لماذا لم تصف الشرطة اللندنية حادث دهس المسلمين بـ"الإرهابي"؟

كتب: محمد متولي

لماذا لم تصف الشرطة اللندنية حادث دهس المسلمين بـ"الإرهابي"؟

لماذا لم تصف الشرطة اللندنية حادث دهس المسلمين بـ"الإرهابي"؟

أعلنت الشرطة البريطانية أن شاحنة صغيرة دهست عددا من المصلين أمام مسجد فينسبري بارك شمالي لندن، ما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة ثمانية آخرين، والذي على إثره نُقل المصابون لـ3 مستشفيات مختلفة، ومن قبل وقع حادث حريق ببرج "جرينفيل" في لندن، ذي الأغلبية المسلمة، بينما لم تعتبر الشرطة اللندنية أن الحادثين "إرهابيان".

من جانبه، يقول السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن هناك حالة ارتباك كبيرة في بريطانيا، على خلفية وقوع عدد كبير من الأعمال الإرهابية خلال الفترة القليلة الماضية، لافتا إلى حادث حريق مبنى برج "جرينفيل" والذي يسكن أغلبيته الجالية المسلمة ولم يتضح حتى الآن سبب الحريق وسبب بطء وصول المطافئ وبطء عمليات الإطفاء والإنقاذ، ما يعبِّر عن "تقصير" لدى الجهات التنفيذية البريطانية.

وأضاف حسن، في تصريح لـ"الوطن"، أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اعترفت بوجود تقصير أمني للغاية، موضحا أن ما يحدث حاليا في بريطانيا قد يكون نوعا من رد الفعل تجاه الجاليات الإسلامية الموجودة هناك، بعد عدد من العمليات الإرهابية المماثلة التي وقعت في المملكة الفترة السابقة.

وأوضح عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن جهات التحقيق في بريطانيا تعمل حاليا على الوصول إلى أسباب الحريق والدهس اللذين وقعا في لندن مؤخرا، مضيفا أن حادث الدهس قد وقع ضد المسلمين ومن الممكن أن تزداد عمليات العنف المتبادل بين البريطانيين والجاليات الإسلامية خلال الفترة المقبلة.

وأكد حسن أن ازدياد العمليات الإرهابية في لندن يعود لسببين، أولهما رد فعل البريطانيين من الأحزاب اليمينية المتطرفة ضد المسلمين والتي لا تستطيع القوات الأمنية البريطانية تصنيفها بـ"عمليات إرهابية"، وثانيهما أن يكون نوعا من العنف والعنف المضاد بين الجهتين والتي من الممكن أن تكون "جماعات انتقامية" تنتقم من المسلمين كنوع من رد الفعل.

وفي السياق ذاته، يقول السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن التحقيقات الخاصة بالحادثين تعمل عليهما الشرطة اللندنية والاستخبارات البريطانية، موضحا أن الجهتين المخول لهما الحديث عن تلك الأعمال لم تفصحا عما إذا كان العمل انتقاميا أو إرهابيا أو حتى حادث عفوى.

وأضاف القويسني في تصريح لـ"الوطن"، أنه وبعد الإعلان عن ماهية الحادثين سيتم تحليل ما إذا كانوا إرهابيين أو غير ذلك، موضحا أن تحقيقات السلطات البريطانية لا تستطيع إخفاء الحقيقة وبعد ما صدَّر الإرهاب المدثر بغطاء إسلامي نموذج الإرهابيين للعالم الغربي يقتنع البريطانيون أنفسهم أن الإرهاب ليس متصلا بالإسلام، على خلفية شكر رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي المواطنين المسلمين الذي أخمدوا نيران البرج الذي أضرم فيه النيران.

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن التقارير الأمنية الخاصة بالحادثين الإرهابيين لن تقوم بريطانيا بإخفائها أو التستر عليها ما إذا علم أن المنفذ بريطاني، مضيفا أن السلطات البريطانية كثيرا ما تتأخر في الحكم على الأحداث وتصنيفها لتكون إرهابية أو غير ذلك.

وتابع القويسني قائلا: "أقوى جهاز استخبارات في العالم في المملكة المتحدة عجز عن تقدير مستوى الحذر والاستعداد والترقب وعجز عن التوقع وتقدير مضبوط لحجم الخلايا النائمة وبريطانيا تمر في مكافحتها للإرهاب بأزمة"، موضحا أن البريطانيين لم يقدموا حتى الآن اتهاما مباشرا للمسلمين بأنهم إرهابيون ويتحدثون حاليا عن مجتمع متنوع ومتوحد في كل الأعراق والديانات.


مواضيع متعلقة