ارتفاع أسعار «الكنافة والقطايف والبسبوسة» فى رمضان.. يا «حلو الغلابة» مين يشتريك؟

كتب: سارة صلاح

ارتفاع أسعار «الكنافة والقطايف والبسبوسة» فى رمضان.. يا «حلو الغلابة» مين يشتريك؟

ارتفاع أسعار «الكنافة والقطايف والبسبوسة» فى رمضان.. يا «حلو الغلابة» مين يشتريك؟

«الكنافة والقطايف والجلاش والبسبوسة».. حلويات شرقية تميز بها شهر رمضان منذ عقود طويلة، وعلى مدار كل تلك السنوات كانت ملاذ الفقراء الآمن، للحصول على البهجة قبل القيمة الغذائية المطلوبة لتعويض عدد ساعات الصيام الطويلة، حيث كانت فى متناول أيديهم، لكن مع ارتفاع الأسعار الجنونى فى الشهور الأخيرة، امتنع الكثير من المواطنين عن شرائها والاكتفاء بـ«الفرجة» عليها، فيما اكتفى آخرون بشرائها فى وقت «العزومات» فقط لتزيين المائدة.

«الكنافة والقطايف مدخلوش بيتى من أول الشهر»، تقولها «سعدية محمد» (46 سنة)، مبررة ذلك بارتفاع أسعارها بجانب ارتفاع أسعار بقية مستلزمات صنعها مثل السمن والسكر والزيت.

«الكنافة محتاجة على الأقل نص كيلو سكر عشان أعمل شربات ليها، وسعر السكر وصل لـ10 جنيه، وما أقدرش أستخدم سكر التموين، لأنه يا دوب بيكفى الشاى والعصاير بالعافية»، مضيفة: «ما جبتش أصلاً حاجة رمضان، والقطايف عشان تتعمل لازم أحشيها يا إما زبيب أو مكسرات، ده غير إنها بتحتاج زيت، بقيت أوفر على نفسى ومعملش حاجة».

تشكو «سعدية»، التى لا تملك سوى فرشة لبيع بعض أنواع الخضار، من ارتفاع الأسعار وقلة حركة البيع والشراء، مؤكدة أنها تضطر فى بعض الأحيان إلى إلقاء بعض الخضراوات بعد تعفنها فى صندوق القمامة، ما يعرضها لخسائر كبيرة، مضيفة: «بأفضل قاعدة طول النهار فى الشارع عشان أجمع تمن نص كيلو لحمة، وبعد ما أسعار الخضار زادت ما بقاش فيه إقبال على الشراء واللى بيشترى بياخد أقل من نص الكمية اللى كان بياخدها الأول، وأوقات كتير مش ببيع لحد ما الخضار يترمى رغم إنى بشتريه غالى من التاجر، ده غير إنى بادفع تمن النقل بس هعمل إيه، ده أكل عيشى».

وتتابع حديثها بضحكة ساخرة: «إحنا مش لاقيين نفطر، هنشترى حلويات، ده حتى بلح الشام كنت متعودة وأنا راجعة أشتريه من العربية اللى جنب البيت، لقيت سعره زاد بطلت أجيبه».

اعتاد «شحاتة سيد»، بائع خبز، شراء الكنافة باستمرار فى شهر رمضان، لتناولها بعد الإفطار كعادته، إلا أن ارتفاع سعرها اضطره إلى الاكتفاء بشرائها «وقت العزومات» بحسب كلامه: «ما أقدرش أجيبها كل يومين زى قبل كده، بقيت أشتريها مثلاً مرة كل أسبوع، أو لما يكون عندنا ضيوف، لأن رمضان معروف بالعزومات، وما ينفعش ما نعملش حلو»، مضيفاً: «ما بقيناش نعمل الكنافة زى زمان بالسمن البلدى، ونحشيها زبيب ومكسرات، لأن الحاجات دى هتكلفنا كتير وبنكتفى بإننا نعملها سادة وبالزيت عشان أوفر».

يتذكر «شحاتة» حين كان يقوم بشراء «طبق حلويات مشكل» لأبنائه أثناء عودته من عمله، حينما كان لا يكلفه سوى 25 جنيهاً للكيلو، قائلاً: «لما كنت أكسب قرشين زيادة عن كل يوم، كنت أشترى من الحلوانى كيلو مشكل عشان أفرّح العيال، لكن النهارده محتاج 50 جنيه عشان أجيبه ومش هيكفى».

لم يختلف الوضع كثيراً مع «عبدالعال تمام»، عامل يومية، الذى استغنى عن شراء الحلويات بكل أنواعها، مؤكداً أنها أصبحت للفرجة فقط بسبب ارتفاع سعرها، إذ ارتفع سعر كيلو البسبوسة السادة لـ18 جنيهاً، والكنافة لـ25 جنيهاً، والقطايف المحشية لـ22 جنيهاً، بحسب كلامه: «كنت السنة اللى فاتت متعود أجيب للعيال أى حاجة حلوة، وما كنتش برضى آكل منها وأقول لنفسى هما أولى عشان ده شهر كريم، لكن دلوقتى الحلويات بقت زى الفاكهة حاجة ترفيهية، وعشان نشتريها محتاجة ميزانية لوحدها».

ويتابع «عبدالعال»: «ما بقيتش أقدر أشترى حاجة البيت اليومية، ومفيش أى دخل ثابت أصرف منه، لو فيه يوم الواحد تعب مش بيلاقى ياكل»، مشيراً إلى أن مكسبه فى اليوم لا يتجاوز 50 جنيهاً، ومسئول عن أسرة مكونة من 5 أبناء، ما زالوا فى مراحل دراسية مختلفة، ويضيف الرجل الستينى: «فيه حاجات بقت أهم من إننا ناكل حلويات، والقرش اللى هندفعه عشان نحلى بعد الأكل، نوفره ونجيب بيه أكل تانى يوم لأننا فى رمضان ولازم نلاقى على الفطار حاجة كويسة ناكلها».


مواضيع متعلقة