سكينة فؤاد: الصيام فى بورسعيد كان بطعم المقاومة وكتبت «ليلة القبض على فاطمة» فى رمضان

سكينة فؤاد: الصيام فى بورسعيد كان بطعم المقاومة وكتبت «ليلة القبض على فاطمة» فى رمضان
- البحر المتوسط
- التواصل الاجتماعى
- الرئيس المعزول مرسى
- السيدة عائشة
- السيدة نفيسة
- العادات والتقاليد
- العدوان الثلاثى
- العمل الصحفى
- القبض على
- آباء
- البحر المتوسط
- التواصل الاجتماعى
- الرئيس المعزول مرسى
- السيدة عائشة
- السيدة نفيسة
- العادات والتقاليد
- العدوان الثلاثى
- العمل الصحفى
- القبض على
- آباء
«رمضان سكينة فؤاد كان بطعم المقاومة، لأننا صحينا عليها».. بنبرة صوتها الحازمة تلقى سكينة فؤاد بالكلمات فى حسم، ميلادها ونشأتها فى مدينة بورسعيد الباسلة أضفى على حياتها معانى أخرى، ما كان لها أن تتعرّف عليها بعيداً عن المدينة المناضلة، خصوصاً بعد أن تفتّح وعيها على العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، الذى تحمّلت بورسعيد جزءاً كبيراً من فاتورته، ذكريات كثيرة تحملها «سكينة» فى قلبها وعقلها عن رمضان هناك، وما إن تغمض عيناها حتى ينتقل بها الزمان عشرات السنين إلى الوراء، وتحملها النسائم إلى شاطئ البحر المتوسط عند مدخل قناة السويس، فترى الموائد التى كان الجميع يلتفون حولها ليتناولوا الإفطار، مع انطلاق المدفع، حين كان الناس يخرجون من منازلهم، وكأن بورسعيد منزل واحد يضم الجميع بكل أطيافهم.
{long_qoute_1}
تتحدث «سكينة» عن رمضان فى بورسعيد وقت العدوان الثلاثى فتقول: «الظروف الوطنية وتحديداً فى بورسعيد حسستنا إننا عيلة كبيرة بنفطر سوا، والكل كان بيتكلم وقت الفطار عن المقاومة وبس». تحرص الكاتبة الصحفية على التجمّع وسط عائلتها خلال شهر رمضان، فهى لا تحبذ تناول وجبة الإفطار أو السحور خارج المنزل، حيث المطاعم، وإنما على طاولة المنزل برفقة أصدقائها وأبنائها ووسط أحفادها، كما تشعر «سكينة» براحة نفسية وروحانية عندما تخطو بقدمها إلى شوارع مصر القديمة، حيث مسجد السيدة نفيسة والسيدة عائشة ومسجد الرفاعى.
تقول «سكينة» إنها تعلمت آداب الصيام والتحلى بالصبر على الظمأ والجوع على يد والدتها، حيث كانت دائمة الوجود بجوارها لتستمتع بروائح الطعام خلال طهيه، فلاحظت والدتها تكرار ذلك، فأمسكت بطفلتها لتعلمها أول درس فى أول رمضان لها وهى صائمة: «قالت لى إن الصيام اختبار لقوتك التى لا يراها إلا الله.. فلازم تبقى قوية».
{long_qoute_2}
الظروف الاقتصادية وكثرة المسلسلات ووسائل التواصل الاجتماعى، تراها الكاتبة الصحفية أكثر ما أفسد الشعور بشهر رمضان، فالأجيال الحالية لم يعد لديها طاقة للجلسات العائلية والتشاور فى أمور العائلة: «لغة التواصل انقطعت، مين دلوقتى عارف أخبار عائلته، كل واحد بقى مشغول فى العالم بتاعه». وتتابع: «بالمناسبة رمضان زمان كانت الناس بتستغله للإبداع، أنا أهم أعمالى الروائية، وهى (ليلة القبض على فاطمة) بدأت كتابتها فى رمضان».
مستشارة الرئيس المعزول مرسى، التى استقالت من منصبها اعتراضاً على إصدار «المعزول» إعلانه الدستورى، شربت حب الوطن حيث نشأت، وحين انتقلت من مدينتها إلى العاصمة لتلتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة تعرّفت إلى زميلها آنذاك أحمد الجندى، الذى أعدّ وخطط لزواجها، لم ترفض هى، بل بادرت بإعلان الموافقة: «زواجى من (أحمد) كان مع سبق الإصرار، هو خطط ونجح فى خطته، أنا مفتقداه جداً، لأنه كان إنسان جميل وزوج محترم.. احترم طموحى، وكان داعم ليّا حتى يوم وفاته».
ورغم نجاحها فى مجال الكتابة والعمل الصحفى، فإن «سكينة» كانت تخشى على ابنتها الوحيدة من دخول المجال نفسه، مما جعلها تحاول إبعادها عن السير على خُطاها أو خُطى والدها أحمد الجندى، رغم اعترافها بأنها كاتبة رائعة، إلا أنها لم ترضَ لها طريق البحث عن المتاعب: «لأول مرة باعترف أن أنا خُفت على بنتى ومادخلتهاش الصحافة، وهى دلوقتى أستاذ أطفال بجامعة القاهرة، وأنا فخورة بيها جداً، وكمان فخورة باولادى الاتنين، واحد مهندس والتانى إعلامى».
أما عن الأحفاد، فتتعلق «سكينة فؤاد» بأحفادها وتحرص على غرس القيم التى تربت عليها فى نفوسهم، كحب الوطن والانتماء إليه، فهى ترى أن تربية النشء أفضل ما يمكن أن يقدّمه الآباء والأمهات لهذا الوطن خلال الفترة المقبلة: «أنا حرصت على تربية أولادى على العادات والتقاليد، ومن بعدهم أحفادى، لأننى نشأت فى أسرة تُقدس فكرة العائلة واحترامها».
تتذكر «سكينة» أول قصة كتبتها فى حياتها، كانت وقتها تدرس فى المرحلة الابتدائية، وكانت حريصة على جمع الصحف والتعرّف على وجوه الشخصيات المبدعة، وتحديداً تلك التى تتسم بالشجن والحزن وإلصاقها فى كراستها، ثم تُدوّن قصة من وحى خيالها عن وجه تلك الشخصية، وتقول «سكينة» إن قصتها الأولى أغضبت والدتها، حيث كتبت فى قصتها إن الأم ماتت، فما كان من والدتها إلا أن استنكرت ذلك وحزنت كثيراً تأثراً بما كتبته طفلتها آنذاك: «أنا نشأت فى أسرة تمارس العادات والتقاليد والترابط والتواصل، وده نقلته لأولادى وحالياً أحفادى».
لم تتعلم «سكينة» فى طفولتها من والدتها فقط، بل إن والدها كان صاحب الفضل عليها فى غرس حب القراءة، فكان يحرص على اقتناء الأعداد القديمة من الصحف، التى تحمل أحداثاً تاريخية ومهمة، فورثت عنه الكاتبة الصحفية عشق الكتب والصحافة.
وعن مسيرة «سكينة» الصحفية، تقول الكاتبة إنها شهدت الكثير من النجاحات، إلا أن حملتها على زراعة القمح كانت سبباً فى وقفها عن الكتابة بـ«الأهرام»، بعدما أخبرها رؤساؤها أن مقالاتها قد أغضبت المسئولين، وأنها لا بد أن تتوقف عن نشر تلك المقالات، وبعد فترة تم إبلاغها بعدم المد لها للعمل فى «الأهرام».
ورغم أن فكرة الندم لم تراود الكاتبة الصحفية طوال حياتها، إلا أنها خلال تلك الفترة تمنّت أن يعود بها الزمن إلى الوراء لتُنقذ الأديبة من الانخراط فى مهنة الصحافة التى سرقت منها الكثير: «لو الزمن يرجع بيا لورا هاحترم الموهبة اللى ربنا إداها للأديبة سكينة فؤاد».