قادة دول الاتحاد الأوروبي يستعيدون الثقة ويلتقون تيريزا ماي في بروكسل

كتب: (أ ف ب)

قادة دول الاتحاد الأوروبي يستعيدون الثقة ويلتقون تيريزا ماي في بروكسل

قادة دول الاتحاد الأوروبي يستعيدون الثقة ويلتقون تيريزا ماي في بروكسل

يشارك قادة دول الاتحاد الأوروبي في قمة في بروكسل يومي، اليوم وغدًا، في أجواء من الثقة خصوصًا بعد انتخاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في حين تحضر رئيسة الوزراء البريطانية وهي في موقف ضعيف بعد الصفعة الانتخابية التي تلقتها أخيرًا.

وكتب رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، في رسالة الدعوة الموجهة إلى رؤساء الدول والحكومات الـ28 الأعضاء في الاتحاد "نلتقي اليوم في أجواء سياسية مختلفة عما كانت عليه قبل أشهر قليلة، عندما كانت القوى المناهضة للاتحاد الأوروبي لا تزال تزداد قوة".

وبعد البلبلة التي أثارها تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء قبل عام تماما، تمكن الاتحاد الأوروبي من رص صفوفه مجددًا.

وأكد الإطلاق الرسمي، الإثنين الماضي، لمفاوضات "بريكست" بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، أنه لا يزال بامكان الاتحاد الأوروبي فرض وتيرته على البريطانيين.

وبعد أن كانت "ماي" شددت مرارًا بأنها تفضل عدم التوصل إلى اتفاق حول الانسحاب على القبول بـ"اتفاق سيء"، ستشارك في القمة، مساء اليوم، وهي في موقع ضعيف بعد خسارتها غالبيتها النيابية في الانتخابات التشريعية الأخيرة المبكرة التي دعت إليها، على أمل كسب مزيد من الدعم في المفاوضات المقبلة.

من المتوقع أن تكون مداخلة "ماي" مقتضبة إذ لا يتعلق الأمر بفتح نقاش، بحسب عدة مصادر دبلوماسية في بروكسل.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن "ماي" ستكشف عن "المبادئ" التي ستوجه المفاوضين البريطانيين حول مصير الرعايا البريطانيين المقيمين في الاتحاد الأوروبي، والأوروبيين في بريطانيا والمعنيين بشكل خاص بالبريكست. ومن المقرر أن يتم نشر وثيقة أكثر تفصيلا حول الموضوع في 26 يونيو.

بعدها، ستغادر "ماي" الاجتماع وسينصرف قادة الدول الـ27 للتشاور حول المقر الجديد لوكالتين أوروبيتين ستنتقلان من لندن هما "السلطة المصرفية الأوروبية" و"الوكالة الأوروبية للدواء".

وقال دبلوماسي أوروبي: "إنها المسألة الأولى لمرحلة ما بعد بريكست التي يتعين علينا النظر فيها دون بريطانيا، وإذا لم نتخذ موقفًا موحدًا فذلك سيرسل إشارات سلبية".

وفي إطار هذه الوحدة المعلنة بين أعضاء الاتحاد الأوروبي، من المتوقع أن يخصص حيز مهم من جدول أعمال القمة لإجراءات حماية مواطني الاتحاد.

وقال توسك: "علينا أن نثبت أننا قادرون على استعادة التحكم بأحداث تكون مؤسفة وأحيانا مروعة".

شهدت بلجيكا مجددا، مساء أمس الأول، هجوما لم يوقع ضحايا نفذه مغربي فجر عبوة في إحدى محطات القطارات الرئيسية في العاصمة على بعد كيلومترات فقط من الحي الذي يضم المؤسسات الأوروبية قبل أن يقتل برصاص قوات الأمن.

يأتي الاعتداء بينما تشهد أوروبا وخصوصًا بريطانيا وفرنسا موجة من الهجمات الإرهابية في الأشهر الأخيرة.

وتعتبر مكافحة الإرهاب والتطرف من الأولويات على جدول أعمال قادة الدول الأوروبية في القمة، وسيركزون خصوصًا على المنصات المستخدمة على الإنترنت ودورها في الدعوة إلى العنف.

على جدول الأعمال الجمعة أيضًا سبل الحماية في القطاعين الاقتصادي والاجتماعي، مثل السيطرة على الآثار السلبية للعولمة والتصدي لممارسات المنافسة غير النزيهة.

ويمكن أن تشمل هذه الحماية أيضًا مكافحة التغيرات المناخية التي سيتباحث بشأنها القادة الـ28 بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس.

على الصعيد الدبلوماسي، سيستعرض "ماكرون" الذي يشارك للمرة الأولى في قمة أوروبية منذ انتخابه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تطبيق اتفاقات مينسك (2015) لإحلال السلام في شرق أوكرانيا والتي لم تحقق نجاحا حتى الآن.

ومن المتوقع أن يعرض المسؤولان تجديد العقوبات الاقتصادية على موسكو لمدة 6 أشهر بحسب مصادر دبلوماسية.

من جهة أخرى، شكلت السياسة الحمائية التي ينتهجها ترامب وانتقاداته للاتحاد الأوروبي، مبررًا إضافيًا لمؤيدي التزام أكبر حول الأمن في أوروبا.

إزاء "بريكست" والشكوك حول التزام الشريك الأمريكي، من المتوقع أن يقدم الأوروبيون دعمًا لعدة إجراءات من أجل تعزيز سبل الدفاع الأوروبي.


مواضيع متعلقة