى مصر».
الدهشة نفسها طالت الخاضعين لمنظومة الدعم، ومنهم محمد السنى، سائق التاكسى، لا تفارق بطاقة التموين جيبه، لكنه لا يُبدِ سعادة بتلك الزيادة التى حصل عليها وأفراد أسرته السبعة على البطاقة «اللى هاخده باليمين.. هادفعه بالشمال، وبكرة البنزين يغلى وأفكركم».. «السنى» يؤكد أن «الحماية الاجتماعية» مصطلح غائب عن كل القرارات التى يتم اتخاذها، ويُبرر رأيه «يعنى انت هتعمل الحماية الاجتماعية دى للى عندهم بطاقات تموين، واللى ماعندهمش يموتوا من الجوع؟»، استفهام تبادله «السنى» مع زبائنه، يؤكد أن تاكسيه هو أول مكان لاستطلاع الرأى «مفيش زبون بيركب معايا غير لما يشتكى من الأسعار، ولسه الشكوى هتزيد لما يطبّقوا أسعار التموين الجديدة، إحنا مش عايزين قيمة التموين تزيد، عايزين الأسعار هى اللى تقل».
قائمة من المشاعر المتخبّطة، وربما الأمراض النفسية، قد تصيب المواطن بفعل تلك التصريحات المتناقضة، يُعدّدها د. يسرى عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى: «كفاية شعوره بالقلق وعدم الثقة، ده هيولد عنده حالة من التخبّط يفقد على أثرها القدرة على التخطيط للمستقبل، ويصيبه بحالة لامبالاة تجاه كل شىء حوله، ولن يشعر بجدوى أى تحرك إيجابى».